الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهكذا ديدن الشيخ في كل تفسيره، لا فرق بين آيات الأحكام وغيرها. فهو حينما يتكلم عن آيات الصفات، يطلب أن يصار على مذهب السلف، ثم نجده يفسر الاستواء بالاستيلاء، وهذا ليس غريبًا عليه، كما نجده في تفسيره لسورة الهمزة يقول:"إن أشعة رونتجن يمكن أن يدل عليها قول الله: {الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (7)} [الهمزة: 7]، فهي تطلع على الأفئدة لتصورها وتقرأ الأفكار".
هذا وأمثاله كثير عند الشيخ، إلا أن الذي يثير الدهشة أن الشيخ يحاول أن يرد على غيره، فهو مثلًا يقول في سورة الفيل:"وما قيل أن الله سلط عليهم الجدري، أو رماهم بما يشبه التسمم (الميكروب)، ينافي صراحة الآية وحقيقتها، اللهم إلا أن يقال إن ذلك نشأ عن رميهم والله أعلم! " وكأني بالشيخ لا يدري ماذا قال غيره، حتى يرد عليه ويقول تعالى:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: 67]: "هذا والعجب كل العجب من أن سماحة الأستاذ المراغي بمصر العظيمة، اعتبر هذا المسخ عند تفسير قوله تعالى:{كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)} البقرة: 65] معنويًا، مستدلًا بما رواه ابن جرير عن مجاهد، بأنه ما مسخت صورهم ولكن مسخت قلوبهم، وهو يعلم أن ابن جرير ينقل الأقوال ثم يعلق عليها
…
".
16 - رده للسنّة والإجماع:
ويا ليت الشيخ يرد على أشخاص وأفراد فإن هذه حرية ممنوحة له، ولكننا رأيناه في أكثر من موضع يرد ما أجمعت عليه الأمة، فهو عند تفسيره لسورة المسد ينكر ما جاء في الحديث الصحيح، من أن سبب نزول السورة كان كما أورده البخاري ومسلم، يقول:"وقد جاء في التأويلات النجمية، أن أبا لهب كان في بداية أمر النبي صلى الله عليه وسلم يحسن إليه ويكرمه ويقول إلى قريش: "إن كان الأمر إلى محمد فلي عنده يد، وإن كان لقريش فلي عندها يد أيضًا"، لأنه كان يحسن إليها. وبعد أن ظهر أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أظهر له العداوة وصار يهينه ويؤذيه، فأنزل الله فيه هذه السورة إعلامًا بخسران يده عنده لتكذيبه إياه، وخسران يده عند قريش أيضًا لعدم بقاء يد لهم عند
الرسول، وإذلالهم لعدم الإيمان به، وهذا أحسن ما قيل في أسباب نزول هذه السورة. أما ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: لما نزلت {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (214)} [الشعراء: 214]، صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا ونادى
…
فقال أبو لهب: تبًا لك سائر اليوم ألِهذا جمعتنا! فنزلت السورة ونقله أكثر المفسرين، فلا يصح هذا أن يكون سببًا لنزولها، لأن هذه الآية لم تنزل بعد، ولا يصح أن يكون المؤخر سببًا للمقدم، ولا يبعد أن يكون قول أبي لهب لحضرة الرسول (تبًا لك سائر اليوم)، ردًّا على ما جاء في هذه السورة المتقدمة على هذه الحادثة. الأجدر أن يكون كذلك
…
".
وإذا كان من السهل على الشيخ أن يرد إجماعًا ليس فيه ضير في العقيدة فإنه يصعب على كل مسلم أن يرد إجماعًا في رده هدم للعقيدة من أساسها، وتقويض لبنيانها من قواعده، ولقد كنا نأخذ ما قاله الشيخ على أنه غث وضعيف وقصص وحكايات، لكننا وجدنا أنفسنا أمام أمرٍ عظيم، يذهب بأكثر نصوص هذا الدين، وذلك نراه جليًّا عند تفسير الشيخ لسورة الناس: يقول: "إن بعض الأولياء سأل الله تعالى أن يريه كيف يأتي الشيطان ويوسوس، فأراه الله تعالى هيكل الإنسان، في صورة بلور وبين كتفيه شامة سوداء كالعشّ والوكر. فجاء الخناس يتجسس من جميع جوانبه، وهو في صورة الخنزير، له خرطوم كالفيل، فأدخل خرطومه من بين الكتفين من قبل قلبه فوسوس إليه، فذكر الله فخنس وراءه. لذلك سمى الخناس لأن نور الذكر ينكصه على عقبه، ولهذا السر الإلهي كان خاتم النبوية في هذا المحل، إشارة إلى عصمته صلى الله عليه وسلم منه
…
وكان صلى الله عليه وسلم يحتجم من بين الكتفين ويأمر بذلك لتضعيف مادة الشيطان وتضييق مرصده .. وقال بعض العارفين أراد (برب الناس) الأطفال
…
وبـ (ملك الناس) الشباب، و (إله الناس) من الشيوخ".
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الشيخ تجاوزه كثيرًا وتجرأ على قدسية الإسلام، وطعن الأمة في معتقداتها طعنة نجلاء، فها هو يقول عن الإمامين العظيمين وعن السفرين الخالدين، أعني الجامع الصحيح للإمام البخاري وصحيح