الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
معقل بن قيس (1)(43 هـ)
معقل بن قيس الرياحي، من أهل الكوفة من بني رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك. أوفده عمار بن ياسر إلى عمر يفتح تستر، وبعثه علي إلى بني ناجية حين ارتدوا فقاتلهم، ووجهه علي لمحاربة يزيد بن شجرة الرهاوي. قال ابن عياش: كان صاحب شرطة علي معقل بن قيس. وذكره يعقوب بن سفيان في أمراء علي يوم الجمل.
وقال علي بن مجاهد: كان أول من خرج بعد أهل النخيلة المستورد بن علفة اليربوعي، فسار إليه معقل بن قيس الرياحي، فلقيه بشط دجلة فاختلفا ضربتين، فقتل كل واحد منهما صاحبه. ذكر أبو جعفر الطبري أن ذلك كان في سنة ثلاث وأربعين، وأرخه أبو عبيدة سنة تسع وثلاثين في خلافة علي.
قال ابن عساكر: ولا شك أن ذلك كان في أيام معاوية وإمارة المغيرة ابن شعبة على الكوفة.
موقفه من الخوارج:
- قال حين أنذر المغيرة بن شعبة رؤساء الناس في أمر الخوارج: فقام إليه معقل بن قيس الرياحي فقال: أيها الأمير هل سمي لك أحد من هؤلاء القوم؟ فإن كانوا سموا لك فأعلمنا من هم؟ فإن كانوا منا كفيناكهم، وإن كانوا من غيرنا أمرت أهل الطاعة من أهل مصرنا فأتتك كل قبيلة بسفهائها
(1) تاريخ خليفة (198 - 200) وتاريخ الطبري (3/حوادث سنة 43هـ) وتاريخ دمشق (59/ 367 - 368) والإصابة (10/ 39).
فقال: ما سمي لي أحد منهم. ولكن قد قيل لي إن جماعة يريدون أن يخرجوا بالمصر، فقال له معقل: أصلحك الله! فإني أسير في قومي وأكفيك ما هم فيه، فليكفك كل امرئ من الرؤساء قومه
…
(1)
- وفيه أيضا: فقام معقل بن قيس فقال: إنك لا تبعث إليهم أحدا ممن ترى حولك من أشراف المصر إلا وجدته سامعا مطيعا ولهم مفارقا ولهلاكهم محبا، ولا أرى أصلحك الله أن تبعث إليهم أحدا من الناس أعدى لهم ولا أشد عليهم مني، فابعثي إليهم فإني أكفيكهم بإذن الله. فقال: اخرج على اسم الله فجهز معه ثلاثة آلاف رجل. (2)
- عن سالم بن ربيعة قال: إني جالس عند المغيرة بن شعبة حين أتاه معقل بن قيس يسلم عليه ويودعه، فقال له المغيرة: يا معقل بن قيس، إني قد بعثت معك فرسان أهل البصرة، أمرت بهم فانتخبوا انتخابا، فسر إلى هذه العصابة المارقة، الذين فارقوا جماعتنا وشهدوا عليها بالكفر، فادعهم إلى التوبة، وإلى الدخول في الجماعة، فإن فعلوا فاقبل منهم، واكفف عنهم، وإن هم لم يفعلوا فناجزهم واستعن بالله عليهم. فقال معقل بن قيس: سندعوهم ونعذر، وايم الله ما أرى أن يقبلوا، ولئن لم يقبلوا الحق لا نقبل منهم الباطل، هل بلغك -أصلحك الله- أين منزل القوم؟ (3) ثم سار في آثرهم وناجزهم وطردهم من كل مصر حلوا به، إلى أن انتهى إلى منازلة رأسهم
(1) تاريخ الطبري (3/ 180).
(2)
تاريخ الطبري (3/ 182).
(3)
تاريخ الطبري (3/ 182 - 183).
المسورة بن علفة فقتل أحدهما الآخر، وأبيد هؤلاء المارقون عن آخرهم. (1)
- قال الحافظ ابن كثير: وقد كانت في هذه السنة -أعنى سنة ثلاث وأربعين- وقعة عظيمة بين الخوارج وجند الكوفة، وذلك أنهم صمموا- كما قدمنا- على الخروج على الناس في هذا الحين، فاجتمعوا في قريب من ثلاثمائة عليهم المستورد بن علقمة، فجهز عليهم المغيرة بن شعبة جندا عليهم معقل ابن قيس في ثلاثة آلاف، فصار إليهم وقدم بين يديه أبا الرواع في طليعة هي ثلاثمائة على عدة الخوارج، فلقيهم أبو الرواع بمكان يقال له المذار. فاقتتلوا معهم فهزمهم الخوارج، ثم كروا عليهم فهزمتهم الخوارج، ولكن لم يقتل أحد منهم، فلزموا مكانهم في مقاتلتهم ينتظرون قدوم أمير الجيش معقل بن قيس عليهم، فما قدم عليهم إلا في آخر نهار غربت فيه الشمس، فنزل وصلى بأصحابه، ثم شرع في مدح أبى الرواع، فقال له: أيها الأمير إن لهم شدات منكرة، فكن أنت ردأ الناس ومر الفرسان فليقاتلوا بين يديك.
فقال معقل بن قيس: نعم ما رأيت، فما كان إلا ريثما قال له ذلك حتى حملت الخوارج على معقل وأصحابه، فانجفل عنه عامة أصحابه، فترجل عند ذلك معقل بن قيس وقال: يا معشر المسلمين الأرض الأرض، فترجل معه جماعة من الفرسان والشجعان قريب من مائتي فارس، منهم أبو الرواع الشاكري، فحمل عليهم المستورد بن علقمة بأصحابه فاستقبلوهم بالرماح والسيوف، ولحق بقية الجيش بعض الفرسان فذمرهم وعيرهم وأنبهم على الفرار، فرجع الناس إلى معقل وهو يقاتل الخوارج بمن معه من الأنصار قتالا شديدا، والناس
(1) انظر تفصيل ذلك من تاريخ الطبري (3/ 182 - 193).
يتراجعون في أثناء الليل، فصفهم معقل بن قيس ميمنة وميسرة ورتبهم، وقال: لا تبرحوا على مصافكم حتى نصبح فنحمل عليهم فما أصبحوا حتى هزمت الخوارج فرجعوا من حيث أتوا، فسار معقل في طلبهم وقدم بين يديه أبا الرواع في ستمائة فالتقوا بهم عند طلوع الشمس، فثار إليهم الخوارج فتبارزوا ساعة، ثم حملوا حملة رجل واحد فصبر لهم أبو الرواع بمن معه وجعل يذمرهم ويعيرهم ويؤنبهم على الفرار ويحثهم على الصبر فصبروا وصدقوا فى الثبات حتى ردوا الخوارج إلى أماكنهم، فلما رأت الخوارج ذلك خافوا من هجوم معقل عليهم، فما يكون دون قتلهم شيء فهربوا بين أيديهم حتى قطعوا دجلة في أرض نهزشير، وتبعهم أبو الرواع ولحقه معقل بن قيس، ووصلت الخوارج إلى المدينة العتيقة فركب إليهم شريك بن عبيد نائب المدائن ولحقهم أبو الرواع بمن معه من المقدمة. (1)
أبو موسى الأشعري (2)(44 هـ)
هو عبد الله بن قيس بن سُلَيم، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبو موسى الأشعري التميميّ، الفقيه المقرئ، وهو معدود فيمن قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم. أقرأَ أهل البصرة وفقّههم في الدين، حدث عنه بريدة بن الحصيب، وأبو أمامة الباهلي، وأبو سعيد الخدري. وقد استعمله النبي ومعاذا على زبيد، وعدن،
(1) البداية والنهاية (8/ 26).
(2)
السير (2/ 380 - 402) والإصابة (4/ 211 - 214) والاستيعاب (3/ 979 - 981) وأسد الغابة (3/ 364 - 366) طبقات ابن سعد (2/ 344 - 345) والجرح والتعديل (5/ 138).