الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعد بن مالك أبو سعيد الخدري (1)(63 هـ)
هو الإمام المجاهد، مفتي المدينة، سعد بن مالك بن سنان، حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر وعلي وابن عباس وجابر وزيد بن ثابت. وعنه من الصحابة عائشة وابن عمر وجابر بن سمرة وآخرون، ومن التابعين سعيد بن المسيب وأبو عثمان النهدي وعلقمة والأحنف. أول مشاهده الخندق، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة، وكان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سننا كثيرة وعلما جما، وكان من نجباء الصحابة وعلمائهم وفضلائهم.
فعن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال: "عرضت يوم أحد على النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة، فجعل أبي يأخذ بيدي ويقول: يا رسول الله إنه عبل العظام، وجعل نبي الله يصعد فيّ النظر، ويصوبه، ثم قال: رده، فردني"(2). وروى حنظلة بن أبي سفيان عن أشياخه أنه لم يكن أحد من أحداث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم من أبي سعيد الخدري. توفي سنة ثلاث وستين للهجرة.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في ذم الكلام: قرأ أبو سعيد: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ
(1) الإصابة (3/ 78 - 80) والاستيعاب (2/ 602) وتاريخ بغداد (1/ 180 - 181) وتذكرة الحفاظ (1/ 44) والوافي بالوفيات (15/ 148) والبداية والنهاية (9/ 43) والسير (3/ 168 - 172) وشذرات الذهب (1/ 81) وتهذيب الكمال (10/ 294 - 299).
(2)
ابن عساكر في التاريخ (20/ 386) الحاكم (3/ 563).
اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ} (1) فقال: هذا نبيكم وخيار أمتكم لو أطاعهم في كثير من الأمر لعنتوا فكيف بكم اليوم؟ (2)
" التعليق:
انظر رحمك الله إلى هذه العبارة من هذا الصحابي الجليل ما أحسنها وما أصدقها على زمننا هذا، لو يطيع الإنسان الآن علماء السوء الذين باعوا أخراهم بدنياهم وحملوا في أعناقهم كل شر، ولو يطيع الإنسان أمراء السوء الذين ركبوا كل مطية تحمى كراسيهم سواء كانت بطريق مشروع أو غير مشروع، سخروا علماءهم للوقوف أمام أي إصلاح سواء كان في عقائدهم التي اختلط بها الباطل أو في أخلاقهم التي انحطت عن درجة القردة والخنازير إلا من شاء الله. وهكذا لو يطيع الإنسان عامة الناس وما هم عليه من التصورات المنحرفة. فالخير كل الخير في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه صحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان.
- روى البخاري في صحيحه: من حديث أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، فإن كان يريد أن يقطع بعثا قطعه أو يأمر بشيء أمر به ثم ينصرف، قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتى خرجت مع مروان وهو أمير المدينة في أضحى أو فطر فلما أتينا المصلى، إذا منبر بناه كثير بن
(1) الحجرات الآية (7).
(2)
ذم الكلام (2/ 219/285).
الصلت، فإذا مروان يريد أن يرتقيه قبل أن يصلي فجبذت بثوبه، فجبذني فارتفع فخطب قبل الصلاة فقلت له: غيرتم والله. فقال: أبا سعيد قد ذهب ما تعلم. فقلت: ما أعلم والله خير مما لا أعلم. فقال: إن الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصلاة فجعلتها قبل الصلاة. (1)
- وجاء في ذم الكلام: قال سليمان بن يسار: بينا أنا عند ابن عباس إذ دخل علينا أبو سعيد الخدري، فدخل رجل من الصيارفة، فقال: يا أبا عباس ما ترى صرف الذهب وزنا بوزن والورق بالورق زيادة؟ فقال ابن عباس: ليس بذلك بأس إذا كان يدا بيد. فقال أبو سعيد: ليس كذلك، نهى عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس: نحن أعلم بهذا منك، إنما كان الربا لنا. فقال أبو سعيد: أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن نفسك، لا يجمعني وإياك سقف بيت أبدا. (2)
- جاء في الإبانة عن الأعرج قال: سمعت أبا سعيد الخدري، يقول لرجل: أتسمعني أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تبيعوا الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم إلا مثلا بمثل ولا تبيعوا منها عاجلا بآجل (3) ثم أنت تفتي بما تفتي والله لا يؤويني وإياك ما عشت إلا المسجد. (4)
(1) أحمد (3/ 36،54) والبخاري (2/ 570/956) ومسلم (2/ 605/889) والنسائي (3/ 208/1575) وابن ماجه (1/ 409/1288) بنحوه.
(2)
ذم الكلام (2/ 224 - 225/ 292).
(3)
أحمد (5/ 200،209) والبخاري (4/ 478/2177) ومسلم (3/ 1208 - 1209/ 1584) والترمذي (3/ 542 - 543/ 1241) والنسائي (7/ 320 - 321/ 4584) وأخرجه ابن ماجه (2/ 758 - 759/ 2257) بمعناه.
(4)
الإبانة (1/ 1/258/ 95).