الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
علم الله من أهل الجنة آجره الله كما لو كان من أهل النار. (1)
موقف السلف من معبد الجهني القدري (81 ه
ـ)
قال ابن كثير في البداية: يقال إنه معبد بن عبد الله بن عكيم راوي الحديث: "لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب"(2) وقيل غير ذلك في نسبه. سمع الحديث من ابن عباس وابن عمر ومعاوية وعمران بن حصين وغيرهم، وشهد يوم التحكيم وسأل أبا موسى في ذلك ووصاه، ثم اجتمع بعمرو بن العاص فوصاه في ذلك فقال له: إيها ياتيس جهنة، ما أنت من أهل السر والعلانية وأنه لا ينفعك الحق ولا يضرك الباطل، وهذا توسم فيه من عمرو ابن العاص، ولهذا كان هو أول من تكلم في القدر، ويقال إنه أخذ ذلك عن رجل من النصارى من أهل العراق يقال له سوس، وأخذ غيلان القدر من معبد، وقد كانت لمعبد عبادة، وفيه زهادة، ووثقه ابن معين وغيره في حديثه، وقال الحسن البصري: إياكم ومعبدا فإنه ضال مضل، وكان ممن خرج مع ابن الأشعث، فعاقبه الحجاج عقوبة عظيمة بأنواع العذاب ثم قتله. وقال سعيد بن عفير: بل صلبه عبد الملك بن مروان في سنة ثمانين بدمشق ثم قتله. وقال خليفة بن خياط مات قبل التسعين فالله أعلم وقيل إن الأقرب قتل
(1) أصول الاعتقاد (4/ 764/1277).
(2)
أحمد (4/ 310 - 311) وأبو داود (4/ 370 - 371/ 4127 - 4128) والترمذي (4/ 194/1729) وقال: "هذا حديث حسن". والنسائي (7/ 197/4260) وابن ماجه (2/ 1194/3613).
عبد الملك له والله سبحانه وتعالى أعلم. (1)
المُهَلَّب بن أَبي صُفْرَة (2)(82 هـ)
أبو سعيد، المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة الأَزْدِي العَتَكِي البصري. أمير عبد الملك بن مروان على خراسان، صاحب الحروب والفتوح، حدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص وسمرة بن جندب وابن عمر والبراء بن عازب. وروى عنه سماك بن حرب وأبو إسحاق وعمر بن سيف.
قال أبو إسحاق السبيعي: لم أر أميرا أيمن نقيبة ولا أشجع لقاء ولا أبعد مما يكره ولا أقرب مما يحب من المهلب. كان من أشجع الناس، حمى البصرة من الخوارج، وله معهم وقائع مشهورة بالأهواز، غزا أرض الهند سنة أربع وأربعين. روي أنه قدم على عبد الله بن الزبير أيام خلافته بالحجاز والعراق وتلك النواحي وهو يومئذ بمكة، فخلا به عبد الله يشاوره، فدخل عليه عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب القرشي الجمحي فقال: من هذا الذي قد شغلك يا أمير المؤمنين يومك هذا؟ قال أو ما تعرفه؟ قال: لا، قال: هذا سيد أهل العراق، قال: فهو المهلب بن أبي صفرة. قال: نعم، فقال المهلب: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيد قريش، فقال: فهو عبد الله بن صفوان، قال: نعم. من أقواله: يعجبني في الرجل أن أرى عقله
(1) البداية والنهاية (9/ 36 - 37).
(2)
الإصابة (6/ 386 - 388) وطبقات ابن سعد (7/ 129 - 130) وتاريخ الطبري (6/ 354 - 355) ووفيات الأعيان (5/ 350 - 359) وشذرات الذهب (1/ 90 - 91) والجرح والتعديل (8/ 369 - 370) وسير أعلام النبلاء (4/ 383 - 385) وتهذيب التهذيب (10/ 329 - 330) والبداية والنهاية (9/ 42) وتهذيب الكمال (29/ 8 - 13).