الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا عُزّ كفرانك لا سبحانك
…
إني رأيت الله قد أهانك
قال فيه عمر: لو أدركت خالد بن الوليد ثم وليته فقدمت على ربي لقلت سمعت عبدك وخليلك يقول: خالد سيف من سيوف الله سله الله على المشركين. ولما حضرته الوفاة قال: لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أوطعنة أورمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير فلا نامت أعين الجبناء. توفي رضي الله عنه سنة إحدى وعشرين.
موقفه من المبتدعة:
قال الحافظ: وجاء تفسير أيام الهرج فيما أخرجه أحمد والطبراني بسند حسن من حديث خالد بن الوليد (أن رجلا قال له: يا أبا سليمان اتق الله، فإن الفتن ظهرت، فقال: أما وابن الخطاب حي فلا، إنما تكون بعده، فينظر الرجل فيفكر هل يجد مكانا لم ينزل به مثل ما نزل بمكانه الذي هو به من الفتنة والشر فلا يجد، فتلك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة أيام الهرج). (1)
موقفه من المشركين:
- جاء في الصارم المسلول: قتل خالد بن الوليد رجلا شتم النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستتبه. (2)
(1) أحمد (4/ 90) والطبراني (4/ 116/3841). قال الهيثمي في المجمع (7/ 307 - 308): "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجاله ثقات وفي بعضهم ضعف". وحسن إسناده الحافظ في الفتح (13/ 18).
(2)
الصارم (ص.10).
- فشهد غزوة مؤتة واستشهد أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلاثة: زيد وجعفر وابن رواحة وبقي الجيش بلا أمير فتأمر عليهم فكان النصر، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم: سيف الله فقال: "إن خالدا سيف سله الله على المشركين". (1)
- وفي البخاري: عن قيس سمعت خالدا يقول: "لقد رأيتني يوم مؤتة اندق في يدي تسعة أسياف فصبرت في يدي صفيحة يمانية". (2)
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب (3)(23 هـ)
عمر بن الخطاب بن نُفَيْل القُرَشي العدويّ، أبو حفص أمير المؤمنين، ثاني الخلفاء الراشدين وأحد المبشرين بالجنة، قفل باب الفتنة. ومناقبه أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصر، وفي الأحاديث الصحاح من موافقته التنزيل له وتزكية النبي صلى الله عليه وسلم له في وجهه وعز الإسلام بإسلامه نماذج من ذلك.
قال عكرمة: لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم عمر. وقال ابن مسعود رضي الله عنه "ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر". (4)
(1) ابن عساكر (16/ 240 - 241) والشاشي في مسنده (2/ 93/617) وللحديث طرق وشواهد ذكرها الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم (1237).
(2)
البخاري (7/ 656/4265).
(3)
الإصابة (4/ 588 - 591) والحلية (1/ 38 - 55) وشذرات الذهب (1/ 33) والطبقات (3/ 365 - 376) وتاريخ الطبري (4/ 190 - 227) والعقد الثمين (6/ 291 - 305) والتذكرة (1/ 5 - 8) وتاريخ خليفة (152 - 156) والمعرفة والتاريخ (1/ 455 - 468) والاستيعاب (3/ 1144 - 1159).
(4)
البخاري (7/ 51/3684).
شهد بدرا وبيعة الرضوان وكل مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض، وولي الخلافة بعد أبي بكر، فسار بأحسن سيرة، وفتح الله له الفتوح، واتسعت دائرة الإسلام في خلافته.
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قد كان في الأمم قبلكم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فعمر"(1). وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "كان إسلام عمر فتحا، وكانت هجرته نصرا، وكانت إمارته رحمة، لقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا نصلي". وهو أول من جمع القرآن في الصحف. وهو أول من سن قيام شهر رمضان وجمع الناس على ذلك وكتب به إلى البلدان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، تمسكوا بها
…
". (2) وقال: "اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر". (3)
قتل يوم الأربعاء من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وكانت مدة خلافته عشر سنين وخمسة أشهر، ودفن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى عليه صهيب بن سنان.
(1) أحمد (6/ 55) ومسلم (4/ 1864/2398) والترمذي (5/ 581/3693) وقال: "هذا حديث صحيح".
(2)
أحمد (4/ 126 - 127) وأبو داود (5/ 13 - 14/ 4607) والترمذي (5/ 43 - 44/ 2676) وقال: "هذا حديث حسن صحيح". ابن ماجة (1/ 16 - 17/ 43 - 44) والحاكم (1/ 95 - 97) وقال: "هذا حديث صحيح ليس له علة" ووافقه الذهبي.
(3)
أحمد (5/ 382و385و402) والترمذي (5/ 569/3662) وحسنه. وابن ماجة (1/ 37/97) والحاكم (3/ 75) وصححه ووافقه الذهبي.