الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه -وهو قدحه- فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر، يخرجون على حين فرقة من الناس. قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته. (1)
- وعن عاصم بن شميخ قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول ويداه هكذا -يعني ترتعشان- من الكبر: لقتال الخوارج أحب إلي من قتال عدتهم من أهل الشرك. (2)
موقفه من المرجئة:
عن الأوزاعي قال: كان أبو سعيد الخدري يقول: الشهادة بدعة والبراءة بدعة والإرجاء بدعة. (3)
موقفه من القدرية:
جاء في الإبانة: عن أبي بكر الكلبي قال: رأيت شيخا يزحف عند قصر أوس؛ قال: سمعت أبا سعيد الخدري رحمه الله يقول: لو أن رجلا صام النهار وقام الليل ثم كذب بشيء من القدر؛ لأكبه الله في جهنم رأسه أسفله. (4)
(1) أخرجه البخاري (6/ 766/3610) ومسلم (2/ 744/1064 (148)).
(2)
المسند (3/ 33) والمصنف لابن أبي شيبة (7/ 553/37886) والسنة لعبد الله (278).
(3)
السنة لعبد الله (ص.86) والإبانة (2/ 904 - 905/ 1269) بنحوه، والسنة للخلال (4/ 87/1228)، وقد مر تفسير المراد بالشهادة والبراءة في مواقف علي رضي الله عنه.
(4)
الإبانة (2/ 9/168/ 1648).
عبد الله بن عمرو بن العاص (1)(65 هـ)
عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل الإمام الحبر العابد، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن صاحبه، أبو محمد وقيل أبو عبد الرحمن، القرشي السهمي أسلم قبل أبيه. وكان اسمه العاص فغيره النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله. له مناقب وفضائل ومقام راسخ في العلم والعمل، حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما جما، يبلغ ما أسند سبع مائة حديث. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب ولا أكتب"(2). روى عن أبيه وأبي بكر وعمر ومعاذ وعبد الرحمن بن عوف وأبي الدرداء وطائفة. وروى عنه ابنه محمد ومواليه: أبو قابوس وإسماعيل وسالم، وحفيده شعيب، وأنس بن مالك وأبو أمامة وخلق كثير. كان صواما قواما حتى رخص له النبي أن يقرأ القرآن في ثلاث ليال، وأن يصوم يوما ويفطر يوما.
ومن أقواله: إن من أشراط الساعة أن توضع الأخيار وترفع الأشرار، ويسود كل قوم منافقوهم. (3)
ورث عبد الله من أبيه قناطير مقنطرة من الذهب المصري فكان من ملوك الصحابة. اختلف في وفاته ورجح الشيخ أحمد شاكر رحمه الله أنه
(1) السير (3/ 79 - 94) والاستيعاب (3/ 956) الإصابة (4/ 192 - 194) وطبقات ابن سعد (4/ 261 - 268) والحلية (1/ 283 - 292) والوافي (17/ 380 - 382) وشذرات الذهب (1/ 73).
(2)
أحمد (2/ 248 - 249) والبخاري (1/ 275/113) والترمذي (5/ 39/2668) وأيضا (5/ 644/3841) وقال: "هذا حديث حسن صحيح"، والنسائي في الكبرى (3/ 434/5853).
(3)
ما جاء في البدع (ص.159).