الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ألذ منه، فأمكنني منها فشربتها، فحيث فرغت من شرابي استيقظت، ولا والله ما عطشت ولا عرفت عطشا بعد تلك الشربة، فسمعتهم يقولون: أتاكم رجل من سراة قومكم فلم تمجعوه بمذقة فأتوني بمذيقتهم فقلت: لا حاجة لي فيها، إن الله تبارك وتعالى أطعمني وسقاني، فأريتهم بطني فأسلموا عن آخرهم. (1)
موقفه من الخوارج:
- عن أبي غالب واسمه حزور قال: كنت بالشام فبعث المهلب سبعين رأسا من الخوارج، فنصبوا على درج دمشق فكنت على ظهر بيت لي، فمر أبو أمامة فنزلت فاتبعته، فلما وقف عليهم دمعت عيناه وقال: سبحان الله ما يصنع الشيطان ببني آدم، قالها ثلاثا: كلاب جهنم، كلاب جهنم، شر قتلى تحت ظل السماء -ثلاث مرات- خير قتلى من قتلوه، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه (2)، ثم التفت إلي فقال: أبا غالب! إنك بأرض هم بها كثير، فأعاذك الله منهم، قلت: رأيتك بكيت حين رأيتهم. قال: بكيت رحمة حين رأيتهم كانوا من أهل الإسلام (في السنة لعبد الله: كانوا مؤمنين) فكفروا بعد إيمانهم، هل تقرأ سورة آل عمران قلت: نعم. فقرأ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} ، حتى بلغ {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا
(1) مستدرك الحاكم (3/ 641 - 642).
(2)
أحمد (5/ 250،269) والترمذي (5/ 210/3000) وقال: "هذا حديث حسن". وابن ماجه (1/ 62/176) والحاكم (2/ 149 - 150) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم" ووافقه الذهبي.
اللَّهُ} (1) وإن هؤلاء كان في قلوبهم زيغ فزيغ بهم، ثم قرأ {ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بعد مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} إلى قوله:{ففي رحمة الله هم فيها خَالِدُونَ} (107)(2)، قلت: هم هؤلاء يا أبا أمامة؟ قال: نعم.
قلت: من قبلك تقول أو شيء سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني إذا لجريء بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مرة ولا مرتين حتى عد سبعا، ثم قال: إن بني إسرائيل تفرقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة تزيد عليها فرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم (3)، قلت: يا أبا أمامة ألا ترى ما فعلوا؟ قال: {عليه ما حمل وعليكم مَا حُمِّلْتُمْ} الآية (4). (5)
- وعنه رضي الله عنه قال: زاغوا فأزاغ الله قلوبهم؛ قال: هم الخوارج. (6)
(1) آل عمران الآية (7).
(2)
آل عمران الآيات (105 - 107).
(3)
أخرجه: ابن أبي عاصم في السنة (1/ 34/68) والطبراني في الكبير (8/ 268/8035) وفي الأوسط (8/ 98/7198) والبيهقي (8/ 188) وذكره الهيثمي في المجمع (7/ 258) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط والكبير بنحوه وفيه أبو غالب وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجال الأوسط ثقات وكذلك أحد إسنادي الكبير".
(4)
النور الآية (54).
(5)
أحمد (5/ 253) وعبد الله بن أحمد في السنة (283) وعبد الرزاق (10/ 152/18663) والطبراني (8/ 319/8033) والمصنف لابن أبي شيبة (7/ 554/37892) وأصول الاعتقاد (1/ 114 - 115/ 151) والشريعة (1/ 155 - 156/ 63و64).
(6)
السنة لعبد الله (281) والسنة للخلال (1/ 157).