الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
جمة، أرجحها: عبد الرحمن بن صخر والمشهور عنه أنه كني بأولاد هرة برية، قال وجدتها فأخذتها في كمي فكنيت بذلك. حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا طيبا مباركا فيه، ولم يلحق في كثرته، وحمل عن أُبَيّ وأبي بكر وعمر وأسامة وعائشة وغيرهم. وحدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين. صحب النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أعوام. وقد جاع أبو هريرة واحتاج، ولزم المسجد، وقال رضي الله عنه: لقد رأيتني أصرع بين القبر والمنبر من الجوع، حتى يقولوا مجنون. وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث يحدثه: "إنه لن يبسط أحد ثوبه حتى أقضي مقالتي هذه ثم يجمع إليه ثوبه إلا وعى ما أقول، فبسطت نمرة علي، حتى إذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته جمعتها إلى صدري، فما نسيت من مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك من شيء"(1). قال الذهبي: وأبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه السلام وأدائه بحروفه. وقد ولي أبو هريرة البحرين لعمر. توفي رضي الله عنه سنة ثمان وخمسين للهجرة.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في الإبانة: عن نافع بن سرجس عن أبي هريرة قال: يا أيها الناس أظلتكم فتن كأنها قطع الليل المظلم أنجى الناس منها -أو قال فيها- صاحب شياه يأكل من غنمه أو رجل من وراء الدرب آخذ بعنان فرسه
(1) أحمد (2/ 240) والبخاري (4/ 361/2047) ومسلم (4/ 1939/2492) والترمذي (5/ 642/3834) بنحوه وقال: "هذا حديث حسن غريب".
يأكل من سيفه. (1)
- وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: توضئوا مما مست النار، ولو من ثور من أقط. فقال له ابن عباس: يا أبا هريرة: إنا لنتوضأ بالحميم وقد أغلي على النار، وإنا لندهن بالدهن وقد طبخ على النار، فقال أبو هريرة: يا ابن أخي: إذا سمعت بالحديث يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تضرب له الأمثال. (2)
- وعن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا استيقظ أحدكم من منامه فليفرغ على يديه من إنائه ثلاث مرات، فإنه لا يدري أين باتت يده (3). قال قين الأشجعي: فما يصنع بالمهراس، يا أبا هريرة؟ قال أبو هريرة: أعوذ بالله من شرك يا قين. (4)
" الغريب:
المهراس: هو حجر منقور مستطيل، عظيم كالحوض، يتوضأ منه الناس. (5)
(1) الإبانة (2/ 4/594 - 595/ 759).
(2)
أحمد (2/ 427) و (1/ 366) من مسند ابن عباس. والترمذي (1/ 114 - 115/ 79) والنسائي (1/ 114/174) وابن ماجه (1/ 163/485) وأخرجه بدون ذكر القصة. ومسلم (1/ 272 - 273/ 352) وأبو داود (1/ 134/194). والحديث قد نسخ.
(3)
أحمد (2/ 241) والبخاري (1/ 349/162) ومسلم (1/ 233/278) وأبو داود (1/ 76/103) والترمذي (1/ 36/24) والنسائي (1/ 107/161) وابن ماجه (1/ 138 - 139/ 393).
(4)
أحمد في المسند (2/ 382) والهروي في ذم الكلام (2/ 238 - 239 طبعة الأنصاري) والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 47) إلا أن في المسند والسنن الكبرى 'قيس الأشجعي' بدل 'قين الأشجعي' والصحيح ما هو مثبت. انظر الإصابة (5/ 567) وأسد الغابة (4/ 431).
(5)
اللسان (6/ 248).