الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على أمير المؤمنين. فقال عمر: دعها. ما تعرفها؟ هذه التي سمع الله منها فأنا أحق أن أسمع منها. (1)
- قال عمر بن الخطاب: إن هذا القرآن كلام الله فضعوه على مواضعه. (2)
موقفه من الخوارج:
- عن المعتمر عن أبيه قال: حدثنا أبو عثمان أن رجلا كان من بني يربوع يقال له صبيغ سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الذاريات والنازعات والمرسلات أو عن إحداهن، فقال له عمر: ضع عن رأسك فوضع عن رأسه فإذا له وفيرة فقال: لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك، قال: ثم كتب إلى أهل البصرة أن لا تجالسوه، أو قال: كتب إلينا أن لا تجالسوه، قال: فلو جلس إلينا ونحن مائة لتفرقنا عنه.
- وعن السائب بن يزيد قال: أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقيل: يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلا سأل عن تأويل القرآن، فقال عمر: اللهم مكني منه، فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه عليه ثياب فتغدى حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} وِقْرًا فقال عمر: أنت هو، فقام إليه وحسر عن ذراعيه فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فقال: والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقا لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلادكم ثم ليقم
(1) أصول الاعتقاد (3/ 455 - 456/ 690).
(2)
السنة لعبد الله (23 - 24 و27) والإبانة (1/ 12/249 - 250/ 22 - 23) والشريعة (1/ 215/167).
خطيبا ثم ليقل إن صبيغا طلب العلم فأخطأه فلم يزل وضيعا في قومه حتى هلك وكان سيدهم. قال أبو حاتم: ولم يقل أبو حفص في حديثه ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلادكم. (1)
" التعليق:
قال الحافظ ابن حجر (2): قال أبو أحمد العسكري: اتهمه عمر برأي الخوارج. (3)
قال ابن بطة (4): فإن قلت: فإنه قال: لو وجدتك محلوقا لضربت الذي فيه عيناك. فمن حلق رأسه يجب عليه ضرب العنق؟ فإني أقول لك: من مثل هذا أتى الزائغون، وبمثل هذا بلي المنقرون الذين قصرت هممهم وضاقت أعطانهم عن فهم أفعال الأئمة المهديين والخلفاء الراشدين، فلم يحسوا بموضع العجز من أنفسهم فنسبوا النقص والتقصير إلى سلفهم. وذلك أن عمر رضي الله عنه قد كان سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"يخرج قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول الناس يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية من لقيهم فليقتلهم فإن في قتلهم أجرا عند الله". (5)
(1) أخرجه ابن بطة في الإبانة (1/ 414 - 415/ 329 - 330) والآجري في الشريعة (1/ 210 - 211/ 160 - 161) والدارمي (1/ 54 و55 - 56) واللالكائي (4/ 701 - 703/ 1136 - 1138) وابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 410 - 412) وعزاه الحافظ في الإصابة (5/ 169) لابن الأنباري وصحح سنده.
(2)
الإصابة (5/ 169).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (23/ 409).
(4)
الإبانة (1/ 2/416 - 417).
(5)
البخاري (12/ 350/6930) ومسلم (2/ 746 - 747/ 1066) من حديث علي رضي الله عنه.