الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- عن مصعب بن سعد عن سعد في قوله {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} (1) قال قلت له أهم الخوارج؟ قال: لا ولكنهم أصحاب الصوامع والخوارج الذين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم. (2)
موقفه من القدرية:
جاء في الإبانة: عن كثير بن مرة عن ابن الديلمي يعني عبد الله الديلمي أنه لقي سعد بن أبي وقاص فقال له: إني شككت في بعض أمر القدر؛ فحدثني لعل الله يجعل لي عندك فرجا؟ قال: نعم يا ابن أخي، إن الله عز وجل لو عذب أهل السماوات وأهل الأرض؛ عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم، كانت رحمته إياهم خيرا لهم من أعمالهم، ولو أن لامرئ مثل أحد ذهبا ينفقه في سبيل الله حتى ينفذه ولم يؤمن بالقدر خيره وشره، ما تقبل منه؛ ولا عليك أن تأتي عبد الله بن مسعود. فذهب ابن الديلمي إلى عبد الله ابن مسعود، فقال له مثل مقالته لسعد، فقال له مثل ما قال له سعد، وقال ابن مسعود: ولا عليك أن تلقى أبي بن كعب. فذهب ابن الديلمي إلى أبي ابن كعب، فقال له مثل مقالته لابن مسعود، فقال له أبي مثل مقالة صاحبيه، فقال له أبي: ولا عليك أن تلقى زيد بن ثابت. فذهب ابن الديلمي إلى زيد ابن ثابت فقال له: إني شككت في بعض القدر؛ فحدث لعل الله أن يجعل لي عندك فرجا، قال زيد: نعم يا ابن أخي، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن
(1) الكهف الآية (104).
(2)
أخرجه عبد الله في السنة (281) وابن جرير (16/ 33) والحاكم (2/ 370) وقال: "صحيح على شرط الشيخين" ووافقه الذهبي.
الله عز وجل لو عذب أهل السماء وأهل الأرض عذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم، كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم، ولو أن لامرئ مثل أحد ذهبا ينفقه في سبيل الله حتى ينفذه ولا يؤمن بالقدر خيره وشره؛ دخل النار". (1)
عبد الله بن مُغَفَّل (2)(57 هـ)
عبد الله بن مغفل بن عبد غَنْم المزني، أبو سعيد وأبو زياد، كان من أصحاب الشجرة سكن المدينة ثم تحول إلى البصرة، كان يقول: إني لآخذ بغصن من أغصان الشجرة أظل به النبي صلى الله عليه وسلم وهم يبايعونه فقالوا: نبايعك على الموت؟ قال: "لا ولكن لا تفروا"(3). وكان أحد العشرة الذين بعثهم عمر بن الخطاب يفقهون الناس. كان أول من دخل من باب مدينة تُستر يوم فتحها. وهو أحد البكائين في غزوة تبوك. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعثمان وعبد الله بن سلام وروى عنه ثابت البناني والحسن البصري ومطرف وسعيد ابن جبير وغيرهم. مات سنة سبع وخمسين وصلى عليه أبو برزة الأسلمي لوصيته.
(1) الإبانة (2/ 9/144 - 145/ 1588) والشريعة (1/ 402 - 403/ 462) والمرفوع تقدم تخريجه في مواقف أبي بن كعب (سنة 19هـ).
(2)
طبقات ابن سعد (7/ 13 - 14) والاستيعاب (3/ 996 - 997) والإصابة (4/ 242 - 243) وتهذيب الكمال (16/ 173) وشذرات الذهب (1/ 65) وتهذيب التهذيب (6/ 39) والسير (2/ 483 - 485).
(3)
أحمد (5/ 54) وفي سنده أبو جعفر الرازي ضعيف سيء الحفظ. لكن صح عن معقل بن يسار أنه قال: لم نبايعه على الموت، ولكن بايعناه على أن لا نفر. ورواه مسلم (3/ 1485/1858) وعن جابر عند مسلم (3/ 1483/1856) مثله.