الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك.
وقال حذيفة رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني.
قال أبو نعيم: حدثنا سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى، قال: بلغني أن حذيفة كان يقول: ما أدرك هذا الأمر أحد من الصحابة إلا قد اشترى بعض دينه ببعض. قالوا: وأنت؟ قال: وأنا والله، إني لأدخل على أحدهم -وليس أحد إلا فيه محاسن ومساوئ- فأذكر من محاسنه، وأعرض عما سوى ذلك، وربما دعاني إلى الغذاء، فأقول: إني صائم، ولست بصائم. مات رضي الله عنه بالمدائن سنة ست وثلاثين.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في الإبانة عن قتادة قال: قال حذيفة بن اليمان: اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم، اتبعوا آثارنا فقد سبقتم سبقا بعيدا وإن أخطأتم فقد ضللتم ضلالا بعيدا. (1)
- وروى البخاري عن حذيفة رضي الله عنه قال: يا معشر القراء، استقيموا فقد سبقتم سبقا بعيدا فإن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. (2)
- وفي الباعث: عن حذيفة قال: كل عبادة لا يتعبدها أصحاب رسول
(1) الإبانة (1/ 2/335 - 336/ 197).
(2)
البخاري (13/ 311/7282) وجامع بيان العلم وفضله (2/ 947) وأصول الاعتقاد (1/ 101/119) والإبانة (1/ 2/335/ 196) وابن وضاح (ص.41).
الله صلى الله عليه وسلم فلا تعبدوها فإن الأول لم يدع للآخر مقالا، فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم. (1)
" التعليق:
يخاطب حذيفة القراء والعلماء ويأمرهم بالتزام المنهج السلفي، الذي كان عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال الحافظ عند الحديث الذي أخرجه البخاري: قوله: (سبقا بعيدا) أي: ظاهرا ووصفه بالبعد لأنه غاية شأو السابقين، والمراد أنه خاطب بذلك من أدرك أوائل الإسلام فإذا تمسك بالكتاب والسنة سبق إلى كل خير، لأن من جاء بعده إن عمل بعمله لم يصل إلى ما وصل إليه من سبقه إلى الإسلام، وإلا فهو أبعد منه حسا وحكما. وقوله:(فإن أخذتم يمينا وشمالا) أي خالفتم الأمر المذكور. وكلام حذيفة منتزع من قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (2) والذي له حكم الرفع من حديث حذيفة هذا الإشارة إلى فضل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين مضوا على الاستقامة. (3) اهـ
- وجاء في ذم الكلام: أن حذيفة رضي الله عنه لما حضرته الوفاة، دخل عليه أبو مسعود فقال له: اعهد إلينا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثك بأحاديث قال: أو ما أتاك الحق اليقين؟ قال: اعلم أن من أعمى الضلالة أن
(1) الباعث (70 - 71)، وعزاه إلى أبي داود ولم أجده فيه. وانظر صيانة الإنسان (ص.321) والاعتصام (2/ 630).
(2)
الأنعام الآية (153).
(3)
فتح الباري (13/ 257).
تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله فإن دين الله واحد. (1)
" التعليق:
رضي الله عن هذا الصحابي الجليل حيث أشار إلى أظهر صفات المبتدعة، وهي التلون والتقلب، وأما السلفي فتجده ثابتا في عقيدته، ثابتا في اتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم، ملتزما بذلك، يقف مع الدليل ويتحرك معه ولا يحيد عنه قيد أنملة.
- وفي الإبانة: عن سعد بن حذيفة عن أبيه، قال: من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه. (2)
- وروى البخاري عن أبي وائل عن حذيفة بن اليمان قال: إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذ يسرون واليوم يجهرون. (3)
" التعليق:
قال ابن بطال: إنما كانوا شرا ممن قبلهم لأن الماضين كانوا يسرون قولهم فلا يتعدى شرهم إلى غيرهم، وأما الآخرون فصاروا يجهرون بالخروج على الأئمة ويوقعون الشر بين الفرق فيتعدى ضررهم لغيرهم. (4)
(1) ذم الكلام (ص.159) والإبانة (2/ 3/504 - 505/ 572) وأصول الاعتقاد (1/ 101/120) وجامع بيان العلم وفضله (2/ 933).
(2)
الإبانة (1/ 2/290/ 122) والسنة للخلال (1/ 87).
(3)
البخاري (13/ 86/7113). وانظر: ذم الكلام (ص.43) وحلية الأولياء (1/ 280) وطبقات الحنابلة (1/ 55).
(4)
الفتح (13/ 74).
- وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة قال: لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك، إنما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق والباطل فلم تدر أيهما تتبع فتلك الفتنة. (1)
- وعنه أيضا: أخوف ما أخاف على الناس اثنتان: أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون، وأن يضلوا وهم لا يشعرون. قال سفيان: وهو صاحب البدعة. (2)
- وعنه أيضا: أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه: هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟ قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا. قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور، والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء، قالوا: تركت السنة. (3)
- وعنه أنه قال: أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة، ولتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، وليصلين نساؤكم وهن حيض، ولتسلكن طريق من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، وحذو النعل بالنعل، لا تخطئون طريقهم، ولا تخطئ بكم، وحتى تبقى فرقتان من فرق كثيرة، تقول إحداهما: ما بال الصلوات الخمس، لقد ضل من كان قبلنا، إنما قال الله:
(1) ابن أبي شيبة (15/ 70).
(2)
ابن وضاح في البدع (ص.81) وأبو نعيم في الحلية (1/ 278).
(3)
ابن وضاح في البدع (ص.124).