الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موقفه من المبتدعة:
- جاء في أصول الاعتقاد: قال علي رضي الله عنه: سيأتي قوم يجادلونكم، فخذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله. (1)
- وعن مروان بن الحكم قال: شهدت عثمان وعليا رضي الله عنهما، وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما، فلما رأى علي، أهلَّ بهما: لبيك بعمرة وحجة، قال: ما كنت لأدع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لقول أحد. (2)
- وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن الزبير قال: والله إنا لمع عثمان بن عفان بالجحفة، ومعه رهط من أهل الشام، فيهم حبيب بن مسلمة الفهري إذ قال عثمان -وذكر له التمتع بالعمرة إلى الحج- إن أتم للحج والعمرة أن لا يكونا في أشهر الحج، فلو أخرتم هذه العمرة حتى تزوروا هذا البيت زورتين كان أفضل، فإن الله تعالى قد وسع في الخير، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في بطن الوادي يعلف بعيرا له، قال: فبلغه الذي قال عثمان، فأقبل حتى وقف على عثمان رضي الله عنه فقال: أعمدت إلى سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورخصة رخص الله تعالى بها للعباد في كتابه تضيق عليهم فيها وتنهى عنها، وقد كانت لذي الحاجة ولنائي الدار؟ ثم أهل بحجة وعمرة معا، فأقبل عثمان على الناس رضي الله عنه فقال: وهل نهيت عنها أني لم أنه عنها؟ إنما كان رأيا أشرت به، فمن شاء أخذ به ومن شاء تركه. (3)
(1) أصول الاعتقاد (1/ 139/203).
(2)
أحمد (1/ 92) بنحوه. والبخاري (3/ 538/1563) واللفظ له. والنسائي (5/ 162/2722). وأخرجه مسلم (2/ 897/1223 [159]) عن سعيد ابن المسيب.
(3)
أحمد (1/ 92).
" التعليق:
قال الذهبي: وفيه أن مذهب الإمام علي كان يرى مخالفة ولي الأمر لأجل متابعة السنة، وهذا حسن لمن قوي، ولم يؤذه إمامه، فإن آذاه، فله ترك السنة، وليس له ترك الفرض، إلا أن يخاف السيف. (1)
وقال الحافظ في الفتح: وفيه جواز الاستنباط من النص لأن عثمان لم يخف عليه أن التمتع والقران جائزان، وإنما نهى عنهما ليعمل بالأفضل كما وقع لعمر، لكن خشي علي أن يحمل غيره النهي على التحريم فأشاع جواز ذلك، وكل منهما مجتهد مأجور. (2)
أقول: الله أكبر ما أعظم هذا الموقف، علي بن أبي طالب يخالف أمير المؤمنين عثمان لنص ثبت عنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بال المبتدعة الذين ثبتت عندهم نصوص متعددة يقولون حسبنا قول فلان وفلان!!
- وفي أصول الاعتقاد عن فاطمة بنت الحسين عن علي قال: إياكم والخصومة فإنها تمحق الدين. (3)
- وأخرج ابن بطة عن الحارث بن سويد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا يزال الناس ينقصون حتى لا يبقى أحد يقول الله الله. قال أبو أسامة: معناه يستعلن به. (4)
(1) السير (21/ 409 - 410).
(2)
الفتح (3/ 542).
(3)
أصول الاعتقاد (1/ 143/211).
(4)
الإبانة (1/ 1/179/ 13).
- وعن زاذان قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تقوم الساعة حتى تكون هذه الأمة على بضع وسبعين ملة كلها في الهاوية وواحدة في الجنة. (1)
- وفيها عن علي رضي الله عنه قال: من فارق الجماعة شبرا فقد نزع ربقة الإسلام من عنقه. (2)
- وفيها: عن رفيع أبي كثير، قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه يوما: سلوني عما شئتم، فقال ابن الكوا: ما السواد الذي في القمر؟ قال: فإن تلك لله، ألا سألت عما ينفعك في دينك وآخرتك ذاك محو الليل. وفيه زيادة من طريق أخرى قال أخبرنا عن قوله:{فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} (3)؟ قال: ثكلتك أمك سل تفقها ولا تسل تعنتا سل عما يعنيك ودع ما لا يعنيك. وذكر الحديث. (4)
" التعليق:
قال ابن بطة عقبه: وهكذا كان العلماء والعقلاء إذا سئلوا عما لا ينفع السائل علمه ولا يضره جهله، وربما كان الجواب أيضا مما لا يضبطه السائل ولا يبلغه فهمه منعوه الجواب وربما زجروه وعنفوه.
(1) الإبانة (1/ 1/375/ 274).
(2)
الإبانة (1/ 2/289/ 120).
(3)
الذاريات الآية (2).
(4)
الإبانة (1/ 2/418/ 334) والشريعة (1/ 212/163).
- وفيها أيضا: عن الشعبي قال: قال علي بن أبي طالب لرجل رآه يصحب رجلا كرهه له:
ولا تصحب أخا الجهل
…
وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى
…
حليما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء
…
إذا ما هو ماشاه
وللشيء على الشيء
…
مقاييس وأشباه
وللروح على الروح
…
دليل حين يلقاه
وذو الحزم إذا أبصر
…
ما يخشى توقاه
وذو الغفلة مغرور
…
وريب الدهر يدهاه
ومن يعرف صروف الدهر
…
لا يبطره نعماه
وفي رواية:
إذا أنت لم تسقم وصاحبت مسقما
…
وكنت له خدنا فأنت سقيم (1)
- وروى الخطيب عن عبد الله بن لهيعة قال: كتب ابن عباس إلى علي يستحثه فكتب إليه علي مجيبا: إنه ينبغي لك أن يكون أول عملك بما أنت فيه، البصر بهداية الطريق، ولا تستوحش لقلة أهلها، فإن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا، ولم يك من المشركين، لم يستوحش مع الله في طريق الهداية إذ قل أهلها، ولم يأنس بغير الله. (2)
- وعن أبي عامر إياس بن عامر عن علي بن أبي طالب قال: إنك إن
(1) الإبانة (2/ 3/465 - 466/ 461).
(2)
الفقيه والمتفقه (2/ 405).
بقيت فسترى القرآن على ثلاثة أصناف: صنف لله، وصنف للدنيا، وصنف للجدال. (1)
- عن إبراهيم التيمي حدثني أبي قال: خطبنا علي رضي الله عنه على منبر من آجر وعليه سيف فيه صحيفة معلقة فقال: والله ما عندنا من كتاب يقرأ إلا كتاب الله وما في هذه الصحيفة، فنشرها، فإذا فيها أسنان الإبل، وإذا فيها: المدينة حرم من عير إلى كذا، فمن أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. وإذا فيه: ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. وإذا فيها: من والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. (2)
- وفي سنن أبي داود عن علي بن أبي طالب قال: لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يمسح على ظاهر خفيه. (3)
- وعن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ما
(1) الهروي في ذم الكلام (ص.66) والدارمي في سننه (2/ 434).
(2)
أحمد (1/ 119) مختصرا، والبخاري (13/ 341 - 342/ 7300) ومسلم (2/ 1147/1370) وأبو داود (2/ 529 - 530/ 2034) والترمذي (4/ 381 - 382/ 2127) والنسائي (8/ 387 - 388/ 4748) وابن ماجه (2/ 887/2658) مختصرا.
(3)
أبو داود (1/ 114 - 115/ 162 - 164). قال الحافظ في التلخيص (1/ 160): "وإسناده صحيح".
كان رجل على رأي من البدعة فتركه، إلا إلى ما هو شر منه. (1)
- وعن أبي البختري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إياكم والاستنان بالرجال، فإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة، ثم ينقلب لعلم الله فيه، فيعمل بعمل أهل النار، فيموت وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، فينقلب لعلم الله فيه، فيعمل بعمل أهل الجنة، فيموت وهو من أهل الجنة، فإن كنتم لابد فاعلين، فبالأموات لا بالأحياء. (2)
" التعليق:
قال الشاطبي: فهو إشارة إلى الأخذ بالاحتياط في الدين، وأن الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد ألبتة، حتى يتثبت فيه ويسأل عن حكمه، إذ لعل المعتمد على عمله يعمل على خلاف السنة، ولذلك قيل: لا تنظر إلى عمل العالم، ولكن سله يصدقك، وقالوا: ضعف الروية أن يكون رأى فلانا يعمل فيعمل مثله، ولعله فعله ساهيا. (3)
- وعن كميل بن زياد: أن عليا رضي الله عنه، قال: يا كميل، إن هذه القلوب أوعية، فخيرها أوعاها للخير، والناس ثلاثة: فعالم رباني: ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق
…
إلى أن قال فيه: أف لحامل حق لا بصيرة له، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لا يدري أين الحق،
(1) ابن وضاح في البدع (ص.117) وأورده الشاطبي في الاعتصام (1/ 162 - 163).
(2)
ابن بطة في الإبانة (2/ 9/136/ 1572) وابن عبد البر في الجامع (2/ 987) واللفظ له.
(3)
الاعتصام (2/ 689).
إن قال أخطأ، وإن أخطأ لم يدر، مشغوف بما لا يدري حقيقته، فهو فتنة لمن فتن به، وإن من الخير كله من عَرَّفه الله دينه، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف دينه. (1)
- وروى البخاري في صحيحه عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال: اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف، حتى يكون الناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي. (2)
- وقال رضي الله عنه: وابردها على كبدي، ثلاث مرات، قالوا: يا أمير المؤمنين وما ذاك؟ قال: أن يسأل الرجل عما لا يعلم فيقول: الله أعلم. (3)
- وعنه رضي الله عنه قال: خمس إذا سافر فيهن رجل إلى اليمن كن فيه عوضا من سفره: لا يخشى عبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه، ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحي من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الدين بمنزلة الرأس من الجسد. (4)
- وروى ابن وضاح عن أوفى بن دلهم العدوي قال: بلغني عن علي أنه قال: تعلموا العلم تعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله، فإنه سيأتي من
(1) أبو نعيم في الحلية (1/ 79 - 80) والخطيب في الفقيه والمتفقه (1/ 182 - 183) وابن عبد البر في الجامع (2/ 984) وذكره الشاطبي في الاعتصام (2/ 875 - 876).
(2)
البخاري (7/ 89/3707).
(3)
الدارمي (1/ 63) والبيهقي في المدخل (2/ 261 - 262/ 794) وابن عبد البر في الجامع (2/ 836) والخطيب في الفقيه والمتفقه (2/ 362/1104).
(4)
الحلية لأبي نعيم (1/ 75 - 76) والمدخل للبيهقي (2/ 262/795) وجامع بيان العلم وفضله (1/ 383).