الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال:{إذا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} (1) وذلك علامة أجلك {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} (2)، فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول". (3) وقال ابن مسعود: نعم ترجمان القرآن ابن عباس. وقال أيضا: لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل. وقال طاووس: ما رأيت أحدا أشد تعظيما لحرمات الله من ابن عباس. وقال سعد بن أبي وقاص: ما رأيت أحدا أحضر فهما، ولا ألب لبا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حلما من ابن عباس، لقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات فيقول: قد جاءت معضلة، ثم لا يجاوز قوله: وإن حوله لأهل بدر. وقال القاسم بن محمد: ما رأيت في مجلس ابن عباس باطلا قط.
توفي سنة ثمان وستين للهجرة رضي الله عنه.
موقفه من المبتدعة:
- جاء في أصول الاعتقاد: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: النظر إلى الرجل من أهل السنة -يدعو إلى السنة، وينهى عن البدعة- عبادة. (4)
(1) النصر الآية (1).
(2)
النصر الآية (3).
(3)
البخاري (8/ 24/4294) والترمذي (5/ 419 - 420/ 3362) وقال: "هذا حديث حسن صحيح".
(4)
أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 60 - 61/ 11) والإبانة (1/ 2/343/ 214) وانظر تلبيس إبليس (ص.16).
- وعنه رضي الله عنه في قوله تعالى: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} (1) قال: تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف وتسود وجوه أهل البدعة والتفرق. (2)
- وعنه رضي الله عنه: ما كان في القرآن من حلال أو حرام فهو كذلك، وما سكت عنه فهو مما عفي عنه. (3)
- وروى الدارمي عن هشام بن جحير قال: كان طاووس يصلي ركعتين بعد العصر، فقال له ابن العباس: اتركها. قال: إنما نهي عنها أن تتخذ سلما. قال ابن عباس: فإنه قد نهي عن صلاة بعد العصر فلا أدري أتعذب عليها أم تؤجر لأن الله يقول: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (4) قال سفيان: تتخذ سلما يقول: يصلي بعد العصر إلى الليل. (5)
" التعليق:
فماذا يقول المبتدعة في هذا النص: هل ابن عباس لا يعرف البدعة
(1) آل عمران الآية (106).
(2)
أصول اعتقاد أهل السنة (1/ 79/74) وتاريخ بغداد (7/ 379) وانظر درء تعارض العقل والنقل (1/ 48) والمنهاج (3/ 467) ومجموع الفتاوى (3/ 278) واجتماع الجيوش الإسلامية (ص.29) وإعلام الموقعين (1/ 259) والاعتصام (1/ 75).
(3)
الاعتصام (2/ 660) وأصله عند أبي داود (4/ 157/3800) والحاكم (4/ 115) وصححه ووافقه الذهبي.
(4)
الأحزاب الآية (36).
(5)
الدارمي (1/ 115) وجامع بيان العلم وفضله (2/ 1183) والفقيه والمتفقه (1/ 380 - 381) والباعث (215 - 216).
الحسنة والسيئة؟ وهل ابن عباس لا يعرف المتروكات التي لم ينص على فعلها أو تركها؟ ولكن تلبيسات المبتدعة لا تنتهي.
- جاء في الإبانة: قال ابن عباس: إياكم والرأي فإن الله عز وجل رد الرأي على الملائكة وذلك أن الله تعالى قال للملائكة: {إني جَاعِلٌ في الأرض خليفةً} فقالت الملائكة: {أَتَجْعَلُ فيها من يفسد فيها} إلى آخر الآية فقال: {إني أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (1) وقال للنبي صلى الله عليه وسلم: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أنزل اللَّهُ} (2) ولم يقل احكم بينهم بما رأيت. (3)
- وفي ذم الكلام: قال ابن عباس في قوله: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا} (4) قال: هم أصحاب الخصومات والمراء في دين الله. (5)
- وجاء في الشريعة: عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دينهم وَكَانُوا شيعًا} (6) وقوله: {ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا
(1) البقرة الآية (30).
(2)
المائدة الآية (49).
(3)
الإبانة (2/ 4/621/ 812) وذم الكلام (2/ 212/275).
(4)
الأنعام الآية (68).
(5)
ذم الكلام (4/ 14 - 15/ 725).
(6)
الأنعام الآية (159).
وَاخْتَلَفُوا} (1) وقوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} (2) وقوله: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ} (3) وقوله: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (4) وقوله: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} (5) الآية. قال ابن عباس: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات في دين الله تعالى. (6)
- روى الدارمي عن عثمان بن حاضر الأزدي قال: دخلت على ابن عباس فقلت أوصني. فقال: نعم، عليك بتقوى الله والاستقامة، اتبع ولا تبتدع. (7)
- وجاء في أصول الاعتقاد: عن عكرمة عن ابن عباس قال: والله ما أظن على ظهر الأرض اليوم أحدا أحب إلى الشيطان هلاكا مني. فقيل وكيف؟ فقال: والله إنه ليحدث البدعة في مشرق أو مغرب، فيحملها الرجل
(1) آل عمران الآية (105).
(2)
آل عمران الآية (7).
(3)
النساء الآية (140).
(4)
الأنعام الآية (153).
(5)
الشورى الآية (13).
(6)
الشريعة (1/ 116/4) والإبانة (1/ 2/275 - 276/ 105) وأصول الاعتقاد (1/ 143/212).
(7)
الدارمي (1/ 53) وذم الكلام (2/ 65 - 66/ 263) والإبانة (1/ 2/318 - 319/ 157) وابن وضاح (ص.65) والفقيه والمتفقه (1/ 436) بنحوه وشرح السنة للبغوي (1/ 214).
إلي فإذا انتهت إلي قمعتها بالسنة فترد عليه. (1)
- وفيه: عن عكرمة عن ابن عباس قال: ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا سنة حتى تحيى البدع وتموت السنن، وسمعته يقول: حتى تظهر البدع. (2)
" التعليق:
وقد وقع ما أخبر به ابن عباس، فقد غطت البدع الأرض، وصارت السنة نادرة الوجود وأصبح دعاتها من الغرباء.
- وفيه: عن طاوس عن ابن عباس: أن معاوية قال له: أنت على ملة علي؟ قال: لا ولا على ملة عثمان، ولكني على ملة النبي صلى الله عليه وسلم. (3)
- وفيه: عن ابن طاوس عن أبيه قال: قال رجل لابن عباس: الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم. فقال: كل هوى ضلالة. (4)
- وفيه: عن التميمي عن ابن عباس في قوله تعالى: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ ِشرعةً وَمِنْهَاجًا} (5) قال: سبيل وسنة. (6)
(1) أصول الاعتقاد (1/ 61/12).
(2)
أصول الاعتقاد (1/ 103/125) وابن وضاح (87) والطبراني في الكبير (10/ 319/10610) وقال الهيثمي في المجمع (1/ 188): "ورجاله موثقون". والإبانة (1/ 1/177 - 178/ 11). انظر الاعتصام (1/ 110) والحوادث والبدع (ص.44).
(3)
أصول الاعتقاد (1/ 105/133) والإبانة (1/ 2/354 - 355/ 237).
(4)
أصول الاعتقاد (1/ 146/225) والإبانة (1/ 2/355/ 238) والشريعة (1/ 192 - 193/ 132) وذم الكلام (2/ 402/494) وهو في الاعتصام (2/ 688).
(5)
المائدة الآية (48).
(6)
أصول الاعتقاد (1/ 76/65).
- وفيه أيضا: عن ابن عباس في قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} وهو الإسلام {وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (1) قال: أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان ولا يحتاجون إلى زيادة أبدا، وقد أتمه الله فلا ينقص أبدا، وقد رضيه الله فلا يسخطه أبدا. (2)
- وجاء في الإبانة: عن أبي العالية، عن ابن عباس، قال: من أقر باسم من هذه الأسماء المحدثة فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه. (3)
- وفيها: عن القاسم بن محمد أن رجلا جاء إلى ابن عباس فسأله عن الأنفال، فقال ابن عباس: كان الرجل ينفل الفرس وسرجه، فأعاد عليه، فقال مثل ذلك، ثم أعاد عليه، فقال مثل ذلك فقال ابن عباس: تدرون ما مثل هذا؟ هذا مثل صبيغ الذي ضربه عمر رضي الله عنه، أما لو عاش عمر لما سأل أحد عما لا يعنيه. (4)
- وفيها: عن أبي اليقظان قال: خرج رجل من أسلاف المسلمين يطلب علم السماء ومبتدأ الأشياء ومجاري القضاء وموقع القدر المجلوب وما قد احتجبه الله عز وجل من علم الغيوب التي لم ينزل الكتاب بها ولم تتسع العقول لها. وما طلبه حتى انتهى إلى بحر العلوم ومعدن الفقه وينبوع الحكمة عبد الله بن العباس رحمه الله فلما انتهى بالأمر الذي ارتحله إليه وأقدمه عليه
(1) المائدة الآية (3).
(2)
أصول الاعتقاد (5/ 965/1602).
(3)
الإبانة (1/ 2/353 - 354/ 234).
(4)
الإبانة (1/ 417/333) والموطأ (2/ 455/19).
قال له: اقرأ آية الكرسي، فلما بلغ:{ولا يحيطون بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلًّا بِمَا شَاءَ} . قال: أمسك يا ابن أخي فقد بلغت ما تريد، فقد أنبأك الله أنه لا يحاط بشيء من علمه، قال له الرجل: يرحمك الله إن الله قد استثنى، فقال:{إِلًّا بِمَا شَاءَ} .
فقال عبد الله: صدقت ولكن أخبرني عن الأمر الذي استثناه من علمه وشاء أن يظهره لخلقه أين يوجد ومن أين يعلم؟ قال: لا يوجد إلا في وحي ولا يعلم إلا من نبي، قال: فأخبرني عن الذي لا يوجد في حديث مأثور ولا كتاب مسطور أليس هو الذي نبأ الله لا يدركه عقل ولا يحيط به علم؟ قال: بلى فإن الذي تسأل عنه ليس محفوظا في الكتب ولا محفوظا عن الرسل، فقام الرجل وهو يقول: لقد جمع الله لي علم الدنيا والآخرة، فانصرف شاكرا. (1)
- وفي الإبانة: أن رجلا من المسلمين أتى عبد الله بن العباس رحمة الله عليه بابن له فقال: لقد حيرت الخصومة عقله، وأذهبت المنازعة قلبه، وذهبت به الكلفة عن ربه. فقال عبد الله: امدد بصرك يا ابن أخي ما السواد الذي ترى؟ قال: فلان، قال: صدقت، قال: فما الخيال المسرف من خلفه؟ قال: لا أدري، قال عبد الله: يا ابن أخي فكما جعل الله لأبصار العيون حدا محدودا من دونها حجابا مستورا فكذلك جعل لأبصار القلوب غاية لا يجاوزها وحدودا لا يتعداها، قال: فرد الله عليه غارب عقله وانتهى عن المسألة عما
(1) الإبانة (1/ 2/421 - 422/ 345).
لا يعنيه والنظر فيما لا ينفعه والتفكر فيما يحيره. (1)
" التعليق:
قال ابن بطة عقبه: الله الله إخواني يا أهل القرآن ويا حملة الحديث، لا تنظروا فيما لا سبيل لعقولكم إليه ولا تسألوا عما لم يتقدمكم السلف الصالح من علمائكم إليه، ولا تكلفوا أنفسكم ما لا قوة بأبدانكم الضعيفة، ولا تنقروا ولا تبحثوا عن مصون الغيب ومكنون العلوم، فإن الله جعل للعقول غاية تنتهي إليها، ونهاية تقصر عندها، فما نطق به الكتاب وجاء به الأثر فقولوه، وما أشكل عليكم فكلوه إلى عالمه، ولا تحيطوا الأمور بحيط العشوا حنادس الظلماء بلا دليل هاد ولا ناقد بصير. أتراكم أرجح أحلاما وأوفر عقولا من الملائكة المقربين حين قالوا:{لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} (2).
إخواني: فمن كان بالله مؤمنا فليردد إلى الله العلم بغيوبه، وليجعل الحكم إليه في أمره، فيسلك العافية ويأخذ بالمندوحة الواسعة، ويلزم المحجة الواضحة والجادة السابلة والطريق الآنسة، فمن خالف ذلك وتجاوزه إلى الغمط بما أمر به، والمخالفة إلى ما نهى عنه، يقع والله في بحور المنازعة وأمواج المجادلة، ويفتح على نفسه أبواب الكفر بربه والمخالفة لأمره والتعدي لحدوده. والعجب لمن خلق من نطفة من ماء مهين، فإذا هو خصيم مبين،
(1) الإبانة (1/ 2/422 - 423/ 346).
(2)
البقرة الآية (32).
كيف لا يفكر في عجزه عن معرفة خلقه؟! أما تعلمون أن الله قد أخذ عليكم ميثاق الكتاب أن لا تقولوا على الله إلا الحق، فسبحان الله أنى تؤفكون!!
- وفيها: عن عطاء عن ابن عباس قال: ما اجتمع رجلان يختصمان فافترقا حتى يفتريا على الله عز وجل. (1)
- وفيها: عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لا تجالسوا أصحاب الأهواء، فإن مجالستهم ممرضة للقلوب. (2)
- وفيها: عن ابن عباس أنه كان يتمثل بهذا البيت:
فما الناس بالناس الذين عهدتهم
…
ولا الدار بالدار التي كنت تعرف (3)
- وفيها أيضا: عن ابن عباس في قوله عز وجل: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} (4): فالمحكمات ناسخه وحلاله وحرامه، وحدوده وفرائضه، وما يؤمن به ويعمل به، {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زيغٌ} من أهل الشك، فيحملون المحكم على المتشابه والمتشابه على المحكم، ويلبسون فلبس الله عليهم. فأما المؤمنون فيقولون: {آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ
(1) الإبانة (2/ 3/519/ 613).
(2)
الإبانة (2/ 3/521/ 619) والشريعة (1/ 196/139).
(3)
الإبانة (2/ 4/574/ 721).
(4)
آل عمران الآية (7).
مِنْ عند ربنا} محكمه ومتشابهه. (1)
- ونقل الخطيب عن سليمان بن علي: أخبرنا أبو الجوزاء غير مرة، قال: سألت ابن عباس عن الصرف، فقال: يدا بيد لا بأس به، ثم حججت مرة أخرى، والشيخ حي، فأتيته فسألته عن الصرف قال: وزنا بوزن، قلت له: إنك كنت أفتيتني اثنين بواحد، فلم أزل أفتي به منذ أفتيتني، قال: كان ذلك عن رأي، وهذا أبو سعيد الخدري يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فتركت رأيي لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. (2)
- ونقل الخطيب: عن ابن عبد الله العدوي قال: سئل لاحق بن حميد أبو مجلز، وأنا شاهد عن الصرف، فقال: كان ابن عباس لا يرى به بأسا زمانا من عمره، حتى لقيه أبو سعيد الخدري، فقال له: يا ابن عباس ألا تتقي الله حتى متى توكل الناس الربا؟ .. أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ذات يوم وهو عند أم سلمة زوجته: إني أشتهي تمر عجوة، وأنها بعثت بصاعين من تمر عتيق إلى منزل رجل من الأنصار، فأوتيت بدلهما تمر عجوة، فقدمته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبه، فتناول تمرة ثم أمسك فقال: من أين لكم هذا؟ قالت: بعثت بصاعين من تمر عتيق إلى منزل فلان، فأتينا بدلهما من هذا الصاع الواحد، فألقى التمرة من يده، وقال: ردوه ردوه، لا حاجة فيه، التمر بالتمر، والحنطة بالحنطة، والشعير بالشعير، والذهب بالذهب، والفضة بالفضة، يدا بيد مثلا بمثل ليس فيه زيادة ولا نقصان، فمن زاد أو نقص فقد
(1) الإبانة (2/ 4/605 - 606/ 781).
(2)
الفقيه والمتفقه (1/ 368 - 369) والمسند (3/ 51) والكفاية (ص.28).
أربى، فكل ما يكال أو يوزن. فقال: ذكرتني يا أبا سعيد أمرا نسيته، أستغفر الله وأتوب إليه، وكان ينهى بعد ذلك يعني: عنه أشد النهي. (1)
- ونقل أيضا: عن ابن عباس قال: تمتع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عروة بن الزبير: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة فقال ابن عباس: ما يقول عُرَيّة يريد؟ قال: يقول: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة. قال ابن عباس: أراهم سيهلكون، أقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم، ويقولون: نهى أبو بكر وعمر. (2)
- وجاء في شرح السنة: قال ابن عباس: أما تخافون أن تعذبوا أو يخسف بكم أن تقولوا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال فلان. (3)
- وفي الفقيه والمتفقه: عن ابن عباس: قال: من أحدث رأيا ليس في كتاب الله، ولم تمض به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لم يدر على ما هو منه إذا لقي الله عز وجل. (4)
- وفيه: قال الأوزاعي: خاصم نفر من أهل الأهواء علي بن أبي طالب، فقال له ابن عباس: يا أبا الحسن: إن القرآن ذلول حمول ذو وجوه، تقول ويقولون، خاصمهم بالسنة، فإنهم لا يستطيعون أن يكذبوا على السنة. (5)
(1) الفقيه والمتفقه (1/ 372 - 373) ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 42 - 43) وفيه ذكر القصة، وقال:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة". ورواه أيضا ابن عدي في الكامل (2/ 425).
(2)
الفقيه والمتفقه (1/ 377) وجامع بيان العلم (2/ 1210) وهو في المسند أيضا (1/ 337).
(3)
شرح السنة (1/ 214).
(4)
الفقيه والمتفقه (1/ 458) وذم الكلام (ص.87). وهو في إعلام الموقعين (1/ 58) وفي الاعتصام (1/ 135).
(5)
الفقيه والمتفقه (1/ 560).
- وجاء في ذم الكلام: عن عبيد بن سعد قال: خرج ابن عباس على رجلين يمتريان في آية فقال: ما امترى رجلان في آية إلا جحدها أحدهما. (1)
- وفيه: عن ابن عباس قال: آفة الرأي الهوى. (2)
- وجاء في الشريعة عنه أيضا: أنه بلغه عن مجلس في ناحية بني سهم فيه شباب من قريش يختصمون، ويرتفع أصواتهم. فقال ابن عباس لوهب بن منبه: انطلق بنا إليهم. قال: فانطلقنا حتى وقفنا عليهم، فقال ابن عباس لوهب بن منبه: أخبر القوم عن كلام الفتى الذي كلم به أيوب عليه السلام وهو في بلائه. فقال وهب: قال الفتى: لقد كان في عظمة الله عز وجل، وذكر الموت، ما يكل لسانك، ويقطع قلبك، ويكسر حجتك؟ أفلم تعلم يا أيوب: أن لله عبادا، أسكتتهم خشية الله من غير عي ولا بكم، وإنهم لهم الفصحاء الطلقاء، العالمون بالله وأيامه، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله تعالى تقطعت قلوبهم، وكلت ألسنتهم، وكلت أحلامهم فرقا من الله تعالى وهيبة له، حتى إذا استفاقوا من ذلك ابتدروا إلى الله تعالى بالأعمال الزاكية، لا يستكثرون لله الكثير، ولا يرضون له بالقليل، ناحلون ذائبون، يراهم الجاهل فيقول: مرضى، وقد خولطوا، وقد خالط القوم أمر عظيم. (3)
- وعن ابن عباس في قوله: {وَاجْعَلْنَا للمتقين إِمَامًا} (4): أئمة
(1) ذم الكلام (2/ 89/181).
(2)
ذم الكلام (2/ 286 - 287/ 375).
(3)
الشريعة (1/ 194/136).
(4)
الفرقان الآية (74).
التقوى ولأهله يقتدى بنا. (1) رواه ابن جرير وفي رواية ابن أبي حاتم: أئمة هدى ليهتدى بنا، ولا تجعلنا أئمة ضلالة. (2)
- وجاء في أعلام الموقعين: قال ابن عباس: إنما هو كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن قال بعد ذلك برأيه فلا أدري أفي حسناته يجد ذلك أم في سيئاته.
- وقال: من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار. (3)
- وعن أبي العالية قال: قال ابن عباس: ويل للأتباع من عثرات العالم، قيل: وكيف ذاك يا أبا العباس؟ قال: يقول العالم من قبل رأيه، ثم يسمع الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيدع ما كان عليه، وفي لفظ: فيلقى من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منه فيخبره فيرجع ويقضي الأتباع بما حكم. (4)
- وجاء في مقدمة مسلم: عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس؛ قال: إنما كنا نحفظ الحديث، والحديث يحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما إذ ركبتم كل صعب وذلول؛ فهيهات. (5)
- وفيها: عن مجاهد قال: جاء بشير العدوي إلى ابن عباس. فجعل يحدث ويقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل ابن عباس لا
(1) ابن جرير (19/ 53).
(2)
تفسير ابن أبي حاتم (8/ 2742/15487).
(3)
إعلام الموقعين (1/ 58و59).
(4)
الفقيه والمتفقه (2/ 27 - 28) والمدخل للبيهقي (2/ 288 - 289/ 835و836) وجامع بيان العلم وفضله (2/ 984) وذكره ابن القيم في إعلام الموقعين (2/ 193).
(5)
مقدمة مسلم (1/ 13) وابن ماجه (27).