الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قتلوا كعب بن الأشرف. واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته، واستعمله عمر بن الخطاب على صدقات جهينة، وكان عمر إذا شكي إليه عامل، أرسل محمدا يكشف الحال. وكان رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة، واتخذ سيفا من خشب، وقال: بذلك أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه المسور ابن مخرمة، وسهل بن أبي حثمة، وقبيصة بن ذؤيب. توفي سنة ثلاث وأربعين.
موقفه من المشركين:
قال مروان بن الحكم وهو على المدينة وعنده ابن يامين النضيري: كيف كان قتل ابن الأشرف؟ قال ابن يامين: كان غدرا، ومحمد بن مسلمة جالس شيخ كبير، فقال: يا مروان أيغدر رسول الله صلى الله عليه وسلم عندك؟ والله ما قتلناه إلا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا يؤويني وإياك سقف بيت إلا المسجد، وأما أنت يا ابن يامين فلله علي إن أفلت وقدرت عليك وفي يدي سيف إلا ضربت به رأسك، فكان ابن يامين لا ينزل من بني قريظة حتى يبعث له رسولا ينظر محمد بن مسلمة، فإن كان في بعض ضياعه نزل فقضى حاجته ثم صدر، وإلا لم ينزل، فبينا محمد في جنازة وابن يامين بالبقيع فرأى محمد نعشا عليه جرائد وطبة لامرأة جاء فحله فقام إليه الناس، فقالوا: يا أبا عبد الرحمن ما تصنع؟ نحن نكفيك، فقام إليه فلم يزل يضربه بها جريدة جريدة حتى كسر ذلك الجريد على وجهه ورأسه حتى لم يترك به مصحا، ثم أرسله ولا طباخ به، ثم قال: والله لو قدرت على السيف لضربتك به. (1)
(1) الصارم المسلول (2/ 184).
عمرو بن العاص (1)(43 هـ)
عمرو بن العاص بن وائل أبو عبد الله ويقال أبو محمد، السهمي، داهية قريش، ورجل العالم ومن يضرب به المثل في الفطنة والدهاء والحزم. أسلم قبل الفتح سنة ثمان وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فعن إبراهيم النخعي قال: عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء لعمرو على أبي بكر وعمر وسراة أصحابه. قال الثوري: أراه قال: في غزوة ذات السلاسل. وروي عنه أنه قال: فوالله إني لأشد الناس حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأت عيني منه ولا راجعته. وقال: بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "خذ عليك ثيابك وسلاحك، ثم ائتني، فأتيته وهو يتوضأ فصعد فيَّ البصر، وصوبه فقال: إني أريد أن أبعثك على جيش فيسلمك الله ويغنمك، وأرغب لك رغبة صالحة من المال" قلت: يا رسول الله. ما أسلمت من أجل المال، ولكني أسلمت رغبة في الإسلام، ولأن أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: يا عمرو، نعما بالمال الصالح للرجل الصالح" (2). وقال رضي الله عنه: ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن هو الذي يعرف خير الشرين. وكان يقول رضي الله عنه حين وفاته: اللهم لا بريء فأعتذر ولا عزيز فأنتصر، وإن لا تدركني منك رحمة، أكن من الهالكين. توفي رضي الله عنه عام ثلاث وأربعين.
(1) طبقات ابن سعد (4/ 254 - 261) و (7/ 493 - 494) والإصابة (4/ 650 - 654) والاستيعاب (3/ 1184 - 1191) والبداية (8/ 25 - 27) والعقد الثمين (6/ 398 - 406) وتهذيب التهذيب (8/ 56 - 57) ومستدرك الحاكم (3/ 452 - 455) والمعرفة والتاريخ (1/ 323) والكامل لابن الأثير (3/ 274 - 276) والسير (3/ 54 - 77) وشذرات الذهب (1/ 53).
(2)
أحمد (4/ 197) والبخاري في الأدب المفرد (299) والطبراني في الأوسط (4/ 130/3213) وأبو يعلى (13/ 320 - 322/ 7336) والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 259/1315) ابن حبان (8/ 7/3211) الحاكم (2/ 2) وقال: "صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي". وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 355 - 356) وقال: "رواه أحمد وقال: ورجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح".