الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَلَائِكَةُ". روَاهما أبو داودَ (49).
فصل:
ولا بأسَ بالجمعِ بين طَعامَيْنِ؛ فإِنَّ عبدَ اللَّه بنَ جعفرٍ قال: رأيتُ النَّبىِّ صلى الله عليه وسلم يأكلُ القِثَّاءَ بالرُّطَبِ. ويُكرَهُ عَيْبُ الطَّعام؛ لقولِ أبى هُرَيْرةَ: ما عابَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طعامًا قَطُّ، إذا اشْتَهَى شيئًا أكلَه، وإِنْ لم يَشْتَهِهِ تَرَكَه. مُتَّفَقٌ عليهما (50). وإذا حضَرَ فصادفَ قومًا يأكلونَ، فدعَوْه، لم يُكرَه له الأكلُ؛ لما قدَّمْنا من حديثِ جابرٍ، حين دَعَوْا رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فأكلَ معهم. ولا يجوزُ أن يَتَحَيَّنَ وقتَ أكلِهِمْ، فيَهْجُمَ عليهم، ليطْعَمَ معهم؛ لقولِ اللَّهِ تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} (51). أى غيرَ مُنْتظرِينَ بُلوغَ نُضْجِه. وعَن أنسٍ قال: ما أكلَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على خِوَانٍ، ولا فى سُكُرَّجَةٍ (52). قال: فعلامَ كنتم تأكلونَ؟ قال: على السُّفَرِ. وقال ابنُ عبّاسٍ: لم يكُنْ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ينْفُخُ فى طعامٍ ولا شَرَابٍ، ولا يَتَنَفَّسُ فى الإِنَاءِ. وفى المُتَّفَقِ عليه من حديثِ أبى
(49) فى: باب ما جاء فى الدعاء لرب الطعام إذا أكل عنده، من كتاب الأطعمة. سنن أبى داود 2/ 330.
(50)
الأول أخرجه البخارى، فى: باب الرطب بالقثاء، وباب: القثاء، وباب جمع اللونين أو الطعامين بمرة، من كتاب الأطعمة. صحيح البخارى 7/ 102، 104. ومسلم، فى: باب أكل القثاء بالرطب، من كتاب الأشربة. صحيح مسلم 3/ 1616.
كما أخرجه أبو داود، فى: باب فى الجمع بين لونين فى الأكل، من كتاب الأطعمة. سنن أبى داود 2/ 326. والترمذى، فى: باب ما جاء فى أكل القثاء بالرطب، من أبواب الأطعمة. عارضة الأحوذى 8/ 35. وابن ماجه، فى: باب القثاء والرطب يجمعان، من كتاب الأطعمة. سنن ابن ماجه 2/ 1104. الدارمى، فى: باب من لم ير بأسا أن مجمع بين الشيئين، من كتاب الأطعمة. سنن الدارمى 2/ 103. الإمام أحمد، فى: المسند 1/ 203، 204.
والثانى أخرجه البخارى، فى: باب ما عاب النبى صلى الله عليه وسلم طعاما، من كتاب الأطعمة. صحيح البخارى 7/ 96. ومسلم، فى: باب لا يعيب الطعام، من كتاب الأشربة. صحيح مسلم 3/ 1632، 1633.
كما أخرجه أبو داود، فى: باب فى كراهية ذم الطعام، من كتاب الأطعمة. سنن أبى داود 2/ 311. والترمذى، فى: باب ما جاء فى ترك العيب للنعمة، من أبواب البر. عارضة الأحوذى 8/ 185.
(51)
سورة الأحزاب 53.
(52)
السكرجة: الصحفة التى يوضع فيها الأكل.