الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حَنِثَ، وإِنْ كان نَوَى إذا رآها، لم يَحْنَثْ حتى يَرَاها تَدخُلُ. وهو كما قال؛ فإنَّ مَبْنَى اليَمِينِ على النِّيَّاتِ، سِيَّما والرُّؤْيَةُ تُطْلَقُ على العِلمِ، كقولِ اللَّهِ تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ} (166). ونحوِه. ومتى لم تَكُنْ له نِيَّةٌ ولا [هناكَ سَبَبٌ](167) يَدُلُّ على إرادتِه مَنْعَ (168) الدُّخولِ بِمُجَرَّدِه، لم يَحْنَثْ حتى يَراها تَدخُلُ الدّارَ؛ لأنَّه الذى تناولَه لَفْظُه (169). ونَقَلَ عنه المَرُّوذِىُّ، فى رجُلٍ أقْرَضَ رجلًا دَرَاهِمَ، فحلَفَ أن لا يَقْبَلَها، وكان الرَّجُلُ مَيّتًا: تُعْطَى الوَرَثَةَ. يعنى إذا ماتَ الحالِفُ يُوَفَّى الورثةُ، ولا يَبْرأُ بِيَمِينِه (170)؛ لأنَّها ليستْ إبْراءً، فلا يَسْقُطُ الحقُّ بها.
فصل:
ولو قال: امْرأتِى طالقٌ، إن كُنتُ أمْلِكُ إلَّا مائةً. وكان يَملِكُ أكثرَ مِن مائةٍ، أو أقلَّ، حَنِثَ. فإنْ نَوَى أنِّى لا أمْلِكُ أكثرَ من مائةٍ، لم يَحْنَثْ بِمِلْكِ ما دُونَها. وإن قال: إن كُنتُ أملكُ أكثرَ من مائةٍ، فامرأتى طالقٌ. وكان يَمْلِكُ أقلَّ من المائةِ، لم يَحْنَثْ؛ لأنَّه صادقٌ.
فصل: فإن قال لامرأتِه: يا طالقُ، أنتِ طالقُ إن دخَلْتِ الدّارَ. [طَلُقَتْ واحدةً] (171) بقولِه: يا طالقُ. وبَقِيَتْ أُخْرَى مُعَلَّقةً بدُخولِ الدَّارِ. ولو قال: أنتِ طالقٌ ثلاثًا يا طالقُ، إن دخلْتِ الدَّارَ. فإن كانت له نِيَّةٌ، رُجِعَ إليها، وإلَّا وقَعَتْ واحدةٌ بالنداءِ، وبَقِيَتِ الثّلاثُ مُعلَّقةً على دُخولِ الدَّارِ. وكذا لو قال: أنتِ طالقٌ يا زانيةُ، إن دخلْتِ الدَّارَ. وعادَ الشرطُ إلى الطَّلاقِ، دُونَ القَذْفِ. وقال محمدُ بنُ الحَسنِ: يَرْجِعُ الشَّرْطُ إليهما فى المسْألتينِ، فلا يَقَعُ بها فى الحالِ شىءٌ. والأَوْلَى أن يَرْجعَ الشَّرطُ إلى الخبرِ
(166) سورة الفجر 6.
(167)
فى م: "سبب هناك".
(168)
فى م: "مع".
(169)
فى ب: "اللفظ".
(170)
فى ب: "يمينه".
(171)
فى حاشية الأصل: "وقعت طلقة".