الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقدمت فسألت ابن عباس فقال: قضى أكثرهما وأطيبهما، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال فعل» (1).
29 - باب لا يُسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها
2685 -
عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «يا معشر المسلمين، كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أُنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يُشب؟ وقد حدَّثكم الله أن أهل الكتاب بدَّلوا ما كتب الله وغيَّروا بأيديهم الكتاب فقالوا: {هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا} [البقرة: 79] أفلا ينهاكم بما جاءكم من العلم عن مُساءلتهم؟ ولا والله ما رأينا منهم رجلًا قط يسألكم عن الذي أُنزل عليكم» (2).
قال الحافظ:
…
لا تقبل ملة على ملة وتقبل بعض الملة على بعضها (3).
30 - باب القرعة في المشكلات
2686 -
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل
(1) موسى ما وعد الأكثر، لكنه خُيِّر ففعل الأفضل.
* فائدة: سألت شيخنا ابن عثيمين: المهر مالًا أو منفعة حق للمنكوحة فأين ذلك هنا؟ قيل لو لم يرع موسى لرعت هي، فالمنفعة حاصلة لها.
(2)
لا شك أنهم متهمون، وقد أغنانا الله بما أنزل علينا.
(3)
يقبل منهم من يشهدون على عدالته، يهودي على يهودي، ولا بد من ذلك، والقول ببطلان شهادتهم معناه ضياع الحقوق.
وقول ابن أبي ليلى أولى وأحسن، فتقبل أقوال أهل النحلة الواحدة على بعض، ولا يقبلون على غيرهم.
المُدهن (1) في حدود الله والواقع فيها مثل قوم استهموا سفينة فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها (2)، فكان الذين في أسفلها يمرُّون بالماء على الذين في أعلاها، فتأذوا به، فأخذ فأسًا فجعل ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: مالك؟ قال: تأذيتم بي ولا بُدَّّ لي من الماء، فإن أخذوا على يديه أنجوه ونجّوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم».
2687 -
عن خارجة بن زيد الأنصاري أن أم العلاء امرأة من نسائهم قد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته «أن عثمان بن مظعون طار له سهمه في السُّكنى حين أقرعت الأنصار سكنى المهاجرين، قالت أم العلاء فسكن عندنا عثمان بن مظعون، فاشتكى فمرَّضناه، حتى إذا تُوفيَ وجعلناه في ثيابه دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله. فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «وما يُدريك أن الله أكرمه؟ » فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أما عثمان فقد جاءه والله اليقين، وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري (3) - أنا رسول الله - ما يُفعل به» . قالت: فوالله لا أزكي أحدًا بعده أبدًا، وأحزنني
(1) المدهن: الساكت عن الحق لأسباب ضعف الدين أو غيره.
هذه الرواية مشكلة فالمدهن كالواقع والمحفوظ القائم قلت: (انظر الشرح).
(2)
سفينة طابقين.
* مثل عظيم يدل على خطورة الأمر بالمعروف، وعلى خطورة التساهل فيه.
(3)
قيل أن يعلم أنه في الجنة، ومثله الآية {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} الآية، قبل أن يعلم.
ذلك. قالت: فنمت فأُريت لعثمان عينًا تجري، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:«ذلك عمله» .
2688 -
عن عائشة رضي الله عنه قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه. وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها. غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم» (1).
2689 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا، ولو يعلمون ما في التَّهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا» (2)(3).
(1) * الشهادة المعينة بالجنة أو النار تحتاج إلى دليل.
من له زوجات وأراد سفرًا أقرع، إلا أن يسمحن لواحدة.
(2)
فيه فضل الأمور المذكورة.
(3)
فيه تسمية العشاء العتمة، فيجوز هذا أحيانًا.