الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشافعيُّ حِكايَةً عن خالِدٍ الواسِطىِّ، عن عَطاءِ بنِ السّائبِ، عن أبي البَختَرِىِّ، عن عليٍّ، في الفأْرَةِ تَقَعُ في البِئرِ فتَموتُ، قال: تُنزَحُ حَتَّى تَغلِبَهُم
(1)
. فهَذا غَيرُ قَوِىٍّ؛ لأنَّ أبا البَختَرِيِّ لم يَسمَعْ عَليًّا، فهوَ مُنقَطِعٌ. قال الزَّعفَرانِىُّ: قال أبو عبدِ اللَّهِ الشافعيُّ: رَوَى ابنُ أبي يَحيَى عن جَعفَرِ بنِ محمدٍ عن أَبيه، أن عَلِىَّ بنَ أبى طالِبٍ قال: إذا وقَعَتِ الفأْرَةُ في البِئرِ فماتَت فيها نُزِحَ مِنها دَلوٌ أَو دَلوانِ. يَعنِى: فإِن تَفَسَّخَت نُزِحَ مِنها خَمسَةٌ أَو سَبعَةٌ. وهَذا أَيضًا مُنقَطِعٌ
(2)
.
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو العباسِ، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشافعيُّ، في احتِجَاجِ مَنِ احتَجَّ بالأثرِ عن عليٍّ وابنِ عباسٍ، قُلتُ: فتُخالِفُ ما جاءَ عن رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى قَولِ غَيرِهِ؟ قال: لا. قُلتُ: قَد فعَلتَ وخالَفتَ مَعَ ذَلِكَ عَليًّا وابنَ عباسٍ؛ زَعَمتَ أن عَليًّا قال: إذا وقَعَتِ الفأْرَةُ في البِئرِ نُزِحَ مِنها سَبعَةُ أَو خَمسَةُ أَدلاءٍ، وزَعَمتَ أَنَّها لا تَطهُرُ إِلا بعِشرينَ أَو ثَلاثينَ، وزَعَمتَ أن ابنَ عَبّاسٍ نَزَحَ زَمزَمَ مِن زِنجِيٍّ وقَعَ فيها، وأَنتَ تَقولُ: يَكفِى مِن ذَلِكَ أَربَعونَ أَو سِتّونَ دَلوًا، وهَذا عن عليٍّ وعَنِ ابنِ عباسٍ غَيرُ ثابِتٍ
(3)
.
بابُ طَهارَةِ الماءِ يُنْتِنُ بلا حَرامٍ خالَطَه
1283 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ البَغدادِىُّ، حدثنا محمدُ بنُ عمرِو بنِ خالِدٍ، حدثنا أبى، حدثنا ابنُ لَهيعَةَ،
(1)
المصنف في المعرفة (410)، والشافعي 7/ 164.
(2)
ذكره المصنف في المعرفة عقب (410) عن الشافعي به.
(3)
المصنف في المعرفة (411). والشافعي في اختلاف الحديث ص 111.
حدثنا أبو الأسوَدِ، عن عُروةَ، في قِصَّةِ أُحُدٍ وما أَصابَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في وجهِه قال: وسَعَى عليُّ بنُ أبي طالِبٍ إلى المِهراسِ
(1)
، فأَتَى بماءٍ في مِجَنَّةٍ، فأَرادَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن يَشرَبَ مِنه، فوَجَدَ له ريحًا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"هذا ماءٌ آجِنٌ"
(2)
. فتَمَضمَضَ مِنه، وغَسَلَت فاطِمَةُ عن أَبيها الدَّمَ
(3)
.
1284 -
وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ عبدِ الجَبّارِ، حدثنا يونُسُ بنُ بُكَيرٍ، عن ابنِ إسحاقَ قال: حدَّثَنى مَن لا أَتَّهِمُ، عن عُبَيدِ اللَّهِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ قال: فلَمّا انتَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى فمِ الشِّعبِ خَرَجَ عليُّ بنُ أبي طالِبٍ حَتَّى مَلأ دَرَقَتَه
(4)
مِنَ المِهراسِ، ثم جاءَ به إلى رسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم ليَشرَبَ مِنه، فوَجَدَ له ريحًا فعافَه فلَم يَشرَبْ مِنه، وغَسَلَ عن وجهِه الدَّمَ، وصَبَّ على رأسِه وهو يقولُ:"اشتَدَّ غَضَبُ اللهِ على مَن دَمَّى وجهَ نَبيِّه صلى الله عليه وسلم".
هَكَذا رواه يونُسُ بنُ بُكَيرٍ عن محمدِ بنِ إِسحاقَ. ورواه إِسحاقُ بنُ إبراهيمَ الحَنظَلِىُّ عن وهبِ بنِ جَريرٍ عن أبيه عن ابنِ إسحاقَ عن يَحيَى بنِ عَبّادِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيرِ عن عبدِ اللَّه بنِ الزُّبَيرِ عن أَبيهِ
(5)
. وهو إِسنادٌ مَوصولٌ.
(1)
المهراس: هو ماء بأحد في الشعب بالقرب من مشهد حمزة. والمهراس حجر منقور مستطيل يوضع به الماء يُتوضأ منه. غريب الحديث لابن الجوزى 2/ 496، والمعالم الجغرافية الواردة في السيرة النبوية ص 307، وينظر ما تقدم عقب (217).
(2)
الماء الآجن: المتغير الطعم واللون. النهاية 1/ 26.
(3)
المصنف في دلائل النبوة 3/ 282، 283.
(4)
الدرقة: الترس من جلد بلا خشب ولا عقب. ينظر القاموس المحيط 3/ 122، 223 (ح ج ف، د رق).
(5)
إسحاق بن راهويه، كما في الإتحاف للبوصيرى (6246) وصحح البوصيرى إسناده.