الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِسعَرٌ، عن أبي بكرِ ابنِ عُمارَةَ بنِ رُوَيبَةَ، عن أُختِ أبى بكرِ بنِ عمرِو بنِ عُتبَةَ، عن أُمِّ سلمةَ قالَت: إن كانَت إحدانا لَتَبقَى صُفرَتُها حينَ تَغتَسِلُ
(1)
.
بابُ المُبتَدِئَةِ لا تُمَيِّزُ بَينَ الدَّمَينِ
1624 -
أخبرنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا العَبَّاسُ بنُ محمدٍ الدُّورِىُّ، حدثنا أبو عامِرٍ عبدُ المَلِكِ بنُ عمرٍو العَقَدِىُّ، حدثنا زُهَيرُ بنُ محمدٍ، حدثنا عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ عَقيلٍ (ح) وأَخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ بنُ الحسينِ القاضِى، حدثنا الحارِثُ بنُ أبى أُسامَةَ، حدثنا زكريا بنُ عَدِيٍّ، حدثنا عُبَيدُ اللَّهِ بنُ عمرٍو الرَّقِّيُّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ محمدِ بنِ عَقيلٍ، عن إبراهيمَ بنِ محمدِ بنِ طَلحَةَ، عن عَمِّه عِمرانَ بنِ طَلحَةَ، عن أُمِّه حَمنَةَ بنتِ جَحشٍ قالَت: كُنتُ أُستَحاضُ حَيضَةً كَثيرَةً شَديدَةً، فأَتَيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أستَفتيه وأُخبِرُه، فوَجَدتُه في بَيتِ أُختِى زَينَبَ بنتِ جَحشٍ فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّى امرأةٌ أُستَحاضُ حَيضَةً كَثيرَةً شَديدَةً فما تَرَى فيها؟ قَد مَنَعَتنِى الصَّلاةَ والصَّومَ. قالَ:"أنعَتُ لَكِ الكُرسُفَ، فإِنَّه يُذهِبُ الدَّمَ". قالَت: هو أكثَرُ مِن ذَلِكَ. قال: "فاتَّخِذِى ثَوبًا". قالَت: هو أكثَرُ مِن ذَلِكَ، إنَّما أثُجُّ ثَجًّا. قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"سآمُرُكِ. بأَمرَينِ أيَّهُما فَعَلتِ أجزأَ عَنكِ مِنَ الآخَرِ، فإن قَوِيتِ عَلَيهِما فأَنتِ أعلمُ". فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنَّما هَذِه رَكضَةٌ مِن رَكَضاتِ الشَّيطانِ فتَحَيَّضِي سِتَّةَ أو سَبعَةَ أيَّامٍ في عِلمِ اللَّهِ عز وجل، ثم اغتَسلِى حَتَّى إذا رأَيتِ أنَّكِ قَد طَهَرتِ واستَنْقَأْتِ فصَلِّى ثَلاثًا وعِشرينَ
(1)
أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (2190) عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.
لَيلَةً أو أربَعًا وعِشرينَ لَيلَةً وأَيَّامَها، فإنَّ ذَلِكَ يُجزِئُكِ، وكَذَلِكَ فافعَلِى كُلَّ شَهرٍ كما تَحيضُ النِّساءُ وكما يَطهُرنَ ميقاتَ حَيضِهِنَّ وطُهرِهِنَّ، وإِن قَوِيتِ على أن تُؤَخِّرِى الظُّهرَ وتُعَجِّلِى العَصرَ فتَغتَسِلينَ فتَجمَعينَ بَينَ الصَّلاتَينِ الظُّهرِ والعَصرِ، وتُؤَخِّرينَ المَغرِبَ وتُعَجِّلينَ العِشاءَ ثم تَغتَسِلينَ وتَجمَعينَ بَينَ الصَّلاتَينِ فافعَلِى، وصومِى إن قَدَرتِ على ذَلِكَ". قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"وهَذا أعجَبُ الأمرَينِ إلَيَّ"
(1)
.
1625 -
وأَخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا زُهَيرُ بنُ حَربٍ، حدثنا عبدُ المَلِكِ بنُ عمرٍو. فذكَره بإِسنادِه مِثلَه، إلا أنَّه زادَ عِندَ قَولِه:"أو أربَعًا وعِشرينَ لَيلَةً وأَيَّامَها": "وصومِى". وزادَ أيضًا: "وتَغتَسِلينَ مَعَ الفَجرِ فافعَلِى، وصومِى إن قَدَرتِ على ذَلِكَ"
(2)
. قالَ أبو داودَ: رواه عمرُو بنُ ثابِتٍ عن ابنِ عَقيلٍ قال: قالَت حَمنَةُ: فقُلتُ: هذا أعجَبُ الأمرَينِ إلَىَّ. لم يَجعَلْه كَلامَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وجَعَلَه كَلامَ حَمنَةَ.
(1)
المصنف في الخلافيات (1013، 1014)، وفي الصغرى (169)، والمعرفة (479) بالإسناد الأول، والحاكم 1/ 172، 173، وعنده بزيادة:"وصومى" بعد قوله: "وأيامها". وأخرجه أحمد (27474)، والترمذي (128) من طريق أبى عامر العقدى به، وقال: حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجه (627) من طريق عبد الله بن محمد به.
قلت: وقد ادعى بعضهم أن: "استنقأت" مهموزة شاذة، قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على الترمذي 1/ 224: ليس شاذا، بل هو استعمال جائز ومسموع، إذ إن همز ما ليس بمهموز كثير في كلام العرب. . . وهذا الحرف "استنقأت" لم أره في شيء من روايات هذا الحديث مرويا بالياء إلا في رواية الدارقطني، وأما أبو داود والترمذي والحاكم فإنه مروى عندهم بالهمزة، وكذلك هو بالهمزة في نسخة مخطوطة صحيحة عيقة من التحقيق لابن الجوزى، رواه فيه بإسناده من طريق مسند أحمد بن حنبل، وكذلك في نسخة مخطوطة صحيحة قديمة من المنتقى للمجد ابن تيمية.
(2)
أبو داود (287). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (267).
قال الشيخُ: وعَمرُو بنُ ثابِتٍ هذا غَيرُ مُحتَجٍّ بهِ
(1)
. وَبَلَغَنِى عن أبي عيسَى التِّرمِذِىِّ أنَّه سمِع محمدَ بنَ إسماعيلَ البُخارِىَّ يقولُ: حَديثُ حَمنَةَ بنتِ جَحشٍ في المُستَحاضَةِ هو حَديثٌ حَسَنٌ، إلا أن إبراهيمَ بنَ محمدِ بنِ طَلحَةَ هو قَديمٌ، لا أدرِى سمِع مِنه عبدُ اللَّهِ بنُ محمدِ بنِ عَقيلٍ أم لا؟ وكانَ أحمدُ بنُ حَنبَلٍ يقولُ: هو حَديثٌ صَحيحٌ
(2)
.
قال الشيخُ: وأَمّا حَمنَةُ بنتُ جَحشٍ فقَد قال عليُّ بنُ المَدينِىِّ: هِىَ أُمُّ حَبيبَةَ، كانَت تُكنَى بأُمِّ حَبيبَةَ وهِىَ حَمنَةُ بنتُ جَحشٍ. أخبرَنا بذَلِكَ أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو الحسنِ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ عَبدوسٍ، حدثنا عثمانُ بنُ سعيدٍ الدارِمىُّ، قال: سَمِعتُ عَليًّا يَقولُه
(3)
. وخالَفَه يَحيَى بنُ مَعينٍ فزَعَمَ أن المُستَحاضَةَ أُمَّ حَبيبَةَ بنتَ جَحشٍ تَحتَ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوفٍ لَيسَت بحَمنَةَ. أخبرَنا بذَلِكَ أبو محمدٍ السُّكَّرِىُّ ببَغدادَ، أخبرَنا أبو بكرٍ الشافعيُّ، أخبرَنا جَعفَرُ بنُ محمدِ بنِ الأزهَرِ، حدثنا المُفَضَّلُ بنُ غَسّانَ، عن يَحيَى بنِ مَعينٍ. فذَكَرَه
(4)
.
قال الشيخُ: وحَديثُ ابنِ عَقيلٍ يَدُلُّ على أنَّها غَيرُ أُمِّ حَبيبَةَ، وكانَ ابنُ عُيَينَةَ
(1)
هو عمرو بن ثابت بن هرمز البكري أبو محمد - ويقال: أبو ثابت - الكوفى. قال الذهبي 1/ 331: تركوه وكان يترفض. ينظر الكلام عليه في: التاريخ الكبير 6/ 319، والجرح والتعديل 6/ 223، والمجروحين 2/ 76، والكامل لابن عدى 5/ 1772، وميزان الاعتدال 3/ 249.
(2)
العلل الكبير (74).
(3)
ذكره المصنف في المعرفة عقب (479) عن عثمان بن سعيد الدارمي به.
(4)
ذكره المصنف في المعرفة عقب (479) عن المفضل بن غسان به.