الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لِشَقيقٍ: فما كَرِهَه إِلا لِهَذا
(1)
؟ مُخَرَّجٌ في "الصحيحين"
(2)
.
ورواه حَفصُ بنُ غِياثٍ عن الأعمَشِ، قال في الحديث: فما دَرَى عبدُ اللَّه ما يَقولُ؟ فقالَ: إنَّا لو رَخَّصنا لَهُم في هذا لأوشَكَ إذا بَرَدَ على أَحَدِهِمُ الماءُ أن يَدَعَه ويَتَيَمَّمَ. فقُلتُ لِشَقيقٍ: فإِنَّما كَرِهَ عبدُ اللَّه لِهَذا؟ قال: نَعَم
(3)
.
بابُ الجُرحِ إذا كان في بَعضِ جَسَدِه دونَ بعضٍ
1087 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللَّه الحافظُ، حدثنا أبو جَعفَرٍ محمدُ بنُ صالِحِ بنِ هانئٍ، حدثنا السِّريُّ بنُ خُزَيمَةَ، حدثنا
(4)
عُمَرُ بنُ حَفصِ بنِ غِياثٍ، حدَّثني أبي، أخبرَني الوَليدُ بنُ عُبَيدِ
(5)
اللَّه بنِ أبي رَباحٍ، أن عَطاء حدَّثه، عن ابنِ عباسٍ، أن رجلًا أَجنَبَ في شِتاءٍ فسألَ، فأُمِرَ بالغُسلِ فاغتَسَلَ فماتَ، فذُكِرَ ذَلِكَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"ما لَهُم قتلوه؟ قَتَلَهُمُ اللَّهُ -ثلاثًا- قَد جَعَلَ اللَّهُ الصَّعيدَ أوِ التَّيَمُّمَ طَهورًا"
(6)
.
هذا حَديثٌ مَوصولٌ. وتَمامُ هَذِه القِصَّةِ في الحديثِ الذي أَرسَلَه
(1)
المصنف في المعرفة (322). وتقدم في (1028).
(2)
البخاري (347)، ومسلم (368/ 110).
(3)
أخرجه البخاري (346) من طريق حفص به.
(4)
بعده في س: "حفص بن" وفي د: "جعفر بن". وينظر تهذيب الكمال 21/ 304.
(5)
في س، م:"عبد".
(6)
الحاكم 1/ 165، وصححه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن خزيمة (273) من طريق عمر بن حفص به. والوليد بن عبيد الله بن رباح ضعفه المصنف كما سيأتي عقب (11116).
الأوزاعيُّ عن عَطاءٍ.
1088 -
أخبرَناه أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ وأبو عبدِ اللَّهِ إِسحاقُ بنُ محمدِ بنِ يوسُفَ
(1)
السُّوسِيُّ وأبو سعيدٍ محمدُ بنُ موسَى قالوا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا العَبّاسُ بنُ الوَليدِ بنِ مَزيَدٍ، حدثنا أبي قال: سَمِعتُ الأوزاعِيَّ يقولُ: بَلَغَني عن عَطاءِ بنِ أبي رَباحٍ، أنَّه سمِع ابنَ عباسٍ يُخبِرُ، أن رجلًا أَصابَه جُرحٌ في عهدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثم أَصابَه احتِلامٌ، فأُمِرَ بالاغتِسالِ، فاغتَسَلَ فكُزَّ
(2)
فماتَ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالَ:"قَتَلوه قَتَلَهُمُ اللَّهُ، أَلم يَكُنْ شِفاءُ العِيِّ السُّؤالَ؟ ". قال عَطاءٌ: فبَلَغَنا أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سُئلَ عن ذَلِكَ فقالَ: "لَو غَسَلَ جَسَدَه وترَكَ رأسَه حَيثُ أَصابَه الجُرحُ؟ "
(3)
.
فهَذا المُرسَلُ يَقتَضِي غَسلَ الصَّحيحِ مِنه، والأوَّلُ يَقتَضِي التَّيَمُّمَ، فمَن أوجَبَ الجَمعَ بَينَهُما يقولُ: لا تَنافِيَ بَينَ الرِّوايَتَينِ إلا أن إحداهُما مُرسَلَةٌ.
1089 -
وقَد أخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِيُّ، أخبرَنا أبو بكرِ بنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا موسَى بنُ عبدِ الرحمنِ الأنطاكِيُّ، حدثنا محمدُ بنُ سلمةَ، عن الزُّبَيرِ بنِ خُرَيقٍ، عن عَطاءٍ، عن جابِرٍ قال: خَرَجْنا في سَفَرٍ فأَصابَ رجلًا مِنّا حَجَرٌ فشَجَّه في رأسِه، ثم احتَلَمَ، فقالَ لأصحابِه: هَل تَجِدونَ لي
(1)
في س، م:"يعقوب".
(2)
الكُزاز: داء يتولد من شدة البرد، وقيل: هو نفس البرد. الصحاح 2/ 114، وينظر النهاية 4/ 170.
(3)
المصنف في الخلافيات (837) عن الحاكم به. وأخرجه أحمد (3056)، وأبو داود (337)، وابن ماجه (572) من طريق الأوزاعي به. وصحح إسناده الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند 5/ 22 (3057)، قال: وإن كان ظاهره الانقطاع.
رُخصَةً في التَّيَمُّمِ؟ قالوا: ما نَجِدُ لَكَ رُخصَةً وأَنتَ تَقدِرُ على الماءِ. فاغتَسَلَ فماتَ، فلَمّا قَدِمنا على النبي صلى الله عليه وسلم أُخبِرَ بذَلِكَ قال:"قَتَلوه قَتَلَهُمُ اللَّهُ! ألَا سألوا إِذ لم يَعلَموا؟! فإنما شِفاءُ العِيِّ السؤالُ، إنَّما كان يَكفيه أن يَتَيَمَّمَ ويَعصِرَ أَو يَعصِبَ -شَكَّ موسَى- على جُرحِه خِرقَةً، ثم يَمسَحَ عَلَيها ويَغسِلَ سائرَ جَسَدِه"
(1)
. وهَذِه الرِّوايَةُ مَوصولَةٌ جُمِعَ فيها بَينَ غَسلِ الصَّحيحِ والمَسحِ على العِصابَةِ والتَّيَمُّمِ، إِلا أَنَّها تُخالِفُ الرِّوايَتَينِ الأُولَيَينِ في الإسنادِ، واللَّهُ أَعلَمُ.
1090 -
وأَخبرَنا أبو الحسنِ بنُ عَبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عبَّاس بنُ الفَضلِ الأسفاطيُّ، حدثنا أبو الوَليدِ، حدثنا حَمّادُ بنُ سلمةَ، عن عَطاءِ بنِ السائب، عن زادانَ، عن عليٍّ، أن رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:"مَن تَرَكَ مَوضِعَ شَعَرَةٍ مِن جَسَده مِن جَنابَة لم يَغسِلْها فُعِلَ بها مِنَ النّارِ كَذا وكَذا". قال عَلِيٌّ: فمِن ثَمَّ عادَيتُ شَعَرِي
(2)
.
فهَذا الحديثُ وما ورَدَ في مَعناه يوجِبُ غَسلَ الصَّحيحِ مِنه، والكِتابُ يوجِبُ التَّيَمُّم لِما لا يَقْدِرُ على غَسلِه. وبِاللَّهِ التَّوفيقُ.
وظاهِرُ الكِتابِ يَدُلُّ على استِعمالِ ما يَجِدُ مِنَ الماءِ ثم الرُّجوعِ إلى التَّيَمُّمِ إذا لم يَجِدْه. وقَد روِي عن إسحاقَ عن عيسَى بنِ يونُسَ عن عَبدَةَ بنِ أبي لُبابَةَ، ويُذكَرُ عن عَبدَةَ بنِ أبي لُبابَةَ أنَّه قال: يَتَوَضّأُ
(1)
المصنف في المعرفة (346)، والخلافيات (834)، وأبو داود (336). قال الذهبي 1/ 236: والزبير ليس ممن يحتج به. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (325).
(2)
أخرجه البزار (813) من طريق أبي الوليد به. وتقدم تخريجه (841).