الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشرع والقدر؛ فمنه ما هو مطلوب مراد محبوب كالتوحيد وسائر الطاعات، ومنه ما هو مبغض ممنوع، كالشرك والمعاصي"
(1)
.
د - التوحيد العملي الإرادي، أو العملي القصدي:
وسمي بذلك لأن العبادة تتضمن عمل القلب والجوارح، وذلك مستلزم لعلم القلب واعتقاده ومعرفته، وقول اللسان كما لا يخفى.
يقول الإمام ابن تيمية: "والتوحيد العملي الإرادي؛ أن لا يعبد إلا إياه، فلا يدعو إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يخاف إلا إياه، ولا يرجو إلا إياه، ويكون الدين كله للّه"
(2)
.
ويقول رحمه الله أيضًا: "وقد بسط الكلام في التوحيد وأنه نوعان؛ علمي قولي وعملي قصدي؛ فـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} اشتملت على التوحيد العملي نصًا، وهي دالة على العلمي لزومًا، و {قُل هُوَ اَللَّهُ أَحَدُ} (1)} اشتملت على التوحيد العلمي القولي نصًا وهي دالة على التوحيد العملي لزومًا"
(3)
.
هـ - توحيد الإلهية أو الألوهية أو العبادة:
وسمي بذلك لأنَّهُ اشتمل على التأله وهو التعبد والتنسك للّه سبحانه وتعالى، أو على الألوهة وهي العبادة.
يقول الإمام الطبري في رده على قول النصارى: "لأن من كان له ولد فليس بإله، وكذلك من كالن له صاحبة فغير جائز أن يكون إلهًا
= كثير، دَرَّس بمعهد الرياض العلمي ثم انتقل للتدريس بكلية الشريعة بالرياض، من كتبه: شرح الرسالة التدمرية المسمى بالتحفة المهدية، لشيخ الإسلام ابن تيمية، توفي رحمه الله عام 1392 هـ. [انظر ترجمته في: مقدمة تحقيق التحفة المهدية بقلم تلميذه: علي بن حسن شهراني].
(1)
التحفة المهدية (ص 26).
(2)
الصفدية (2/ 228 - 229).
(3)
مجموع الفتاوى (17/ 107 - 108).
معبودًا، ولكن اللَّه الذي له الألوهة والعبادة إله واحد معبود، لا ولد له، ولا والد، ولا صاحبة، ولا شريك"
(1)
.
ويقول الشيخ السعدي في شأن توحيد الألوهية: "وهذا النوع يقال له: توحيد الإلهية، وتوحيد العبادة؛ فالألوهية وصفه تعالى، والعبودية وصف عبده"
(2)
.
يقول الشيخ العثيمين
(3)
رحمه الله في فوائد بعض الآيات: "ومنها: أن العبادة والألوهية معناهما واحد؛ لكن العبادة باعتبار العابد؛ والألوهية باعتبار المعبود، ولهذا كان أهل العلم يسمون التوحيد توحيد العبادة؛ وبعضهم يقول: توحيد الألوهية"
(4)
.
ويقول الشيخ فالح آل مهدي: "قوله: (وهذا) راجعة إلى توحيد الشرع والقدر، وكما يسمى بذلك يسمى أيضًا التوحيد الطلبي الإرادي، وتوحيد العبادة، وتوحيد الألوهية، والتوحيد الفعلي نسبة إلى أفعال العباد، وتوحيد القصد والعمل، فهذه كلها ألقاب لهذا النوع"
(5)
.
(1)
تفسير الطبري (6/ 37).
(2)
تفسير السعدي (ص 503).
(3)
هو: العالم، الجليل، الزاهد، الورع، الفقيه، الأصولي، المفسر: أبو عبد الله محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أحمد بن مقبل العثيمين الوهيبي التميمي، ولد في مدينة عنيزة في ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347 هـ، من أبرز شيوخه: علامة القصيم الشيخ عبد الرحمن السعدي، وعبد الرزاق عفيفي، والشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد اللَّه بن باز مفتي المملكة سابقًا، مؤلفاته كثيرة وشهيرة ومنها: القول المفيد شرح كتاب التوحيد، وشرح الواسطية، وفتح رب البرية بتلخيص الحموية، وغيرها الكثير، ووافاه الأجل بعد عصر يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر شوال سنة 1421 هـ، بمدينة جدة. [انظر ترجمته في:(ابن عثيمين الإمام الزاهد)، د. ناصر الزهراني، و (الجامع لحياة العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله) لتلميذه وليد بن أحمد الحسين].
(4)
تفسير سورة البقرة (2/ 80)، وانظر: القول المفيد للشيخ ابن عثيمين (1/ 14).
(5)
التحفة المهدية (ص 28).
ومما يحسن التنبيه عليه في ختام هذا المطلب أن جميع هذه التسميات متفقة في مضمونها ولا تعارض بينها، وإنما حصل الاختلاف في التعبير نسبة لاختلاف اعتباراتها وما ترجع إليه، واللّه أعلم.