الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث
قاعدة الوسائل لها أحكام المقاصد
وفيه مسائل:
*
المسألة الأولى * شرح ألفاظ القاعدة
الوسائل لغة: مشتقة من الأصل اللغوي (وسل) من باب وعد، مفردها (وسيلة)، يقال:(وَسَلَ يَسِلُ وَسْلًا وَتَوَسُّلًا) إذا رغب وتقرَّب، والواسل: الراغب، وأصل المادة فيه دلالة على الرغبة والطلب، ومنه اشتقت الوَسِيْلَةُ: وهي ما يتقرب به إلى الشيء، وقيل: المَنْزِلَةُ عِنْدَ المَلِكِ، والدَّرَجَةُ والقُرْبَةُ والوُصْلَةُ، وَقِيْل: الوَسِيْلَةُ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلى الغَيْرِ، والجَمْعُ: الوُسُلُ والوَسائِلُ، والوسيلة أخص من الوصيلة لتضمن الوسيلة لمعنى الرغبة
(1)
.
المقاصدُ لغة: جمع مَقْصِدٍ، والمقْصَدُ، مصدر ميمي
(2)
، مأخوذ من
(1)
انظر: معجم مقاييس اللغة (6/ 110)، وتاج العروس (31/ 75)، ولسان العرب (11/ 724)، والمصباح المنير (2/ 660).
(2)
المصدر الميمي: هو المبدوء بميم زائدة لغير المفاعلة، ويدل على الحدث مجردًا من الزمن، ويصاغ من الثلاثي على وزن مَفْعَل: مَنْظَر، وإن كان مثالًا صحيح اللام على =
الفعل (قَصَدَ)، يقال:(قَصَدَ يقْصِد قصْدًا وَمقْصَدًا)
(1)
، فالقصْدُ والمقْصدُ بمعنى واحد، ولمادة (قصد) عدة معاني مذكورة في كتب أهل اللغة، ومن تلك المعاني:
الاعتماد، والأَمُّ -بفتح الهمزة وتشديد الميم مع ضمها-، وإتيان الشيء، والتوجّهُ إليه، تقول: قصده، وقَصَدَ له، وقصَد إليه: إذا أمَّه، فالمقصد: هو ما يؤَمُّ ويتوجه إليه.
و (القصد): الاستقامة وعدم الاعوجاج، طريق قاصد مستقيم، ومنه قوله تعالى:{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ} [النحل: 9]: "والسبيل: هي الطريق، والقصد من الطريق: المستقيم الذي لا اعوجاج فيه"
(2)
. ويقال: طريق قاصد؛ أي: سهل ومستقيم، وسفر قاصد، أي: سهل وقريب، ومنه قوله تعالى:{لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَاتَّبَعُوكَ} [التوبة: 42]؛ أي: وموضعًا قريبًا سهلًا
(3)
.
و (القصد): العدل، والتوسط وعدم الإفراط، ومن ذلك قوله تعالى:{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} [لقمان: 19]، ومن ذلك قول جابر بن سمرة
(4)
: (كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته
= وزن مَفْعِل: مَوْعِد. ومن غير الثلاثي على وزن اسم مفعوله: مُسْتَحْسن، مُسْتَسَاغ. [انظر: الشافية في علم التصريف، لابن الحاجب (ص 28)، وشرح شذور الذهب، لابن هشام (ص 526).
(1)
انظر: معجم مقاييس اللغة (5/ 95)، والمحكم والمحيط الأعظم (6/ 185)، وتاج العروس (9/ 36)، والقاموس المحيط (ص 396)، والمعجم الوسيط (2/ 738).
(2)
انظر: تفسير الطبري (14/ 83).
(3)
انظر: المرجع نفسه (10/ 141).
(4)
هو: جابر بن سمرة بن جنادة بن جندب العامري السوائي حليف بني زهرة يكنى أبا عبد الله ويقال: يكنى أبا خالد. روى كثيرًا من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، توفي رضي الله عنه سنة 74 وقيل: 66 هـ. انظر ترجمته في: الاستعياب (1/ 224)، والإصابة (1/ 431).