الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال العيني: "والخوف من لوازم الإيمان"
(1)
.
ويقول الشيخ السعدي: "وفي هذه الآية وجوب الخوف من الله وحده، وأنه من لوازم الإيمان، فعلى قدر إيمان العبد يكون خوفه من الله والخوف المحمود ما حجز العبد عن محارم الله"
(2)
.
ويقول الشيخ عبد الرحمن بن قاسم في معنى قوله: {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)} : "جعله شرطًا في صحة الإيمان، فكما أنه إذا دعا غير الله انتفى عنه الإيمان، فكذلك إذا خاف غير الله خوف السر، مثل أن يخاف أن يفعل شيئًا بسره، فإن الخوف أنواع منها: خوف السر، فإذا خاف من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر"
(3)
.
*
المسألة الرابعة * أقوال أهل العلم في تقرير معنى القاعدة
لقد عظم اهتمام العلماء بدراسة ضوابط العبادات الشرعية، وكيفية خروج هذه العبادات عن حدود الشرعية، فتكون معصية، أو شركًا أصغر أو أكبر مخرجًا عن ملة الإسلام، ومن تلك العبادات التي ضبطها العلماء عبادة الخوف من الله تعالى، ومتى تكون توحيدًا وإيمانًا وطاعة، ومتى تكون معصية أو شركًا بالله العظيم. ولذا تضافرت أقوالهم في ضبط هذا الباب، وفيما يأتي أذكر ما وقفت عليه من ذلك:
يقول الشيخ سليمان آل الشيخ في معنى الخوف الشركي وهو خوف العبادة: "
…
خوف السر: وهو أن يخاف من غير الله أن يصيبه بما يشاء؛ من مرض، أو فقر، أو قتل، ونحو ذلك بقدرته ومشيئته، سواء ادعى أن
(1)
عمدة القاري (23/ 73)، وانظر: فتح القدير للشوكاني (1/ 400).
(2)
تفسير السعدي (ص 157).
(3)
حاشية الأصول الثلاثة لعبد الرحمن بن قاسم (ص 59).
ذلك كرامة للمخوف بالشفاعة، أو على سبيل الاستقلال، فهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير الله أصلًا؛ لأن هذا من لوازم الإلهية، فمن اتخذ مع الله ندًّا يخافه هذا الخوف فهو مشرك، وهذا هو الذي كان المشركون يعتقدونه في أصنامهم وآلهتهم، ولهذا يخوفون بها أولياء الرحمن"
(1)
.
ويقول أيضًا: "ومعنى خوف السر: هو أن يخاف العبد من غير الله تعالى أن يصيبه مكروه بمشيئته وقدرته، وإن لم يباشره، فهذا شرك أكبر؛ لأنه اعتقاد للنفع والضر في غير الله"
(2)
.
ويقرر هذا المعنى الشيخ عبد الرحمن بن قاسم بقوله: "فإذا خاف من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر"
(3)
.
ويقول الشيخ عبد العزيز بن باز: "وإنما الخوف الذي نهى الله عنه هو الخوف من المخلوق على وجه يحمل صاحبه على ترك الواجب، أو فعل المعصية، وفي ذلك نزل قوله سبحانه: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (175)} وهكذا الخوف من غير الله على وجه العبادة لغيره، واعتقاد أنه يعلم الغيب، أو يتصرف في الكون، أو يضر وينفع بغير مشيئة الله كما يفعل المشركون مع آلهتهم"
(4)
.
ويقول الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: "الخوف الشركي: وهو خوف السر؛ يعني: أن يخاف في داخله من هذا المخوف منه، وخوفه لأجل ما عند هذا المخوف منه مما يرجوه، أو يخافه من أن يمسه سرًا بشيء، أو أنه يملك له في آخرته ضرًا أو نفعًا، فالخوف الشركي متعلق في الدنيا بخوف السر، بأن يخاف أن يصيبه ذلك الإله بشر وذلك شرك.
(1)
تيسير العزيز الحميد (ص 406).
(2)
تيسير العزيز الحميد (ص 31).
(3)
حاشية الأصول الثلاثة لابن قاسم (ص 59).
(4)
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (6/ 400).