الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نسب الرسول صلى الله عليه وسلم ومناسبته لعليِّ ذلك المقام
(1)
سلسلة النسب النبوي
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن حكيم (ويلقب بكلاب) بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. (2) وينتهي نسبُ عدنان إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام باتفاق علماء الأنساب في الإسلام والجاهلية، وبالتواتر عند العرب وغيرهم من الأمم السامية، وبنصوص القرآن والسنة.
قال الله تعالى مُخَاطِبًا أهلَ مكة: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج: 78]، وقال حكاية عن إبراهيم:{رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37)} [إبراهيم: 37]، وقال: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126) وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا
(1) المجلة الزيتونية، المجلد 1، الجزء 9، ربيع الأنور 1356/ مايو 1937 (ص 416 - 424).
(2)
قال الحلبي: "هذا هو النسب المجمع عليه في نسبه صلى الله عليه وسلم عند العلماء بالأنساب". الحلبي الشافعي، أبو الفرج نور الدين علي بن إبراهيم بن أحمد: السيرة الحلبية وهو الكتاب المسمى إنسان العيون في سيرة النبي المأمون، نشرة بعناية عبد الله محمد الخليلي (بيروت: دار الكتب العلمية، ط 1، 1422/ 2002)، ص 1، ص 28.
مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (129)} [البقرة: 126 - 129].
وقد ثبت في السنة أن النبي عليه السلام انتسب (أي ذكر آباءه)، فبلغ مرةً إلى كنانة ولم يزد، وبلغ مرة إلى عدنان ولم يزد. وزاد مرة فذكر عدنان بن أدد، ثم أمسك. وروى عنه ابنُ عباس أنه لما بلغ عدنان قال:"كذب النسابون" مرتين أو ثلاثًا، أي لا تحقيقَ عند العارفين بالأنساب بمن فوق عدنان، أو بمن فوق أدد. (1) قال السهيلي:"والأصح أن قوله: "كذب النسابون" من كلام عبد الله بن مسعود، وأن عمر بن الخطاب أيضًا قال: "إنما ننتسب إلى عدنان، وفوق ذلك لا ندري ما هو". (2)
(1) روى ابن سعد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كان إذا انتسب لم يجاوز في نسبته معد بن عدنان بن أدد، ثم يمسك ويقول: كذب النسابون، قال الله تعالى: {وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)} [الفرقان: 38] ". الزهري: كتاب الطبقات الكبير، ج 1، ص 38؛ البلاذري، أحمد بن يحيى: أنساب الأشراف، تحقيق محمد حميد الله (القاهرة: معهد المخطوطات العربية بالاشتراك مع دار المعارف بمصر، 1959)، ج 1، ص 12.
(2)
السهيلي، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الحسن الخثعمي: الروض الأُنف في شرح السنة النبوية لابن هشام، تحقيق مجدي بن منصور بن سيد الشوري (بيروت: دار الكتب العلمية، ط 1، بدون تاريخ)، ج 1، ص 32. ولفظ كلام السهيلي:"والأصح في هذا الحديث أنه من قول عبد الله بن مسعود". ونسب الحلبي القول نفسه للبيهقي، ثم قال:"ولا مانعَ أن يكون هذا القولُ صدر منه صلى الله عليه وسلم أولًا، ثم تابعه ابن مسعود عليه". إنسان العيون، ج 1، ص 35. وقال ابن سلام:"ولم يجاوز أبناء نزار في أنسابِها وأشعارها عدنان، اقتصروا على معدٍّ، ولم يذكر عدنانَ جاهليٌّ قط غير لبيد في بيت قاله: فإن لم تجد من دون عدنان والِدًا، وقد يروى لعباس بن مرداس بيت في عدنان". الجمحي: طبقات الشعراء، ص 29. وما أشار إليه ابن سلام من شعر لبيد رضي الله عنه هو قوله:
فَإِن أَنْتَ لَمْ تَصْدُقْكَ نَفْسُكَ فَانْتَسِبْ
…
لَعَلَّكَ تَهْدِيكَ الْقُرُونُ الأَوَائِلُ
فَإِنْ لَمْ تَجِدْ مِنْ دُونِ عَدْنَانَ بَاقِيًا
…
وَدُونَ مَعَدٍّ فَلْتَزَعْكَ الْعَوَاذِلُ
ديوان لبيد بن ربيعة، نشرة بعناية حمدو طماس (بيروت: دار المعرفة، ط 1، 1425/ 2004)، ص 85. والبيتان من قصيدة من بحر الطويل يرثي فيها النعمان بن المنذر.