الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تفصيل الشمائل:
1 -
(عموم الجسم والقامة): ليس رسول الله بالطويل البائن، ولا بالقصير المتردد، وهو ربعة (متوسط الطول) إلى الطول أقرب، رجل بين الرجلين، بعيد ما بين المنكبين، جليل الكتد (مجمع الكتفين وهو الكاهل)، جليل المشاش (رؤوس المناكب)، ضخم العظام، ضخم الكراديس (رؤوس المفاصل)، فخم مفخم (ليس بنحيف ولا دقيق العظام)، ليس بالمطهم (الكثير اللحم)، ولما كبر بدن. بادن متماسك (غير مسترخي اللحم)، أجرد سائل الأطراف (غير قصير اليدين ولا الأصابع)، إذا مشى يتكفَّأ يتقلَّع (1) كأنما ينحط من صَبَب (مكان منحدر)، أو ينقلع من صخر كأنما يمشي في صعد، أسرع الناس مشية. لونه ليس بالأبيض الأمهق (الشديد البياض) ولا بالآدم (الأسمر)، أسمر اللون إلى البياض، أي: أبيض مُشْرَبٌ بحمرة، أزهر اللون أبيض كأنما صيغ من فضة، أنور المتجرد (ما تغطيه الثياب).
2 -
الرأس: عظيم الهامة، رجل الشعر، أي: ليس بالجعد القطط (الجعد الموصوف بالجعودة، وهي عسر ارتخاء الشعر والقطط (الشديد الجعود) ولا بالسبط (السبوطة ارتخاء الشعر بدون التواء)، وقيل سبط الشعر (فالمعنى أنه إلى السبوطة أقرب)، عظيم الجمة كان شعره فوق الوفرة ودون الجمة (الوفرة الشعر الواصل إلى شحمة الأذنين والجمة ما تدلَّى على المنكبين واللمة بينهما)، وقيل: كان ذا وفرة، أي: شعره إلى شحمة أذنيه، وقيل: كان ذا لمة (ولعلها أحوال) إن فرقت عقيقته (شعر الرأس) فرقه وإلا تركه، وكان يسدل شعره، وكان أهل الكتاب يسدلون، وكان المشركون يفرقون، وكان يحب موافقةَ أهل الكتاب، ثم فرق رأسه، وربما ضفره فقد دخل مكة يوم الفتح وله أربع ضفائر، وكان شعره أسود وفي صدغيه شيب قليل شعرات.
3 -
الوجه: في وجهه تدوير مع استطالة قليلة، لم يكن بالمكلثم (أي المدور
(1) تكفَّأ في مشيته: تبختر، وتقلع في مشيته: لم يبطئ ولم يعجل، وكأنه ينحدر من ارتفاع.
الوجه)، واسع الجبين صلت الجبين سهل الخدين (لا نتوء فيهما)، ولوجهه بريق كأن الشمس تجري في وجهه.
4 -
الأنف: أقْنَى العِرْنِين (أقنى طويل بدقة، والعرنين الأنف)، يحسبه من لم يتأمله أشم (الشمم استواء أعلى قصبة الأنف مع ارتفاع يسير في الأرنبة)، يُرى في أنفه بعض احديداب.
5 -
العينان: أكحل العينين أدعجهما (شديد سوادهما)، وقال جابر بن سمرة:"إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس أكحل"، أشكل (الشكل حمرة في بياض العين)، مشرب العينين حمرة، وقيل: أحور (شديد بياض أبيض العينين). [وقيل]: أَشْكَلُ (طويل شق العينين)، أهدب الأشفار (طويلها)، في أشفاره وَطَف (كثرة الشعر)، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء (إلى فوق)، جل نظره الملاحظة (حافظًا نظره).
6 -
الحاجبان: أزج الحواجب (دقيقهما مع تقوس)، سوابغ في غير قرن، وقيل: مقرون الحاجبين (أي يقربان من القرن)، بين حاجبيه عرق يدره الغضب.
7 -
الفم: ضليع الفم (واسعه) حسنه، مفلج الأسنان إذا تكلم رُئِيَ كالنور يخرج من بين ثناياه، ضحِكُه تبسم، وربما ضحك حتى بدت نواجذُه.
8 -
الأذنان: تام الأذنين
9 -
اللحية والشارب: كثُّ اللحية (كثيرة الشعر)، قد ملأت نحرَه، سوداء اللون، فيها شيب شعرات في مقدمها من تحت الشفة السفلى، وكان يقص شاربه (من جهة الشفة).
10 -
العنق: في عنقه سطع (بالتحريك ارتفاع)، كأن عنقه إبريق فضة، إذا التفت التفت جميعًا.
11 -
الصدر والبطن: سواء البطن والصدر، موصولٌ ما بين اللُّبة والسرة بشعر يجري كالخط، أشعر أعلى الصدر، ليس في بطنه وصدره شعر غير ذلك، دقيق
المسربة (بضم الراء الشعر الذي يكون من النحر إلى السرة)، عاري الثديين والبطن (من الشعر)، أجرد بطنه أبيض كالقراطيس المثنية بعضها على بعض.
12 -
اليدان: أشعر الذراعين والمنكبين، طويل الزندين، عبل العضدين (ضخمهما)، شَثْنُ الكفين (غليظ فخم)، رحب الراحة، ضخم الكراديس (رؤوس العظام)، سائلُ الأطراف، ليِّنُ الكفَّين كالحرير. وروي أن سبابتيه أطول من الوُسْطَيَينْ وهو غلط، وإنما ذكر ذلك في سبابتي رجليه، كما سيأتي.
13 -
الظهر: بين كتفيه في ظهره خاتم النبوة، وهو غدة، أي: بضعة ناشزة حمراء مثل زِرِّ الحَجَلة (الزر بزاي مكسورة ثم راء، قطعة من ثوب يحشى بصوف أو نحوه وتخاط فتكون كشكل البيضة يشد بها شقة أثواب الحَجَلة - بفتحتين - وهي البيت كالقبة بأن يُدْخَل الزر في عروة تقابله فتقع الشقة على الشقة).
14 -
الرِّجلان: شَثْنُ القدمين، خَمصان الأخمصين (ضامر وسط القدمين)، مسيح القدمين أملسهما (لا نتوء فيهما ولا شقوق)، قليل لحم العقب، رحب القدمين، أي: ضخمهما، وكان في ساقيه حموشة (أي دقة) ولساقيه بريق. وروى أحمد بن حنبل والبيهقي حديث أن سبابتي ساقيه أطولُ من الوُسْطَيَيْن. (1) لكن في سنده سلمة بن حفص السعدي كان يضع الحديث، (2) والصحيح أن ذلك لا أصلَ له، وأن خلق أعضاء رسول الله أحسن خلقة صلى الله عليه وسلم.
(1) ونص الحديث: "كانت إصبعُ النبي صلى الله عليه وسلم[خِنصرةٌ من رجليه] متظاهرة". مسند أحمد بن حنبل، الحديث 20950، ج 34، ص 482؛ البيهقي: دلائل النبوة، ج 1، ص 248. وما بين الحاصرتين زيادة عند البيهقي.
(2)
قال ابن حبان: "سلمة بن حفص السعدي من أهل الكوفة، شيخ كان يضع الحديث، لا يحل الاحتجاج به، ولا الرواية عنه إلا عند الاعتبار. روى عن يحيى بن اليمان من إسرائيل عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كان إصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخنصر) من رجله اليسرى متظاهرة". ثم قال: "وهذا خبر مُنكَر لا أصل له، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتدل الخلق". البستي، محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي: كتاب المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين، تحقيق محمود إبراهيم زايد (بيروت: دار المعرفة، 1412/ 1992)، ج 1، ص 339.