الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يتفرقون إلا عن علم تعلموه يَقُوم لأنفسهم مقامَ الطعامِ والشراب للأجسام في الانتعاش والالتذاذ، فجرى الكلامُ على طريقة الاستعارة.
وقت المجلس الرسولي:
أحسب أن معظم جلوس رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس كان في أوقات تفرغ معظم الصحابة من العمل، فكان يجلس لهم بعد صلاة الصبح، كما يشهد لذلك حديثُ كعب بن مالك رضي الله عنه وتوبته، قال كعب:"وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في مجلسه بعد الصلاة، ثم قال: فلما صليتُ صلاة الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا سمعت صوتَ صارخ: يا كعب بن مالك أبشر، وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخلت المسجد، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس. . ." إلخ. (1)
وكذلك حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنهم المتقدم إذ يقول: "توضأت يومًا وخرجت من بيتي فقلت: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومي هذا، وأكون معه فجئت المسجد. . ."، إذ لا شك أن ذلك وقتُ صلاة الصبح. وما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يستغرق الصباحَ كلَّه في المجلس، فإن أصحابه كانوا يذهبون إلى أعمالهم وحاجاتهم، ولأن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يدخل بيوتَ أزواجه، فقد قالت عائشة رضي الله عنها كان
= والثانية أقربُ في لفظها إلى ما ذكره هنا، وفيها:"جاء أعرابِيٌّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب نحره وينتف شعره ويقول: هلك الأبعد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما ذاك؟ " فقال: أصبتُ أهلي وأنا صائم في رمضان. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تستطيع أن تعتق رقبة؟ " فقال: لا، فقال: "هل تستطيع أن تُهديَ بدنة؟ " قال: لا، قال: "فاجلس. فأُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِعَرَقِ تمر، فقال:"خُذْ هذا فتصدق به". فقال: ما أجد أحوجَ مني؟ فقال: "كُلْهُ وصُمْ يومًا مكان ما أصبت"". الموطأ برواياته الثمانية، "كتاب الصيامِ"، الحديثان 718 - 719، ج 2، ص 328 - 329.
(1)
أورد المصنف الحديث مختصرًا وبتصرف. صحيح البخاري، "كتاب المغازي"، الحديث 4417، ص 749 - 752 (ومحل الشاهد في ص 751)؛ صحيح مسلم، "كتاب التوبة"، الحديث 2769، ص 1062 - 1065 (ومحل الشاهد في ص 1064).