الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيه: أن دعاء الخطباء والقصَّاصِ للأمراء والملوك خلاف السُّنَّةِ، بل الأصل الدعاء لجميع المسلمين دون تخصيص. والله أعلم.
* * *
- ترك لوضوء ممَّا مسَّتِ النار:
642 -
روى الإمام مالك، عن موسى بن عُقبة، عن عبد الرحمن بن زيد الأنصاري: "أنَّ أنس بن مالك قَدِمَ من العراقِ، فدخل عليه أبو طلحة وأُبي بن كعب، فقَرَّب لهما طعامَا قد مَستْهُ النارُ، فأكلوا منه. فقام أنسٌ فتوضأ. فقالَ أبو طلحة وأُبَي بن كعب: ما هذا يا أنس؟! أعِرَاقية؟ فقال أنس: ليتني لم أفعل.
وقام أبو طلحة وأُبي بن كعب فَصَلَّيَا ولم يتوضَّئَا".
حسن. أخرجه مالك في "الموطأ"(1/ 257 - 258/ رقم: 60 - ط. الشيخ سليم الهلالي) وابن المنذر في "الأوسط"(1/ 222/ رقم: 120)، والبيهقي في "السنن الكبير"(1/ 158)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار"(1/ 69).
من طريق: مالك به.
موسى بن عُقبة؛ هو صاحب المغازي؛ ثقة.
وعبد الرحمن بن زيد؛ ذكره ابن حبان في "الثقات"(5/ 88)، والبخاري في "التاريخ الكبير"(5/ 284)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (5/ 233) باسم: عبد الرحمن بن زيد بن عقبة بن كريم.
قال ابن أبي حاتم: "يُعدُّ في أهل المدينة، روى عن أنس بن مالك. روى عنه عمرو بن يحيى، وموسى بن عقبة، وبكير بن الأشج. سمعتُ أبي يقول ذلك.
نا عبد الرحمن، قال: سألتُ أبي عنه، فقال: ما بحديثه بأس".
وقال الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان"(5/ 103/ رقم: 4632 ط. الشيخ أبو غدة): "عبد الرحمن بن زيد الأنصاري، روى عن أنس حديثًا في
ترك الوضوء ممّا مسَّت النار
.
قال ابن عبد البرّ في "الاستذكار": ليس بمشهور بحمل العلم، لكنه روى عنه جماعة".
قلت: وقال الحافظ ابن عبد البرّ في "التمهيد"(2/ 122 - الطبعة المرتَّبة، طبعة دار الفاروق المصرية): "وقد روى هذه القصة عن عبد الرحمن بن زيد جماعة من أهل المدينة.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي، قال: أخبرني أبي، قال: حدثنا محمد بن فطيس، قال: حدثنا بكر بن نصر، قال: حدثنا بشر بن بكر، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا أسامة بن زيد الليثي، قال: حدثني عبد الرحمن بن زيد الأنصاري، قال: حدثني أنس بن مالك، قال:"بينا أنا وأبو طلحة الأنصاري وأُبي بن كعب؛ أتينا بطعام ساخن، فأكلتُ ثم نمتُ، فتوضأتُ، فقال أحدهما لصاحبه: أعراقية! ثم انتهراني. فقلتُ: إنهما أفقه مني".
وأخرجه الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في "مصنفه"(1/ 170/ رقم: 659) من طريق: محمد بن راشد، قال: أخبرني عثمان بن عمر التيمي، عن عقبة بن زيد، عن أنس، قال:"قدمتُ المدينة، فتعشيتُ مع أبي طلحة قبل المغرب- وعنده نَفرٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أُبي بن كعب- فحضرتِ المغرب، فقمتُ أتوضأ، فقالوا: ما هذه العراقية التي أحدثتها! مِنَ الطئبات تتوضَّأ؟! فصلُّوا جميعَا، ولم يتوضَؤُوا".
وعلق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي على إسناده: "كذا في الأصل، ولم أجد عقبة بن زيد في كتب الرجال، ولعل الصواب: موسى بن عقبة، عن عبد الرحمن بن زيد -كما في الموطأ-"
فقه الأثر:
قوله: "أعراقية": يعني: أبِالعراق استفدتَ هذا الحكم، وتركتَ عمل أهل المدينة المتلقَّى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
فيه: جواز الإنكار في مسائل الخلاف، ولو كانت هذه المسائل فقهية؛ خلافا لما يروّجه بعض الجهلة من أنه:(لا إنكار في مسائل الخلاف)!