المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الصلاة على ولد الزنا إذا مات: - سلسلة الآثار الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين - جـ ٢

[الداني آل زهوي]

فهرس الكتاب

- ‌ أوقاتُ الغُسْل:

- ‌ النهي عن زخرفة المساجد:

- ‌ التعجيل بالصلاة والإفطار هو السُّنَّة:

- ‌ السُّنَّة في البِكْرِ والثَّيِّبِ، كم يقيم عندهما

- ‌ المعاصي سبَبٌ في نسيان العلم:

- ‌ خروج النساء إلى المسجد:

- ‌ التوسُّط في الحبّ والبغضِ:

- ‌ الصلاة على ولد الزنا إذا مات:

- ‌ من السّنَنِ المهجورة: سُنَّهُ حلّ الأزرار: [

- ‌ إكثار أبي هريرة من الرواية عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يَتَعَلَّمُ العلمَ مُسْتَحْي ولا مُسْتَكْبِرٌ

- ‌ عِظَمُ حُرْمَةِ المؤمن:

- ‌ تحريم غيبة المسلم:

- ‌ ذمُّ الخوارج:

- ‌ الصلاة خلف الإمام المفتون:

- ‌أول جمعة جمعت في الإسلام:

- ‌ حفظ اللسان:

- ‌ وجوب الصلاة إلى سترة:

- ‌ القراءة في صلاة الجنازة:

- ‌السُّنَّةُ في الصلاةِ على الجنازةِ:

- ‌ الوتر سُنَّة؛ ليس بواجب:

- ‌ الأكل قبل الذهاب للصلاة يوم عيد الفطر:

- ‌ هل تصلِّي المرأة في ثوبٍ حاضت فيه

- ‌ دعاء الرجل لمولوده:

- ‌ جواز تقبيل الخد:

- ‌ ما يُقال عند العَطْسِ:

- ‌ جواز تشميت الرجل للمرأة، ولا يُشَمِّتُ من لم يَحْمَدِ الله

- ‌ لا أذان ولا إقامة لصلاة العيد:

- ‌ قصة أبي موسى الأشعري مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في الإستئذان:

- ‌ حكم من غسَّلَ ميتًا

- ‌ الإغتسال عند الإحرام وعند دخول مكة:

- ‌ الفصل بين صلاة الفرض وصلاة التطوع:

- ‌ يومُ الحجِّ الأكبر: يومُ النحر:

- ‌ من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

- ‌ النهيُ عن نَعْيِ الميت:

- ‌ أخذ الجزية من المجوس:

- ‌ تلطيخُ رأسِ المولود بالخَلوق:

- ‌ فضلُ أولي العزم:

- ‌ حرص التابعين على سماع حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ورحلتهم من أجله:

- ‌ فضل قراءة القرآن:

- ‌ مِنْ عَلامَاتِ السَّاعَةِ:

- ‌ التثويبُ في أذان الفجرِ:

- ‌ إثمُ من لم يتِمَّ الصفوف:

- ‌مَوْقفُ الصحابه رضي الله عنهم ممَّن يتخلَّف عن صلاة الجماعة:

- ‌ الصلاة قبل الجمعة وبعدها:

- ‌ وصية عمرو بن العاص رضي الله عنه عند موته:

- ‌ نهيُ الَأمَةِ أن تَتَشبَّهَ في لباسِهَا بالحرائر:

- ‌ قراءة السورة فيها السجدة على المنبر يوم الجمعة:

- ‌ القرآن كلامُ الله، ليس بالمخلوق:

- ‌ الأنبياء كلهم على شريعة واحدة:

- ‌ عدم جواز تحريق الناس بالنار، وانِ ارتدُّوا:

- ‌ نجاسة الكلب:

- ‌ الطواف بالبيت قبل الوقوف بعرفة:

- ‌ الجمعة في القرى:

- ‌ القلوب أوعية؛ فاشغلوها بالقرآن:

- ‌ البول من قيام:

- ‌ المضمضة من اللبن:

- ‌ إتيان الكاهن والعرَّاف من أعمال الكفر:

- ‌ لكل أهل بلدٍ رؤيتهم:

- ‌ الوِصَايَةُ بالعلم:

- ‌ النهي عن الصلاة بين السواري:

- ‌ الزنا منافٍ للإيمان:

- ‌ إيفاء الكيل:

- ‌ من علامات آخر الزمان:

- ‌ الحلال ما أحلَّه الله، والحرامُ ما حرَّمه، وما سكت عنه فهو عفو:

- ‌ القنوت في الصلاة:

- ‌ التقوى من أهم وسائل دَفْعِ الفِتَنِ

- ‌ قصة صَبيغ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ من علامات آخر الزمان:

- ‌ لحم الصيد للمُحْرِمِ:

- ‌ سوء مذهب الخوارج:

- ‌كان المُسْتَفْتِحَ يومَ بَدْرِ أبو جهل

- ‌ الإيمان بالغيب:

- ‌ صحَّة صوم من طلع عليه الفجر وهو جُنُب:

- ‌ حفظ اللسان:

- ‌ عددُ التكبيرات على الجنازة:

- ‌ الحَلِفُ في البيع

- ‌ الصّبْرُ على جَوْرِ السلطان:

- ‌ حقٌّ على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات

- ‌ التَّمتُع بالحجّ:

- ‌ الإغتسال والوضَوء بالماء الساخن:

- ‌ الدعاء في السعي بين الصفا والمروة:

- ‌ فضلُ الشهادة في سبيل الله:

- ‌ من فضائل أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها

- ‌ الوضوء بفضل السواك:

- ‌الرياء من الشرك الأصغر:

- ‌ مداواة النساء للجرحى في الحرب:

- ‌النهي عن تمنِّي الموت:

- ‌ النهي عن البغي:

- ‌ سعة علم عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما

- ‌ الزهد في الدنيا:

- ‌ من آداب الدعاء:

- ‌ أَعَفَّ الناسِ قِتْلَةَ أهلُ الإيمانِ

- ‌ الغسل يوم الجمعة:

- ‌ كيفية نزول تحريم الخمر:

- ‌ المسجدُ الذي أسِّسَ على التقوى:

- ‌ كراهية السلف الإكثار من الفتيا:

- ‌ مواقيتُ الصلاة:

- ‌ صلة الرَّحم:

- ‌ نَهْيُ الرجلِ أن يُخْرِجَ في الصَّدَقةِ شرَّ مالِهِ:

- ‌ من وَرَعِ الصِّدِّيق رضي الله عنه

- ‌ الصلاة عند القبور:

- ‌ عدد تكبيرات صلاة العيد:

- ‌ قتل الخطأ في المعركه:

- ‌ من فاتته الركعة فقد فاتته السجدة:

- ‌ حكم الإستعانة بالمشركين في ولاية أمور المسلمين:

- ‌ هِجْرَة عمر وابنه عبد الله رضي الله عنهما ومبايعتهما رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ المسح على الجبائر:

- ‌ أكلُ أبي طلحة البَرَدَ وهو صائم

- ‌ الجمع بين الصلاتين في المطر:

- ‌ متى يكون الإحرامُ بالحج

- ‌ الجمع بين الأختين بملك اليمين:

- ‌ نهي الإمام أن يقفَ في الصلاة في مكان أرفع من المأمومين:

- ‌ الصوم والفطر في السَّفر:

- ‌ تزيين الجدر بالفرش والبسط:

- ‌ استحباب تعجيل الفِطر:

- ‌ صيام أيَّام التشريق:

- ‌ صيام الدَّهر:

- ‌ القرآن كلامٌ الله:

- ‌ الخطبة قبل الصلاة يوم العيد من المحدثات:

- ‌ التنفُّل بالصلاة قبل صلاة العيد وبعدها:

- ‌ ترك الوضوء ممّا مسَّت النار

- ‌ فضل العلماء:

- ‌ تفسير دلوك الشمس:

- ‌ الوطأ على العَذِرة:

- ‌ السَّفَرُ يوم الجمعة:

- ‌ الوضوء بعد الغسل:

- ‌ خروج النساء إلى صلاة العيد:

- ‌ ما جاء في المُسْتَحَاضَةِ:

- ‌ ذمّ الخصومات والأهواء:

- ‌ دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيبِ:

- ‌ ما جاء في الوسوسة:

- ‌ جواز حجّ الأجير:

- ‌ من آدابِ السَّلام:

- ‌ طعامُ العُرس والوليمة:

- ‌ الغُسل يوم الجمعة:

- ‌المؤمنُ يُطْبَعُ على الخِلالِ كُلّها؛ غير الخيانَةِ والكَذِبِ

- ‌ ما يقَالُ عند سماع الرَّعْدِ:

- ‌ قول العالم: لا أعلم:

الفصل: ‌ الصلاة على ولد الزنا إذا مات:

-‌

‌ الصلاة على ولد الزنا إذا مات:

365 -

قال الإمام البخاري رحمه الله: ثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، قال ابن شهاب:"يُصَلَّى على كلِّ مولودٍ متوفَّى، وإن كان لِغَيَّةٍ - من أَجْلِ أنه وُلِدَ على فِطْرَةِ الإسلام؛ يدَّعي أبواه الإسلام، أو أبوه خاصة، وإن كانت أمُّهُ على غير الإسلام- إذا اسْتَهَلَّ صَارِخًا صُلِّيَ عليه، ولا يُصَلَّى على من لا يستهِلُّ؛ من أَجْلِ أنَّهُ سِقْطٌ. فإن أبا هريرة رضي الله عنه كان يُحدِّثُ: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "ما من مولودٍ إلا يولَدُ على الفِطْرَةِ، فأبواه يهوّدانه، أو ينضرانه، أو يُمَجِّسَانِهِ، كما تُنتجُ البهيمةُ بهيمةً جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء"؟ ثم يقول أبو هريرة:{فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] ".

أخرجه البخاري (1358).

وهذا الخبر مما هو على شرطنا في هذا الكتاب -وإن كان ورد في سياقه حديث مرفوع- ففيه أثر موقوف من كلام ابن شهاب.

فقه الأثر:

قوله: "لِغيَّة": أي: من زنًى.

وفيه من الفقه: جواز الصلاة على ابن الزنى، وأنه يُحْكَمُ له بالأصل تبعًا لوالديه، أو أحدهما، لأن الأصل فيه أنه يولد على الفطرة.

وفيه أن الطفلَ يُصَلَّى عليه إذا استهلَّ؛ خلافًا لمن ذهب إلى أنه لا يصلَّى عليه إلا إذا بلغ!.

* * *

- الإقعاء بين السجدتين:

376 -

قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا أحمد بن النضمر العسكري، حدثني عبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي؛ نا سفيان بن عيينة، عن عبد الكريم، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنه، قال:

"من السُّنَّةِ في الصَّلَاةِ أن تضَعَ إِلْيَتَيْكَ على عَقِبَيْكَ بَيْنَ السَّجْدَتَينِ".

ص: 48

صحيح. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير"(11/ رقم: 11015).

قال الشيخ الألباني رحمه الله في "السلسلة الصحيحة"(1/ 734/ رقم: 383):

"قلتُ: وهذا إسناد صحيح - إن كان عبد الكريم هذا هو ابن مالك الجزري الحراني، وأما إن كان هو ابن أبي المخارق المعلم البصري؛ فهو ضعيف-، وليس بين يدي ما يرجح أحد الإحتمالين على الآخر؛ فإن كلًّا منهما روى عن طاوس، وروى عن كل منهما ابن عيينة".

قلتُ: والراجح هو الثاني -أي: ابن أبي المخارق-، ذلك أنه في "معجم الطبراني" قبل هذه الرواية وبعدها صُرَّح باسمه، والله أعلم.

ثم قال الشيخ الألباني: "بيد أن الحديث صحيح على كل حال؛ فقد رواه ابن عيينة أيضا عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس به نحوه.

أخرجه الطبراني-[(11/ رقم: 11015)]-: حدثنا إسحاق، عن عبد الرزاق، عن ابن عيينة، وهو في "مصنف عبد الرزاق"(2/ 191/ 3033).

قلت: وهذا إسناد جيد.

وأخرج (3/ 105/ 2) بهذا الإسناد عن ابن جريج؛ أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع طاوسًا يقول: "قلت لابن عباس في الإقعاء على القدمين؟

قال: هي السنة.

قلت: إنا لنراه جفاء بالرجل!

قال: هي سُنَّة نبيك".

وقد أخرجه مسلم وأبو عوانة في "صحيحيهما"، والبيهقي (2/ 119) من طريق أخرى عن ابن جريج به.

وهذا سند صحيح؛ صرَّح فيه كل من ابن جريج وأبي الزبير بالتحديث.

وله طريق أخرى عن ابن عباس يرويه ابن إسحاق، قال: حدَّثَني عن انتصاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عقبيه وصدور قدميه بين السجدتين إذا صلَّى - عبد الله بن أبي نجيح المكي، عن مجاهد بن جبر أبي

ص: 49

الحجاج، قال: سمعتُ عبدَ الله بن عباس يذكره.

قال: فقلت له: يا أبا العباس؛ والله إنْ كُنَّا لنعدُّ هذا جفاءً ممَّن صنعه!

قال: فقال: "إنها سُنَّة". أخرجه البيهقي.

قلت: وإسناده حسن، صرَّح فيه ابن إسحاق أيضًا بالتحديث.

ثم روى بإسناد آخر صحيح عن أبي زهير معاوية بن خديج، قال: "رأيتُ طاوسًا يقعي، فقلتُ: رأيتُكَ تَقعي!

قال: ما رأيتني أقعي؛ ولكنها الصلاة، رأيتُ العبادلة الثلاثة يفعلون ذلك- عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير - يفعلونه. قال أبو زهير: وقد رأيتُه يقعي".

فقه الأثر:

قلتُ -الألباني-: ففي الحديث وهذه الآثار دليل على شرعية الإقعاء المذكور، وأنه سُنَّة يتعبَّد بها، وليست للعذر كما زعم بعض المتعصّبة، وكيف يكون كذلك وهؤلاء العبادلة اتفقوا على الإتيان به في صلاتهم، وتبعهم طاوس التابعي الفقيه الجليل.

وقال الإمام أحمد في "مسائل المروزي"(19): "وأهل مكة يفعلون ذلك".

فكفى بها سلفًا لمن أراد أن يعمل بهذه السُّنَّة ويحييها.

ولا منافاة بينها وبين السُّنَّة الأخرى- وهي الافتراش-، بل كلٌّ سُنَّة، فيفعل تارة هذه وتارة هذه؛ اقتداءً به صلى الله عليه وسلم، وحتى لا يضيع عليه شيء من هَدْيهِ عليه الصلاة والسلام". انتهى كلام الألباني رحمه الله.

* * *

377 -

قال الحافظ أبو يعلى: حدثنا أبو الربيع، حدثنا حماد، عن عاصم، عن مصعب بن سعد، قال: "قلتُ لأبي: يا أبتاه، أرأيت قولَه:{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)} ؛ أينا لا يسهو؟! أينا لا يُحَدّثُ نفسَهُ؟!.

قال: "ليس ذاكَ؛ إنما هو إضاعةُ الوقت؛ يلهو حتى يضيعَ الوقتُ".

ص: 50

حسن. أخرجه أبو يعلى في "مسنده"(2/ 63 - 64/ رقم: 704)، وابن جرير الطبري في "تفسيره"(30/ 251 - ط. الميمينة) أو (30/ 378 - ط. دار إحياء التراث)، والبيهقي في "السنن الكبير"(2/ 214).

من طرق؛ عن عاصم به.

وهذا إسناد حسن؛ لأجل الكلام المذكور في عاصم بن بهدلة.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 325): "رواه أبو يعلى، وإسناده حسن".

وأخرجه الطبري (35/ 102)، والبيهقي (2/ 214) من طريق: خلف بن حوشب، عن طلحة بن مصرف، عن مصعب بن سعد به.

وقد اخْتُلِفَ في إسناده؛ فرُوِيَ مرفوعًا -ولكنه لا يصح-.

أخرجه ابن جرير الطبري (30/ 201)، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 140/ رقم: 822)، والبيهقي (2/ 214)، والبزار (رقم: 392 - كشف الأستار)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (2/ 377/ رقم: 2276 - الحرمين)، والدولابي في "الكنى والأسماء" (2/ 827/ رقم: 1445 - ط. ابن حزم)، والعقيلي في "الضعفاء" (3/ 377 - قلعجي) أو (3/ 1078/ رقم: 1417 - ط. الصميعي) وابن أبي حاتم في "علل الحديث"(1/ 187/ رقم: 536).

من طريق: عِكْرِمَة بن إبراهيم الأزدي، ثنا عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال:"سألتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله: {الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)}. قال: "هم الذين يؤخرون الصلاةَ عن وقتها".

قال البزار: "ولا نعلمُ أحدًا أسنده إلا عكرمة؛ وهو لين الحديث.

وقد رواه الثقات الحفاظ عن عبد الملك، عن مصعب، عن أبيه موقوفًا".

وقال البيهقي: "وهذا الحديث إنما يصحُّ موقوفًا، وعكرمة بن إبراهيم قد ضعَّفه يحيى بن معين وغيره من أئمة الحديث".

وقال الطبراني: "لم يرفع هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير إلا عكرمة بن إبراهيم".

ص: 51

وقال العقيلي: "عكرمة بن إبراهيم الأزدي الموصلي؛ عن عاصم وعبد الملك بن عمير، يخالف في حديثه، وفي حفظه اضطراب".

وقال أبو زرعة: "هذا خطأ؛ والصحيح موقوف"، -كما في "العلل" لابن أبي حاتم (1/ 188) -.

وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(1/ 325): "رواه أبو يعلى والبزار مرفوعًا، وموقوفًا، وفيه عكرمة بن إبراهيم؛ ضعفه ابن حبان وغيره".

وقال (7/ 143): "رواه الطبراني في "الأوسط"؛ وفيه عكرمة بن إبراهيم، وهو ضعيف جدًا".

وقال الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"(1/ 371/ رقم: 576): "حسن موقوف".

* * *

- الزهد في الدنيا:

378 -

قال الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني -المعروف بابن ماجه-: حدثنا الحسن بن أبي الربيع، ثنا عبد الرزاق، ثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال:

"اشتكى سلمان -[الفارسي]- فعاده سعد-[بن أبي وقاص]-، فرآه يبكي، فقال له سعد: "ما يبكيكَ يا أخي؟! أليس قد صحِبْتَ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ أليس، أليس

؟

قال سلمان: "ما أبكي واحدةً من اثنتين؛ ما أبكي ضنًّا للدنيا، ولا كراهيةً للآخرة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إليَّ عَهْدًا، فما أَراني إلا قد تعدَّيتُ".

قال: "وما عَهِدَ إليكَ"؟

قال: "عهِدَ إليَّ: أنه يكفي أحدَكم مثلُ زادِ الراكب؛ ولا أُراني إلا قد تعدَّيتُ".

ص: 52

وأمَّا أنتَ يا سعدُ؛ فاتَّقِ اللهَ عند حُكْمِكَ إذا حَكَمْتَ، وعند قَسْمِكَ إذا قسَمْتَ، وعند هَمِّكَ إذا همَمْتَ".

قال ثابت: فبلغني أنه ما ترك إلا بضعة وعشرين درهمًا؛ من نفقةٍ كانت عنده.

صحيح. أخرجه ابن ماجه (4104) أو رقم (4179 - ط. المعارف بتحقيق الشيخ علي الحلبي)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (23/ 319 - ط. دار إحياء التراث العربي) من طريق: الحسن بن أبي الربيع الجرجاني به.

قال الألباني في "الصحيحة"(4/ 295): "وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال مسلم؛ إلا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني؛ وهو ثقة .. ".

وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة": "هذا إسناد فيه مقال؛ جعفر بن سليمان الضبعي أخرج له مسلم في "صحيحه" عن ثابت، عن أنس عدَّة أحاديث، ووثقه ابن معين.

قال ابن المديني: "هو ثقة عندنا، أكثر عن ثابت؛ وفيها أحاديث منكرة".

وقال البخاري في "الضعفاء": "يخالف في بعض حديثه".

وقال ابن حبان في "الثقات": "كان يبغض أبا بكر وعمر، وكان يحيى بن سعيد يستضعفه".

وباقي رجال الإسناد ثقات؛ لكن لم ينفرد به جعفر بن سليمان، فقد روى هذا الحديث بتمامه محمد بن يحيى بن أبي عمر في "مسنده"، عن عبد الوهاب الثقفي، عن هشام، عن الحسن، عن سلمان، وسياقه أتم.

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في "مسنده"، عن معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أشياخه، قال: دخل سعد بن أبي وقاص؛ فذكره، وسياقه أتم" اهـ.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "كتاب المحتضرين"(رقم: 275) وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(23/ 318 - 319) من طريق: أبي بكر بن أبي الدنيا، نا

ص: 53

أبو بكر محمد بن سهل التميمي، نا عبد الرزاق، نا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: "دخل عبد الله بن مسعود وسعد على سلمان عند الموت

" فذكره بنحو منه.

ورواه بنحو منه الحسن البصري، وله عنه طرق كثيرة:

فقد أخرجه أحمد في "المسند"(5/ 438) أو رقم: (23824 - قرطبة) وفي "الزهد"(ص 28 - 29)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 306/ رقم: 10397 - العلمية)، وابن أبي الدنيا في "ذم الدنيا" (رقم: 94)، وفي "كتاب المحتضرين" (رقم: 174)، والدينوري في "المجالسة" (3/ 511 - 514/ رقم: 1124)، وابن السني في "القناعة" (رقم: 20)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(23/ 321 - 322 ط. دار إحياء التراث).

من طريق: هشيم، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، قال: "لما احْتَضَرَ سلمانُ بكى

" فذكره بنحو منه.

والحسن البصري لم يدرك سلمان الفارسي.

ورواه عن الحسن -كما تقدم- جمع، منهم: السري بن يحيى، ويزيد بن إبراهيم، وجرير بن حازم، وهشام بن حوشب، وفرات بن سليمان، وحفص البصري وغيرهم- بألفاظ متعددة، مختصرًا ومطولاً

انظر: "الزهد" لوكيع (رقم: 67)، و"حلية الأولياء" لأبي نعيم (1/ 195 - 197)، و"الزهد" لأبي حاتم الرازي (رقم: 19)، و"الزهد" لابن أبي عاصم (169)، و"المجالسة" (3/ 510/ رقم: 1123)، و"شعب الإيمان" للبيهقي (7/ 365 - 366/ رقم: 10598)، و"الزهد" لأبي داود (رقم: 34)، و"الزهد" لابن الأعرابي (رقم:100)، و"الزهد" لأحمد (2/ 16 - ط. النهضة)، و"الطبقات الكبير" لابن سعد (4/ 91)، و"الزهد" لابن المبارك (رقم: 966 - زوائد المروزي)، و"المصنف" لعبد الرزاق (1/ 313/ رقم: 25632)، و"القناعة" لابن السني (رقم: 19، 26)، و"الترغيب والترهيب" للأصبهاني (رقم: 1474)، و"تاريخ دمشق" لابن عساكر (23/ 320، 322 - دار إحياء التراث).

ص: 54

وله طريق آخر عن سلمان:

أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه"(13/ 220)، وهناد في "الزهد" (رقم: 566)، وأحمد في "الزهد" (رقم: 822 - دار الكتاب العربي)، وابن سعد في "الطبقات الكبير"(4/ 90 - 91)، وأحمد بن منيع -كما في "المطالب العالية" (رقم: 4014 - العاصمة) -، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(23/ 320 - ط. دار إحياء التراث العربي)، وابن الأعرابي في "الزهد" (رقم: 88)، والحاكم في "المستدرك"(4/ 317)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 305/ رقم: 10395).

من طريق: أبي معاوية [محمد بن خازم الضرير]، عن الأعمش، عن أبي سفيان طلحة بن نافع، عن أشياخه، قال: دخل سعد على سلمان

فذكره.

وإسناده ضعيف لجهالة أشياخ طلحة بن نافع.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 195) من طريق: محمد بن عيسى الدامغاني، عن جرير، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر

فذكره.

وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"(23/ 320، 321)، وابن الأعرابي في "الزهد" (رقم: 87)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 306/ رقم: 10396).

من طريق: الأعمش، عن أبي سفيان، قال: دخل سعد على سلمان

وذكره هكذا دون واسطة.

ورواه عن الأعمش؛ زائدة بن قدامة، وجرير بن حازم.

وأخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار"(1/ رقم: 430 - مسند عبد الله بن عباس)، وابن أبي عاصم في "الزهد" (رقم: 169)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (7/ 305/ رقم: 10394)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 195)، وابن السنّي في "القناعة" (رقم: 23)، والأصبهاني في "الترغيب" (2/ 933/ رقم: 2282)، والدولابي في "الكنى"(1/ 78 - 79)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ رقم: 6160).

من طرق؛ عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، عن مورق العجلي: أن

ص: 55

سعد بن مالك وعبد الله بن مسعود دخلا على سلمان

فذكره.

وهو منقطع.

وأخرجه ابن عساكر (23/ 323)، والمروزي في زوائد "الزهد" لابن المبارك (رقم: 967) من طريق: محمد بن أبي عدي، نا حميد الطويل، عن مورق العجلي، عن بعض أصحابه ممن أدرك سلمان قال:

فذكره.

وأخرجه ابن أبي عاصم في "الزهد"(رقم: 169)، وابن سعد في "الطبقات الكبير"(4/ 91)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ رقم: 6160)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق"(23/ 323)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 196)، والأصبهاني في "الترغيب" (2/ 933/ رقم: 2282)، وابن السني في "القناعة" (رقم: 24)، والبخاري في "التاريخ الأوسط" (1/ 166/ رقم: 239)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (رقم: 718).

من طريق: حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، وعن حميد، عن مورق العجلي به.

وبعضهم لم يذكر حميد ومورق.

وأخرجه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار"(1/ رقم: 439 - مسند عبد الله بن عباس)، وابن حبان في "صحيحه" (2/ 481/ رقم: 706) - الإحسان، ط. مؤسسة الرسالة- والطبراني في "المعجم الكبير" (6/ رقم: 6182)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 197)، وابن السني في "القناعة" (رقم: 25)، وابن عساكر (23/ 320).

من طريق: ابن وهب، عن أبي هانئ، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن عامر بن عبد الله بن لحي: أن سلمان الخير حين حضره الموت عرفوا منه بعض الجزع.

قالوا: ما يجزعك يا أبا عبد الله!

وإسناده حسن.

وتحرف اسم عامر بن عبد الله في مطبوعة "تاريخ دمشق" -دار إحياء التراث- إلى عاصم! فليصحَّحْ.

وانظر: "الصحيحة"(رقم: 1716).

ص: 56