الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال عليٌّ رضي الله عنه: "أُنشد الله من كان هاهنا من أشجع؛ أتعلمون أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم أهدى إليه رجلٌ حمار وحشٍ، وهو مُحْرِمٌ؛ فأبى أن يأكُلَهُ؟
قالوا: نعم".
غريب الأثر:
النُّزُل: المنزل، وهو أيضًا: قرى الضَّيف.
قُديد: موضع قرب مكة.
الحَجَل: طائر معروف.
الخَبَط: ورق العضاة من الطلح ونحوه، يخبط بالعصا، فيتناثر، ثم يُعلف للإبل.
اليعاقيب: ذَكَرُ الحجل.
فقه الأثر:
في هذا الأثر دلالة على تحريم صيد البر للمحرم مطلقًا، لكن يعارضه حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه المعروف المتفق عليه، والكلام يطول في هذه المسألة، وخلاصته: أن المحرِم إذا اصطاد حرم عليه أكله، وإذا صيد له كذلك.
لكن إذا اصطاد الحلال لنفسه، وقدم للمحرم جاز له أكله، جمعًا بين الأحاديث، والله تعالى أعلم.
* * *
-
سوء مذهب الخوارج:
526 -
قال الآجري: حدثنا أبو بكر بن عبد الحميد، قال: حدثنا ابن المقرئ، قال: ثنا سفيان، عن معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، قال: ذُكِرَ لابن عباس الخوارجَ، وما يصيبُهم عند قراءة القرآن!
قال: "يُؤْمِنُونَ بمُحْكَمه، ويضلُّونَ عن مُتَشَابِهِهِ، وقرأ: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} [آل عمران: 6] ".
صحيح. أخرجه الآجري في "الشريعة"(1/ 144/ رقم: 47)، وإسناده صحيح.
* * *
527 -
ثم قال الآجري: حدثنا ابن عبد الحميد أيضًا، قال: حدثنا ابن المقرئ، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، قال: سمعتُ ابنَ عباس- وذُكِرَ له الخوارج، واجتهادهم، وصلاتهم - قال:"ليس هم بأشدّ اجتهادَا من اليهود والنصارى؛ وهم على ضَلالة".
صحيح. أخرجه الآجري (1/ 144/ رقم: 48)، وإسناده صحيح أيضًا.
قال الآجري رحمه الله: "فلا ينبغي لمن رأى اجتهاد خارجي قد خرج على إمامٍ -عدلًا كان الإمام أو جائرًا- فخرج وجمع جماعة، وسلَّ سيفه، واستحلَّ قتال المسلمين، فلا ينبغي له أن يغترَّ بقراءته للقرآن، ولا بطول قيامه في الصلاة، ولا بدوام صيامه، ولا بحسن ألفاظه في العلم؛ إذا كان مذهبه مذهب الخوارج".
وقال محقِّقُه الشيخ الوليد بن نبيه سيف النصر -وفقه الله تعالى-: "ومن هنا يُعلم خطأ وانحراف كثير من الشباب المتحمس لإنكار المنكر، فسرعان ما نجده يتبع الشعارات واللافتات، بمجرد سماعه لها، أو لأصحابها؛ من ذوي العاطفة الجيَّاشة، ممن يزعم أنه يريد الجهاد في سبيل الله، أو يظهر منه بضع علامات الصلاح! فالله الله يا شباب الإسلام؛ لا يغرنكم مثل ذلك، وعليكم بطريق أهل العلم، فاقتدوا بهم واصدروا عن أقوالهم، ولا يستهوينكم الشيطان، وامتثلوا قوله تعالى:{أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} ، وقوله تعالى:{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} .
والزيغ عن طريق كبار أهل العلم، والطعنُ فيهم؛ هو من أكبر أسباب الضعف والضلال والإنحراف في هذه الأمة والنكبات التي نعيشها اليوم -وما أكثرها- ولا حول ولا قوة إلا بالله" اهـ.
- فضل البكاء من خشية الله، والجهاد في سبيل الله:
528 -
قال أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثنا مِسْعَرٌ، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عيسى بن طلحة، عن أبي هريرة، قال:
"لا يبكي أحدٌ من خَشْيَةِ اللهِ تَطْعَمَهُ النارُ؛ حتى يُرَدَّ اللَّبَنُ في الضَّرْع، ولا يجتمعُ غبارٌ في سبيل اللهِ، ودخانُ جهنَّمُ في مَنْخَرَيْ مسلمٍ أبدًا".
صحيح، وصحَّ مرفوعًا أيضًا.
أخرجه النسائي في "الكبرى"(3/ 9/ رقم: 4315 - العلمية)، وفي "المجتبى"-"السنن الصغرى"- (6/ 12) أو رقم (3107 - المعرفة)، ووكيع في "الزهد"(23)، وأحمد في "الزهد" (رقم: 994 - ط. دار الكتاب العربي)، وهناد في "الزهد"(454)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (7/ 143 رقم: 34697 - العلمية)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 495/ رقم: 801).
من طريق: مسعر به.
وقال وكيع: عن مسعر والمسعودي.
وإسناده صحيح.
وأخرجه أحمد في "المسند"(2/ 505)، والنسائي في "الكبرى" (3/ 9/ رقم: 4316)، وفي "المجتبى"(6/ 12) أو رقم (3108 - المعرفة)، والترمذي (2311)، وأبو داود الطيالسي في "مسنده"(2443)، والحاكم (4/ 260)، وابن أبي الدنيا في "الرقة والبكاء"(1)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (1/ 490/ رقم:800).
من طريق: المسعودي به مرفوعًا.
وصححه الترمذي، والحاكم، والذهبي.
وقال الحافظ الدارقطني في "العلل"(8/ 335/ رقم: 1606):
"يرويه محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عنه، واختلف عنه؛ فرواه مسعر عنه موقوفًا. واختلف عن المسعودي؛ فرفعه عنه قوم، ووقفه وكيع عنه.
وقيل: عن ابن عيينة، عن مسعر مرفوعًا، ولا يثبت".
قلت: رواية سفيان بن عيينة عن مسعر؛ أخرجها ابن حبان (4588)، وابن ماجه (2774) بالشطر الثاني منه دون الشاهد.
لكن له شاهد عند البيهقي في "الشعب"(489/ 1/ رقم: 798) من طريق: أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا الكديمي، ثنا عبد الله بن الربيع الباهلي، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة به نحوه.
وصحَّح حديث الباب الألباني لغيره في "صحيح الترغيب والترهيب"(رقم: 1269 و 3324).
* * *
529 -
قال أبو عبد الرحمن النسائي: أنا أبو بكر بن إسحاق، نا حسان بن عبد الله، نا خلَّاد بن سليمان، حدثني نافع؛ أنه سأل عبدَ الله بن عمر، قال: قلتُ: إنَّا قومٌ لا نَثْبُتُ عند قتالِ عدوّنا، ولا ندري ما الفئة؟
قال لي: "الفئةُ: رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم".
فقلتُ: إن اللهَ يقول في كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ (15)} [الأنفال: 15].
قال: "إنَّما أنزِلَتْ هذه لأهلِ بدرِ، لا لِقَبْلِهَا، ولا لبَعْدِهَا".
صحيح. أخرجه النسائي في "الكبرى" -التفسير- (6/ 349 - 350/ رقم: 11200)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5/ 1671/ رقم: 8897)، والبخاري في "تاريخه"(3/ 188).
من طريق: حسان بن عبد الله به.
وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات.
وحسان بن عبد الله بن سهل الواسطي المصري: ثقة، رغم قول الحافظ ابن حجر رحمه الله في "التقريب":"صدوق يخطئ".