المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ حفظ اللسان: - سلسلة الآثار الصحيحة أو الصحيح المسند من أقوال الصحابة والتابعين - جـ ٢

[الداني آل زهوي]

فهرس الكتاب

- ‌ أوقاتُ الغُسْل:

- ‌ النهي عن زخرفة المساجد:

- ‌ التعجيل بالصلاة والإفطار هو السُّنَّة:

- ‌ السُّنَّة في البِكْرِ والثَّيِّبِ، كم يقيم عندهما

- ‌ المعاصي سبَبٌ في نسيان العلم:

- ‌ خروج النساء إلى المسجد:

- ‌ التوسُّط في الحبّ والبغضِ:

- ‌ الصلاة على ولد الزنا إذا مات:

- ‌ من السّنَنِ المهجورة: سُنَّهُ حلّ الأزرار: [

- ‌ إكثار أبي هريرة من الرواية عن النبيَّ صلى الله عليه وسلم

- ‌لا يَتَعَلَّمُ العلمَ مُسْتَحْي ولا مُسْتَكْبِرٌ

- ‌ عِظَمُ حُرْمَةِ المؤمن:

- ‌ تحريم غيبة المسلم:

- ‌ ذمُّ الخوارج:

- ‌ الصلاة خلف الإمام المفتون:

- ‌أول جمعة جمعت في الإسلام:

- ‌ حفظ اللسان:

- ‌ وجوب الصلاة إلى سترة:

- ‌ القراءة في صلاة الجنازة:

- ‌السُّنَّةُ في الصلاةِ على الجنازةِ:

- ‌ الوتر سُنَّة؛ ليس بواجب:

- ‌ الأكل قبل الذهاب للصلاة يوم عيد الفطر:

- ‌ هل تصلِّي المرأة في ثوبٍ حاضت فيه

- ‌ دعاء الرجل لمولوده:

- ‌ جواز تقبيل الخد:

- ‌ ما يُقال عند العَطْسِ:

- ‌ جواز تشميت الرجل للمرأة، ولا يُشَمِّتُ من لم يَحْمَدِ الله

- ‌ لا أذان ولا إقامة لصلاة العيد:

- ‌ قصة أبي موسى الأشعري مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما في الإستئذان:

- ‌ حكم من غسَّلَ ميتًا

- ‌ الإغتسال عند الإحرام وعند دخول مكة:

- ‌ الفصل بين صلاة الفرض وصلاة التطوع:

- ‌ يومُ الحجِّ الأكبر: يومُ النحر:

- ‌ من فضائل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

- ‌ النهيُ عن نَعْيِ الميت:

- ‌ أخذ الجزية من المجوس:

- ‌ تلطيخُ رأسِ المولود بالخَلوق:

- ‌ فضلُ أولي العزم:

- ‌ حرص التابعين على سماع حديث النبي صلى الله عليه وسلم، ورحلتهم من أجله:

- ‌ فضل قراءة القرآن:

- ‌ مِنْ عَلامَاتِ السَّاعَةِ:

- ‌ التثويبُ في أذان الفجرِ:

- ‌ إثمُ من لم يتِمَّ الصفوف:

- ‌مَوْقفُ الصحابه رضي الله عنهم ممَّن يتخلَّف عن صلاة الجماعة:

- ‌ الصلاة قبل الجمعة وبعدها:

- ‌ وصية عمرو بن العاص رضي الله عنه عند موته:

- ‌ نهيُ الَأمَةِ أن تَتَشبَّهَ في لباسِهَا بالحرائر:

- ‌ قراءة السورة فيها السجدة على المنبر يوم الجمعة:

- ‌ القرآن كلامُ الله، ليس بالمخلوق:

- ‌ الأنبياء كلهم على شريعة واحدة:

- ‌ عدم جواز تحريق الناس بالنار، وانِ ارتدُّوا:

- ‌ نجاسة الكلب:

- ‌ الطواف بالبيت قبل الوقوف بعرفة:

- ‌ الجمعة في القرى:

- ‌ القلوب أوعية؛ فاشغلوها بالقرآن:

- ‌ البول من قيام:

- ‌ المضمضة من اللبن:

- ‌ إتيان الكاهن والعرَّاف من أعمال الكفر:

- ‌ لكل أهل بلدٍ رؤيتهم:

- ‌ الوِصَايَةُ بالعلم:

- ‌ النهي عن الصلاة بين السواري:

- ‌ الزنا منافٍ للإيمان:

- ‌ إيفاء الكيل:

- ‌ من علامات آخر الزمان:

- ‌ الحلال ما أحلَّه الله، والحرامُ ما حرَّمه، وما سكت عنه فهو عفو:

- ‌ القنوت في الصلاة:

- ‌ التقوى من أهم وسائل دَفْعِ الفِتَنِ

- ‌ قصة صَبيغ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ من علامات آخر الزمان:

- ‌ لحم الصيد للمُحْرِمِ:

- ‌ سوء مذهب الخوارج:

- ‌كان المُسْتَفْتِحَ يومَ بَدْرِ أبو جهل

- ‌ الإيمان بالغيب:

- ‌ صحَّة صوم من طلع عليه الفجر وهو جُنُب:

- ‌ حفظ اللسان:

- ‌ عددُ التكبيرات على الجنازة:

- ‌ الحَلِفُ في البيع

- ‌ الصّبْرُ على جَوْرِ السلطان:

- ‌ حقٌّ على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات

- ‌ التَّمتُع بالحجّ:

- ‌ الإغتسال والوضَوء بالماء الساخن:

- ‌ الدعاء في السعي بين الصفا والمروة:

- ‌ فضلُ الشهادة في سبيل الله:

- ‌ من فضائل أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها

- ‌ الوضوء بفضل السواك:

- ‌الرياء من الشرك الأصغر:

- ‌ مداواة النساء للجرحى في الحرب:

- ‌النهي عن تمنِّي الموت:

- ‌ النهي عن البغي:

- ‌ سعة علم عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما

- ‌ الزهد في الدنيا:

- ‌ من آداب الدعاء:

- ‌ أَعَفَّ الناسِ قِتْلَةَ أهلُ الإيمانِ

- ‌ الغسل يوم الجمعة:

- ‌ كيفية نزول تحريم الخمر:

- ‌ المسجدُ الذي أسِّسَ على التقوى:

- ‌ كراهية السلف الإكثار من الفتيا:

- ‌ مواقيتُ الصلاة:

- ‌ صلة الرَّحم:

- ‌ نَهْيُ الرجلِ أن يُخْرِجَ في الصَّدَقةِ شرَّ مالِهِ:

- ‌ من وَرَعِ الصِّدِّيق رضي الله عنه

- ‌ الصلاة عند القبور:

- ‌ عدد تكبيرات صلاة العيد:

- ‌ قتل الخطأ في المعركه:

- ‌ من فاتته الركعة فقد فاتته السجدة:

- ‌ حكم الإستعانة بالمشركين في ولاية أمور المسلمين:

- ‌ هِجْرَة عمر وابنه عبد الله رضي الله عنهما ومبايعتهما رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ المسح على الجبائر:

- ‌ أكلُ أبي طلحة البَرَدَ وهو صائم

- ‌ الجمع بين الصلاتين في المطر:

- ‌ متى يكون الإحرامُ بالحج

- ‌ الجمع بين الأختين بملك اليمين:

- ‌ نهي الإمام أن يقفَ في الصلاة في مكان أرفع من المأمومين:

- ‌ الصوم والفطر في السَّفر:

- ‌ تزيين الجدر بالفرش والبسط:

- ‌ استحباب تعجيل الفِطر:

- ‌ صيام أيَّام التشريق:

- ‌ صيام الدَّهر:

- ‌ القرآن كلامٌ الله:

- ‌ الخطبة قبل الصلاة يوم العيد من المحدثات:

- ‌ التنفُّل بالصلاة قبل صلاة العيد وبعدها:

- ‌ ترك الوضوء ممّا مسَّت النار

- ‌ فضل العلماء:

- ‌ تفسير دلوك الشمس:

- ‌ الوطأ على العَذِرة:

- ‌ السَّفَرُ يوم الجمعة:

- ‌ الوضوء بعد الغسل:

- ‌ خروج النساء إلى صلاة العيد:

- ‌ ما جاء في المُسْتَحَاضَةِ:

- ‌ ذمّ الخصومات والأهواء:

- ‌ دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيبِ:

- ‌ ما جاء في الوسوسة:

- ‌ جواز حجّ الأجير:

- ‌ من آدابِ السَّلام:

- ‌ طعامُ العُرس والوليمة:

- ‌ الغُسل يوم الجمعة:

- ‌المؤمنُ يُطْبَعُ على الخِلالِ كُلّها؛ غير الخيانَةِ والكَذِبِ

- ‌ ما يقَالُ عند سماع الرَّعْدِ:

- ‌ قول العالم: لا أعلم:

الفصل: ‌ حفظ اللسان:

وقيس بن مسلم الجدلي أبو عمرو الكوفي: ثقة.

فصحَّ الأثر والحمد لله.

ولم ينبِّه الدكتور سعد آل حميد محقق "سنن سعيد بن منصور" لهذه المتابعة، فليستدرك عليه.

وأخرج عبد الرزاق في "تفسيره"(1/ 173) قال: أنا معمر، عن قتادة، مثله.

* * *

-‌

‌أول جمعة جمعت في الإسلام:

408 -

قال البخاري رحمه الله: حدثنا محمد بن المثنَّى، قال: حدثنا أبو عامر العَقَدِيُّ، قال: حدثنا إبراهيم بن طَهْمَانَ، عن أبي جَمْرَةَ الضُّبَعي، عن ابن عباس، أنه قال:"إن أوَّلَ جُمعةِ جُمِعَتْ - بعد جمعةِ في مسجدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في مسجدِ عبد القيسِ، بِجُوَاثَى من البحرين".

أخرجه البخاري (892) و (4371)، وأبو داود (1068)، وابن أبي عاصم في "الأوائل"(41).

من طريق: إبراهيم بن طَهمان به.

وأخرجه ابن أبي عاصم (42) من طريق: الحسن بن علي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا يزيد بن عبد العزيز، عن أبي سلمة محمد بن أبي حفصة، عن أبي جمرة به.

* * *

-‌

‌ حفظ اللسان:

409 -

عن زيد بن أسلم، عن أبيه؛ أنَّ عمرَ بن الخطَّاب رضي الله عنه دخَلَ على أبي بكرٍ الصدّيق- رضي الله عنه "وهو يجبذُ لسانَهُ، فقال له عمر: "مَهْ! غَفَرَ اللهُ لَكَ"!

ص: 83

فقال أبو بكر- رضي الله عنه: "إنَّ هذا أوردني الموارد".

صحيح. أخرجه مالك في "الموطأ"(2/ 988/ 12) أو (510/ 4 - 511/ رقم: 2000 - ط. الشيخ سليم الهلالي)، وابن وهب في "الجامع" (1/ 423 / رقم: 308)، و (2/ 520/ رقم: 412)، وأبو نعيم في "الحلية"(1/ 33)، و (9/ 17)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (9/ 66/ رقم: 6551) أو (8/ 589/ رقم: 26910)، و (13/ 469/ رقم: 38044 - ط. الرشد)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على زهد أبيه (رقم: 579)، وابن أبي عاصم في "الزهد"(18) و (22)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 256/ رقم: 4990 - العلمية) أو (7/ 57/ رقم: 4636 - الرشد) والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل المدرج من النقل"(1/ 242 - 243 ط ابن الجوزي).

من طرق؛ عن زيد بن أسلم به.

ورواه عن زيد جماعة من الثقات الكبار؛ منهم: مالك بن أنس الإمام، ومحمد بن عجلان، وعبيد الله بن عمر، وأسامة بن زيد الليثي، وغيرهم.

قلت: هذا هو الصحيح عن زيد بن أسلم، وقد اختُلِفَ فيه عليه -كما سيأتي-.

وصحَّحه من هذه الطريق الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"(3/ 94/ رقم: 2873)، وفي "المشكاة"(4869).

ورواه سفيان الثوري عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي بكر رضي الله عنه، ولم يذكر فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

أخرجه عبد الله بن المبارك (369)، ووكيع (287)، وابن أبي عاصم (19)، وأحمد (رقم: 561)، وهنّاد (1093)، وأبو داود (30) -كلهم في في "الزهد"-، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل"(1/ 243).

من طريق: سفيان الثوري به.

لكن هناد بن السّري، قال: نا قبيصة، عن سفيان، عن زيد بن أسلم: أن أبا بكر. . ولم يذكر فيه أسلم.

قال الدارقطني في "العلل"(1/ 161): "ويُقَال: إنَّ هذا وَهْمٌ من الثوري".

ص: 84

ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب اطلع على أبي بكر

فذكره، لكن زاد في آخره رواية مرفوعة، بعد قول أبي بكر رضي الله عنه:"إن هذا أوردني الموارد"، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيء من الجسد إلا يشكو إلى الله اللسان على حِدَّتِهِ".

وفي رواية: "إلا وهو يشكو ذِرْبَ اللسان على حدّته".

أخرجه: أبو يعلى في "مسنده"(1/ 17/ رقم:5)، وابن السُّنّي في "عمل اليوم والليلة"(7)، وأبو بكر بن النقور في "الفوائد الحسان" (رقم: 13)، وابن المقرئ في "المعجم"(823)، وأبو نعيم في "تسمية الرواة عن سعيد بن منصور" (رقم: 25)، والخطيب البغدادي في "الفصل للوصل"(1/ 240، 241)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (4/ 244/ رقم: 4947 العلمية) أو (7/ 24 - 25/ رقم: 4596 - الرشد)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(13)، وفي "الورع"(92).

من طريق: عبد الصمد به.

قال الدارقطني في "العلل"(1/ 160): "ووهم فيه على الدراوردي".

ثم صحَّح رواية من رواه عن زيد بن أسلم موقوفًا- مثل الرواية الأولى-.

قال الخطيب البغدادي في "الوصل"(1/ 242): "أما المسند المذكور في هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنما يرويه الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن رسول الله مرسلاً، لا ذكر فيه لأبي بكر، ولا لعمر، ولا لأسلم.

وأما الموقوف؛ فهو كما ساق عبد الصمد من أول حديثه إلى آخر قول أبي بكر: "هذا أوردني الموارد". وكذلك رواه مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم؛ لم يذكر المسند.

وروى سفيانُ الثوري الحديثَ الموقوف عن زيد بن أسلم؛ لم يذكر المسند، واختُلِفَ عليه فيه؛ فرواه وكيع بن الجراح، وعبد الله بن المبارك، وعبد الرحمن بن مهدي؛ عن سفيان، عن زيد بن أسلم، عن أبيه عن أبي بكر الصدّيق.

ص: 85

ورواه قبيصة بن عقبة، عن سفيان، عن زيد، عن أبي بكر الصدّيق يه، ولم يذكر أسلم فيه.

وخالفَ الجميعَ هشامُ بن سعد؛ فرواه عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، عن أبي بكر الصدّيق.

وروى عبد الله بن عمران العابدي (1) عن عبد العزيز الدراوردي الحديثَ الذي سُقْنَاهُ عن عبد الصمد بن عبد الوارث، عن الدراوردي بطوله؛ إلا أنه فصل كلام أبي بكر الصدّيق من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفرد كلّ واحدٍ متهما إسنادًا".

ثم ذكر رحمه الله إسناد كل رواية، ثم قال:

وأما حديث عبد الله بن عمران العابدي عن الدراوردي -الذي فصَلَ فيه المتن المرفوع من الموقوف، وساقهما بإسنادين-؛ فأخبرنيه الحسين بن محمد ين طاهر، وحمدان بن سلمان، قالا: نا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، نا يحيى بن محمد بن صاعد، نا عبد الله بن عمران العابدي- بمكة-، نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر بن الخطاب اطلع على أبي بكر وهو مدلع لسانه؛ آخذه بيده، فقال:"ما تصنع يا خليفة رسول الله"؟! قال: "وهل أوردني الموارد إلا هذا"!

قال ابن صاعد: هذا آخر الحديث.

ثم ابتدأ الحديث الآخر بعده في إثره، وقال: نا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"ما من عضو من الأعضاء إلا وهو يشتكي إلى الله ما يلقى من اللسان على حدّته".

قال الخطيب: ليس في هذا الحديث إشكال يتخوف منه اختلاط كلام النبي صلى الله عليه وسلم بكلام أبي بكر الصدّيق، وإنما المشكل منه: أن عبد الصمد ين عبد الوارث روى حديث أبي بكر وأتبعه بكلام النبي صلى الله عليه وسلم من غير فاصلة، فشيه بذلك أن أبا بكر هو الذي رواه إثر قوله، ونسَقه على كلامه، ولو ذُكِرَ في أحاديث من وصل المرسل المقطوع بالمتصل المرفوع لكان لائقًا بذلك الباب، والله الموفق لإدراك الصواب" اهـ.

(1) تحرفت في مطبوعة "الفصل" إلى: العبادي.

ص: 86

قلت: فيتبين من ذلك: أن عبد الصمد بن عبد الوارث وهم في إلحاق المرفوع بمسند زيد بن أسلم عن أبيه، وقد خالف الثقات في ذلك، وقد ذكرنا بعضًا منهم.

قال البزار في "البحر الزخار"(1/ 163): "وهذا الحديث رواه عبد الصمد عن عبد العزيز الدراوردي، وقد حدثونا عن الدراوردي عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عمر دخل على أبي بكر وهو آخذ بلسانه، وهو يقول: "هذا الذي أوردتي الموارد". فلم نذكر حديث عبد الصمد؛ إذْ كان منكرًا".

وهذه الزيادة المرفوعة صحَّحها العلّامة الألباني رحمه الله في "الصحيحة"(535) وقال: "وقال ابن النقور: "تفرَّد بهذا الحديث أبو أسامة زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب- مخرج عنه في الصحيحين- رواه عن أبيه أبي خالد أسلم -وهو من سبي اليمن-، يقالط: كان بجاويًا؛ حديثه عند البخاري وحده.

واختلف عن زيد؛ فرواه هشام بن سعد، ومحمد بن عجلان، وداود بن قيس، وعبد الله بن عمر العمري - كرواية عبد العزيز التي رويناها [عنه].

ورواه سفيان الثوري عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي بكر، وقال فيه: إن أسلم قال: رأيتُ أبا بكر.

وقيل: إن هذا وهم من الثوري.

ورواه سُعَيْر بن الخِمْس عن زيد، عن عمر، عن أبي بكر؛ لم يذكر فيه أسلم.

والصحيح من ذلك: رواية عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيد الدراوردي ومن تابعه، عن زيد، عن أبيه، عن عمر، عن أبي بكر -كما أوردناه-، والله أعلم".

قلت (الألباني): فالحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري؛ فإن الدراوردي ثقة، وإن كان من أفراد مسلم، فقد تابعه الجماعة الذين ذكرهم ابن النقور، فالحديث عن زيد بن أسلم صحيح مشهور".

قال أبو عبد الله -غفر الله له-: الجماعة الذين تابعوا عبد العزيز

ص: 87

الدراوردي إنما تابعوه على وقفه -كما تقدم-، ولم يتابعوه على الرَّفع -كما فهم الشيخ ناصر رحمه الله.

ثم رأيت الشيخ سليم بن عيد الهلالي تعقَّب الشيخ الألباني بنحو ما قلتُه، فقال -وفَّقه الله- في "عجالة الراغب المتمني" (421):"قلت: الجماعة الذين ذكرهم ابن النقور متابعة للدراوردي ذكروا الموقوف دون المرفوع، ومراد ابن النقور: المتابعة على أصل الرواية، فلو وقف شيخنا رحمه الله على الطرق الموقوفة التي وقفتُ عليها لكان له كلام آخر، بخاصَّة مع توهيم أهل العلم لعبد الصمد بن عبد الوارث الذي روى المرفوع عن الدراوردي، وخالف الجماعة في روايته، والمعصوم من عصمه الله".

قلت: وللأثر طريقان آخران:

فقد رواه ابن وهب في "الجامع، (307) قال: وحدّثني عبيد الله بن عمر، وهشام بن سعد، ويحيى بن عبد الله وغيرهم، عن زيد بن أسلم: أن عمر بن الخطاب دخل

فأسقط ذكر أسلم.

وهذه الرواية وهم أيضًا.

وأخرجه أحمد في "العلل"(2/ 132/ رقم: 1785)، والعقيلي في "الضعفاء"(4/ 290 - قلعجي) أو (4/ 1416 - الصميعي)، وابن أبي الدنيا في "الصمت"(19).

من طريق: النضر بن إسماعيل أبي المغيرة القاص، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: رأيتُ أبا بكر. . فذكره.

قال الإمام أحمد: "هو حديث منكر، وإنما هو من حديث زيد بن أسلم".

انظر: "تهذيب التهذيب"(4/ 221 - الرسالة).

خلاصة الكلام:

أن الأثر إنما يصح من طريق: زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، وما سوى ذلك فوهم من الرواة.

وإليك رسم الطرق الواردة في الخبر:

ص: 88

رواه:

1 -

مالك بن أنس

2 -

محمد بن عجلان

3 -

عبيد الله بن عمر

4 -

أسامة بن زيد الليثي

5 -

هشام بن سعد

كلهم عن: زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر به.

وخالفهم سفيان الثوري؛ فرواه عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي بكر، دون ذكر عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وخالفهم عبد الصمد بن عبد الوارث؛ فرواه:

عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر به، وفي آخره المرفوع منه.

ورواه ابن وهب عن:

عبيد الله بن عمر

وهشام بن سعد

ويحيى بن عبد الله

عن: زيد بن أسلم، عن عمر به، دون ذكر أسلم.

ورواه النضر بن إسماعيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي بكر به.

* * *

401 -

روى الإمام مالك عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبَّان، عن ابن مُحيريزٍ؛ أن رجلاً من بني كنانة- يُدْعَى: المُخْدجي-، سمع رجلًا بالشام -يُكْنَى: أبا محمد- يقول: إن الوِتْرَ واجب.

فقال المخدجي: فرُحتُ إلى عُبادة بن الصامت، فاعترضتُ له وهو رائح إلى المسجد، فأخبرتُه بالذي قال أبو محمد، فقال عبادة: "كذَبَ أبو محمد!

ص: 89

سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خمسُ صلواتِ كتبهنَّ الله عز وجل على العباد. . " الحديث.

صحيح. أخرجه مالك في الموطأ" (1/ 123)، وأحمد في "المسند" (5/ 315 - 316، 319، 322)، وأبو داود (1420)، والنسائي فى "المجتبى" (1/ 230)، وفي "الكبرى" (1/ 142 - 143/ رقم 322)، وابن ماجه (1401)، والحميدي في "مسنده" (1/ 191/ رقم: 388 - الأعظمي) أو (1/ 375 - 376/ رقم: 392 - الداراني)، وابن أبي شيبة في "مصنفه" (2/ 296 - الهندية) أو (2/ 92/ رقم: 6861 - العلمية)، وعبد الرزاق في "مصنفه" (3/ 5/ رقم: 4575)، والدارمي في "مسنده" (1/ 85/ رقم: 1618 - الداراني) وابن حبان في "صحيحه" (5/ 21/ رقم: 1731 و 6/ 174/ رقم: 2417 - الإحسان، ط. الرسالة)، وابن أبي عاصم في "السُّنَّة" (رقم: 967 - المكتب الإسلامي) -المرفوع منه فقط- والبيهقي في "السنن الكبير" (1/ 361 و 2/ 8، 467 و 10/ 217)، والبغوي في "شرح السُّنَّة" (4/ 103 - 104/ رقم: 977).

من طريق: محمد بن يحيى بن حبان به.

وهذا إسناد ضعيف؛ أبو رافع المخدجي مجهول، لم يوثقه غير ابن حبان.

لكنه توبع؛ تابعه عبد الله الصنابحي، أخرجه أحمد (5/ 217)، وأبو داود (425)، والبيهقي (2/ 215) و (3/ 367)، والبغوي في "شرح السُّنَّة"(4/ 105/ رقم 978)، وأبو نعيم في "الحلية"(5/ 130).

من طريق: محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد اللهِ الصنابحي، عن عبادة به.

ووقع عند البيهقي: عن أبي عبد الله الصنابحي.

وهو الصواب.

وأخرجه أيضًا الطبراني في "الأوسط"(5/ 56/ رقم: 4658 و 9/ 126/ رقم: 9316).

وأبو عبد الله الصنابحي هو: عبد الرحمن بن عسيلة المرادي.

وانظر "النكت الظراف"(4/ 255)، و"تهذيب التهذيب" (2/ 462 - 463

ص: 90