الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب ما جَاءَ في القَمِيصِ
4025 -
حَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنا الفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ عَبْدِ المُؤْمِنِ ابْنِ خالِدٍ الحَنَفي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ: كانَ أَحَبَّ الثِّيابِ إلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم القَمِيصُ (1).
4026 -
حَدَّثَنا زِيادُ بْنُ أيُّوبَ، حَدَّثَنا أَبُو تُمَيْلَةَ، قالَ: حَدَّثَني عَبْدُ المُؤْمِنِ بْنُ خالِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ ثَوْبٌ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ قَمِيصٍ (2).
4027 -
حَدَّثَنا إِسْحاقُ بْنُ إِبْراهِيمَ الحَنْظَلي، حَدَّثَنا مُعاذُ بْنُ هِشامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ يَزِيدَ قالَتْ: كانَتْ يَدُ كُمِّ قَمِيصِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الرُّصْغِ (3).
* * *
باب ما جاء في القميص
هو المخيط الذي له كمان وجيب.
[4025]
(ثنا إبراهيم) الفراء الرازي شيخ الشيخين. (ثنا الفضل بن
(1) رواه الترمذي (1762)، والنسائي في "الكبرى"(9668)، وابن ماجه (3575)، وأحمد 6/ 317.
وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"(2028).
(2)
رواه الترمذي (1762)، والنسائي في "الكبرى"(9668)، وابن ماجه (3575)، وأحمد 6/ 317.
وصححه الألباني في الموضع السابق.
(3)
رواه الترمذي (1765)، والنسائي في "الكبرى"(9666).
وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(4479).
موسى) السيناني (عن عبد المؤمن بن خالد الحنفي) قاضي مرو، صدوق (عن عبد اللَّه بن بريدة) بن الحصيب الأسلمي، قاضي مرو.
قال الترمذي: حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبد المؤمن بن خالد، عن عبد اللَّه بن بريدة، تفرد به، وهو مروزي (1). قال: وحديث زياد بن أيوب، ثنا أبو تميلة، عن عبد المؤمن بن خالد، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن أمه، عن أم سلمة هند رضي الله عنها، قال: وسمعت محمد بن إسماعيل قال: حديث ابن بريدة (عن أمه، عن أم سلمة) زوج النبى صلى الله عليه وسلم أصح (2).
(قالت: كان أحب الثياب إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) والمحبة هنا هي ميل النفس إلى الشيء، لانتفاعه به إذ لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحب في الحقيقة غير اللَّه، وكان يميل إلى (القميص) أكثر من غيره من الثياب؛ لأنه أمكن في الستر من الرداء والإزار اللذين يحتاجان كثيرًا إلى الربط والإمساك وغير ذلك، بخلاف القميص.
ويحتمل أن يكون المراد: من أحب الثياب إليه القميص؛ لأنه يستر عورته ويباشر جسمه، فهو شعار الجسد، بخلاف ما يلبس فوقه من الدثار، وقد شبه الأنصار رضي الله عنهم بالشعار الذي يلي البدن، بخلاف غيرهم الذين هم دثار، ولا شك أن كل ما قرب من الآدمي كان أحب إليه من غيره، والظاهر أنه سمي قميصًا؛ لأن الآدمي يتقمص فيه. أي: يدخل فيه ليستتر به، وفي حديث المرجوم أنه يتقمص في أنهار
(1)"سنن الترمذي" عقب حديث (1762).
(2)
"سنن الترمذي"(1763).
الجنة (1). أي: ينغمس فيها.
[4027]
(ثنا إسحاق بن إبراهيم) بن مخلد (الحنظلي) المعروف بابن راهويه، شيخ الشيخين، وكان لا يسمع شيئًا قط إلا حفظه، وكان يقول: كأني أنظر إلى سبعين ألف حديث في كتبي وثلاثين ألفًا (2) أسردها (3). وقال: ما سمعت شيئًا قط إلا حفظته، ولا حفظت شيئًا فنسيته (4).
(حدثنا معاذ (5) بن هشام، عن أبيه) هشام الدستوائي (عن بديل) بضم الموحدة مصغر (ابن ميسرة) العقيلي (عن شهر بن حوشب) بفتح الحاء المهملة. (عن أسماء بنت يزيد) الأنصارية الأشهلية، رسولة النساء إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. (قالت: كانت يد كم قميص رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى الرصغ) الرصغ بضم الراء، وسكون الصاد المهملتين، ويقال: الرسغ بالسين المهملة كما في لفظ الترمذي (6)، وهو مفصل ما بين الكف والساعد، ويقال لمفصل الساق والقدم: رسغ أيضًا، والظاهر أن نساءه صلى الله عليه وسلم كن كذلك، إذ لو كانت أكمامهن تزيد على ذلك لنقل، ولو نقل لوصل
(1) رواه بهذا اللفظ أبو داود الطيالسي 4/ 218 - 219 (2595)، وأبو يعلى 10/ 524 - 525 (6140)، وابن حبان 10/ 246 - 247 (4400). من حديث أبي هريرة مطولًا. وهذا الحديث حديث صحيح مشهور في قصة رجم ماعز، رواه أيضًا بغير هذا اللفظ البخاري (5271)، (6815)، (6825)، (7167)، ومسلم (1691)(16).
(2)
في جميع النسخ: ألف، والمثبت هو الصواب.
(3)
رواه الخطيب في "تاريخ بغداد" 6/ 352، والمزي في "تهذيب الكمال" 2/ 384 - 385 (332).
(4)
رواه الخطيب 6/ 354، والمزي 2/ 385 (332).
(5)
فوقها في (ل): (ع).
(6)
"سنن الترمذي"(1765).
إلينا كما نقل في الذيول من رواية النسائي وغيره أن أم سلمة لما سمعت: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر اللَّه إليه" قالت: يا رسول اللَّه، فكيف تصنع النساء بذيولهن؟ قال:"يرخينه شبرًا" قالت: إذن تنكشف أقدامهن. قال: "يرخينه ذراعًا ولا يزدن عليه"(1) ويفرق بين الكف إذا ظهر وبين القدم أن قدم المرأة عورة بخلاف كفها.
وفي ستر اليد إلى مفصل الكف فوائد كثيرة منها ظهور الكفين في رفعهما لتكبيرة الإحرام وللركوع والسجود، إذ لو كفهما لدخل في الكراهة، وكذا لو جمعهما.
ومنها: توفير القماش، فإن ما يزاد على ما وردت به السنة فيما اشتهر من العلماء والمترفين والنساء يصلح أن يكون جبة أو قميصًا لصغير من أولاده أو يتيم وغير ذلك.
ومنها: كثرة النظافة لما يطرأ على لابسه من الأوساخ وغيرهما عند مباشرة عمل يتولد منه ذلك، إلا أن يكف ويضم بعضه إلى بعض إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة، فصلاح الدين والدنيا في اتباع السنة، ولا اعتبار بما يقال في إطالة الأكمام والعمائم تمييزًا للعلماء ليعرفوا به، ويكون أبلغ في قبول عملهم، فإن العلماء العاملين معروفون في بلادهم، يعرفهم الخاص والعام غالبًا ولو كان لذلك فائدة في عز العلماء ونفاذ فتاويهم لتعين أن يمنع غيرهم من الجهلة من التشبه بهم؛ لئلا يغتر بهم من لا يعرفهم فيسألهم فيفتون بغير علم، فإذا فعلوا ذلك ضلوا وأضلوا.
* * *
(1)"المجتبى" 8/ 209، والترمذي (1731)، "مسند أحمد" 2/ 5، 55 من حديث ابن عمر.