الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب فِي لُبْس الصُّوفِ والشَّعْرِ
4032 -
حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ خالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَوْهَبٍ الرَّمْلي وَحُسَيْنُ ابْنُ عَلي، قالا: حَدَّثَنا ابن أَبي زائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها قالَتْ: خَرَجَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّلٌ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ. وقالَ حُسَينٌ: حَدَّثَنا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيّا (1).
4032/ 1 - حَدَّثَنا إِبْراهِيم بْنُ العَلاءِ الزُّبَيْدي، حَدَّثَنا إِسْماعِيلُ بْن عيّاشٍ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ مُدْرِكٍ، عَنْ لُقْمانَ بْنِ عامِرٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمي قالَ: اسْتَكْسَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فكَساني خَيْشَتَيْنِ، فَلَقَدْ رَأَيْتُني وَأَنا أَكْسَى أَصْحابي (2).
4033 -
حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنا أَبُو عَوانَةَ، عَنْ قَتادَةَ، عَنْ أَبي بُرْدَةَ قالَ: قالَ لي أَبي يا بُنَي: لَوْ رَأَيْتَنا وَنَحْنُ مَعَ نَبِيِّنا صلى الله عليه وسلم وقَدْ أَصابَتْنا السَّماءُ حَسِبْتَ أَنَّ رِيحَنا رِيحُ الضَّأْنِ (3).
4034 -
حَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، أَخْبَرَنا عُمارَةُ بْنُ زاذانَ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ أَنَّ مَلِكَ ذي يَزَنَ أَهْدى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حُلَّةً أَخَذَها بِثَلاثَةٍ وَثَلاثِينَ بَعِيرًا أَوْ ثَلاثٍ وَثَلاثِينَ ناقَةً فَقَبِلَها (4).
4035 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ عَنْ عَلي بْنِ زَيْدٍ، عَنْ إِسْحاقَ
(1) رواه مسلم (2081).
(2)
رواه أحمد 4/ 185.
وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"(2080).
(3)
رواه الترمذي (2479)، وابن ماجه (3562)، وأحمد 4/ 407.
وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"(2081).
(4)
رواه أحمد 3/ 221، والدارمي (2536)، والبزار 14/ 41 (7481)، وأبو يعلى 6/ 142 (3418).
وضعفه الألباني.
ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحارِثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرى حُلَّةً بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ قَلُوصًا فَأَهْداها إِلَى ذىِ يَزَنَ (1).
* * *
باب في لبس الصوف والشعر
[4032]
(حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد اللَّه بن موهب الرملي) الثقة الزاهد (وحسين بن علي)[بن جعفر الكوفي، صالح (. . .) (2) ليس له في الكتب الستة سوى هذا الحديث](3)(قالا: ثنا)[يحيى بن زكريا](4)(ابن (5) أبي زائدة) الوادعي (عن أبيه)(6) زكريا بن أبي زائدة الحافظ وفي "سؤالات الآجري لأبي داود": ليس لأبي زائدة اسم (7)(عن مصعب بن شيبة) بن جبير الحجبي، أخرج له مسلم هذا الحديث (8).
(عن) عمة أبيه (صفية [بنت شيبة)(. . .)(9) بن عثمان (. . .)(10)
(1) رواه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه"(286).
وضعفه الألباني.
(2)
مكان النقط غير واضح في (ح).
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ل، م).
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ل، م).
(5)
فوقها في (ل، ح): (ع).
(6)
فوقها في (ل، ح): (ع).
(7)
ساقطة من (م).
(8)
"صحيح مسلم"(2081).
(9)
موضعها في (ح) غير واضح.
(10)
موضعها في (ح) غير واضح.
أحاديثها مرسلة، ولا صحبة لها، وذكرها النمري (1) وابن السكن في الصحابة] (2) خرج أبو داود عنها: لما اطمأن النبي صلى الله عليه وسلم بمكة عام الفتح طاف على بعيره يستلم الركن بمحجن [في يده](3) وأنا أنظر إليه (4). وخرج ابن ماجه عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب عام الفتح (5). لكن قال المنذري: الحديثان من رواية ابن (6) إسحاق (7).
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) زاد الترمذي ومسلم: ذات غداة (8). (وعليه مرط) بكسر الميم، وسكون الراء، كساء من صوف أو خز أو كتان أو شعر، جمعه مروط.
قيل: لا يلبس المروط إلا النساء، ويدل عليه حديث: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في مروط نسائه (9).
(مرحل) بضم الميم، وتشديد الحاء المهملة، وهو المنقوش عليه
(1)"الاستيعاب في معرفة الأصحاب" 4/ 427 (3441).
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ل، م).
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ل، م).
(4)
سبق برقم (1878).
(5)
"سنن ابن ماجه"(3109).
(6)
في (ل، م): أبي.
(7)
"مختصر سنن أبي داود" 2/ 377.
(8)
"صحيح مسلم"(2081)، "سنن الترمذي"(2813).
(9)
رواه إسحاق بن راهويه 2/ 104 (571)، والبيهقي في "الشعب" 5/ 152 (6155) من حديث الحسن مرسلًا. قال المنذري في "الترغيب والترهيب" 3/ 393: رواه البيهقي، وهو مرسل، وفي سنده لين. وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب"(1267)، قال: ضعيف مرسل.
صور رحال الإبل، ويروى بالجيم يعني: عليه صور المراجل، وهي القدور (من شعر أسود) وفيه جواز أو استحباب لبس الثوب الأسود من شعر أو صوف أو غيره والصلاة [فيه](1)، وقد استحب الفقراء لبسه؛ لأنه لا يظهر فيه الوسخ، ويستعمله الآدمي الزمن الكثير؛ لأنه لا يحتاج إلى غسل يشغل الفقير والطالب عن تعبده، وقد انتهت إلى هنا رواية المصنف والترمذي. وزاد مسلم (2) عليهما: فجاء الحسن بن علي فأدخله [ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله](3)، ثم قال:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} (4).
(وقال حسين) بن علي في روايته (حدثنا يحيى بن زكريا) إلى آخره.
[4032 م](ثنا إبراهيم (5) بن العلاء) بن الضحاك (الزبيدي) بضم الزاي نسبة إلى قبيلة من مذحج، شيخ صدوق.
(حدثنا إسماعيل بن عياش) بالمثناة تحت، والشين المعجمة، العنسي بالنون، عالم الشاميين، صدوق في أهل بلده، قال يعقوب الفسوي:[ثقة عدل](6)، أكثر ما تكلموا فيه قالوا: يغرب عن ثقات
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2)
في الأصول: البخاري. وهو خطأ، والصواب ما أثبتناه.
(3)
ساقطة من (م).
(4)
"صحيح مسلم"(2424).
(5)
فوقها في (ح، ل): (د).
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من (ل، م).
الحجازيين (1).
(عن عقيل) بفتح العين المهملة (بن مدرك) بضم الميم، ذكره ابن حبان في "الثقات"(2)(عن لقمان بن عامر) الحمصي، قال أبو حاتم: يكتب حديثه (3). (عن عتبة) بسكون الفوقانية (بن عبد السلمي) بضم السين، كان اسمه: عتلة فغير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اسمه وسماه عتبة، شهد خيبر، آخر من مات بالشام من الصحابة.
(قال: استكسيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) أي: سألته أن يكسوني (فكساني خيشتين) تثنية خيشة، والخيشة ثوب من أردأ الكتان، وهو بفتح الخاء، ويقال: هو ثوب من مشاقة الكتان، يغزل غزلًا غليظًا، ثم ينسج (و) واللَّه (لقد رأيتني) بين قومي (وأنا (4) أكسى أصحابي) أي: أكثرهم كسوة.
وفيه فضيلة الصحابة؛ لصبرهم على الجهد والجوع والعري، وكثرة تقشفهم، وشدة معيشتهم، وتقللهم من اللباس والأمتعة، وكان هذا قبل أن تبسط عليهم الدنيا ويشبعوا، لكنهم رضي الله عنهم وإن أشبعوا منها فهي في أيديهم لا قلوبهم.
[4033]
(حدثنا عمرو بن عون) الواسطي (ثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد اللَّه الحافظ (عن قتادة، عن أبي بردة) عامر.
(1)"المعرفة والتاريخ" 2/ 424.
(2)
7/ 294.
(3)
"الجرح والتعديل" 7/ 182 (1034).
(4)
بعدها في (ل، م) وحاشية (ح): نسخة: (من).
(قال: قال لي أبي) أبو موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعري رضي الله عنه (يا بني، لو رأيتنا) بفتح تاء الخطاب.
لفظ ابن ماجه: لو شهدتنا (1). (ونحن مع نبينا (2) صلى الله عليه وسلم، وقد أصابتنا السماء) يعني: المطر، سمي سماءً؛ لأنه ينزل من السماء، فسمي باسم ما كان مجاوره مجازًا، و (حسبت) بفتح تاء الخطاب (أن ريحنا ريح الضأن) يريد أن بلادهم شديدة الحرارة، وأكثر لباسهم الصوف، ويعرقون فيه من الحر، فيصير ريحهم كريح الضأن.
فيه: فضل الصحابة وما كانوا فيه من خشونة العيش في الملبس (3).
* * *
(1)"سنن ابن ماجه"(3562).
(2)
في حاشية (ح)، وصلب (ل، م): نسخة: رسول اللَّه.
(3)
بعدها في (ل، م)، وحاشية (ح): نسخة: باب لباس الترفع.
[4034]
(حدثنا عمرو بن عون) الواسطي (أنا عمارة) بضم العين هو (بن زاذان)(1) بمعجمتين بينهما ألف، كنيته أبو سلمة. قال المصنف وغيره: ليس بذاك (2). (عن ثابت) بن قيس الغفاري، رأى أبا سعيد الخدري ولعله آخر من رآه، وثقه أحمد (3).
(عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن ملك ذي يزن) بفتح المثناة تحت والزاي، غير منصرف، وهو ملك من ملوك حمير، ويزن: اسم بلد ينسب إليها الرماح اليزنية، والأصل يأزن بالهمز، ثم خففت بحذف الهمزة.
(أهدى إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حلة) واحدة الحلل، وهي برود اليمن، ولا تسمى حلة إلا أن تكون ثوبين من جنس واحد (أخذها) ملك ذي يزن.
(بثلاثة وثلاثين بعيرًا، أو ثلاث وثلاثين ناقة) الشك من الراوي (فقبلها) فيه جواز قبول هدية الكافر.
فإن قيل: قبول هدية الكافر هنا تعارضها أحاديث منها [الحديث الذي بعده](4) وحديث: "هدايا العمال غلول"(5) مع حديث ابن
(1) بعدها في (ل، م): بن وذاذ.
(2)
"سؤالات الأجري لأبي داود"(671)، "تهذيب الكمال" 21/ 245 (4184)، "ميزان الاعتدال" 4/ 69 (6024)، "تهذيب التهذيب" 3/ 210.
(3)
كذا في الأصول: بن قيس الغفاري، رأى أبا سعيد الخدري، ولعله آخر من رآه، وثقه أحمد. وهو خطأ والصواب: ابن أسلم البناني. انظر: "تهذيب الكمال" 4/ 342، 373.
(4)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م، ل).
(5)
رواه أحمد 5/ 424، والبزار 9/ 172. ورواه بلفظ "الأمراء" بدل "العمال" البيهقي 10/ 138 كلهم من حديث أبي حميد الساعدي مرفوعًا. أورده الهيثمي في "المجمع" 4/ 200، 5/ 249 وقال: رواه البزار من رواية إسماعيل بن عياش عن =
اللتبية عامل الصدقات (1)، وفي الحديث الآخر أنه رد بعض هدايا العمال، وقال:"لا نقبل زبد المشركين"(2). أي: رفدهم، فكيف يجمع بين هذِه الأحاديث؟ !
حكى القاضي عياض عن بعض العلماء أن هذِه الأحاديث ناسخة لقبول الهدية، ثم قال: قال الجمهور: لا نسخ، بل سبب القبول أن النبي صلى الله عليه وسلم مخصوص بالفيء الحاصل بلا قتال، بخلاف غيره، فقبل النبي صلى الله عليه وسلم ممن طمع في إسلامه وتأليفه لمصلحة يرجوها للمسلمين، وكافأ بعضهم، ورد هدية من لم يطمع في إسلامه، ولم يكن في قبولها مصلحة؛ لأن الهدية توجب المحبة والمودة، وأما غير النبي صلى الله عليه وسلم من العمال والولاة فلا يحل له قبولها لنفسه عند جمهور العلماء، فإن قبلها كانت فيئًا للمسلمين، فإنه لم يهدها له إلا لكونه إمامهم (3).
= الحجازيين، وهي ضعيفة. وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(7021).
وللحديث شواهد: من حديث جابر وأبي هريرة وابن عباس.
(1)
رواه البخاري (1500)، (2597)، (6979)، ومسلم (1832) من حديث أبي حميد الساعدي مرفوعًا.
(2)
سيأتي برقم (3057)، ورواه أيضًا الترمذي (1577)، وأحمد 4/ 162 كلهم من حديث عياض بن حمار المجاشعي، واللفظ لأحمد. صححه ابن حجر في "المطالب العالية" 10/ 30، والألباني في "صحيح الجامع"(2505).
(3)
ذكره النووي في "شرح مسلم" 12/ 114 وعزاه للقاضي عياض. وانظر: "الخراج" لأبي يوسف 1/ 208، "مشكل الآثار" 3/ 399، "شرح السير الكبير" 1/ 97، "المنتقى" 3/ 209، "الاستذكار" 14/ 201، "أحكام القرآن" لابن العربي 3/ 487، "معرفة السنن والآثار" للبيهقي 13/ 398، "روضة الطالبين" 5/ 369، "الأموال" للقاسم بن سلام 1/ 328، "الجامع لعلوم الإمام أحمد" 10/ 270.
[4035]
(ثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي (حدثنا حماد) بن سلمة (عن علي بن زيد) بن جدعان التيمي البصري الضرير (1)، أخرج له مسلم عن أنس بن مالك في الجهاد (2).
(عن إسحاق بن عبد اللَّه بن الحارث) بن نوفل تابعي يعد في المدنيين (3)، أرسل (أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترى حلة ببضعة) البضع من التسع إلى العشر (وعشرين قلوصًا) بفتح القاف، وهي الشابة من النوق بمنزلة الجارية من النساء، وقيل: هي الطويلة القوائم.
قوله: (اشترى) يحتمل أنه اشترى بوكيل له لا يعرف. فإن الإمام لا يشتري لنفسه ولا يبيع؛ لأنه قد يحابى، وقد يقال: هذا مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره؛ لأنه معصوم من غوائل المحاباة وغيرها، ويقال: إنه لم يشتر لنفسه، بل اشتراها ليصرفها في المصالح، ويحتمل غير ذلك (فأهداها) أي: أرسلها (إلى) ملك (ذى يزن) إما ليكافئه على إهدائه له كما تقدم؛ لئلا يكون له عليه منة كافر، أو أهداها له تألفًا لمصلحة يرجوها من إسلامه وإسلام من في مملكته تبعًا له، أو يحسن إلى من يقدم بلاده من المسلمين وغير ذلك من المصالح، وفيه مكافأة المسلم والكافر.
* * *
(1) ساقطة من (م).
(2)
برقم (1789).
(3)
في (م): المكيين.