الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5 - باب فِي لُبْسِ الشُّهْرَةِ
4029 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى، حَدَّثَنا أَبُو عَوانَةَ ح، وَحَدَّثَنا مُحَمَّدٌ -يَعْني: ابن عِيسَى- عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عُثْمانَ بْنِ أَبي زُرْعَةَ، عَنِ المُهاجِرِ الشّامي، عَنِ ابن عُمَرَ -قالَ: في حَدِيثِ شَرِيكٍ يَرْفَعُهُ- قالَ: "مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ أَلْبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيامَةِ ثَوبًا مِثْلَهُ". زادَ عَنْ أَبي عَوانَةَ: "ثُمَّ تُلَهَّبُ فِيهِ النّارُ"(1).
4030 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا أَبُو عَوانَةَ قالَ: ثَوْبَ مَذَلَّةٍ (2).
4031 -
حَدَّثَنا عُثْمان بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا أَبُو النَّضْرِ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن ثابِتٍ، حَدَّثَنا حَسّانُ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبي مُنِيبٍ الجُرَشيِّ، عَنِ ابن عُمَرَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ"(3).
* * *
باب في لبس الشهرة والصوف
[4029]
(حدثنا محمد بن عيسى) بن نجيح بن الطباع. قال أبو حاتم: ثقة، مبرز (4). له مصنفات عديدة (ثنا أبو عوانة)(5) الوضاح (وحدثنا محمد بن عيسى، عن) القاضي (شريك، عن عثمان بن أبي
(1) رواه النسائي في "الكبرى"(9560)، وابن ماجه (3606)، وأحمد 2/ 92 وحسنه الألباني في "المشكاة"(4346).
(2)
انظر ما قبله.
(3)
رواه أحمد 2/ 50، وعَبد بن حُميد (88).
وصححه الألباني في "الإرواء"(1269).
(4)
"الجرح والتعديل" 8/ 39 (175).
(5)
فوقها في (ح)، (ل):(ع).
زرعة) المغيرة الثقفي، أخرج له البخاري في الأنبياء.
(عن المهاجر) بن عمرو (الشيباني)(1) ذكره (2) ابن حبان في "الثقات"(3).
(عن ابن عمر رضي الله عنهما قال في) رواية (حديث) القاضي (شريك يرفعه) إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه (قال: من لبس ثوب شهرة) قال ابن الأثير: المراد به ما ليس من لبس الرجال، ولا يجوز لهم لبسه شرعًا ولا عرفًا.
الشهرة: ظهور الشيء في شنعة حتى يشهره الناس. يعني: يشتهر بين الناس بمخالفة ثوبه لألوان ثيابهم، ويبرز ثوبه الذي اشتهر به، ويرفع الناس إليه أبصارهم وينظرونه ويختال عليهم بالعجب والتكبر، ولذلك قال عيسى عليه السلام: جودة الثياب خيلاء القلب (4).
وليس هذا الحديث مختصًّا بنفيس الثياب، بل قد يحصل ذلك لمن يلبس ثوبًا يخالف ملبوس الناس من الفقراء؛ ليراه الناس فيتعجبوا من لباسه ويعتقدوه.
(ألبسه اللَّه تعالى يوم القيامة ثوبًا مثله) في شهرته به بين الناس؛ لأنه لبس الشهرة في الدنيا ليعز به ويفتخر على غيره، ويلبسه اللَّه يوم القيامة
(1) كذا في (ل، م)، وهو خطأ، والصواب: الشامي كما في "سنن أبي داود" ومصادر ترجمته.
(2)
في الأصول: أخرج له. والصواب ما أثبتناه، لأن ابن حبان ذكره في:"ثقاته" ولم يخرج له فيه.
(3)
5/ 428.
(4)
رواه أبو نعيم في "الحلية" 6/ 130 من رواية عبد اللَّه بن شوذب مقطوعًا. ورواه أيضًا ابن المقرئ في "المعجم"(1055) بلفظ: (البيان) بدل (الثياب) من رواية عبد اللَّه ابن شوذب مقطوعًا أيضًا.
ثوبًا (1) يشتهر بمذلته واحتقاره بينهم عقوبة له، والعقوبة من جنس العمل، ويدل على هذا التأويل الحديث الذي بعده في الرواية الآتية.
و(زاد) محمد بن عيسى (عن أبي عوانة: ثم تلهب) بضم التاء وسكون اللام وفتح الهاء، ويجوز أن يكون بفتح التاء واللام والهاء المشددة. أي: تتلهب، ثم حذفت إحدى التاءين. أي: ثم تنفذ (فيه النار) ويجوز أن يكون بضم التاء وسكون اللام وكسر الهاء. أي: ثم يلهب اللَّه فيه النار، [بدليل رواية رزبن:"من لبس ثوب شهرة ألبسه اللَّه إياه يوم القيامة، ثم ألهب فيه النار"] (2)(3).
[4030]
(حدثنا مسدد، حدثنا أبو عوانة) الوضاح (قال) ألبسه اللَّه (ثوب مذلة) وهذِه رواية النسائي بلفظ: "من لبس ثوب شهرة ألبسه اللَّه يوم القيامة ثوب مذلة"(4). وروى بعده عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من لبس ثوب شهرة أعرض اللَّه عنه حتى يضعه متى وضعه"(5).
[4031]
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو النضر) هاشم بن
(1) ليست في جميع الأصول، والمثبت يقتضيه السياق.
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(3)
انظر: "جامع الأصول" 10/ 657 (8287).
(4)
رواه النسائي في "السنن الكبرى" 5/ 460 (9560) بلفظ: "من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه اللَّه ثوب مذلة في الآخرة". ولعله وهم في نسبة هذا اللفظ لرواية النسائي، فقد وجدت هذا اللفظ لابن ماجه في "سننه"(3606).
(5)
"سنن ابن ماجه"(3608). قال البوصيري في "الزوائد"(1196): هذا إسناد حسن، العباس بن يزيد مختلف فيه. وضعفه الألباني في "الضعيفة" (4650) قال: ضعيف. . . قول البوصيري في "زوائده": إسناد حسن. غير حسن، واللَّه أعلم. انتهى.
القاسم، الحافظ (حدثنا عبد الرحمن (1) بن ثابت) عابد أهل الشام المجاب الدعوة، ذكره ابن حبان في "الثقات"(2)(حدثنا حسان (3) بن عطية) الدمشقي (عن أبي منيب) بضم الميم، وسكون النون الدمشقي (الجرشي) بضم الجيم، وفتح الراء، ثم شين معجمة، وهو ثقة. قال المنذري: لم يعرف اسمه.
(عن ابن عمر رضي الله عنهما قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم) أي: في لبسهم وبعض أفعالهم (فهو منهم) فمن تشبه بالصالحين، فيكرم كما يكرمون، ومن تشبه بالفساق لم يكرم، ومن وضع عليه علامة الشرفاء أكرم، وإن لم يتحقق شرفه، وفيه إشارة إلى أن من تشبه من الجان بالحيات المؤذيات وظهر لنا في صورتهم فإنه يقتل، وأنه لا يجوز في زماننا لبس العمامة الصفراء والزرقاء إذا كان مسلمًا (4).
* * *
(1) في (ل، م): الرحيم. وما أثبتناه كما في "سنن أبي داود" ومصادر ترجمته.
(2)
7/ 92.
(3)
فوقها في (ح، ل): (ع).
(4)
وذلك لأنه من زي النصارى في أعيادهم، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية النهي عن التشبه بهم إجماعًا، ووجوب عقوبة فاعله. انظر:"الفتاوى الكبرى" 5/ 479، "الاختيارات الفقهية"(ص 560).