الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 - باب لِباسِ الغَلِيظِ
4036 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ ح، وَحَدَّثَنا مُوسَى، حَدَّثَنا سُلَيْمانُ -يَعْني: ابن المُغِيرَة -المَعْنَى-، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ، عَنْ أَبي بُرْدَةَ قالَ: دَخَلْتُ عَلَى عائِشَةَ رضي الله عنها فَأَخْرَجَتْ إِلَيْنا إِزارًا غَلِيظًا مِمّا يُصْنَعُ بِاليَمَنِ وَكِساءً مِنَ التي يُسَمُّونَها المُلَبَّدَةَ، فَأَقْسَمَتْ باللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُبِضَ في هَذَيْنِ الثَّوْبَيْنِ (1).
4037 -
حَدَّثَنا إِبْراهِيمُ بْنُ خالِدٍ أَبُو ثَوْرٍ الكَلْبي، حَدَّثَنا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ القاسِمِ اليَمامي، حَدَّثَنا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمّارٍ، حَدَّثَنا أَبُو زُمَيْلٍ، حَدَّثَني عَبْدُ اللَّهِ بْن عَبّاسٍ قالَ: لمَّا خَرَجَتِ الحَرُورِيَّة أَتَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه فَقالَ: ائْتِ هؤلاء القَوْمَ. فَلَبِسْتُ أَحْسَنَ ما يَكُونُ مِنْ حُلَلِ اليَمَنِ -قالَ أَبُو زُمَيلٍ: وَكانَ ابن عَبَّاسٍ رَجُلًا جَمِيلًا جَهِيرًا- قالَ ابن عَبّاسٍ: فَأَتَيْتُهُمْ فَقالُوا: مَرْحَبًا بِكَ يا ابن عَبّاسٍ ما هذِه الحُلَّةُ؟ قالَ: ما تَعِيبُونَ عَلي لَقَدْ رَأَيْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ ما يَكُونُ مِنَ الحُلَلِ. قالَ أَبُو داوُدَ: اسْمُ أَبي زُمَيلٍ: سِماكُ بْنُ الوَلِيدِ الحَنَفي (2).
* * *
باب لباس الغليظ
[4036]
(حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد) بن سلمة (ح، وحدثنا موسى) بن إسماعيل (حدثنا سليمان بن المغيرة المعنى) أبو سعيد البصري سيد أهل البصرة.
(1) رواه البخاري (3108)، ومسلم (2080).
(2)
رواه الطبراني في "الكبير" 12/ 196، والحاكم 2/ 150، والبيهقي في "الكبرى" 8/ 179.
وحسنه الألباني.
(عن حميد بن هلال) العدوي عدي تميم البصري (عن أبي بردة) عامر ابن أبي موسى الأشعري.
(قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها لزيارتها (فأخرجت إلينا إزارًا غليظًا مما يصنع باليمن) فيه ادخار آثار الصالحين من ثياب وغيرها ليتبرك بها من بعدهم (وكساء من الذي) لفظ مسلم: من التي (1). ولابن ماجه: من هذِه الأكسية التي تدعى (2). التي (يسمونها) تسمى (الملبدة) بتشديد الباء الموحدة المفتوحة يعني: المرقعة، يقال: ألبدت القميص ألبده بالتخفيف ولبدته ألبده بالتشديد، ومنه قيل (3) للرقعة التي يرقعونها قبة القميص: اللبدة. وقيل: هو الذي ثخن وسطه حتى صار كاللبد من كثرة رقعه.
(فأقسمت باللَّه عز وجل إن) بكسر الهمزة وفتحها لغتان (رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبض في هذين الثوبين) فيه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من الزهادة في الدنيا، والإعراض عن متاعها النفيس وملاذها، وفيه الندب للاقتداء به صلى الله عليه وسلم في هذا وغيره، وفيه استحباب الكفن في غير ما مات فيه.
[4037]
(ثنا إبراهيم بن خالد أبو ثور) الكلبي البغدادي، أحد المجتهدين (حدثنا عمر بن يونس بن القاسم اليمامي) بفتح المثناة تحت، وتخفيف الميم نسبة إلى اليمامة مدينة بالبادية من بلاد العوالي (ثنا عكرمة بن عمار) الحنفي اليمامي، مجاب الدعوة، تابعي، أخرج
(1)"صحيح مسلم"(2080).
(2)
"سنن ابن ماجه"(3551).
(3)
ساقطة من (م)، (ل).
له مسلم (ثنا أبو زميل) بضم الزاي مصغر، اسمه سماك بن الوليد الحنفي اليمامي تابعي، روى له البخاري في "الأدب".
(حدثني عبد اللَّه بن عباس رضي الله عنهما قال: لما خرجت) ظهرت (الحرورية) بفتح الحاء أي: ظهر أمر الخوارج بما اعتقدوه، وحروراء تمد وتقصر، وهي صحراء بالكوفة، أو موضع قريب من الكوفة، نسبت الحرورية إليها؛ لاجتماعهم فيها وتحكيمهم، وهم أحد الخوارج الذي قاتلهم علي رضي الله عنه (1).
(أتيت عليًّا) وكان عندهم تشدد في الدين ومخالفة للسنة (فقال: ائت هؤلاء القوم) فاسمع كلامهم (قال) ابن عباس (فلبست أحسن ما يكون من حلل اليمن) فيه: التجمل بأحسن الثياب للوفود على القوم رسولا كان أو غيره (قال أبو زميل) سماك بن الوليد أحد الرواة.
(وكان) عبد اللَّه (ابن عباس رضي الله عنه رجلا جميلًا جهيرًا) أي: ذا منظر حسن. قال مسروق (2): كنت إذا رأيت عبد اللَّه بن عباس قلت: أجمل الناس. فإذا تكلم قلت: أفصح الناس. وإذا حدث قلت: أعلم الناس، وكان عمر يعده للمعضلات، شهد ابن عباس مع علي يوم الجمل وصفين.
(قال ابن عباس: فأتيتهم) وجلست عندهم (فقالوا: مرحبًا بك يا ابن عباس) فيه: إكرام أهل العلم والدين والترحيب بهم ثم قالوا: (ما هذِه الحلة؟ ) الجميلة، فكأنهم عابوا عليه المبالغة في التجمل باللباس، والحلة ثوبان من جنس واحد؛ إزار ورداء غير لفيقين، سميا بذلك
(1)"النهاية في غريب الحديث" 1/ 366.
(2)
ساقطة من (م).
لأن كل واحد منها يحل على الآخر، والظاهر أنها كانت من صوف لذكرها في باب الشعر والصوف (فقلت: ما تعيبون) بفتح أوله (عليَّ؟ ) من لبس هذِه الحلة، واللَّه (لقد رأيت على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أحسن ما يكون من الحلل) فيه الاحتجاج بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في ملبسه وهديه كله.
* * *