الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
32 - باب فِي قَوْلِهِ تَعالَى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}
4102 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن صالِحٍ ح، وَحَدَّثَنا سُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ المَهْري وابْن السَّرْحِ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الهَمْداني قالُوا: أَخْبَرَنا ابن وَهْبٍ، قالَ: أَخْبَرَني قرَّةُ بْن عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَعافِري، عَنِ ابن شِهابٍ، عَنْ غزوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أنَّها قالَتْ: يَرْحَمُ اللَّهُ نِساءَ المُهاجِراتِ الأُوَلَ لَمّا أَنْزَلَ اللَّهُ {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شَقَقْنَ أكنَفَ -قالَ ابن صَالِحٍ: أَكْثَفَ- مُرُوطِهِنَّ فاخْتَمَرْنَ بِها (1).
4103 -
حَدَّثَنا ابن السَّرْحِ قالَ: رَأَيْتُ في كِتابِ خالي عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابن شِهابٍ بِإِسْنادِهِ وَمَعْناهُ (2).
* * *
باب في قوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}
[4102]
(حدثنا أحمد بن صالح) بن الطبري المصري، شيخ البخاري (ح، وحدثنا سليمان بن داود المهري) بفتح الميم (و) عبد اللَّه (ابن السرح وأحمد بن سعيد) بن بسر (الهمداني) بسكون الميم، المصري، صدوق.
(قالوا) الأربعة (أنا) عبد اللَّه (ابن وهب قال: أنا قرة بن عبد الرحمن) ابن حيويل (المعافري) بفتح الميم والعين المهملة وبعد الألف فاء، نسبة إلى المعافر بن يعفر بن مالك، قبيل ينتسب إلى قحطان، أخرج له مسلم (عن ابن شهاب) الزهري (عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها
(1) رواه البخاري (4758).
(2)
انظر السابق.
أنها قالت: يرحم اللَّه) دعاء بلفظ المضارع، كقوله تعالى:{وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ} (1)(نساء المهاجرات الأول) بضم الهمزة وتخفيف الواو (لما أنزل اللَّه تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ}) هو من قولك: ضربت بيدي على الحائط إذا وضعتها ({بِخُمُرِهِنَّ}) جمع خمار ({عَلَى جُيُوبِهِنَّ}) بضم الجيم وكسرها قراءتان في السبع (شققن أكثف) بالثاء المثلثة المفتوحة. أي: أغلظ؛ لأنه أبلغ في الستر من الرقيق، ولهذا قال أصحابنا: يستحب للمرأة أن تكثف جلبابها، ومنه في حديث النار:"لسرادق النار أربع جدر كثف"(2). فكثف جمع كثيف، وهو الثخين الغليظ (قال) أحمد (ابن صالح: أكنف) بالنون (3). والرواية -يعني: المشهورة- بالنون. أي: أستر وأصفق (مروطهن) ومنه قيل للوعاء الذي يحوز الشيء: كِنف بكسر الكاف (4)، وكل ما ستر من بناء أو حظيرة فهو كنيف، وواحد المروط مرط بكسر الميم، وهو الكساء يكون من صوف، وربما كان من خزٍّ وغيره.
(فاختمرن بها) يقال: أختمرت المرأة إذا لبست الخمار. قال
(1) سورة البقرة: 233.
(2)
رواه الترمذي (2584)، وأحمد 3/ 29 من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا. قال الترمذي: هذا حديث إنما نعرفه من حديث رشدين بن سعد، وفي رشدين مقال، وقد تكلم فيه من قبل حفظه، ومعنى قوله: كثف كل جدار: يعني غلظه. وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(4675).
(3)
في المطبوع من "سنن أبي داود": شققن أكنف قال ابن صالح: أكثف. وكذا في "تحفة الأشراف" 12/ 70، ولعل الشارح اختلط.
(4)
ساقطة من (ل، م).
الزمخشري: كانت جيوبهن واسعة تبدو منها نحورهن، وكن يسدلن الخمر (1) من ورائهن فتبقى مكشوفة، فأمرن أن يسدلنها من قدامهن حتى يغطينها، ويجوز أن يراد بالجيوب الصدور، تسمية بما يليها ويلامسها، وعن عائشة: ما رأيت مثل نساء الأنصار؛ لما نزلت هذِه الآية قامت كل واحدة إلى مرطها فصدعت منه صدعة فاختمرن، فأصبحن على رؤوسهن الغربان (2).
[4103]
(حدثنا ابن السرح قال: رأيت في كتاب عن عقيل) مصغر (عن ابن شهاب بإسناده ومعناه).
* * *
(1) في جميع النسخ: الخمور، والمثبت الصواب كما في كتب الشروح.
(2)
"الكشاف" 3/ 287.