الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
38 - باب فِي لُبْسِ القَباطي لِلنِّساءِ
4116 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الهَمْداني، قالا: أَخْبَرَنا ابن وَهْبٍ، أَخْبَرَنا ابن لَهِيعَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَبّاسٍ حَدَّثَهُ، عَنْ خالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعاوِيَةَ، عَنْ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الكَلْبي أَنَّهُ قالَ: أُتي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِقَباطي فَأَعْطاني مِنْها قُبْطِيَّةً فَقالَ: "اصْدَعْها صَدْعَيْنِ فاقْطَعْ أَحَدَهُما قَمِيصًا وَأَعْطِ الآخَرَ امْرَأَتَكَ تَخْتَمِرُ بِهِ". فَلَمّا أَدْبَرَ قالَ: "وَأْمُرِ امْرَأَتَكَ أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَهُ ثَوْبًا لا يَصِفُها".
قالَ أَبُو داوُدَ: رَواهُ يَحْيَى بْنُ أيُّوبَ فَقالَ عَبّاسُ بْن عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبّاسٍ (1).
* * *
باب [لبس] القباطي [للنساء](2)
[4116]
(حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، وأحمد بن سعيد الهمداني) بسكون الميم، أبو جعفر المصري (قالا: أنا) عبد اللَّه (ابن وهب، قال: أخبرني) عبد اللَّه (ابن لهيعة) الفقيه، قاضي مصر قال المصنف: سمعت أحمد يقول: من كان مثل ابن لهيعة في كثرة حديثه وإتقانه وضبطه؟ ! (3).
(عن موسى بن جبير) الأنصاري المدني، قدم مصر، ذكره ابن حبان
(1) رواه الطبرانى في "الكبير" 4/ 225، والحاكم 4/ 187، والبيهقي في "الكبرى" 2/ 234.
وضعفه الألباني.
(2)
ما بين معقوفتين ليس في جميع النسخ، والمثبت من "السنن".
(3)
"سؤالات الآجري لأبي داود"(1512).
في "الثقات"(1)(أن عبيد اللَّه بن عباس حدثه) كذا، وصوابه عباس بن عبيد اللَّه (عن خالد بن يزيد بن معاوية) الأموي، يوصف بالعلم والشعر، لم يلق دحية، توفي سنة تسعين (عن دحية) بفتح الدال وكسرها معًا لغتان (ابن خليفة) بن فروة بن فضالة (الكلبي) يضرب بحسنه المثل، بايع تحت الشجرة، وشهد أحدًا، سكن المزة.
(أنه قال: أتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقباطي) بفتح القاف، لا ينصرف لعروض ياء النسب، من مصر، واحدها قبطية، كما في حديث أسامة: كساني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم[قبطية فكساها امرأته، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "ما فعلت القبطية؟ "](2) قال: كسوتها المرأة. فقال: "مرها فلتتخذ تحتها غلالة لا تصف حجم عظامها" رواه البزار (3)، وهي ثياب بيض رقاق من كتان تتخذ بمصر، منسوبة إلى القبط، وضم القاف في المفرد من تغيير النسب، فإن الثياب بضم القاف، وأما في النسب فيقال: قبطي بكسر القاف، كما ضموا في النسب دهري وسهلي.
(فأعطاني منها قبطية) بضم القاف كما تقدم (فقال: اصدعها) بفتح الدال وعين مهملة (صدعين) بفتح الصاد والعين أي: شقها نصفين، ومنه حديث عائشة: فصدعت منه صدعة، فاختمرت بها (4). فكل صدع
(1) 7/ 451.
(2)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(3)
في "المسند" 7/ 30 (2579)، وصححه الضياء المقدسي في "المختارة" 4/ 149 - 151 (1365 - 1368)، وحسنه الألباني في "الثمر المستطاب" 1/ 318.
(4)
رواه ابن قتيبة في "غريب الحديث" 2/ 453، وابن أبي حاتم في "تفسيره" 8/ 2575 (14405)، وبغير هذا اللفظ رواه البخاري (4759)، وسبق برقم (4102).
من الشقين صدع -بكسر الصاد كما قال الخطابي (1) - والصدع -بفتح الصاد- مصدر صدعت الشيء إذا شققته (2).
(فاقطع أحدهما) أي: أحد النصفين، أي: اقطعه في التفصيل (قميصًا) أي: ليصير لك قميصا إذا خيط (وأعط) بفتح الهمزة النصف (الآخر امرأتك تختمر) بالجزم جواب الأمر (به) أي: تجعله خمارًا على رأسها. فيه أن من أعطي شيئًا، لا يختص به دون زوجه وأولاده، بل يساويهم فيما يحصل له إذا أمكن فيبدأ بنفسه، ثم يعطي الفاضل لأهله، كما في الحديث:"ابدأ بنفسك ثم بمن تعول"(3).
(فلما أدبر) دحية الكلبي (قال) له (وأمر امرأتك أن تجعل تحته) أي: تحت نصف القبطية (ثوبًا) يحول بين الناظر وبين لون البشرة؛ لأن (4)(لا يصفها) الناظر بذكر لونها من كونه أبيض أو أسمر أو أحمر، وهذا شرط ساتر العورة، وإنما أمر بالثوب تحته؛ لأن القباطي ثياب رقاق لا تستر لون (5) البشرة [عن رؤية الناظر؛ بل يصفها من رآها لابسة له؛ ولهذا
(1) في "معالم السنن" 4/ 185.
(2)
السابق.
(3)
لم أقف على هذا اللفظ بتمامه، لكني وجدته مركبًا من حديثين، لفظ:"ابدأ بنفسك" رواه مسلم (997) من حديث جابر مرفوعًا.
ولفظ: "بمن تعول" رواه البخاري (1427)، ومسلم (1034) من حديث حكيم بن حزام مرفوعًا، وبرقم (1034) من حديث أبي أمامة، وبرقم (1042) من حديث أبي هريرة مرفوعًا.
(4)
ساقطة من (ل، م).
(5)
ساقطة من (ح).
لا تصح الصلاة في ثوب لا يستر لون البشرة] (1).
(قال) المصنف (رواه) أي: تابع ابن لهيعة على روايته هذِه أبو العباس (يحيى بن أيوب) المصري الغافقي، أحد العلماء، وقد أخرج له الشيخان وغيرهم (فقال: عباسُ) بالنصب والرفع، هو (ابن عبيد اللَّه ابن عباس رضي الله عنهم).
* * *
(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (ل، م).