الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6 - باب ما جاءَ في الجَلاجِلِ
4230 -
حَدَّثَنا عَلي بْنُ سَهْلٍ وَإِبْراهِيمُ بْن الحَسَنِ قالا: حَدَّثَنا حَجّاجٌ، عَنِ ابن جُرَيْجٍ، أَخْبَرَني عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ أَنَّ عامِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -قالَ عَلي بْنُ سَهْلٍ: ابن الزُّبَيْرِ- أَخْبَرَهُ أَنَّ مَوْلاةً لَهُمْ ذَهَبَتْ بِابْنَةِ الزُّبَيْرِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ وَفي رِجْلِها أَجْراسٌ فَقَطَعَها عُمَرُ ثُمَّ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول: "إِنَّ مَعَ كُلِّ جَرَسٍ شَيْطانًا"(1).
4231 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنا رَوْحٌ حَدَّثَنا ابن جُرَيْجٍ، عَنْ بُنانَةَ مَوْلاةِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسّانَ الأَنْصاري، عَنْ عائِشَةَ قالَتْ: بَيْنَما هي عِنْدَها إِذْ دُخِلَ عَلَيْها بِجارِيَةٍ وَعَلَيْها جَلاجِلُ يُصَوِّتْنَ فَقالَتْ: لا تُدْخِلْنَها عَلي إِلَّا أَنْ تَقْطَعُوا جَلاجِلَها وقالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "لا تَدْخُلُ المَلائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ جَرَسٌ"(2).
* * *
باب في الجلاجل
بفتح الجيم الأولى وكسر الثانية كما سيأتي.
[4230]
(حدثنا علي بن سهل) بن قادم الرملي، قال النسائي: هو نسائي ثقة، سكن الرملة (3) (وإبراهيم بن الحسن قالا: ثنا حجاج) بن محمد الأعور الحافظ (عن) عبد الملك (ابن جريج قال: أخبرني عمر
(1) رواه أبو محمد الفاكهي في "فوائده"(52)، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(1980).
(2)
رواه أحمد 6/ 242، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع"(6201).
(3)
انظر: "المعجم المشتمل"(634)، "تهذيب الكمال" 20/ 456 (4077).
ابن حفص) المدني، مقبول، قاله ابن حجر (1).
(أن عامر (2) بن عبد اللَّه، قال علي بن سهل) فزاد (ابن الزبير) بن العوام الأسدي (أخبره أن مولاة لهم ذهبت بابنة الزبير) بن العوام (إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي رجلها) أي: رجليها، فهو مفرد مراد به المثنى (أجراس) جمع جرس، بفتح الجيم وكذا الراء عند الجمهور، وهو الجلجل الصغير الذي يعلق في أعناق الدواب (3). قيل: إنما كرهه لأنه يدل على أصحابه بصوته، وكان صلى الله عليه وسلم يحب أن لا يعلم العدو به حتى يأتيهم فجأة، أو لأن مع كل جرس شيطانا (4)، وقيل غير ذلك (فقطعها عمر) كلها بيده.
وفيه تغيير المنكر للحاكم بيده على الفور، سواء وجده على صغير أو كبير أو دابة، وحمل الحديث على عمومه.
(ثم قال: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: إن مع كل جرس شيطانًا) وظاهر اللفظ العموم، فيدخل فيه الجرس الكبير والصغير حتى الذي في الأذن معلق، ويكون في الرجل، والمعلق في عنق الحيوان جميعه، ويدخل فيه الجرس المتخذ من نحاس أو حديد أو من الذهب أو الفضة.
[4231]
(حدثنا محمد بن عبد الرحيم) [بن عبد الصمد العنبري
(1) في "تقريب التهذيب"(4881).
(2)
فوقها في (ح)، (ل). (ع).
(3)
انظر: "مشارق الأنوار" 1/ 145، "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 261.
(4)
في جميع النسخ الخطية: شيطان. والمثبت هو الصواب.
البصري، وثقه علي بن الحسين الجنيد] (1)(ثنا روح) بن القاسم (2)، أخرج له الشيخان.
(ثنا) عبد الملك (ابن جريج عن بُنانة) بضم الباء (3) الموحدة وتخفيف النون الأولى (مولاة عبد الرحمن بن حبان الأنصاري) قال الحافظ ابن حجر: لا تعرف (4).
(عن عائشة رضي الله عنها قالت: بينما هي عندها) جالسة (إذ دُخِلَ) بضم الدال، مبني لما لم يسمَّ فاعله (عليها بجارية) صغيرة (وعليها جلاجل) بفتح الجيم الأولى وكسر الثانية، جمع جلجل، وهو الجرس وكل شيء علق في عنق دابة أو رجل حتى يصوت، وفي معناه ما يعلق في أرجل النساء وآذانهن والبنات والصبيان (يصوِّتن) الظاهر أن تصويت الجلاجل هو العلة في عدم دخول الملائكة كراهية لصوت ذلك، فإن الجلجلة هي الصوت، وكذلك صوت الجرس، وهو نظير صوت صنج الدفوف المنهي عنه.
(فقالت) عائشة (لا تُدخِلْنها) بضم التاء وكسر الخاء وسكون اللام
(1) كذا هذِه العبارة فيما بين المعقوفتين في (ح)، وهي ساقطة من (م)، (ل)، وهذِه الترجمة إنما هي لمحمد بن عبد الرحمن. والصواب أن يحل محل هذِه العبارة:(بن أبي زهير القرشي أبو يحيى البزاز، ثقة حافظ).
وانظر "تهذيب الكمال" 26/ 5، 25/ 612.
(2)
كذا في الأصول وهو خطأ، وصوابه: عبادة. وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 9/ 238.
(3)
ساقطة من (ل)، (م).
(4)
"تقريب التهذيب"(8546).
وتخفيف نون الإناث (عليَّ إلا أن تَقْطَعن (1) جلاجلها) التي يصوتن، وروى المصنف وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الجرس من مزامير الشيطان". ذكره المصنف في الجهاد (2)، ومسلم في اللباس (3)، والنسائي في الزينة (4).
قال أبو عمرو بن الصلاح: فإن وقع في شيء من ذلك من جهة غيره. يعني: ولم يستطع الخروج من البيت ولا المنع من دخوله البيت فليقل: اللهم إني أبرأ إليك مما فعله هؤلاء، فلا تحرمني ثمرة صحبة ملائكتك والمبيت معهم (5).
(وقالت: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: لا تدخل الملائكة) يعني: ملائكة الرحمة، وأما ملائكة الحفظة فلا يفارقون الآدمي بسبب شيء من ذلك (بيتًا) ولا مكانًا، ولا تصحب رفقة مسافرين (فيه جرس) يصوت، وظاهر العلة بالتصويت أن الجرس إذا شد بخرقة ونحوها مما يمنع تصويته أو قطع ما يتحرك في الأذن والجلاجيل (6) زالت الكراهة.
* * *
(1) في حاشية (ح)، وصلب (ل)، (م): نسخة: تقطعوا.
(2)
سبق برقم (2556) من حديث أبي هريرة.
(3)
"صحيح مسلم"(2114) من حديث أبي هريرة أيضًا.
(4)
"السنن الكبرى" له 5/ 251 (8812) من كتاب السير من حديث أبي هريرة أيضًا.
(5)
ذكره عنه النووي في "المجموع" 4/ 272، إلا أنه قال: صحبة ملائكتك وبركتهم.
(6)
في (ل)، (م): الجلاجل.