الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - باب ما جَاءَ في الكِبْرِ
4090 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْن إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، ح، وَحَدَّثَنا هَنّادٌ -يَعْني: ابن السَّريِ-، عَنْ أَبي الأَحْوَصِ -المَعْنَى- عَنْ عَطاءِ بْنِ السّائِبِ، قالَ مُوسَى: عَنْ سَلْمانَ الأَغَرِّ، وقالَ هَنّادٌ: عَنِ الأَغَرِّ أَبي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، قالَ هَنّادٌ: قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قالَ اللَّهُ عز وجل الكِبْرِياءُ رِدائي والعَظَمَةُ إِزاري فَمَنْ نازَعَني واحِدًا مِنْهُما قَذَفْتُهُ في النّارِ"(1).
4091 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرٍ -يَعْني: ابن عيّاشٍ- عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْراهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: قالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ وَلا يَدْخُلُ النّارَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ خَرْدَلَةٍ مِنْ إِيمانٍ".
قالَ أَبُو داوُدَ: رَواهُ القَسْمَلي، عَنِ الأَعْمَشِ مِثْلَهُ (2).
4092 -
حَدَّثَنا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْن المُثَنَّى، حَدَّثَنا عَبْدُ الوَهّابِ، حَدَّثَنا هِشامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبي هُرَيرَةَ أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبي صلى الله عليه وسلم وَكَانَ رَجُلًا جَمِيلًا- فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنّي رَجُلٌ حُبِّبَ إِلَيّ الجَمالُ وَأُعطِيتُ مِنْهُ ما تَرى حَتَّى ما أُحبُّ أَنْ يَفوقَني أَحَدٌ -إِمّا قالَ: بِشِراكِ نَعْلَي. وَإِمّا قالَ: بِشِسْعِ نَعْلي- أَفمِنَ الكِبْرِ ذَلِكَ قالَ: "لا ولكن الكِبْرَ مَنْ بَطرَ الحَقَّ وَغَمَطَ النّاسَ"(3).
* * *
(1) رواه مسلم (2620).
(2)
رواه مسلم (91).
(3)
رواه البخاري في "الأدب المفرد"(556)، وابن حبان 12/ 281 (5467)، والحاكم 4/ 181 - 182.
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(433).
باب ما جاء في الكبر
[4090]
(حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد) بن سلمة (ح، وحدثنا هناد بن السري) التميمي، شيخ مسلم (عن أبي الأحوص)(1) سلام بن سليم الحنفي (المعنى) كلاهما (عن عطاء بن السائب، قال موسى) بن إسماعيل (عن سلمان الأغر) قال في "التهذيب": قال قوم: هو الأغر أبو مسلم الذي يروي عنه أهل الكوفة. ثم قال: من زعم هذا فهو باطل لوجوه:
أحدها: أنه مدني ليس بكوفي، ولا يعرف له ذكر بالكوفة، ولأنه يكنى بابنه عبد اللَّه بن سلمان، وذلك كنيته أبو مسلم، ولا يعرف له ولد (2).
(قال هناد) بن السري (عن الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة) أخرجه ابن حبان (3) وابن ماجه في ["الزهد" (4)، وكذا ذكره في مسلم وابن ماجه (5)](6).
و(قال هناد: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قال اللَّه عز وجل: الكبرياء رادئي) أصل الرداء ما يجعل على الكتفين.
(1) فوقها في (ح، ل): (ع).
(2)
"تهذيب الكمال" 11/ 257، 258 (2439).
(3)
في "صحيحه" 2/ 35 (328)، 12/ 486 (5671).
(4)
"سنن ابن ماجه"(4174).
(5)
"صحيح مسلم"(2620)، "سنن ابن ماجه"(4174).
(6)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(والعظمة) لفظ مسلم: "والعز"(1)(إزاري) أصل الإزار: الثوب الذي يشد على الوسط، ولما كان هذان الثوبان يخصان اللابس بحيث لا يستغني عنهما ولا يقبلان المشاركة، عبر اللَّه تعالى عن العظمة بالإزار وعن الكبرياء بالرداء على جهة الاستعارة المستعملة عند العرب كما قال:{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} (2) فاستعار التقوى لباسًا، وكما قال عليه السلام:"من أسر سريرة ألبسه اللَّه رداءها"(3) وكما قال: "البسوا قناع المخافة وادرعوا لباس الخشية"(4) وهم يقولون: فلان شعاره الزهد والورع، ودثاره التقوى.
ومقصود هذِه الاستعارة الحسنة أن العز والعظمة والكبرياء من أوصاف اللَّه تعالى الخاصة التي لا تنبغي لغيره.
(فمن نازعني واحدًا) منصوب على حذف حرف الجر، أي: من نازعني في واحد (منهما قذفته) تفسره رواية ابن ماجه: ألقيته (5)(في النار) ومعنى نازعني أي: تخلق بوصف منهما فقد شاركني في صفتي، وهذا وعيد شديد وتهديد (6) أكيد في الكبر مصرح بتحريمه.
(1)"صحيح مسلم"(2620).
(2)
الأعراف: 26.
(3)
رواه الطبراني 2/ 171 (1702)، 2/ 235 (1681)، وفي "الأوسط" 8/ 43 - 44 (7906) من حديث جندب بن سفيان مرفوعًا. أورده الهيثمي في "المجمع" 10/ 225 وقال: رواه الطبراني في "الكبير" و"الأوسط"، وفيه حامد بن آدم، وهو كذاب.
(4)
"سنن ابن ماجه"(4174).
(5)
"سنن ابن ماجه"(4174).
(6)
في الأصل: تهدد. والمثبت من (ل، م).
[4091]
(حدثنا أحمد) بن عبد اللَّه (بن يونس) اليربوعي (ثنا أبو بكر)(1) قيل: اسمه شعبة (بن عياش) بالمثناة تحت والمعجمة، ابن سالم الأسدي الكوفي، المقرئ الخياط (عن الأعمش، عن إبراهيم)(2) ابن يزيد النخعي (عن علقمة) بن قيس (عن عبد اللَّه) بن مسعود رضي الله عنه (قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)(3) ذكر الخطابي فيه تأويلين: أحدهما: أن المراد التكبر عن الإيمان، فصاحبه لا يدخل الجنة أصلًا إذا مات عليه.
والثاني: أنه لا يكون في قلبه كبر حال دخوله الجنة كما قال تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ} (4)(5).
قال النووي: هذان التأويلان فيهما بعد، فإن: هذا الحديث ورد في سياق النهي عن التكبر المعروف، وهو الارتفاع على الناس واحتقارهم ودفع الحق، فلا ينبغي أن يحمل على هذين التأويلين المخرجين له عن المطلوب، بل الظاهر ما اختاره القاضي عياض وغيره من المحققين أنه لا يدخلها دون مجازاة إن جازاه، وقيل: هذا جزاؤه إن جازاه، وقد يلزم أنه لا يجازيه، بل لا بد أن يدخل كل الموحدين الجنة إما أولًا وإما ثانيا بعد تعذيب بعض أصحاب الكبائر الذين ماتوا مصرين عليها. وقيل: لا
(1) فوقها في (ح، ل): (ع).
(2)
فوقها في (ح، ل): (ع).
(3)
في هامش (ح)، وفي صلب (ل): نسخة: من خردلة.
(4)
الأعراف: 43، الحجر:47.
(5)
"معالم السنن" 4/ 182.
يدخلها مع المتقين أول وهلة (1).
(ولا يدخل النار من كان في قلبه مثقال خردلة من إيمان) فالمراد به دخول الكفار، وهو دخول الخلود، وفيه دليل على ما تقرر من زيادة الإيمان ونقصانه.
(قال) المصنف (رواه القسملي) بفتح القاف وسكون السين المهملة وفتح الميم بعدها لام، نسبة إلى القساملة بفتح القاف، وهي قبيلة من الأزد، نزلت البصرة فنسبت المحلة إليهم، وقال ابن دريد: نسبة إلى قسملة قبيلة من دوس، سموا بذلك لجمالهم (2). قال أبو جعفر: هو مأخوذ من القسمل وهو ولد الأسد (3).
(عن الأعمش مثله) أي: مثل ما تقدم.
[4092]
(حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، ثنا عبد الوهاب) بن عبد المجيد (حدثنا هشام) بن حسان القردوسي (عن محمد) بن سيرين.
(عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رجلًا جميلًا) كل الجمال.
(فقال: يا رسول اللَّه، إني رجل حبب إليَّ الجمال) والحسن (وأعطيت منه ما ترى حتى) إنني (ما أحب أن يفوقني أحد) في لبس الجمال.
(إما قال) يفوقني (في شراك) بكسر الشين المعجمة (نعلي، وإما قال:
(1)"شرح مسلم" 2/ 91.
(2)
انظر: "تاج العروس" 15/ 618.
(3)
انظر: "لسان العرب" 6/ 3632، "القاموس المحيط"(ص 1048).
بشسع) (1) بكسر الشين المعجمة أيضًا (نعلي) ومعناهما واحد، وهو السير الذي يشد إلى زمام النعل ويدخل بين الأصابع (أفمن الكبر) يعد (ذلك؟ ) يا رسول اللَّه (قال: لا، ولكن الكبر) فعل (من بطر) بكسر الطاء، أي: جحد (الحق) وجعله باطلًا، وتكبر عليه، فجعل ما جعله اللَّه حقًّا من توحيده وعبادته باطلًا، وقيل: هو أن يتكبر عن الحق ولا يقبله لما يرى في نفسه من الأنفة (وغمط) بفتح الغين المعجمة والميم المخففة، أي: احتقر (الناس) واستهانهم، يقال: غمط الناس. بفتح الميم، وغمطهم بكسر الميم، وغمصهم بالصاد المهملة، والمعنى واحد. وقيل: غمصهم: عابهم وانتقصهم عن مقدارهم.
وفي حديث علي لما قتل ابن آدم أخاه غمص اللَّه الناس (2). أراد أن اللَّه نقص الخلق من الطول والعرض والقوة والبطش، فصغرهم وحقرهم (3).
* * *
(1) في صلب (ل): في شسع، والمثبت من هامش (ل) وهو الموافق لما جاء في "السنن".
(2)
انظر: "غريب الحديث" لابن قتيبة 2/ 141، "النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 386.
(3)
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 386.