الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
31 - باب فِي قَوْلِهِ تَعالَى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}
4100 -
حَدَّثَنا أَبُو كامِلٍ، حَدَّثَنا أَبُو عَوانَةَ، عَنْ إِبْراهِيمَ بْنِ مُهاجِرٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّها ذَكَرَتْ نِساءَ الأَنْصارِ فَأَثْنَتْ عَلَيْهِنَّ وقالَتْ لَهنَّ مَعْرُوفًا، وقالَتْ: لَمّا نَزَلَتْ سُورَةُ النُّورِ عَمَدْنَ إِلَى حُجُورٍ -أَوْ حُجُوزٍ شَكَّ أَبُو كامِلٍ- فَشَقَقْنَهُنَّ فاتَّخَذْنَهُ خُمُرًا (1).
4101 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابن خُثَيْمٍ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قالَتْ: لَمّا نَزَلَتْ {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} خَرَجَ نِساءُ الأَنْصارِ كَأَنَّ عَلَى رُءُوسِهِنَّ الغِرْبانُ مِنَ الأَكْسِيَةِ (2).
* * *
باب في قوله تعالى {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ}
[4100]
(حدثنا أبو كامل) فضيل بن حسين الجحدري، شيخ مسلم (ثنا أبو (3) عوانة) الوضاح بن عبد اللَّه الحافظ (عن إبراهيم بن مهاجر) البجلي الكوفي (4)، أخرج له مسلم (عن صفية (5) بنت شيبة) الحاجب، العبدرية.
(عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت نساء الأنصار فأثنت عليهن)
(1) رواه أحمد 6/ 188.
ورواه البخاري (4759) وليس فيه تخصيص نساء الأنصار.
(2)
انظر ما قبله.
(3)
فوقها في (ح، ل): (ع).
(4)
ساقطة من (ل، م).
(5)
فوقها في (ل، ع).
خيرًا (وقالت لهن) أي: عنهن، فاللام بمعنى (عن)، كقول الشاعر:
كضرائر الحسناء قلن لوجهها
…
حسدًا وبغيا إنه لدميم (1)
أي: عن وجهها.
(معروفًا) صفة لمصدر محذوف، أي: قالت عنهن قولًا معروفًا. يعني: صحيحًا جميلًا (وقالت: لما نزلت سورة النور) ونزل قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ} (2)(عمدن) بفتح الميم (إلى حجور) بضم الحاء المهملة والجيم، وآخره راء مهملة (أو حجوز) كما تقدم، لكن آخره زاي معجمة (3)، وفي رواية لغير المصنف: عَمَدن إلى حُجز مناطقهن (4). قال الخطابي: الحجور -يعني: بالراء- لا معنى لها هاهنا، وإنما هو بالزاي (5) -يعني: جمع حجز- بضم الحاء وفتح الجيم ثم زاي، وهو جمع حجزة، كغرف جمع غرفة.
قال ابن (6) مالك: الحجزة ما يشد به الوسط لتشمير الثياب (7).
وأصل الحجزة موضع شد الإزار، ثم قيل للإزار الذي يشد على الحجزة: حجزة. فهو من مجاز المجاورة، واحتجز الرجل بالإزار إذا
(1) هذا البيت لأبي الأسود الدؤلي، من بحر الكامل، انظر:"خزانة الأدب" 8/ 567.
(2)
الأحزاب: 59.
(3)
ساقطة من (م).
(4)
رواها أحمد 6/ 188.
(5)
"معالم السنن" 4/ 184.
(6)
كذا في الأصول، والصواب: أبو. كما في "لسان العرب"، و"تاج العروس".
(7)
انظر: "لسان العرب" 2/ 786، "تاج العروس" 8/ 42.
شده في (1) وسطه. وعلى هذا فالحجوز بالزاي جمع جمع، فإن الحجوز جمع حجز -كما تقدم- والحجز: المآزر.
قال الزمخشري: واحد الحجوز حجز بكسر الحاء وهي الحجزة، ويجوز أن يكون واحدها حجزة على تقدير إسقاط التاء كبرج وبروج (2).
قال بعض المتأخرين: يجوز على تقدير الراء المهملة أن تكون الحجوز جمع حجز، وهو القميص شققنه (شك أبو كامل) الجحدري في سماع (حجور أو حجوز). ثم قال:(فشققنهن) أي: شققن المآزر التي يحتجزن بهن في أوساطهن كل إزار شقين، يشددن وسطهن بإحداهن، والآخر (3) يرخينه على رؤوسهن (فاتخذنهن (4) خمرًا) بضم الخاء المعجمة والميم جمع خمار. قيل: سبب نزول الآية أن جيوبهن كانت واسعة، يبدو منهن صدورهن ونحورهن، فكن يسدلن الخمر من ورائهن، فتبقى نحورهن مكشوفة، فأمرن (5) أن يسدلن من قدامهن حتى يغطينها.
[4101]
(حدثنا محمد بن عبيد) بن حساب الغبري البصري، شيخ مسلم (ثنا) محمد (ابن ثور) [وفي رواية: أبو ثور] (6) الصنعاني العابد،
(1) في (ل، م): على.
(2)
"الفائق في غريب الحديث" 1/ 262.
(3)
في (ل، م): الأخرى.
(4)
في حاشية (ح)، وصلب (ل): خ: فاتخذنه.
(5)
في (ل، م): فأمرهن.
(6)
جاءت هذِه العبارة في (ل)، (م) بعد قول المصنف: مصغر. الآتي.
وثقه ابن معين والنسائي (1)(عن معمر عن) عبد اللَّه بن عثمان (ابن خثيم) بفتح الثاء المثلثة بعد المعجمة، مصغر، أخرج له مسلم (عن صفية بنت شيبة) العدوية (عن أم سلمة) هند زوج النبي صلى الله عليه وسلم (قالت: لما نزلت) قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ} ({يُدْنِينَ}) أي: يرخين ({عَلَيْهِنَّ مِنْ}) من هذِه للتبعيض.
قال الزمخشري: فيه وجهان، أحدهما: أن يتجلببن ببعض ما لهن من الجلابيب، والمراد ألا تكون المرأة متبذلة في درع وخمار كالأمة، ولها جلباب فصاعدًا في بيتها، والثاني عن السدي: أن تغطي بعض عينيها وجبهتها وتدع الشق الآخر (2).
({جَلَابِيبِهِنَّ})) (3) جمع جلباب، وهو ثوب واسع، أوسع من الخمار، ودون الرداء، وقيل: هو الملحفة. وقيل: كل ما يستر من كساء وغيره. قال أبو زبيد (4):
مجلبب (5) من سواد الليل جلبابًا (6)
(خرج نساء الأنصار) والجلابيب مرخاة عليهن (كأن على رؤوسهن الغربان) بكسر الغين، والنصب اسم (كأن)، جمع غراب كغلمان جمع غلام، شبهت الخمر السود بالغربان (من الأكسية) السود التي تغطين
(1)"سؤالات ابن الجنيد لابن معين"(780)، "تهذيب الكمال" 24/ 562 (5108).
(2)
"الكشاف" 3/ 584.
(3)
الأحزاب: 59.
(4)
في الأصول: زيد. وما أثبتناه كما في "الكشاف" للزمخشري.
(5)
في الأصول: تجلببت. والمثبت كما في "الكشاف" و"ديوان الخنساء".
(6)
هذا شطر من البيت، من بحر البسيط، والبيت كاملًا هو: =
بهن من الجلابيب. قال الشاعر:
مجلبب (1) من سواد الليل جلبابا (2)
وفيه مشروعية تغطي النساء بالملاحف السود، لا سيما في الليل؛ فإنه أبلغ في الاستتار، بخلاف الأبيض.
* * *
= يعدو به سابح نهد مراكله
…
مجلبب من سواد الليل جلبابًا
انظر: "الكشاف" 3/ 584، وهو أيضًا في "ديوان الخنساء" ص 13.
(1)
في الأصول: تجلببت. والمثبت كما في "الكشاف" و"ديوان الخنساء".
(2)
سبق تخريجه قريبًا.