الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
20 - باب ما جاءَ في خِضابِ السَّوادِ
4212 -
حَدَّثَنا أَبُو تَوْبَةَ، حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ عَبْدِ الكَرِيمِ الجَزَري، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَكُونُ قَوْمٌ يَخْضِبُونَ في آخِرِ الزَّمانِ بِالسَّوادِ كَحَواصِلِ الحَمِامِ لا يَرِيحُونَ رائِحَةَ الجَنَّةِ"(1).
* * *
باب ما جاء في خضاب السواد
[4212]
(حدثنا أبو توبة) بفتح المثناة فوق وبعد الواو موحدة، واسمه الربيع بن نافع الحلبي، أخرج له الشيخان.
(ثنا عبيد (2) اللَّه) بالتصغير، ابن عمرو الجريري الرقي الحافظ.
(عن عبد الكريم) لم ينسبه المصنف ولا النسائي (3)، فذكر بعضهم أنه عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية، وهو لا يحتج بحديثه، وضعف الحديث بسببه، وذكر بعضهم أنه عبد الكريم بن مالك (الجزري) وهو من الثقات، اتفق البخاري ومسلم عليه.
قال المنذري: وهو الصواب، فإنه قد نسبه بعض الرواة في هذا الحديث فقال فيه: عبد الكريم الجزري، وعبد الكريم بن أبي المخارق من أهل البصرة، نزل مكة، وأيضًا فإن [عبيد اللَّه](4) الرقي
(1) رواه النسائي 8/ 138، وأحمد 1/ 273، وأبو يعلى (2603)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع"(8153).
(2)
فوقها في (ح)، (ل):(ع).
(3)
"المجتبى" 8/ 138.
(4)
في (ل)، (م): عبد الكريم.
مشهور بالرواية عن عبد الكريم الجزري، وهو أيضًا من أهل الجزيرة (1). واللَّه أعلم.
(عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال: رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: يكون قوم يخضبون) بكسر الضاد (في آخر الزمان بالسواد) لفظ النسائي: "بهذا السواد"(2) يعني: يخضبون الشعر الأبيض باللون الأسود (كحواصل) جمع حوصلة (الحمام) والمراد بالحوصلة هنا صدره، وليس جميع الحمام حواصلها سود، بل بعض الحمام.
(لا يريحون) بفتح الياء، أي: لا يشمون (رائحة الجنة) يقال: راح يريح، وراح يراح وأراح يُريح. قال في "النهاية": والثلاثة قد روي بها الحديث (3). انتهى.
وفي هذا الحديث تهديد شديد ووعيد أكيد في خضاب الشعر الأبيض بالسواد، وهو مكروه، بل محرم كما تقدم عن النووي.
* * *
(1)"مختصر سنن أبي داود" 6/ 108.
(2)
"المجتبى" 8/ 138.
(3)
"النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 272.