الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
18 - باب فِي الخِضابِ
4203 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ أَبي سَلَمَةَ وَسُلَيْمانَ بْنِ يَسارٍ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِنَّ اليَهُودَ والنَّصارى لا يَصْبُغُونَ فَخالِفُوهُمْ"(1).
4204 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ السَّرْحِ وَأَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الهَمْداني قالا: حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ، حَدَّثَنا ابن جُرَيْجٍ، عَنْ أَبي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قالَ: أُتي بِأَبي قُحافَةَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كالثَّغامَةِ بَياضًا فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "غيِّرُوا فذا بِشَيء واجْتَنِبُوا السَّوادَ"(2).
4205 -
حَدَّثَنا الحَسَنُ بْن عَلي، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، حَدَّثَنا مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدٍ الجُرَيْري، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبي الأَسْوَدِ الدِّيلي، عَنْ أَبي ذَرٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَحْسَنَ ما غُيِّرَ بِهِ هذا الشَّيْبُ الحِنّاءُ والكَتَمُ"(3).
4206 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن يُونُسَ، حَدَّثَنا عُبَيْدُ اللَّهِ -يَعْني: ابن إِيادٍ- قالَ: حَدَّثَنا إِيادٌ، عَنْ أَبي رِمْثَةَ قالَ: انْطَلَقْتُ مَعَ أَبي نَحْوَ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَإِذا هُوَ ذُو وَفْرَةٍ بِها رَدْعُ حِنّاءَ وَعَلَيْهِ بُرْدانِ أَخْضَرانِ (4).
4207 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، حَدَّثَنا ابن إِدْرِيسَ قالَ: سَمِعْتُ ابن أَبْجَرَ، عَنْ إِيادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبي رِمْثَةَ في هذا الخَبَرِ قالَ: فَقالَ لَهُ أَبي: أَرِني هذا الذي بِظَهْرِكَ فَإِنّي رَجُلٌ طَبِيبٌ. قالَ: "اللَّهُ الطَّبِيبُ، بَلْ أَنْتَ رَجُلٌ رَفِيقٌ طَبِيبُها
(1) رواه البخاري (3462)، ومسلم (2103).
(2)
رواه مسلم (2102).
(3)
رواه الترمذي (1753)، والنسائي 8/ 139، وابن ماجه (6322)، وأحمد 5/ 147، 150، وصححه الألباني في "الصحيحة"(1509).
(4)
سبق برقم (4065).
الذي خَلَقَها" (1).
4208 -
حَدَّثَنا ابن بَشّارٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنا سُفْيانُ، عَنْ إِيادِ بْنِ لَقِيطٍ، عَنْ أَبي رِمْثَةَ قالَ: أَتَيْتُ النَّبي صلى الله عليه وسلم أَنا وَأَبي فَقالَ لِرَجُلٍ أَوْ لأَبِيهِ: "مَنْ هذا؟ ". قالَ ابني. قالَ: "لا تَجْني عَلَيْهِ". وَكانَ قَدْ لَطَخَ لِحْيَتَهُ بِالحِنّاءِ (2).
4209 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ خِضابِ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَخْضِبْ ولكن قَدْ خَضَبَ أَبو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما (3).
* * *
باب في الخضاب
[4203]
(حدثنا مسدد، ثنا سفيان) الثوري (4)(عن الزهري، عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن (وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن اليهود والنصارى لا يصبغون) قال النووي: بضم الباء وفتحها (5).
(فخالفوهم) قال: مذهبنا استحباب خضاب الشيب للرجل والمرأة بصفرة أو حمرة، ويحرم خضابه بالسواد على الأصح (6).
(1) رواه أحمد 4/ 163، والطبراني 22/ 279 (715)، وصححه الألباني في "الصحيحة"(1537).
(2)
انظر الحديث السابق.
(3)
رواه البخاري (5895)، ومسلم (2341).
(4)
كذا في الأصول، وهو أيضًا خطأ، والصواب: ابن عيينة. وانظر التعليق على السند السابق.
(5)
"شرح مسلم" 8/ 95.
(6)
"شرح مسلم" 14/ 80.
وللخضاب فائدتان: إحداهما: تنظيف الشعر مما يتعلق به من الغبار والدخان، والأخرى: مخالفة أهل الكتاب.
[4204]
(حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح وأحمد بن سعيد الهمْداني) بسكون الميم المصري.
(قالا: ثنا) عبد اللَّه (ابن وهب، أخبرني) عبد الملك (ابن جريج، عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد اللَّه رضي الله عنهما قال: أُتي) بضم الهمزة (بأبي قحافة) بضم القاف وتخفيف المهملة، واسمه عثمان، وهو أبو أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، أسلم يوم الفتح.
(يوم فتح مكة) زادها اللَّه شرفًا (ورأسه ولحيته كالثَّغامَة) بثاء مثلثة مفتوحة، ثم غين معجمة مخففة، قال أبو عبيد: هو نبت أبيض الزهر والثمر، شبه بياض الشيب (1) به (2). قال ابن الأعرابي: هو شجر يَبْيَضُّ كأنه الثلج (3).
(بياضًا) يعني: في بياضها (فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: غيروا هذا (4) بشيء) من حمرة أو صفرة. وهو شامل لشعر الرأس واللحية. قال بعض العلماء: الأمر في هذا محمول على حالين:
أحدهما: حيث كان عادة البلد الصبغ به، فاما إذا كان في موضع ترك فيه الصبغ فخروجه عن المعتاد شهرة يستقبح.
(1) ساقطة من (ل)، (م).
(2)
"غريب الحديث" 1/ 360.
(3)
انظر: "تهذيب اللغة" 8/ 97، "لسان العرب" 1/ 487.
(4)
ساقطة من (ل)، (م).
وثانيهما: اختلاف حال الناس، فرب شيبة نقية هي أجمل منها في البياض من المصبوغة وبالعكس، فمن قبحه الخضاب اجتنبه، ومن حسنه استعمله.
(واجتنبوا السواد) قال النووي: قال الغزالي والبغوي وآخرون من الأصحاب: هو مكروه، وظاهر عبارتهم أنه مكروه كراهة تنزيه. ثم قال: والصحيح، بل الصواب أنه حرام. وممن صرح به صاحب "الحاوي" في باب الصلاة بالنجاسة، قال: إلا أن يكون في الجهاد. وقال في آخر "الأحكام السلطانية": يمنع المحتسب الناس من خضاب الشيب بالسواد إلا المجاهد، ودليل تحريمه هذا الحديث وحديث ابن عياض الآتي. ورخص فيه إسحاق بن راهويه للمرأة تتزين به لزوجها (1).
[4205]
(حدثنا الحسن بن علي) الحلواني (ثنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن سعيد) بن إياس (الجُريري) بضم الجيم نسبة إلى جرير بن عباد، ويقال: جرير بن جشم بن ثعلبة (عن عبد اللَّه (2) بن بريدة) قاضي مرو.
(عن أبي الأسود) ظالم بن عمرو بن سفيان البصري (الدُّؤَلي)(3) بضم الدال وفتح الواو وهمزها، نسبة إلى الدَّيل بضم الدال وكسر الياء، وهو دابة. قال المبرد: امتنعوا أن يقولوا الديلي؛ لئلا يوالوا بين الكسرات،
(1)"المجموع" 1/ 345، وانظر:"الحاوي" 2/ 257، "الأحكام السلطانية" ص 373.
(2)
فوقها في (ح): (ع).
(3)
في حاشية (ح) وصلب (ل)، (م): نسخة: الديلي.
فقالوا الدؤلي كما قالوا في النسبة إلى النمر: نَمَرِي بفتح الميم (1).
قال السمعاني: ومسجد أبي الأسود بالبصرة إلى الساعة باقٍ، قرأت فيه الحديث على شيخنا جابر بن محمد الأنصاري (2). (عن أبي ذر) جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه.
(قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: إن أحسن ما غُيِّر) بضم الغين (به هذا الشيب) يعني الذي في الرأس واللحية (الحِنَّاء) بكسر الحاء وتشديد النون مع المد وزنه فعَّال (والكَتَم) بفتح الكاف والمثناة فوق، نبتة يصبغ به الشعر وغيره مع الحناء فيكسر حمرته إلى الدهمة، ويقال: هو الوسِمة بكسر السين، يعني: ورق النيل، وفي كتب الطب: الكتم من نبات الجبال، ورقه كورق الآس، يخضب به مدقوقًا، وله ثمر قدر الفلفل، يسود إذا نضج، وقد يعتصر منه دهن يستصبح به في البوادي، وقيل: إنما أراد به استعمال كل واحد من الحناء والكتم منفردًا عن غيره، فإن الحناء إذا خلط مع الكتم جاء اللون أسود، وهو منهي عنه. وقد استدل به على استحباب الخضاب بالحناء والكتم، وقد خضب أبو بكر بالحناء والكتم أيضًا (3).
[4206]
(حدثنا أحمد) بن عبد اللَّه (بن يونس) اليربوعي (ثنا عبيد اللَّه) بالتصغير (ابن إياد) بن لقيط السدوسي، أخرج له [مسلم](4).
(1) انظر: "إنباه الرواة على أنباه النحاة" 1/ 14.
(2)
"الأنساب" 5/ 406.
(3)
رواه مسلم (2341) من حديث أنس.
(4)
في الأصول: الشيخان، والمثبت هو الصواب؛ فلم يرو له البخاري في "صحيحه" وإنما في "الأدب المفرد". وانظر ترجمته في "تهذيب الكمال" 19/ 11.
(ثنا) أبي (إياد) بن لقيط السدوسي، أخرج له مسلم.
(عن أبي رِمْثة) بكسر الراء، وسكون الميم، ثم ثاء مثلثة، قيل: اسمه حبيب بن حيان. وقيل: حيان بن وهب التيمي، من تيم الرباب. قال الترمذي: اسمه حبيب بن حيان (1)، وقيل: رفاعة بن يثربي (2).
(قال: انطلقت مع أبي) يثربي بن عوف التيمي، وقيل: حيان كما تقدم (نحو النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا هو ذو وفرة) بفتح الواو وسكون الفاء، وهي شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن، وتقدم الجمع بين الأحاديث لاختلاف أحواله صلى الله عليه وسلم.
(وبها رَدْع) بفتح الراء وسكون الدال ثم عين مهملات، أي لطخ من (حناء) لم يعمها كلها. فيه استحباب خضاب الشعر بالحناء وحده، وتلطيخه بها دون خضاب.
(وعليه بُردان أخضران) لفظ الترمذي: عن أبي رمثة: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه بردان أخضران. وترجم عليه: باب: ما جاء في الثوب الأخضر (3).
[4207]
(حدثنا) أبو كريب (محمد (4) بن العلاء) الهمداني الكوفي، (ثنا) عبد اللَّه (ابن إدريس) (5) بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي الكوفي (قال: سمعت) عبد الملك بن سعيد بن حيان (ابن أبجر) بالموحدة
(1) في الأصول: وهب. والمثبت كما في "سنن الترمذي".
(2)
"سنن الترمذي" عقب حديث (2812).
(3)
"سنن الترمذي"(2812).
(4)
فوقها في (ح): (ع).
(5)
فوقها في (ح)، (ل):(ع).
والجيم، الهمداني، أخرج له مسلم، قال البخاري: له نحو أربعين حديثًا (1).
(عن إياد بن لقيط) السدوسي، أخرج له مسلم (عن أبي رِمْثة) المذكور (في هذا الخبر) وفيه (قال: فقال له أبي: أرني هذا) الخاتم (الذي بظهرك) وفي بعض النسخ: الذي في ظهرك (فإني رجل طبيب) الطبيب في الأصل هو الحاذق بالأمور العارف بها، وبه سمي الطبيب الذي يعالج المرضى، والمتطبب الذي يعاني الطب ولا يعرفه معرفة جيدة.
(قال) رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (اللَّه) هو (الطبيب) فيه كراهة تسمية المعالج طبيبًا؛ لأن العارف بالآلام والأمراض على الحقيقة هو اللَّه، وهو العالم بأدويتها وشفائها، وهو القادر على شفائه دون دواء، ويدل على هذا ما روي عن أبي السفر، قال: دخل ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر الصديق يعودونه، فقالوا: ألا نأتيك بطبيب؟ قال: قد رآني الطبيب. قالوا: فما قال لك؟ قال: قال لي: أنا الفعال لما أريد، لا يعجزني شيء أردته (2).
(بل (3) أنت رجل رفيق) أي ترفق بالمريض وتتلطفه، واللَّه تعالى
(1) انظر: "تهذيب الكمال" 18/ 314 (3529).
(2)
رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 3/ 198، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 30/ 410، وابن الأثير في "أسد الغابة" 3/ 325 - 326 بغير الجملة الأخيرة:"لا يعجزني شيء أردته".
(3)
ساقطة من (م).
الذي يبرئه ويعافيه، والرفق لين الجانب، وهو ضد العنف، وفي الحديث:"ما كان الرفق في شيء إلا زانه"(1). أي: اللطف.
(طبيبها) العالم بحقيقتها وبمصالحها (الذي خلقها) خالقها وخالق كل شيء، العالم بذات الصدور:{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)} (2).
[4208]
(حدثنا) محمد (بن بشار) بندار (ثنا عبد الرحمن) بن مهدي (ثنا سفيان) الثوري (3).
(عن إياد بن لقيط، عن أبي رِمْثة رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وأبي) حيان أو يثربي بن عوف كما تقدم.
(فقال) رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (لرجل أو لأبيه) المذكور (من هذا؟ قال: ابني) وسيأتي الحديث في الديات: قال لأبيه. دون شك، ولفظه: عن أبي رمثة: انطلقت مع أبي نحو النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال لأبي:"ابنك هذا؟ " قال: إي ورب الكعبة. قال: "حقًّا". قال: أشهد به؟ قال: فتبسم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ضاحكًا من ثبت شبهي في أبي ومن حلف أبي، ثم قال: أما إنه لا يجني (4).
(لا تجني) بفتح المثناة فوق (عليه) وقرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: {وَلَا تَزِرُ
(1) رواه أحمد 3/ 241، والبزار 13/ 359 (7002)، والضياء في "المختارة" 5/ 154 (1778) من حديث أنس مرفوعًا، واللفظ للضياء، وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" 3/ 16 (2672) قال: حسن صحيح.
(2)
سورة الملك: 14.
(3)
ساقطة من (م).
(4)
سيأتي برقم (4495).
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} وفي قوله: (لا تجني ولا يجنى عليك) الرد على من اعتقد أن كل واحد من الولد والوالد يؤاخذ بجناية الآخر، ومعناه لا تؤخذ بجنايته ولا يؤخذ بجنايتك.
وفي الحديث دليل لمن ذهب إلى أن الأبن والأب لا يتحملان العقل عن القاتل، وإليه ذهب الشافعي (1).
(وكان قد لطخ لحيته بالحناء) وفيه ما تقدم.
[4209]
(حدثنا محمد بن عبيد) بن حساب الغبري، أخرج له مسلم (ثنا حماد)(2) بن زيد، وكان يحفظ حديثه كله (عن ثابت) البناني (عن أنس رضي الله عنه أنه سئل عن خضاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه لم يخضب) يحتمل يديه ولا رجليه، ويحتمل لم يخضب غيره (ولكن قد خضب أبو بكر وعمر رضي الله عنهما قال الطبري: الصواب أن الآثار المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير الشيب وبالنهي عنه كلها صحيحة، وليس فيها تناقض، بل الأمر بالتغيير لمن شيبه كشيب أبي قحافة، والنهي لمن له شمط فقط. قال: واختلاف السلف في فعل الأمرين بحسب اختلاف أحوالهم في ذلك مع أن الأمر والنهي في ذلك ليس للوجوب بالإجماع؛ ولهذا لم ينكر بعضهم على بعض خلافه في ذلك. قال: ولا يجوز أن يقال فيهما: ناسخ ومنسوخ (3).
* * *
(1) انظر: "الحاوي الكبير" 12/ 343.
(2)
فوقها في (ح): (ع).
(3)
انظر: "تهذيب الآثار" الجزء المفقود (ص 516 - 518).