الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
17 - باب فِي المَصْبُوغِ بالصُّفْرَةِ
4064 -
حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسلَمَةَ القَعْنَبي، حَدَّثَنا عَبْدُ العَزِيزِ -يَعْني: ابن مُحَمَّدٍ- عَنْ زَيْدٍ -يَعْني: ابن أَسْلَمَ- أَنَّ ابن عُمَرَ كانَ يَصْبُغُ لِحْيَتَهُ بِالصُّفْرَةِ حَتَّى تَمْتَلِئَ ثِيابُهُ مِنَ الصُّفْرَةِ فَقِيلَ لَهُ: لِمَ تَصْبُغُ بِالصُّفْرَةِ؟ فَقالَ: إِنّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْبُغُ بِها، وَلَمْ يَكُنْ شَيء أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْها، وَقَدْ كانَ يَصْبُغُ بِها ثِيابَهُ كُلَّها حَتَّى عِمامَتَهُ (1).
* * *
باب في المصبوغ
[4064]
(حدثنا عبد اللَّه بن مسلمة) القعنبي (حدثنا عبد العزيز بن محمد) الدراوردي (عن زيد (2) بن أسلم) العمري (أن) عبد اللَّه (ابن عمر رضي الله عنهما-كان يصبغ) بضم الباء (لحيته بالصفرة) وبينه النسائي في روايته: عن نافع عن ابن عمر: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصفر لحيته بالورس والزعفران (3)(حتى تمتلئ) بهمز آخره (ثيابه من الصفرة) التي كان يصبغ بها لحيته.
(فقيل له: لم تصبغ بالصفرة؟ فقال: إني رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصبغ بها، ولم يكن شيء أحب إليه منها) لقوله صلى الله عليه وسلم في رواية النسائي وغيره:
(1) رواه النسائي 8/ 140، وأحمد 2/ 97.
وصححه الألباني.
(2)
فوقها في (ح، ل): (ع).
(3)
"المجتبى" 8/ 186.
عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن اليهود والنصارى لا تصبغ فخالفوهم فاصبغوا"(1)(وقد كان) رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (يصبغ) بها (ثيابه كلها).
فيه: مشروعية صبغ الثياب بالصفرة والسواد وغيرهما، ولبس الثياب المصبوغة بالصفرة.
(حتى عمامته) بالنصب، فيه أن العمامة إذا لحقها صبغ اللحية بالصفرة، يجوز لبسها في غير بلاد يتميزون فيها بالعمائم الصفر.
قال ابن الجوزي: قد اختضب بالصفرة جماعة من الصحابة والتابعين.
ورأى أحمد بن حنبل رجلًا قد خضب لحيته فقال: إني لأرى الرجل يحيي ميتًا من السنة، وأفرح به حين أراه صبغ بها (2).
* * *
(1) المجتبى" 8/ 137، ورواه أيضًا البخاري (3462)، (5899)، ومسلم (2103)، وسيأتي برقم (4203) كلهم من حديث أبي هريرة.
(2)
رواه عنه أبو بكر المروذي، ونقلها الخلال في "الترجل"(102)، وانظر:"الجامع لعلوم الإمام أحمد" 13/ 361 وما بعدها.