الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
41 -
كتاب السنة
1 - باب شَرْحِ السُّنَّةِ
4596 -
حَدَّثَنا وَهْبُ بْن بَقِيَّةَ، عَنْ خالِدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبي سَلَمَةَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "افْتَرَقَتِ اليَهُودُ عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفَرَّقَتِ النَّصارى عَلَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً"(1).
4597 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن حَنْبَلٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قالا: حَدَّثَنا أَبو المُغِيرَةِ، حَدَّثَنا صَفْوانُ، ح وَحَدَّثَنا عَمْرُو بْنُ عُثْمانَ، حَدَّثَنا بَقِيَّة، قالَ: حَدَّثَني صَفْوانُ نَحْوَهُ، قالَ: حَدَّثَني أَزْهَرُ بْن عَبْدِ اللَّهِ الحَرازي، عَنْ أَبي عامِرٍ الهَوْزَني، عَنْ مُعاوِيةَ بْنِ أَبي سُفْيانَ أنَّهُ قامَ فِينا فَقالَ: أَلا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قامَ فِينا فَقالَ: "أَلا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هذِه المِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتانِ وَسَبْعُونَ في النّارِ وَواحِدَةٌ في الجَنَّةِ وَهي الجَماعَةُ".
(1) رواه الترمذى (2640)، وابن ماجه (3991)، وأحمد 2/ 332.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(203).
زادَ ابن يَحْيَى وَعَمْرٌو في حَدِيثَيْهِما: "وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتي أَقْوامٌ تَجارى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْواءُ كَما يَتَجارى الكَلْبُ لِصاحِبِهِ".
وقالَ عَمْرٌو: "الكَلْبُ بِصاحِبِهِ لا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلا مَفْصِلٌ إِلَّا دَخَلَهُ"(1).
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم
[أول كتاب] شرح [السنة]
[4596]
(ثنا وهب بن بقية، عن خالد) بن عبد اللَّه الواسطي الطحان (عن محمد بن عمرو) بن علقمة بن وقاص الليثي، أخرج له الشيخان (عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: افترقت اليهود على إحدى) وسبعين فرقة (أو اثنتين وسبعين فرقة) اقتصر ابن ماجه على إحدى وسبعين فرقة، دون شك، وزاد:"فواحدة في الجنة وسبعون في النار"(2).
(وتفرقت النصارى على إحدى) وسبعين (أو اثنتين وسبعين فرقة) ولفظ ابن ماجه: "افترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعين في النار وواحدة في الجنة"(3)، ولفظ الترمذي:"والنصارى مثل ذلك"(4).
(1) رواه أحمد 4/ 102، الدارمي في "سننه"(2560).
وصححه الألباني في "الصحيحة"(204).
(2)
"سنن ابن ماجه"(3992) من حديث عوف بن مالك.
(3)
السابق.
(4)
"سنن الترمذي"(2640).
(وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة) زاد ابن ماجه: "والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وثنتان وسبعون فرقة في النار"(1).
[4597]
(ثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى قالا: ثنا أبو المغيرة)(2) عبد القدوس بن الحجاج الخولاني (ثنا صفوان) بن عمرو السكسكي، أخرج له البخاري في "الأدب"(3) والباقون.
(ح، وثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية) بن الوليد (حدثني صفوان) السكسكي (نحوه، قال: حدثني أزهر بن عبد اللَّه) بن جميع (الحرازي) بفتح الحاء والراء المخففة، وبعد الألف زاي، نسبة إلى حراز بطن من ذي الكلاع، نزل أكثرهم حمص، وهو صدوق، تكلموا فيه بأنه ناصبي، وجزم البخاري بأنه ابن سعيد (4).
(عن أبي عامر) عبد اللَّه بن لحي، بضم اللام وبالمهملة مصغر (الهوزني) بفتح الهاء والواو نسبة إلى هوزن بن عوف، بطن من ذي الكلاع، من حمير، وهو ثقة مخضرم حمصي.
(عن معاوية بن أبي سفيان) صخر بن حرب الأموي، هو وأبوه ممن أسلم يوم الفتح.
(أنه قام فينا فقال: ألا إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قام فينا) يومًا (فقال: ألا إن
(1)"سنن ابن ماجه"(3992).
(2)
فوقها في (ل): (ع).
(3)
"الأدب المفرد"(87).
(4)
"التاريخ الكبير" 1/ 456 (1462).
من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة) وفي رواية لابن ماجه: "إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة"(1).
(وإن هذِه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين، ثنتان وسبعون في النار) قيل: إن تفصيلها: عشرون منهم روافض، وعشرون من الخوارج، وعشرون قدرية، وسبعة مرجئة، وفرقة نجارية، وهم أكثر من عشر فرق، لكن يعدون واحدة، وفرقة ضرارية، وفرقة جهمية، وثلاث فرق كرامية، فهذِه ثنتان وسبعون (2).
(وواحدة في الجنة، وهي الجماعة) توضحه رواية الترمذي: "تفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة" قالوا: من هي يا رسول اللَّه؟ قال: "ما أنا عليه وأصحابي"(3). وفيه دليل على فضيلة الاعتصام بالسنة والتمسك بها، لا سيما عند كثرة البدع وظهور الأهواء المضلة في هذِه المسألة.
(زاد) محمد (ابن يحيى) أحد الرواة (وعمرو) بن عثمان (في حديثهما: وإنه) هذِه الهاء التي في (إن) هي ضمير الشأن والقصة (سيخرج من أمتي) يجوز أن يراد بالأمة أمة الدعوة، فيندرج سائر أرباب الملل الذين ليسوا على قبلتنا، ويجوز أن يراد بالأمة من أجاب الدعوة، فيدخل فيه جميع أهل القبلة دون غيرهم. وقيل: فيه دليل على أن هذِه الفرق كلها غير خارجين عن الدين؛ إذ قد جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم
(1)"سنن ابن ماجه"(3993) من حديث أنس.
(2)
انظر: "الفرق بين الفرق"(ص 19).
(3)
"سنن الترمذي"(2641) من حديث عبد اللَّه بن عمرو.
من أمته، وفيه أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأويله (1).
(أقوام تجارى) بفتح التاء والجيم، أي: تتجارى (بهم) فحذفت إحدى التاءين تخفيفًا (تلك الأهواء) أي: يتواقعون في الأهواء الفاسدة ويتداعون فيها، تشبيهًا بجري الفرس، ومنه حديث الرياء:"من طلب العلم ليجاري به العلماء"(2)، أي: يجري معهم في المناظرة والجدال؛ ليظهر علمه إلى الناس رياء وسمعة (كما يتجارى) أي: يجري [(الكلب لصاحبه)](3).
(وقال عمرو) بن عثمان: كما يتجارى (الكلب) بفتح الكاف واللام، قال في "النهاية": هو داء معروف يعرض للكلب، فمن عضه قتله (4)(بصاحبه) إذا عضه الكلب.
قال ابن الجوزي: علامته في الآدمي المعضوض أن يظهر عليه بعد أيام شيء من الفكر الفاسدة والأحلام الرديئة والوسواس، واختلاط في العقل، وتسيح أطرافه، فيهرب من الضوء ويأخذه الفواق والعطش ويبكي، وربما نبح كالكلاب، وربما بال شيئًا فيه لحمية كأنها حيوانات أو كلاب صغار، قال: ومن لم يدر هل الكلب الذي عضه
(1) انظر: "معالم السنن" 4/ 273.
(2)
رواه الترمذي (2654)، وابن حبان في "المجروحين" 1/ 133، وابن عدي في "الكامل" 1/ 541، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 50/ 176 - 177 من حديث كعب بن مالك.
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"(6383).
(3)
من "السنن".
(4)
"النهاية" 1/ 264.
كلب أم لا، فليأخذ لقمة يلطخها بما يسيل من جراحته ويطرحها للكلاب، فإن عافتها فهي عضة كلب، وعلامته في الكلب حمرة العينين ودلع اللسان وسيل ريقه وأنفه وتطأطؤ رأسه ونفور الكلاب منه، ولا يزال يدخل ذنبه بين رجليه، فإذا رأى إنسانًا ساوره.
(لا يبقى منه) أي: ممن به داء الكلب (عرق ولا مفصل) بكسر الميم (إلا دخله) يعني: كما يدخل داء الكلب في جميع أعضاء الآدمي، فكذا البدعة تدخل في جميع الأعضاء وتتمكن من أعضائه بحيث لا تخرج منه غالبًا.
* * *