الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
3 - باب مُجانَبَةِ أَهْلِ الأَهْواءِ وَبُغْضِهِمْ
4599 -
حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا خالِدُ بْن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ أَبي زِيادٍ، عَنْ مُجاهِدٍ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبي ذَرٍّ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَفْضَلُ الأَعْمالِ الحُبُّ في اللَّهِ والبُغْضُ في اللَّهِ"(1).
4600 -
حَدَّثَنا ابن السَّرْحِ، أَخْبَرَنا ابن وَهْبٍ، قالَ: أَخْبَرَنا يُونُسُ، عَنِ ابن شِهابٍ قالَ: فَأَخْبَرَني عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالِكٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ -وَكانَ قائِدَ كَعْبٍ مِنْ بَنِيهِ حِينَ عَمي- قالَ: سَمِعْت كَعْبَ بْنَ مالِكٍ -وَذَكَرَ ابن السَّرْحِ قِصَّةَ تَخَلّفِهِ عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم في غَزْوَةِ تَبُوكَ- قالَ: وَنَهَى رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المُسْلِمِينَ عَنْ كَلامِنا أَيُّها الثَّلاثَةُ حَتَّى إِذا طالَ عَلي تَسَوَّرْت جِدارَ حائِطِ أَبي قَتادَةَ وَهُوَ ابن عَمّي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَواللَّهِ ما رَدَّ عَلي السَّلامَ. ثُمَّ ساقَ خَبَرَ تَنْزِيلِ تَوْبَتِهِ (2).
* * *
[4599]
(ثنا مسدد، ثنا خالد (3) بن عبد اللَّه) الواسطي الطحان (ثنا يزيد بن أبي زياد) الكوفي مولى بني هاشم، أخرج له مسلم في الأطعمة (عن مجاهد، عن رجل) لعله الحكم بن سفيان، أو سفيان بن الحكم الثقفي، فإنه روى عنه هكذا في النضح بعد الوضوء (4).
(عن أبي ذر) جندب بن جنادة رضي الله عنه (قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أفضل الأعمال الحب في اللَّه والبغض في اللَّه) وكذا روى الإمام أحمد حديث
(1) رواه أحمد 5/ 146.
وصححه الألباني في "الصحيحة"(1310).
(2)
سبق برقم (2773) وهو متفق عليه.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
سلف برقم (166) باب في الانتضاح.
البراء بن عازب رضي الله عنهما: "أوثق عرى الإيمان الحب في اللَّه والبغض في اللَّه"(1) وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" بسند ضعيف (2).
فيه دليل على أنه يجب أن يكون للرجل أعداء يبغضهم في اللَّه كما يكون له أصدقاء وإخوان يحبهم في اللَّه، بيانه أنك إذا أحببت إنسانًا لأنه مطيع للَّه ومحبوب عند اللَّه، فإن عصاه فلا بد أن تبغضه؛ لأنه عاص للَّه وممقوت عند اللَّه، فمن أحب بسبب فبالضرورة يبغض لضده، وهذان وصفان متلازمان لا ينفصل أحدهما عن الآخر، وهو مطرد في الحب والبغض في العادات، ولذلك قال اللَّه تعالى لموسى عليه السلام: هل واليت لي وليا، وهل عاديت لي عدوًّا (3).
(1)"المسند" 4/ 286.
ورواه أيضًا أبو داود الطيالسي في "المسند" 2/ 110 (783)، والروياني في "المسند" 1/ 270 (399)، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 431.
قال البوصيري في "الإتحاف" 1/ 96: مدار طرقهم عن ليث بن أبي سليم وهو ضعيف.
(2)
"مكارم الأخلاق"(761) من حديث ابن مسعود.
ورواه أيضًا الطيالسي في "المسند" كما في "إتحاف الخيرة المهرة" 5/ 434 (4954)، والبيهقي في "السنن" 10/ 233.
وكذا ضعف إسناده الحافظ العراقي في "المغني" 1/ 467 (6772).
(3)
رواه أبو نعيم في "الحلية" 10/ 316 - 317، وابن عبد البر في "التمهيد" 17/ 432، 433 - 434، والخطيب في "تاريخ بغداد" 3/ 420 من حديث ابن مسعود، وفيه:(نبي من الأنبياء) دون ذكر موسى عليه السلام.
وضعفه الألباني في "الضعيفة"(3337).
[4600]
(ثنا) أحمد بن عمرو (ابن السرح، ثنا) عبد اللَّه (ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن) محمد (ابن شهاب قال: أخبرني عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب بن مالك) أخرج له الشيخان.
(أن) والده (عبد اللَّه بن كعب) بن مالك (وكان قائد كعب) بن مالك الخزرجي السلمي (من بنيه) أي: دون بقية أولاده (حين عمي قال: سمعت كعب بن مالك) الحديث.
(وذكر) أحمد (ابن السرح قصة تخلفه عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك) وهي غزوة العسرة (قال: ونهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا).
قال القرطبي: فيه دليل على وجوب هجران من ظهرت معصيته فلا يسلم عليه إلى أن يقلع ويظهر توبته (1).
وقال السفاقسي: فيه دليل على أن للإمام أن يؤدب بعض أصحابه بالهجران وإن جاوز ذلك ثلاثة أيام.
(أيها الثلاثة) قال القرطبي (2): (الثلاثة) مرفوع على الصفة و (أي)، ويجوز نصبه على الاختصاص [والظاهر أن (الثلاثة) خبر للمبتدأ الذي هو (أيها) وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب على الاختصاص] (3). وحكى سيبويه: اللهم اغفر لنا العصابة (4). والثلاثة هم كعب بن مالك ومرارة بن الربيع وهلال بن أمية (5).
(1)"المفهم" 7/ 98.
(2)
السابق.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(4)
"الكتاب" 2/ 232.
(5)
ذكرهم البخاري في روايته (4418).
(حتى إذا طال عليَّ) ذلك من جفوة الناس (تسورت) أي: وثبت على سور (جدار حائط) الحائط: البستان المحوط بالجدار (أبي قتادة) وفيه دليل على جواز دخول الإنسان بستان صديقه وقريبه الذي يعلم أو يظن أنه لا يكره ذلك، بشرط أن يعلم أنه ليس هناك امرأة مكشوفة، واسم أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري الخزرجي السلمي (وهو ابن عمي) زاد البخاري: وأحب الناس إلي (1)(فسلمت عليه، فواللَّه ما رد علي السلام) إنما لم يرد عليه السلام لعموم النهي عن كلام الثلاثة، وفيه دليل على أنه لا يسلم على المبتدعة، وفيه أنه لا حرج على الإنسان في ترك رد السلام على أهل الأهواء والبدع والمعاصي، وفيه دليل على أن من حلف أن لا يكلم إنسانًا فسلم عليه أو رد سلامه كان حانثًا (2).
(ثم ساق) كعب بن مالك (خبر تنزيل) اللَّه تعالى (توبته) في قوله تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ} وإلى آخر الآية (3).
* * *
(1)"صحيح البخاري"(4418)، وهي أيضًا عند مسلم (2769).
(2)
انظر: "شرح مسلم" للنووي 17/ 93.
(3)
التوبة: 117.