الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
32 - باب فِي كَفّارَةِ المَجْلِسِ
4857 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن صالِحٍ، حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ، قالَ: أَخْبَرَني عَمْرٌو أَنَّ سَعِيدَ ابْنَ أَبي هِلالِ حَدَّثَهُ أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبي سَعِيدٍ المَقْبُري حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ أَنَّهُ قالَ: كَلِماتٌ لا يَتَكَلَّمُ بِهِنَّ أَحَدٌ في مَجْلِسِهِ عِنْدَ قِيامِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ إِلَّا كُفّرَ بِهِنَّ عَنْهُ، وَلا يَقُولهُنَّ في مَجْلِسِ خَيْرٍ وَمَجْلِسِ ذِكْرٍ إِلَّا خُتِمَ لَهُ بِهِنَّ عَلَيْهِ كَما يُخْتَمُ بِالخاتَم عَلَى الصَّحِيفَةِ: سُبْحانَكَ اللَّهمَّ وَبِحَمْدِكَ، لا إله إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (1).
4858 -
حَدَّثَنا أَحْمَدُ بْن صالِحٍ، حَدَّثَنا ابن وَهْبٍ قالَ: قالَ عَمْرٌو: وَحَدَّثَني بِنَحْوِ ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي عَمْرٍو عَنِ المَقْبُري، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم مِثْلَهُ (2).
4859 -
حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ حاتِمٍ الجَرْجَرائي وَعُثْمانُ بْنُ أَبي شَيْبَةَ -المَعْنَى- أَنَّ عَبْدَةَ بْنَ سُلَيْمانَ أَخْبَرَهُمْ عَنِ الحَجّاجِ بْنِ دِينارِ، عَنْ أَبي هاشِمٍ، عَنْ أَبي العالِيَةِ، عَنْ أَبي بَرْزَةَ الأَسْلَمي قالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بِأَخَرَةِ إِذا أَرادَ أَنْ يَقُومَ مِنَ المَجْلِسِ: "سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إله إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ". فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ لَتَقُولُ قَوْلًا ما كُنْتَ تَقُولُهُ فِيما مَضَى؟ ! قالَ: "كَفّارَةٌ لِما يَكُونُ في المَجْلِسِ"(3).
* * *
(1) رواه ابن حبان (593)، والطبراني في "الدعاء"(1915)
وقال الألباني: "ضعيف الترغيب والترهيب"(921): منكر موقوف.
(2)
رواه الترمذي (3433)، وأحمد 2/ 369، وابن حبان (594).
وصححه الألباني في "المشكاة"(2433).
(3)
رواه أحمد 4/ 425، والدارمي (2658)، وابن أبي شيبة 1/ 256، والبزار (3848)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"(426)، وأبو يعلى (7426)، =
باب في كفارة المجلس
[4857]
(ثنا أحمد بن صالح) أبو جعفر الطبري المصري شيخ البخاري (حدثنا) عبد اللَّه (ابن وهب) الفهري (أخبرني عمرو)(1) بن الحارث بن يعقوب الأنصاري (أن سعيد بن أبي هلال) الليثي (حدث أن سعيد بن أبي سعيد) كيسان (المقبري، حدثه عن عبد اللَّه بن عمرو ابن العاص أنه قال) مرسلًا، وسيأتي بعده وصله، قال (كلمات) هو خبر مبتدأ محذوف تقديره: هذِه الكلمات (لا يتكلم بهن أحد) رجل أو امرأة من المسلمين (في مجلسه) الذي كثر فيه لغطه، وفي رواية:"من قالها في مجلس لغو"(2). ويدل على هذا التقدير قوله بعده في الحديث: ولا يقولهن في مجلس خير.
(عند قيامه) من مجلس اللغط (ثلاث مرات) وكذا قيده بالثلاث ابن أبي الدنيا وغيره، ولفظه:"إذا جلس أحدكم في مجلس فلا يبرحن منه حتى يقول ثلاث مرات"(3). وفي روايات كثيرة ليس فيها ذكر الثلاث، والإطلاق يحصل بواحدة، لكن إذا وردت كلمات مطلقة ومقيدة
= والطبراني في "الدعاء"(1917).
وصححه الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب"(1517).
(1)
فوقها في (ل): (ع).
(2)
رواه النسائي في "الكبرى" 6/ 112 (10257)، والطبراني في "الكبير" 2/ 138 (1586)، والحاكم في "المستدرك" 1/ 536 من حديث جبير بن مطعم مرفوعا.
(3)
عزاه لابن أبي الدنيا المنذري في "الترغيب والترهيب"(2338)، ورواه أيضًا الديلمي كما في "الفردوس بمأثور الخطاب" 1/ 298 (1177).
بالثلاث فيحمل المطلق على المقيد.
(إلا كُفر بهن) أي: بهؤلاء الكلمات (عنه) ما وقع من لفظه في ذلك المجلس (ولا يقولهن) أحد (في مجلس خير) من الأفعال (1) التي تقع في المجلس (ومجلس ذكر) من الأقوال، ظاهر هذا اللفظ أن هذا الفضل يحصل من قال الكلمات في آخر المجلس أو وسطه أو أوله، بخلاف ما تقدم في قوله (في مجلسه عند قيامه) فإنه يخص الكلمات بأن تقال قبل قيامه من المجلس.
(إلا ختم له بهن عليه) أي: على الخير والذكر الذي قاله في المجلس (كما يختم بالخاتم) بكسر التاء وفتحها (على الصحيفة) صيانة عن أن تُفتح، أو يعلم أحد ما فيه، ومنه وردت الشريعة أن الحاكم إذا كتب إلى حاكم ببلد آخر أن يختم على الكتاب، ومقصود الكاتب بالختم على الكتاب أن يصونه عن تعرض أحد لفتحه، ويمنع الناظرين عن فتحه ومعرفة ما في باطنه، ثم فسر الكلمات التي تقدم ذكرهن أنهن:(سبحانك اللهم وبحمدك) سبحتك، فلولا إعانتك وإلهامك وتوفيقك ما سبحتك، وزاد في الرواية الآتية: أشهد أن (لا إله إلا أنت أستغفرك) من ذنوبي (وأتوب إليك) وسيأتي في الحديث الآتي زيادة تتعلق بهذا.
[4858]
(حدثنا أحمد بن صالح) الطبري شيخ البخاري (ثنا) عبد اللَّه (ابن وهب) الفهري (قال: قال عمرو) بن الحارث (وحدثني بنحو ذلك عبد الرحمن بن أبي عمرو) المدني، مقبول.
(1) في (م): الأقوال.
(عن) سعيد (المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله) كما تقدم.
[4859]
(حدثنا محمد بن حاتم) بن يونس (الجرجرائي) براء ساكنة بين الجيمين المفتوحتين، وفي آخره ياء مثناة تحت، كذا ضبطه السمعاني، وقال: نسبة إلى جرجرايا (1) بلدة قريبة من دجلة بين بغداد وواسط (2). ثم هو المصيصي العابد، وثقه المصنف (3).
(وعثمان بن أبي شيبة، المعنى، أن عبدة (4) بن سليمان) المقرئ (أخبرهم (5) عن الحجاج بن دينار) الواسطي الأشجعي، قال أحمد وابن معين: ليس به بأس (6).
(عن أبي هاشم)(7) يحيى بن دينار الرماني، سمي بذلك لأنه كان ينزل قصر الرمان بواسط (عن أبي العالية)(8) رفيع الرياحي (عن أبي برزة) بفتح الموحدة والزاي، اسمه نضلة بفتح النون وسكون الضاد المعجمة، ابن عبيد، أسلم قديمًا وشهد فتح مكة.
(الأسلمي قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول بأخرة) بفتح الهمزة المقصورة والخاء المعجمة والراء وكسر هاء التأنيث مع التنوين، أي:
(1) في الأصول: جرجراء. والمثبت من "الأنساب".
(2)
"الأنساب" 3/ 240.
(3)
انظر: "تهذيب الكمال" 25/ 26.
(4)
فوقها في (ل): (ع).
(5)
بعدها في (ل)(م): أخبره، وعليها في (ل): خـ.
(6)
"تاريخ ابن معين" رواية الدارمي (223)، وانظر:"الجرح والتعديل" 3/ 159.
(7)
فوقها في (ل): (ع).
(8)
فوقها في (ل): (ع).
في آخر الأمر. قال في "النهاية": يجوز [أن يكون](1) في آخر عمره (2).
(إذا أراد أن يقوم من مجلسه) الذي يُكلم فيه أصحابه، ولفظ النسائي: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بأخرة إذا اجتمع إليه أصحابه فأراد أن ينهض (3).
(سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت) قدم التسبيح وهو تنزيه اللَّه تعالى على الشهادة بالوحدانية ثم أتى بالاستغفار والتوبة (أستغفرك وأتوب إليك) زاد النسائي: "عملت سوءًا، وظلمت نفسي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"(4)، وللنسائي والطبراني قبل:"سبحانك اللهم": "من قال: سبحان اللَّه وبحمده، سبحانك اللهم وبحمدك" إلى آخره (5).
(فقال رجل) من القوم (يا رسول اللَّه، إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى؟ ! قال) هو (كفارة لما يكون في المجلس) ولفظ النسائي: قلنا: يا رسول اللَّه، إن هذِه كلمات أحدثتهن؟ قال:"أجل، جاءني جبريل فقال: يا محمد هن كفارات للمجلس"(6).
* * *
(1) ساقطة من (م).
(2)
"النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 29.
(3)
"سنن النسائي الكبرى" 6/ 113 (10260) من حديث رافع بن خديج.
(4)
"السنن الكبرى" 6/ 113 (10260).
(5)
"السنن الكبرى" 6/ 112 (10257)، "المعجم الكبير" 2/ 138 (1586) من حديث جبير بن مطعم.
(6)
"السنن الكبرى" 6/ 113 (10260).