الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
28 - باب فِي الرَّجُلِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا
4850 -
حَدَّثَنا عُثْمانُ بْن أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا أَبُو داوُدَ الحَفَري، حَدَّثَنا سُفْيانُ الثَّوْري، عَنْ سِماكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ جابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قالَ: كانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم إِذا صَلَّى الفَجْرَ تَرَبَّعَ في مَجْلِسِهِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسْناءَ (1).
* * *
باب الرجل يجلس متربعًا
[4850]
(حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أبو داود) عمر بن سعد (الحفري) بفتح الحاء المهملة والفاء المخففة والراء المهملة، نسبة إلى محلة بالكوفة يقال لها: الحفر. قال ابن دريد: الحفراء والحفيراء موضعان بين مكة والبصرة (2).
(حدثنا سفيان) بن سعيد (الثوري، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر) بأصحابه (تربع في مجلسه) الذي صلى فيه؛ لأنها أبعد في طرد النعاس، ولأنها مخالفة لهيئة الصلاة، فإذا دخل الداخل ووجد الإمام متربعًا علم أنه ليس في صلاة، ولم أجد في رواية أنه كان مستقبل القبلة، بل ورد أنه كان إذا صلى [الغداة أقبل عليهم بوجهه الكريم، فلفظ مسلم: عن جابر بن سمرة: كان إذا صلى](3) الفجر جلس في مصلاه (4)(حتى تطلع الشمس)
(1) رواه مسلم (670).
(2)
"جمهرة اللغة" 1/ 518 وفيه: الحض والضير.
(3)
ما بين المعقوفتين ساقط من (م).
(4)
"صحيح مسلم"(670/ 287).
وترتفع كرمح، ويوضحه ما جاء في رواية: حتى تمكنه (1).
(حسناء) بفتح الحاء والسين المهملة، هو صفة لمصدر محذوف، أي: تطلع طلوعًا حسنًا، أي: بيِّنًا. وقيل: معناه: حتى تطلع مرتفعة كرمح، كما تقدم، وهذِه رواية الأكثر، ورواه بعضهم: حِينًا. بكسر الحاء المهملة وسكون الياء المثناة تحت ثم نون، كأنه يريد مدة جلوسه، حكاه المنذري، قال: ورواه بعضهم بفتح الحاء المهملة وسكون السين المهملة، يعني: ثم ألف ممدودة على وزن فعلاء ممدود. قال: وإنما يظهر حسنها إذا أخذت في الارتفاع، فحينئذٍ تكامل ضوؤها.
قيل: وفي هذا فائدتان:
إحداهما: الجلوس للذكر، فإنه وقت شريف.
الثاني: أنه لما تعبد الإنسان للَّه تعالى قبل طلوع الشمس بالصلاة، لزمه الجلوس بعد صلاة الصبح إلى أن تنتهي حركات الساجدين للشمس إذا طلعت (2)، وفيه حكمة عظيمة في تفضل اللَّه على المتعبدين بالمنع من الصلاة في هذا الوقت راحة لأبدانهم.
* * *
(1) رواها الطبراني في "الكبير" 11/ 359 (834)، و"الأوسط" 5/ 375 (5602) من حديث ابن عمر.
(2)
كلام المنذري هذا في حاشية "مختصر أبي داود" كما أثبته محققه 7/ 201.