الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
42 - باب مَنْ لَيْسَتْ لَهُ غِيبَةٌ
4885 -
حَدَّثَنا عَلي بْن نَصْرٍ، أَخْبَرَنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الوارِثِ مِنْ كِتابِهِ، قالَ: حَدَّثَني أَبِي، حَدَّثَنا الجُرَيْري، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الجُشَمي، قالَ: حَدَّثَنا جُنْدُبٌ، قالَ: جاءَ أَعْرابي فَأَناخَ راحِلَتَهُ، ثُمَّ عَقَلَها، ثمَّ دَخَلَ المَسْجِدَ، فَصَلَّى خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمّا سَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى راحِلَتَهُ فَأَطْلَقَها، ثُمَّ رَكِبَ، ثُمَّ نادى: اللَّهُمَّ ارْحَمْني وَمُحَمَّدًا، وَلا تُشْرِكْ في رَحْمَتِنا أَحَدًا. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَتَقُوُلونَ هُوَ أَضَلُّ أَمْ بَعِيرُهُ؟ أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى ما قالَ". قالُوا: بَلَى (1).
* * *
باب فيمن ليست له غيبة
[4885]
(ثنا علي بن نصر) الجهضمي (2) شيخ مسلم (ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث) التنوري الحافظ، حجة (من كتابه) لا من حفظه وإملائه (حدثني أبي (3) عبد الوارث بن سعيد بن ذكوان التميمي (ثنا) سعيد بن إياس (الجريري)(4) بضم الجيم مصغر (عن أبي عبد اللَّه) اسمه عياش (الجشمي) ذكره النسائي (ثنا جندب) بن عبد اللَّه البجلي العلقي صحابي (5) نزل الكوفة والبصرة، جليل مشهور.
(1) رواه أحمد 4/ 312، والروياني (957)، والطبراني 2/ 161 (1667)، والحاكم 1/ 56.
وحسنه الألباني في "الإرواء" تحت حديث رقم (171).
(2)
بعدها في (ل، م): الدستوائي، وهو خطأ.
(3)
فوقها في (ل): (ع).
(4)
فوقها في (ل): (ع).
(5)
ساقطة من (م).
(قال: جاء أعرابي فأناخ راحلته) على باب المسجد (ثم عقلها) بعقال. فيه: جواز وقوف الخيل والإبل (1) والبغال والحمير على باب المسجد، وإن كان يحدث منها نجاسة (ثم دخل المسجد، فصلى خلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) في المسجد.
فيه: فضيلة الصلاة داخل المسجد وإن كانت دابته على الباب ليس معها أحد يحفظها، وأن اشتغال فكره بالدابة لا يضر؛ إذ من صلى جوف المسجد ودابته على الباب لا يحفظها أحد لا بد أن يشتغل فكره بها.
(فلما سلم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) من الصلاة وسلم معه (أتى راحلته فأطلقها) من عقالها (ثم ركب) عليها (ثم نادى: ) رافعًا صوته (اللهم أرحمني ومحمدًا) ولفظ البخاري في "الصحيح" في باب رحمة الناس (2) والبهائم (3)، يدل على أنه قال هذا في الصلاة، ولفظه أن أبا هريرة قال: قام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في صلاة وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم آرحمني ومحمدًا ولا ترحم معنا أحدًا. فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي: "لقد حجرت واسعًا (4) " يريد: رحمة اللَّه تعالى (5).
(فلا تشرك في رحمتنا أحدًا) لفظ البخاري أصرح في المقصود (فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أتقولون) لعل (تقولون) بمعنى: تظنون؛ لوجود تقدم
(1) ساقطة من (م).
(2)
في (ل)، (م):(اللَّه)، والصواب ما أثبتناه.
(3)
ساقطة من (م).
(4)
ساقطة من (م).
(5)
"صحيح البخاري"(6010).
الاستفهام والفعل المضارع المصدر بتاء الخطاب من غير فصل بينه وبين الاستفهام، وشاهده قول الشاعر:
متى تقول القلص الرواسما
…
يحملن أم قاسم وقاسما (1)
(هو أضل) معلق بهمزة الاستفهام المحذوفة بدلالة (أم) بعدها، فهو منصوب أولا بمعلق لنصب (أم بعيره؟ ) لأنه وإن كان له عقل يهتدي به إلى الصلاة والدين، فالبعير ينقاد لجاذبه ومالكه الذي يعلفه، ويتعهده، ويعرف من يحسن إليه ممن يسيء، ويطلب منفعته ويجتنب ما يضره، ويهتدي لمرعاه ومشربه.
(ألم تسمعوا إلى ما يقول؟ ) من تحجيره رحمة اللَّه التي وسعت كل شيء وتضييقها عليه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم (قالوا: بلى) سمعنا، ولم يرجحوا إضلال الأعرابي ولا البحير أدبًا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم.
* * *
(1) عزاه ابن قتيبة في "الشعر والشعراء" ص 691، وابن منظور في "لسان العرب"(قول، فغم) لهدبة بن خشرم.