الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 - باب فِي كَراهِيَةِ الرِّفْعَةِ في الأُمُورِ
4802 -
حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ ثابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قالَ: كانَتِ العَضْباءُ لا تُسْبَقُ فَجاءَ أَعْرابي عَلَى قَعُودٍ لَهُ، فَسابَقَها فَسَبَقَها الأَعْرابي فَكَأَنَّ ذَلِكَ شَقَّ عَلَى أَصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عز وجل أَنْ لا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيا إِلَّا وَضَعَهُ"(1).
4803 -
حَدَّثَنا النُّفَيْلي، حَدَّثَنا زهَيْرٌ، حَدَّثَنا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ بهذِه القِصَّةِ عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ:"إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ عز وجل أَنْ لا يَرْتَفِعَ شَيء مِنَ الدُّنْيا إِلا وَضَعَهُ"(2).
* * *
باب في كراهة الرفعة من (3) الأمور
[4802]
(ثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي (حدثنا حماد) بن سلمة (عن ثابت) البناني.
(عن أنس رضي الله عنه قال: كانت العضباء) اسم علم على ناقة النبي صلى الله عليه وسلم منقول من قولهم: ناقة عضباء. أي: مشقوقة الأذن، ولم تكن مشقوقة الأذن، وقيل: كانت مشقوقة (4). قال الزمخشري: هو منقول من قولهم: ناقة عضباء. وهي القصيرة اليد (5). وقال الحربي: الجدع والعضب والخرم والحضرمة كله في الأذن.
(1) رواه البخاري (2872).
(2)
رواه البخاري (2872).
(3)
بعدها في (ل)، (م): في. وفوقها: خـ.
(4)
ساقطة من (م).
(5)
"الفائق في غريب الحديث" 2/ 173.
(لا تسبق) في الجري (فجاء أعرابي على قعود له) والقعود من الإبل ما يقتعده الإنسان للركوب والحمل. وقال الأزهري: لا يكون القعود إلا الذكر، ولا يقال للأنثى: قعودة (1). وقال الجوهري: القعود من الإبل هو البكر حين يركب، أي: يمكن ظهره من الركوب، وأدنى ذلك أن يأتي عليه سنتان إلى أن يثني، فإذا أثنى سمي جملًا (2). يعني: حتى يدخل في السنة السادسة (فسابقها (3) فسبقها الأعرابي) بقعوده.
وفيه أن المسابقة على الدواب سنة، وقيل: مباح. والمذهب سنة؛ لأن لفظ رواية البخاري: كان للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة يقال لها: العضباء. لا تسبق ولا تكاد تسبق. الحديث ذكره في الجهاد (4).
وهذا يشعر بالاستمرار دون ما فعله مرة للإباحة، وفيه اقتناء السوابق من الخيل والدواب والاعتناء بالسوابق في السفر وغيره؛ لأن فيه فوائد كثيرة بخلاف غيرها. وفيه جواز سبق المفضول للفاضل وأنه ليس فيه كراهة ولا سوء أدب، وفيه جواز مسابقة الأمير لآحاد الناس.
(فكأن ذلك شق على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم) فيه تعظيم العلماء والأئمة وطلب الغلبة والنصرة لهم والتحزن عند انتقاص منزلتهم، وللبخاري زيادة ولفظه: فشق ذلك على المسلمين حتى عرفه (5). يعني: النبي صلى الله عليه وسلم في وجوههم.
(1)"تهذيب اللغة" 1/ 205.
(2)
"الصحاح" 2/ 25.
(3)
قبلها في (ل)، (م): يسابقها. وعليها: خـ.
(4)
"صحيح البخاري"(2872) من حديث أنس.
(5)
السابق.
(فقال: حق على اللَّه) هو من باب التفضل والإحسان، فإن اللَّه لا يجب عليه شيء (أن لا يرفع) بضم أوله مبني للمجهول، ولفظ البخاري:"أن لا يرتفع"(1)(شيء) من الدنيا (إلا وضعه) فيه أن الدنيا لا تستمر على حال وأن البقاء السرمدي في الآخرة، فلا بد في الدنيا من علو وتعظيم واشتغال وإهانة وعز وذل وغناء وفقر وصحة وسقم إلى غير ذلك مما هو مشاهد.
[4803]
(حدثنا) عبد اللَّه بن محمد (النفيلي، ثنا زهير، ثنا حميد) بن أبي حميد الطويل (عن أنس رضي الله عنه بهذِه القصة) المذكورة (عن النبي صلى الله عليه وسلم) أنه (قال: إن حقًّا على اللَّه تعالى أن [لا] (2) يرفع شيء من) هذِه (الدنيا) القذرة في زمن (إلا وضعه) في زمن آخر، فالعاقل ينبغي له أن لا يركن إلى شيء ولا يرتفع به على غيره، فإن جميع ما في الدنيا كظل زائل وإلى الفناء آيل، ولهذا لم يعده الفقهاء من أقسام الكفاءة، وفي الحديث تنبيه على ترك الفخر بما هو عند اللَّه في منزلة الصفة، فحق على العاقل ترك الترفع به.
* * *
(1)"صحيح البخاري"(2872).
(2)
ساقطة من الأصول، أثبتناها من "السنن".