المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - باب في الخلفاء - شرح سنن أبي داود لابن رسلان - جـ ١٨

[ابن رسلان]

فهرس الكتاب

- ‌20 - باب دِياتِ الأَعْضاءِ

- ‌21 - باب دِيَةِ الجَنِينِ

- ‌22 - باب فِي دِيَةِ المُكاتَبِ

- ‌23 - باب فِي دِيَةِ الذِّمّيِّ

- ‌24 - باب في الرَّجُلِ يُقاتِلُ الرَّجُلَ فَيَدْفَعُه عَنْ نفْسِهِ

- ‌25 - باب فِيمَنْ تَطَبَّبَ ولا يُعْلَمُ مِنْهُ طِبٌّ فَأَعْنَتَ

- ‌26 - باب فِي دِيَةِ الخَطَإِ شِبْهِ العَمْدِ

- ‌27 - باب فِي جِنايَةِ العَبْدِ يَكُونُ لِلْفُقَراءِ

- ‌28 - باب فِيمَنْ قَتَلَ في عِمِّيّا بَيْنَ قَوْمٍ

- ‌29 - باب فِي الدَّابَّةِ تَنْفَحُ بِرِجْلِها

- ‌30 - باب العَجْماءُ والمَعْدِنُ والبِئْرُ جُبارٌ

- ‌31 - باب فِي النّارِ تَعَدَّى

- ‌32 - باب القِصاصِ من السِّنِّ

- ‌كتاب السنة

- ‌1 - باب شَرْحِ السُّنَّةِ

- ‌2 - باب النَّهْي عَنِ الجِدالِ واتِّباعِ مُتَشابِهِ القُرْآنِ

- ‌3 - باب مُجانَبَةِ أَهْلِ الأَهْواءِ وَبُغْضِهِمْ

- ‌4 - باب تَرْكِ السَّلامِ عَلَى أَهْلِ الأَهْواءِ

- ‌5 - باب النَّهْى عَنِ الجِدالِ في القُرْآنِ

- ‌6 - باب في لُزُومِ السُّنَّةِ

- ‌7 - باب لُزُوم السُّنَّةِ

- ‌8 - باب فِي التَّفْضِيلِ

- ‌9 - باب فِي الخُلَفاءِ

- ‌10 - باب فِي فَضْلِ أَصْحاب رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌11 - باب فِي النَّهْي عَنْ سَبِّ أَصْحابِ رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - باب في اسْتِخْلافِ أَبي بكْرٍ رضي الله عنه

- ‌13 - باب ما يَدُلُّ عَلَى تَرْكِ الكَلامِ في الفِتْنَةِ

- ‌14 - باب فِي التَّخْيِيرِ بَيْنَ الأَنْبِياءِ علَيْهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ

- ‌15 - باب فِي رَدِّ الإِرْجاءِ

- ‌16 - باب الدَّلِيلِ عَلى زِيادَةِ الإِيمانِ وَنُقْصانِهِ

- ‌17 - باب فِي القَدَرِ

- ‌18 - باب في ذَراري المُشْرِكِينَ

- ‌19 - باب فِي الجَهْمِيَّةِ

- ‌20 - باب فِي الرُّؤْيَةِ

- ‌21 - باب فِي الرَّدِّ عَلَى الجَهْمِيَّةِ

- ‌22 - باب فِي القُرْآنِ

- ‌23 - باب فِي الشَّفاعَةِ

- ‌24 - باب فِي ذِكْرِ البَعْثِ والصُّورِ

- ‌25 - باب في خَلْقِ الجَنَّة والنّارِ

- ‌26 - باب فِي الحَوْضِ

- ‌27 - باب فِي المَسْأَلَةِ في القَبْرِ وَعذابِ القَبْرِ

- ‌28 - باب فِي ذِكْرِ المِيزانِ

- ‌29 - باب فِي الدَّجّالِ

- ‌30 - باب في قَتْلِ الخَوارِجِ

- ‌31 - باب فِي قِتالِ الخَوارِجِ

- ‌32 - باب فِي قِتالِ اللُّصُوصِ

- ‌كتاب الأدب

- ‌1 - باب فِي الحِلْمِ وأَخْلاقِ النَّبي صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - باب فِي الوَقارِ

- ‌3 - باب مَنْ كَظَمَ غَيْظًا

- ‌4 - باب ما يُقالُ عِنْدَ الغضَبِ

- ‌5 - باب فِي العَفْو والتَّجاوُزِ في الأَمْرِ

- ‌6 - باب فِي حُسْنِ العِشْرَةِ

- ‌7 - باب فِي الحَياءِ

- ‌8 - باب فِي حُسْنِ الخُلُقِ

- ‌9 - باب فِي كَراهِيَةِ الرِّفْعَةِ في الأُمُورِ

- ‌10 - باب في كَراهِيةِ التَّمادُحِ

- ‌11 - باب في الرِّفْقِ

- ‌12 - باب فِي شُكْرِ المَعْرُوفِ

- ‌13 - باب فِي الجُلُوسِ في الطُّرُقاتِ

- ‌14 - باب فِي سَعَةِ المَجْلِسِ

- ‌15 - باب فِي الجُلُوسِ بينَ الظِّلِّ والشَّمْسِ

- ‌16 - باب في التَّحَلُّقِ

- ‌17 - باب الجُلُوسِ وَسْطَ الحَلْقَةِ

- ‌18 - باب فِي الرَّجُلِ يَقُومُ لِلرَّجُلِ مِنْ مَجْلِسِهِ

- ‌19 - باب مَنْ يُؤْمَرُ أَنْ يُجالَسَ

- ‌20 - باب فِي كَراهيَةِ المِراءِ

- ‌21 - باب الهَدي في الكَلامِ

- ‌22 - باب فِي الخُطْبَةِ

- ‌23 - باب فِي تَنْزيلِ النّاسِ مَنازِلَهُمْ

- ‌24 - باب فِي الرَّجُلِ يَجْلسُ بَينَ الرَّجُلَيْنِ بِغَيْرِ إِذْنِهِما

- ‌25 - باب في جُلُوسِ الرَّجُلِ

- ‌26 - باب فِي الجِلْسَةِ المَكْرُوهَةِ

- ‌27 - باب النَّهْي عَنِ السَّمَرِ بَعْدَ العِشاءِ

- ‌29 - باب فِي التَّناجي

- ‌30 - باب إِذا قامَ مِنْ مَجْلِسٍ ثُمَّ رَجَعَ

- ‌31 - باب كَراهِيَةِ أَنْ يَقُومَ الرَّجُلُ مِنْ مَجْلِسِهِ ولا يَذْكُرُ اللَّه

- ‌28 - باب فِي الرَّجُلِ يَجْلِسُ مُتَرَبِّعًا

- ‌32 - باب فِي كَفّارَةِ المَجْلِسِ

- ‌33 - باب فِي رَفْع الحَدِيثِ مِنَ المَجْلسِ

- ‌34 - باب فِي الحَذَرِ منَ النّاسِ

- ‌35 - باب فِي هَدي الرَّجْلِ

- ‌36 - باب فِي الرَّجُلِ يَضَعُ إحْدى رِجْليْهِ عَلى الأُخْرى

- ‌37 - باب فِي نَقْلِ الحَدِيثِ

- ‌38 - باب فِي القَتّاتِ

- ‌39 - باب في ذي الوَجْهَيْنِ

- ‌40 - باب فِي الغِيبَةِ

- ‌41 - باب منْ رَدَّ عَنْ مُسْلِمٍ غِيبَةً

- ‌42 - باب مَنْ لَيْسَتْ لَهُ غِيبَةٌ

- ‌43 - باب مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُحِلُّ الرَّجُلَ قدِ اغْتَابَهُ

- ‌44 - باب في النَّهْي عَنِ التَّجَسُّسِ

- ‌45 - باب فِي السَّتْرِ عَنِ المُسْلِمِ

- ‌46 - باب المُؤاخاةِ

- ‌47 - باب المُسْتَبّانِ

- ‌48 - باب في التَّواضُعِ

- ‌49 - باب فِي الانْتِصارِ

- ‌50 - باب فِي النَّهْي عَنْ سَبِّ المَوْتَى

- ‌51 - باب فِي النَّهْي عَنِ البَغْي

- ‌52 - باب فِي الحَسَدِ

- ‌53 - باب فِي اللَّعْنِ

- ‌54 - باب فِيمَنْ دَعَا عَلَى مَنْ ظَلَمَ

- ‌55 - باب فِيمَنْ يَهْجُرُ أَخَاهُ المُسْلِمَ

- ‌56 - باب فِي الظَّنِّ

- ‌57 - باب فِي النَّصِيحَةِ والحِياطَةِ

- ‌58 - باب فِي إِصْلاحِ ذاتِ البَيْنِ

- ‌59 - باب فِي النَّهْي عَنِ الغِناءِ

- ‌60 - باب كَراهِيَةِ الغِناءِ والزَّمْرِ

الفصل: ‌9 - باب في الخلفاء

‌9 - باب فِي الخُلَفاءِ

4632 -

حَدَّثَنا مُحَمَّد بْن يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزّاقِ، قالَ مُحَمَّدٌ: كَتَبْبُهُ مِنْ كِتابِهِ، قالَ: أَخْبَرَنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابن عَبّاسٍ قالَ: كانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: إِنّي أَرى اللَّيْلَةَ ظُلَّةً يَنْطِفُ مِنْها السَّمْنُ والعَسَلُ، فَأَرى الِنّاسَ يَتَكَفَّفُونَ بِأَيْدِيهِمْ، فالمُسْتَكْثِرُ والمُسْتَقِلُّ، وَأَرى سَبَبًا واصِلًا مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرْضِ، فَأَراكَ يا رَسُولَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ بِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلا بِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلا بِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فانْقَطَعَ، ثُمَّ وُصِلَ فَعَلا بِهِ. قالَ أَبُو بَكْرٍ: بِأَبي وَأُمّي لَتَدَعَنّي فَلأَعْبُرَنَّها. فَقالَ: "اعْبُرْها". قالَ: أَمّا الظُّلَّةُ فَظُلَّةُ الإِسْلامِ وَأَمّا ما يَنْطِفُ مِنَ السَّمْنِ والعَسَلِ. فَهُوَ القُرْآنُ لِينُهُ وَحَلاوَتُهُ وَأَمّا المُسْتَكْثِرُ والمُسْتَقِلُّ فَهُوَ المُسْتَكْثِرُ مِنَ القُرْآنِ والمُسْتَقِلُّ مِنْهُ وَأَمّا السَّبَبُ الواصِلُ مِنَ السَّماءِ إِلَى الأَرْضِ فَهُوَ الحَقُّ الذي أَنْتَ عَلَيْهِ تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ بَعْدَكَ رَجُلٌ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ اَخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، أي رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنّي أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ . فَقالَ:"أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا". فَقالَ: أَقْسَمْتُ يا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنّي ما الذي أَخْطَأْتُ؟ . فَقالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم: "لا تُقْسِمْ"(1).

4633 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فارِسٍ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنا سُلَيْمانُ ابْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابن عَبّاسٍ، عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم بهذِه القِصَّةِ، قالَ: فَأَبَى أَنْ يُخْبرَهُ (2).

4634 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصاري، حَدَّثَنا الأَشْعَثُ، عَنِ الحَسَنِ، عَنْ أَبي بَكْرَةَ أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ ذاتَ يَوْمٍ: "مَنْ رَأى مِنْكُمْ

(1) سبق برقم (3268).

(2)

سبق برقم (3269).

ص: 131

رُؤْيا؟ ". فَقالَ رَجُلٌ: أَنا رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزانًا نَزَلَ مِنَ السَّماءِ فَوُزِنْتَ أَنْتَ وَأَبُو بَكْرٍ فَرُجِحْتَ أَنْتَ بِأَبي بَكْرٍ، وَوُزِنَ عُمَرُ وَأَبُو بَكْرٍ فَرُجِحَ أَبُو بَكْرٍ، وَوُزِنَ عُمَرُ وَعُثْمانُ فَرُجِحَ عُمَرُ، ثُمَّ رُفِعَ المِيزانُ. فَرَأَيْنا الكَراهِيَةَ في وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (1).

4635 -

حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، عَنْ عَلي بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قالَ ذاتَ يَوْمٍ:"أَيُّكُمْ رَأى رُؤْيا؟ ". فَذَكَرَ مَعْناهُ وَلَمْ يَذْكرِ الكَراهِيَةَ.

قالَ: فاسْتاءَ لَها رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْني: فَساءَهُ ذَلِكَ. فَقالَ: "خِلافَةُ نُبُوَّةٍ ثُمَّ يُؤْتي اللَّهُ المُلْكَ مَنْ يَشاءُ"(2).

4636 -

حَدَّثَنا عَمْرُو بْن عُثْمانَ، حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدي، عَنِ ابن شِهابٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبانَ بْنِ عُثْمانَ، عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ كانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"أُري اللَّيْلَةَ رَجُلٌ صالِحٌ أَنَّ أَبا بَكْرٍ نِيطَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنِيطَ عُمَرُ بِأَبي بَكْرٍ وَنِيطَ عُثْمانُ بِعُمَرَ". قالَ جابِرٌ: فَلَمّا قُمْنا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْنا: أَمّا الرَّجُلُ الصّالِحُ فَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَمّا تَنَوُّطُ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ: فَهُمْ وُلاةُ هذا الأَمُرِ الذي بَعَثَ اللَّه بِهِ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم (3).

قالَ أَبُو داوُدَ: وَرَواهُ يُونُسُ وَشُعَيْبٌ لَمْ يَذْكُرا عَمْرًا.

4637 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن المُثَنَّى، قالَ: حَدَّثَني عَفّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنا حَمّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ أَنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنّي رَأَيْتُ كَأَنَّ دَلْوًا دُلّي مِنَ السَّماءِ فَجاءَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِعَراقِيها فَشَرِبَ شرْبًا ضَعِيفًا، ثُمَّ جاءَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِعَراقِيها فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ، ثُمَّ جاءَ عُثْمانُ فَأَخَذَ

(1) رواه الترمذي (2287)، وأحمد 5/ 44.

وصححه الألباني.

(2)

انظر سابقه.

(3)

رواه أحمد 3/ 355، وابن أبي عاصم في "السنة"(1134)، وابن حبان (6913). وضعفه الألباني في "المشكاة"(6086).

ص: 132

بِعَراقِيها فَشَرِبَ حَتَّى تَضَلَّعَ، ثُمَّ جاءَ عَلي فَأَخَذَ بِعَراقِيها فانْتَشَطَتْ وانْتَضَحَ عَلَيْهِ مِنْها شَيء (1).

4638 -

حَدَّثَنا عَلي بْنُ سَهْل الرَّمْلي، حَدَّثَنا الوَلِيدُ، حَدَّثَنا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ عَنْ مَكْحُولٍ قالَ: لَتَمْخُرَنَّ الرُّومُ الشّامَ أَرْبَعِينَ صَباحًا لا يَمْتَنِعُ مِنْها إِلَّا دِمَشْقُ وَعَمّانُ (2).

4639 -

حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ عامِرٍ المُرّي، حَدَّثَنا الوَليدُ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْن العَلاءِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبا الأَعْيَسِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ سَلْمانَ يَقُولُ: سَيَأْتي مَلِكٌ مِنْ مُلُوكِ العَجَمِ يَظْهَرُ عَلَى المَدائِنِ كُلِّها إِلَّا دِمَشْقَ (3).

4640 -

حَدَّثَنا مُوسَى بْن إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادٌ، حَدَّثَنا بُرْدٌ أَبُو العَلاءِ، عَنْ مَكْحُولٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ:"مَوْضِعُ فُسْطاطِ المُسْلِمِينَ في المَلاحِمِ أَرْضٌ يُقالُ لَها: الغُوطَةُ"(4).

4641 -

حَدَّثَنا أَبُو ظَفَرٍ عَبْدُ السَّلامِ، حَدَّثَنا جَعْفَرٌ، عَنْ عَوْفٍ قالَ: سَمِعْتُ الحَجّاجَ يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّ مَثَلَ عُثْمانَ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ عِيسَى ابن مَرْيَمَ، ثُمَّ قَرَأَ هذِه الآيَةَ يَقْرَؤُها وَيَفُسِّرُها:{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا} يُشِيرُ إِلَيْنا بِيَدِهِ وَإلَى أَهْلِ الشّامِ (5).

4642 -

حَدَّثَنا إِسْحاقُ بْنُ إِسْماعِيلَ الطّالقاني حَدَّثَنا جَرِيرٌ، ح، وَحَدَّثَنا زُهَيْرُ

(1) رواه أحمد 5/ 21، وابن أبي عاصم في "السنة"(1141)، والروياني (863).

وضعفه الألباني.

(2)

رواه نعيم بن حماد في "الفتن"(1257). وقال الألباني: ضعيف الإسناد مقطوع.

(3)

رواه نعيم بن حماد في "الفتن"(1258).

(4)

رواه أحمد في "فضائل الصحابة"(1712) عن مكحول عن جبير بن نفير.

وصححه الألباني.

(5)

رواه ابن أبي شبية 16/ 98 (31260)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 159.

وضعفه الألباني.

ص: 133

ابْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا جَرِيرٌ، عَنِ المُغِيرَةِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خالِدٍ الضَّبّي قالَ: سَمِعْتُ الحَجّاجَ يَخْطُبُ فَقال فِى خُطْبَتِهِ: رَسُولُ أَحَدِكُمْ فِى حاجَتِهِ أَكْرَمُ عَلَيْهِ أَمْ خَلِيفَتُهُ في أَهْلِهِ؟ فَقُلْتُ في نَفْسي: للَّه عَلِى أَلَّا أُصَلّي خَلْفَكَ صَلاةً أَبَدًا وإِنْ وَجَدْتُ قَوْمًا يُجاهِدُونَكَ لأُجاهِدَنَّكَ مَعَهُمْ. زادَ إِسْحاقُ في حَدِيثِهِ قالَ: فَقاتَلَ في الجَماجِم حَتَّى قُتِلَ (1).

4643 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، حَدَّثَنا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ عاصِمٍ قالَ: سَمِعْتُ الحَجّاجَ وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ يَقُولُ: اتَّقُوا اللَّهَ ما اسْتَطَعْتمْ لَيْسَ فِيها مَثْنَوِيَّةٌ، واسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لَيْسَ فِيها مَثْنَوِيَّةٌ لأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِ المَلِكِ، واللَّه لَوْ أَمَرْتُ النّاسَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنْ بابٍ مِنْ أَبْوابِ المَسْجِدِ فَخَرَجُوا مِنْ بابٍ آخَرَ لَحَلَّتْ لي دِماؤُهُمْ وَأَمْوالُهُمْ، واللَّه لَوْ أَخَذْتُ رَبِيعَةَ بِمُضَرَ لَكانَ ذَلِكَ لي مِنَ اللَّهِ حَلالًا، وَيا عَذِيري مِنْ عَبْدِ هُذَيْلٍ يَزْعُمُ أَنَّ قِراءَتَهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، واللَّه ما هي إِلَّا رَجَزٌ مِنْ رَجَزِ الأَعْرابِ ما أَنْزَلَها اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ عليه السلام وَعَذِيري مِنْ هذِه الحَمْراءِ يَزْعُمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَرْمي بِالحَجَرِ فَيَقُولُ إِلَى أَنْ يَقَعَ الحَجَرُ: قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، فَواللَّهِ لأَدَعَنَّهُمْ كالأَمْسِ الدّابِرِ. قالَ: فَذَكَرْتُهُ لِلأَعْمَشِ فَقالَ: أَنَا واللَّه سَمِعْتُهُ مِنْهُ (2).

4644 -

حَدَّثَنا عُثْمان بْنُ أَبي شَيْبَةَ، حَدَّثَنا ابن إِدْرِيسَ، عَنِ الأَعْمَشِ قالَ: سَمِعْتُ الحَجّاجَ يَقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: هذِه الحَمْراءُ هَبْرٌ هَبْرٌ أَما واللَّه لَقَدْ قَرَعْتُ عَصًا بِعَصًا لأَذَرَنَّهُمْ كالأَمْسِ الذّاهِبِ يَعْني: المَوالَي (3).

4645 -

حَدَّثَنا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، حَدَّثَنا جَعْفَرٌ يَعْني: ابن سُلَيْمانَ ح، حَدَّثَنا سُلَيْمانُ بْنُ داوُدَ، عَنْ شَرِيكٍ عَنْ سُلَيْمانَ الأَعْمَشِ قالَ: جَمَّعْتُ مَعَ الحَجّاجِ فَخَطَبَ

(1) رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 158.

وقال الألباني: ضعيف الإسناد مقطوع.

(2)

رواه ابن أبي الدنيا في "الإشراف في منازل الأشراف"(63)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 12/ 159. وقال الألباني: صحيح الإسناد.

(3)

صححه الألباني.

ص: 134

فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبي بَكْرِ بْنِ عَيّاشٍ قالَ فِيها: فاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا لِخَلِيفَةِ اللَّهِ وَصَفِيِّهِ عَبْدِ المَلِكِ بْنِ مَرْوانَ. وَساقَ الحَدِيثَ قالَ: وَلَوْ أَخَذْتُ رَبِيعَةَ بِمُضَرَ وَلَمْ يَذْكُرْ قِصَّةَ الحَمْراءِ (1).

4646 -

حَدَّثَنا سَوّارُ بْن عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنا عَبْدُ الوارِثِ بْن سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهانَ، عَنْ سَفِينَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خِلافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَةً ثُمَّ يُؤْتي اللَّهُ المُلْكَ -أَوْ مُلْكَهُ- مَنْ يَشاءُ". قالَ سَعِيدٌ: قالَ لي سَفِينَةُ: أَمْسِكْ عَلَيْكَ أَبا بَكْرٍ سَنَتَيْنِ وَعُمَرَ عَشْرًا وَعُثْمانَ اثْنَتَي عَشْرَةَ وَعَلي كَذا. قالَ سَعِيدٌ: قُلْتُ لِسَفِينَةَ: إِنَّ هؤلاء يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيّا عليه السلام لَمْ يَكُنْ بِخَلِيفَةٍ. قالَ: كَذَبَتْ أَسْتاهُ بَني الزَّرْقاءِ. يَعْني: بَني مَرْوانَ (2).

4647 -

حَدَّثَنا عَمْرُو بْن عَوْنٍ، حَدَّثَنا هُشَيْمٌ، عَنِ العَوّامِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ سَعِيدِ ابْنِ جُمْهانَ، عَنْ سَفِينَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خِلافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلاثُونَ سَنَةً، ثُمَّ يُؤْتي اللَّهُ المُلْكَ مَنْ يَشاءُ أَوْ مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ"(3).

4648 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاءِ، عَنِ ابن إِدْرِيسَ أَخْبَرَنا حُصَيْنٌ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظالِمٍ وَسُفْيانَ، عَنْ مَنْصُورِ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسافٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ ظالِمٍ المازِني قالَ: ذَكَرَ سُفْيانُ رَجُلًا فِيما بَيْنَهُ وَبَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظالِمٍ المازِني قالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قالَ: لَمّا قَدِمَ فُلانٌ الكُوفَةَ أَقامَ فَلانٌ خَطِيبًا فَأَخَذَ بِيَدي سَعِيدُ بْن زَيْدٍ فَقالَ: أَلا تَرى إِلَى هذا الظّالِمِ؟ فَأَشْهَدُ عَلَى التِّسْعَةِ إِنَّهُمْ في الجَنَّةِ وَلَوْ شَهِدْتُ عَلَى العاشِرِ لَمْ إِيثَمْ -قالَ ابن إِدْرِيسَ: والعَرَبُ تَقُولُ: آثَمْ- قُلْتُ: وَمَنِ التِّسْعَةُ؟ قالَ: قالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى حِراءٍ: "اثْبُتْ حِراءُ إِنَّهُ لَيْسَ

(1) قال الألباني: صحيح إلى الحجاج الظالم.

(2)

انظر الآتي.

(3)

رواه الترمذي (2226)، وأحمد 5/ 220.

وصححه الألباني في "الصحيحة"(459).

ص: 135

عَلَيْكَ إِلَّا نَبي أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ". قُلْتُ وَمَنِ التِّسْعَةُ؟ قالَ: رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمانُ وَعَلي وَطَلْحَةُ والزُّبَيْرُ وَسَعْدُ بْنُ أَبي وَقّاصٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْن عَوْفٍ. قُلْتُ: وَمَنِ العاشِرُ؟ فَتَلَكَّأَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قالَ: أَنا (1).

قالَ أَبُو داوُدَ: رَواهُ الأَشْجَعي، عَنْ سُفْيانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلالِ بْنِ يِسافٍ، عَنِ ابن حَيّانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ظالِمٍ بإِسْنادِهِ.

4649 -

حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ النَّمَري، حَدَّثَنا شُعْبَةُ، عَنِ الحُرِّ بْنِ الصَّيّاحِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الأَخْنَسِ أَنَّهُ كانَ في المَسْجِدِ فَذَكَرَ رَجُلٌ عَلِيّا عليه السلام فَقامَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فَقالَ: أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: "عَشْرَةٌ في الجَنَّةِ، النَّبي في الجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ في الجَنَّةِ، وَعُمَرُ في الجَنَّةِ، وَعُثْمانُ في الجَنَّةِ، وَعَلي في الجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ في الجَنَّةِ، والزُّبَيْرُ بْنُ العَوّامِ في الجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مالِكٍ في الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ في الجَنَّةِ". وَلَوْ شِئْتَ لَسَمَّيتُ العاشِرَ. قالَ: فَقالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ قالَ: فَقالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَقالَ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ (2).

4650 -

حَدَّثَنا أَبُو كامِلٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ الواحِدِ بْنُ زِيادٍ، حَدَّثَنا صَدَقَةُ بْن المُثَنَّى النَّخَعي، حَدَّثَني جَدّي رِياحُ بْنُ الحارِثِ قالَ: كُنْتُ قاعِدًا عِنْدَ فُلانٍ في مَسْجِدِ الكُوفَةِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الكُوفَةِ، فَجاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَرَحَّبَ بِهِ وَحَيّاهُ وَأَقْعَدَهُ عِنْدَ رِجْلِهِ عَلَى السَّرِيرِ، فَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكُوفَةِ يُقالُ لَهُ: قَيْسُ بْنُ عَلْقَمَةَ فاسْتَقْبَلَهُ فَسَبَّ وَسَبَّ، فَقالَ سَعِيدٌ: مَنْ يَسُبُّ هذا الرَّجُلُ؟ قالَ: يَسُبُّ عَلِيّا. قالَ: أَلا أَرى أَصْحابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبُّونَ عِنْدَكَ ثُمَّ لا تُنْكِرُ وَلا تُغَيِّرُ أَنا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُول وَإِنّي لَغَني أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ ما لَمْ يَقُلْ فَيَسْأَلُني عَنْهُ غَدًا إِذا لَقِيتُهُ: "أَبُو

(1) رواه الترمذي (3757)، والنسائي في "الكبرى"(8156)، وابن ماجه (133، 134)، وأحمد 1/ 188. وصححه الألباني.

(2)

رواه الترمذي (3748)، والنسائي في "الكبرى"(8210)، وابن ماجه (133)، وأحمد 1/ 188.

وصححه الألباني في "المشكاة"(6118).

ص: 136

بَكْرٍ في الجَنَّةِ وَعُمَرُ في الجَنَّةِ". وَساقَ مَعْناهُ ثُمَّ قالَ: لَمَشْهَدُ رَجُلٍ مِنْهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَغْبَرُّ فِيهِ وَجْهُهُ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ وَلَوْ عُمِّرَ عُمْرَ نُوحٍ (1).

4651 -

حَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، ح وَحَدَّثَنا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنا يَحْيَى -المَعْنَى- قالا: حَدَّثَنا سَعِيدُ بْن أَبي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتادَةَ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مالِكٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ نَبي اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَعِدَ أُحُدًا فَتَبِعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمانُ فَرَجَفَ بِهِمْ فَضَرَبَهُ نَبي اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرِجْلِهِ وقالَ:"اثْبُتْ أُحُدُ نَبي وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدانِ"(2).

4652 -

حَدَّثَنا هَنّادُ بْنُ السَّري، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ المُحارِبي، عَنْ عَبْدِ السَّلامِ ابْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبي خالِدٍ الدّالاني، عَنْ أَبي خالِدٍ مَوْلَى آلِ جَعْدَةَ، عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتاني جِبْرِيلُ فَأَخَذَ بِيَدي فَأَراني بابَ الجَنَّةِ الذي تَدْخُلُ مِنْهُ أُمَّتَي". فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: يا رَسُولَ اللَّهِ وَدِدْتُ أَنّي كُنْتُ مَعَكَ حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أَما إِنَّكَ يا أَبا بَكْرٍ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتَي"(3).

4653 -

حَدَّثَنا قُتَيْبَةُ بْن سَعِيدٍ وَيزِيدُ بْن خالِدٍ الرَّمْلي أَنَّ اللَّيْثَ حَدَّثَهُمْ، عَنْ أَبي الزُّبَيْرِ، عَنْ جابِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قالَ:"لا يَدْخُلُ النّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ"(4).

4654 -

حَدَّثَنا مُوسَى بْنُ إِسْماعِيلَ، حَدَّثَنا حَمّادُ بْنُ سَلَمَةَ، ح وَحَدَّثَنا أَحْمَدُ بْنُ سِنانٍ، حَدَّثَنا يَزِيدُ بْن هارُونَ، أَخْبَرَنا حَمّادُ بْن سَلَمَةَ، عَنْ عاصِمٍ، عَنْ أَبي صالِحٍ، عَنْ

(1) انظر الأحاديث السابقة.

(2)

رواه البخاري (3675).

(3)

رواه عبد اللَّه بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة"(258، 593)، وابن الأعرابي في "معجمه"(2370)، والطبراني في "الأوسط" 3/ 93 (2594).

وضعفه الألباني في "الضعيفة"(1745).

(4)

رواه الترمذى (3860)، والنسائي في "الكبرى"(11508)، وأحمد 3/ 350. ورواه مسلم (2496) من حديث جابر عن أم مبشر.

وإسناد أبي داود صححه الألباني في "صحيح الجامع"(7680).

ص: 137

أَبي هُرَيْرَةَ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ مُوسَى: "فَلَعَلَّ اللَّهَ". وقالَ ابن سِنانٍ-: "اطَّلَعَ اللَّهُ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ"(1).

4655 -

حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْن عُبَيْدٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ ثَوْرٍ حَدَّثَهُمْ عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْري، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قالَ: خَرَجَ النَّبي صلى الله عليه وسلم زَمَنَ الحُدَيْبِيَةِ فَذَكَرَ الحَدِيثَ. قالَ: فَأَتاهُ -يَعْني: عُرْوَةَ بْنَ مَسْعُودٍ- فَجَعَلَ يُكَلِّمُ النَّبي صلى الله عليه وسلم فَكلَّما كَلَّمَهُ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ والمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ قائِمٌ عَلَى رَأْسِ النَّبي صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ السَّيْفُ وَعَلَيْهِ المِغْفَرُ، فَضَرَبَ يَدَهُ بِنَعْلِ السَّيْفِ وقالَ: أَخِّرْ يَدَكَ عَنْ لْحِيَتِهِ. فَرَفَعَ عُرْوَةُ رَأْسَهُ فَقالَ: مَنْ هذا؟ قالُوا: المُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ (2).

4656 -

حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنا حَمّادُ بْن سَلَمَةَ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ إِياسٍ الجُرَيْري أَخْبَرَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ العُقَيْلِي، عَنِ الأَقْرَعِ مُؤَذِّنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ قالَ: بَعَثَنىِ عُمَرُ إِلَى الأُسْقُفِّ فَدَعَوْتُهُ فَقالَ لَهُ عُمَرُ: وَهَلْ تَجِدُني في الكِتابِ؟ قالَ: نَعَمْ. قالَ: كَيْفَ تَجِدُني؟ قالَ: أَجِدُكَ قَرْنًا. فَرَفَعَ عَلَيْهِ الدِّرَّةَ فَقالَ: قَرْنُ مَهْ؟ فَقالَ: قَرْنٌ حَدِيدٌ أَمِينٌ شَدِيدٌ. قالَ: كَيْفَ تَجِدُ الذي يَجَيءُ مِنْ بَعْدي؟ فَقالَ: أَجِدُهُ خَلِيفَةً صالِحًا غَيْرَ أَنَّهُ يُؤْثِرُ قَرابَتَهُ. قالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّه عُثْمانَ ثَلاثًا فَقالَ: كَيْفَ تَجِدُ الذي بَعْدَهُ؟ قالَ: أَجِدُهُ صَدَأَ حَدِيدٍ. فَوَضَعَ عُمَرُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ فَقالَ: يا دَفْراهُ يا دَفْراهُ. فَقالَ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ: إِنَّهُ خَلِيفَةٌ صالِحٌ وَلَكِنَّهُ يُسْتَخْلَفُ حِينَ يُسْتَخْلَفُ والسَّيْفُ مَسْلُولٌ والدَّمُ مُهْراقٌ (3). قالَ أَبُو داوُدَ: الدَّفْرُ: النَّتْنُ.

* * *

(1) رواه أحمد 2/ 295، والدارمي (2803)، وابن حبان (4798).

وصححه الألباني في "الصحيحة"(2732).

(2)

رواه البخاري (2731، 2732).

(3)

رواه ابن أبي شيبة 17/ 62 (32663)، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة"(2658). وضعفه الألباني.

ص: 138

باب في الخلفاء

[4632]

(ثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، قال محمد) ابن يحيى بن فارس (كتبته من كتابه: أنا معمر، عن الزهري، عن عبيد اللَّه ابن عبد اللَّه) بن عتبة بن مسعود (عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان أبو هريرة يحدث أن رجلًا أتى إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: إني أرى الليلة) في المنام (ظلة) وهي السحابة التي يستظل بها من تحتها (ينطف) بكسر الطاء، ويجوز الضم، أي: تقطر، والنطفة: القطرة من المائع (منها السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون بأيديهم) أي: يأخذون بأكفهم، ويحتمل أن يكون معناه: يأخذون من ذلك كفايتهم.

قال القرطبي: وهذا أليق بقوله: فالمستكثر من ذلك والمستقل (1). (فالمستكثر) منهم (والمستقل، وأرى سببًا) والسبب: الحبل، كقوله تعالى:{فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} (2)(واصلًا من السماء إلى الأرض) والواصل الموصول، فاعل بمعنى مفعول (فأراك يا رسول اللَّه أخذت به فعلوت [به])(3) إلى السماء [(ثم أخذ به رجل آخر فعلا به) إلى السماء](4).

(ثم أخذ به رجل آخر) ثالث (فعلا به) وارتفع (ثم أخذ به رجل آخر فانقطع) هذا الرجل عثمان؛ لأنه أخذ السبب فانقطع ولم يوصل له

(1)"المفهم" 6/ 31.

(2)

الحج: 15.

(3)

من "السنن".

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من (م).

ص: 139

بالخلافة، فإنه قتل؛ وإنما وصل لغيره، وهو علي رضي الله عنه (ثم وصل) بضم الواو وكسر الصاد مبني للمجهول (فعلا به) إلى السماء (قال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي وأمي) أي: أفديك بأبي وأمي من المكاره والمساوئ، واللَّه (لتدعني) بفتح اللام جواب القسم، وتشديد نون التوكيد (فلأعبرنها) هذِه الفاء زائدة، وتصح أن تكون هذِه اللام لام الأمر.

قال القرطبي: ولا تكون لام القسم؛ لما يلزم من فتحها، ومن دخول نون التوكيد في فعلها (1). قال ابن بطال: فيه أنه لا بأس للتلميذ أن يقسم على أستاذه أن يدعه يفتي في المسألة؛ لأن هذا القسم إنما هو بمعنى الرغبة والتدرب، وفيه جواز فتوى المفضول بحضرة الفاضل إذا كان مشارًا له بالعلم والإصابة (2).

(فقال: اعبرها) بسكون العين وضم الموحدة (قال: أما الظلة فظلة الإسلام) لأن الظلة نعمة من نعم اللَّه على أهل الجنة، وكذلك كانت على بني إسرائيل، وكذلك كانت تظل النبي صلى الله عليه وسلم أينما مشى قبل نبوته، تقي الأذى وتنعم المؤمنين في الدنيا والآخرة (وأما ما ينطف من السمن والعسل فهو القرآن لينه) بكسر اللام (وحلاوته) الظاهر أن اللين عائد على السمن، والحلاوة العسل، فأما اللين فظاهر في الزبد والسمن، وأما العسل فاللَّه جعله شفاء للناس، وقال في القرآن:{وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ} (3)، [وهو أبدًا حلو على الأسماع كحلاوة

(1)"المفهم" 6/ 31.

(2)

"شرح ابن بطال" 9/ 562.

(3)

يونس: 57.

ص: 140

العسل على المذاق، وكذلك جاء في الحديث:"إن في السمن شفاء] (1) من كل داء"(2).

(وأما المستكثر والمستقل فهو المستكثر من) حفظ (القرآن) وتلاوته (والمستقل منه) أي: من حفظه وتلاوته والفهم منه (وأما السبب الواصل من السماء إلى الأرض) وهو الحبل (فهو الحق الذي أنت عليه) وتدعو إليه (تأخذ به) أي: تتمسك به (فيعليك) أي: يرفعك (اللَّه) ويعلي قدرك في الدنيا والآخرة.

(ثم يأخذ به بعدك رجل) وهو أبو بكر الصديق (فيعلو به) ويرتفع به قدره (ثم يأخذ به رجل) وهو عمر بن الخطاب (آخر فيعلو به) ويرتفع (ثم يأخذ به رجل آخر) وهو عثمان (فينقطع) به (ثم يوصل) الحبل (له فيعلو به) قال بعضهم: إن المنام (3) يدل على خلع عثمان؛ لأنه الثالث الذي أخذ السبب فانقطع، غير أنه لم يوصل له بعود الخلافة فإنه قيل: إنما وصل لغيره، وهو علي رضي الله عنه.

قال القرطبي: وهذا إنما يصح إذا لم يرو في الحديث [له](4) على ما نبه عليه القاضي، فإنه قال ليس فيها [له](5) وإنما هو وصل فقط، وعلى هذا فيمكن أن ينسب الخطأ إلى هذا المعنى؛ لأنه تأول الوصل له

(1) ما بين المعقوفتين ساقط من (م).

(2)

رواه البغوي في "الجعديات"(2683)، والبيهقي 9/ 345 من حديث مليكة بنت عمرو الجعفية. وصححه الألباني في "الصحيحة"(1533).

(3)

في (ل)، (م): الإمام. والمثبت من "إكمال المعلم" 7/ 225.

(4)

و (5) زيادة من "المفهم".

ص: 141

ولغيره، لكن الرواية الصحيحة والموجود في الأصول التي وقفت عليها ثبوت له، وأنه وصل له بالشهادة والكرامة التي أعدها اللَّه تعالى له في الدار الآخرة (1)(أي) حرف نداء، والتقدير كما في الصحيحين: يا (2)(رسول اللَّه، لتحدثني، أصبت أم أخطأت؟ ) فيما عبرته (فقال صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا. قال: أقسمت يا رسول اللَّه لتحدثني) بفتح اللام جواب القسم (ما الذي أخطأت) فيه.

واختلف العلماء في "أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا" قال ابن قتيبة وآخرون: معناه: أصبت بيان تفسيرها وصادفت حقيقة تأويلها، وأخطأت في مبادرتك تفسيرها في غير أن آمرك به. وقال آخرون: الخطأ في سؤاله ليعبرها (3).

قال القرطبي: إنما لم يعين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه ليس من الأحكام التي أمر بتبليغها ولا أرهقت إليه حاجة، ولعله [لو عين](4) ما أخطأ فيه لأفضى (5) ذلك إلى الكلام في الخلافة ومن تتم له ومن لا تتم، فتتألم لذلك قلوب وتنفر نفوس، وتطرأ منه مفاسد، فسد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الباب، واللَّه أعلم (6).

(1)"المفهم" 6/ 32.

(2)

البخاري (7046)، مسلم (2269).

(3)

انظر: "شرح مسلم" للنووي 15/ 29.

(4)

ما بين المعقوفين ساقط من (ل)، (م)، والمثبت من "المفهم".

(5)

ساقطة من (م).

(6)

"المفهم" 6/ 33.

ص: 142

(فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقسم) قوله لأبي بكر: "لا تقسم" مع أنه قد أقسم، معناه: لا تعد إلى القسم، ففيه دليل على أن إبرار القسم ليس بواجب، وإنما هو مندوب إليه إذا لم يعارضه ما هو أولى منه.

[4633]

(ثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا محمد بن كثير) العبدي (قال: ثنا) أخي (سليمان بن كثير) العبدي، وكان أكبر من أخيه محمد بخمسين سنة، قال النسائي: ليس به بأس إلا في الزهري (1). وقال أبو حاتم: يكتب حديثه (2). قال الذهبي: وقد روى أيضًا عن عمرو بن دينار، وحدث عنه ابن مهدي وعفان وطائفة، وخرجوا له في الدواوين الستة (3).

(عن الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه) بن عتبة (عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذِه القصة) المذكورة بمعناه، و (قال) في زيادته (فأبى أن يخبره) يعني: بما أخطأ فيه.

[4634]

(ثنا محمد بن المثنى، ثنا محمد (4) بن عبد اللَّه) بن المثنى ابن عبد اللَّه بن أنس بن مالك (الأنصاري، حدثنا الأشعث) بن عبد اللَّه بن جابر الحداني البصري الأعمى. قال الذهبي: وثقه النسائي، وما رأيت أحدًا ضعفه (5). (عن الحسن) البصري (عن أبي بكرة) نفيع بن الحارث

(1) انظر: "تهذيب الكمال" 12/ 56.

(2)

"الجرح والتعديل" 4/ 138.

(3)

"ميزان الاعتدال" 2/ 221.

(4)

فوقها في (ل): (ع).

(5)

"تذهيب تهذيب الكمال" 1/ 398.

ص: 143

من فضلاء الصحابة (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: من رأى منكم رؤيا؟ ) فقد روى البخاري في الجنائز عن سمرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى أقبل علينا بوجهه فقال: "من رأى منكم الليلة رؤيا؟ " فإن رأى أحد رؤيا قصها، فيقول ما شاء اللَّه. فسألنا يومًا، فقال:"هل رأى أحد منكم رؤيا؟ " قلنا: لا. قال: "لكني رأيت الليلة رجلين أتياني. . " الحديث (1).

(فقال رجل: أنا رأيت كأن ميزانًا نزل من السماء فوزنت) فيه (أنت وأبو بكر) الصديق (فرجحت أنت بأبي بكر رضي الله عنه، ووزن عمر وأبو بكر) لفظ الترمذي: ووزن أبو بكر وعمر (2)(فرجح أبو بكر) على عمر، وفيه رجحان فضيلة أبي بكر على عمر وتقدمه عليه في الخلافة وغيرها (ووزن عمر وعثمان فرجح عمر) وفيه: فضيلة عمر على عثمان كما هو المعروف.

(ثم رفع الميزان، فرأينا الكراهة في وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) معنى ترجح كل واحد من الذين وزنوا أن الراجح في الميزان أفضل من المرجوح، وإنما ساءه -واللَّه أعلم- من الرؤيا التي ذكرها ما عرفه من تأويل رفع الميزان، فإن فيه احتمالا؛ لاحتمال ريبة الأمر في زمان القائم به بعد عمر رضي الله عنه عما كان عليه من النفاذ والاستعلاء والتمكن بالتأييد، ويحتمل أن يكون المراد من الوزن موازنة أيامهم لما كان يطرأ فيها من رونق الإسلام، ثم إن الموازنة إنما تراعى في الأشياء المقاربة مع مناسبة ما، فيظهر الرجحان، فأما إذا تباعدت كل التباعد لم يبق

(1) البخاري (1386).

(2)

"سنن الترمذي"(2287).

ص: 144

للموازنة معنى يوجد، فلهذا رفع الميزان. قيل: وإنما لم يوزن عثمان على علي؛ لأن خلافة علي تكون مع افتراق الصحابة فرقتين: فرقة معه، وفرقة مع معاوية، فلا تكون خلافة مستقرة متفقًا عليها.

[4635]

(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد) بن جدعان البصري، أخرج له مسلم في الجهاد (1) (عن عبد (2) الرحمن بن أبي بكرة) أول مولود بالبصرة (عن أبيه) أبي بكرة نفيع بن الحارث (أن النبي صلى الله عليه وسلم[قال ذت يوم: أيكم رأى رؤيا]؟ (3)، فذكر معناه، ولم يذكر) فيه (الكراهية) و (قال) فيه (فاستاء) بمد الهمزة، بوزن استاك، يقال: استاء فلان بمكان. إذا ساءه ذلك (لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. يعني: فساءه ذلك) وهو مما جاء فيه افتعل من السوء، بمعنى فعل المجرد، نحو: اقتدر بمعنى قدر، واستمع بمعنى سمع.

(فقال: خلافة نبوة) قال النووي في قوله صلى الله عليه وسلم: "الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكًا": لم يكن في ثلاثين سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي رضي الله عنهما، قال: والمراد في حديث: "الخلافة ثلاثون سنة" خلافة النبوة، قال: وقد جاء مفسرًا في بعض الرواية: "خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكًا" انتهى (4). ولعل المراد بخلافة النبوة: خلافة العدل،

(1)"صحيح مسلم"(1789).

(2)

فوقها في (ل): (ع).

(3)

ما بين المعقوفين مستدرك من "السنن".

(4)

"مسلم بشرح النووي" 12/ 201.

ص: 145

وإظهار العدل كالخلفاء الأربعة وعمر بن عبد العزيز المنزلون منزلة النبوة في إظهار الحق.

(ثم يؤتي اللَّه) تعالى (الملك من يشاء) أي: يعطي اللَّه من يشاء النصيب الذي قسمه له من الملك والحكم.

[4636]

(ثنا عمرو بن عثمان) بن سعيد الحمصي، صدوق حافظ (ثنا محمد بن حرب) الخولاني الحمصي (عن) محمد بن الوليد (الزبيدي) أخرج له الشيخان (عن ابن شهاب، عن عمرو بن أبان بن عثمان) الأموي، مقبول.

(عن جابر بن عبد اللَّه أنه كان يحدث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: أري) بضم الهمزة وكسر الراء، مبني للمجهول (1) (الليلة) نصب على الظرف (رجل) بالرفع نائب عن الفاعل (2) (صالح) والصالح هو القائم بحقوق اللَّه وحقوق عباده (أن أبا بكر) الصديق رضي الله عنه (نيط) بكسر النون (برسول اللَّه) أي: عُلق، والياء الساكنة بدل من الواو، يقال: نطت هذا الأمر بفلان أنوطه، وقد نيط به فهو منوط.

(ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر، قال جابر) بن عبد اللَّه (فلما قمنا من عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قلنا) فيما بيننا (أما الرجل الصالح فرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأما تنوط) بتشديد الواو المضمومة، أي: تعلق (بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر) من الأمراء والحكام (الذي بعث اللَّه به نبيه صلى الله عليه وسلم) وهو الحكم والقضاء بين الخلق بالشريعة المحمدية.

(1) في (م): للمفعول.

(2)

في (م): الرجل.

ص: 146

(قال) المصنف (رواه يونس) بن يزيد الأيلي (وشعيب) بن أبي حمزة دينار، عن الزهري (لم يذكرا عمرًا) بل ذكراه عن جابر، فيكون الحديث منقطعًا؛ لأن الزهري لم يسمع من جابر بن عبد اللَّه.

[4637]

(ثنا محمد بن المثنى، حدثني عفان بن مسلم) الصفار الحافظ (ثنا حماد بن سلمة، عن أشعث بن عبد الرحمن) الجرمي، وثقه ابن معين (1)(عن أبيه) عبد الرحمن الأزدي الجرمي، مقبول ([عن سمرة بن جندب] (2) أن رجلًا قال: يا رسول اللَّه: رأيت كأن دلوًا دلي) أرسل، وأدليت الدلو: أرسلتها في البئر (من السماء، فجاء أبو بكر فاخذ بعَرَاقِيها) بفتح العين المهملة، والراء المخففة، وكسر القاف، جمع عرقوة بفتح العين، كترقوة جمعها تراقي، وعرقوة الدلو هي الأعواد التي تجعل على فم الدلو كالصليب تشد في عرى الدلو ليعلق بها الحبل، وقد عرقت الدلو إذا ركبت العرقوة فيها.

(فشرب) منها (شربًا ضعيفًا) ضعف شربه رضي الله عنه إشارة إلى قصر مدة ولايته، فإن خلافته كانت سنتين ونصفًا (ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها) بكسر القاف كما تقدم (فشرب حتى تضلع) يعني: فشرب حتى روي وتمدد جنبه وأضلاعه، وهو إشارة إلى طول ولايته، فإنه ولي عشر سنين وشيئًا، فذلك تضلعه.

(ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع) أي: روي من الشرب وتملأت ضلوعه وأجنابه كعمر (ثم جاء علي رضي الله عنه فأخذ

(1)"تاريخ ابن معين" رواية الدارمي (113).

(2)

مستدركة من "السنن".

ص: 147

بعراقيها فانتشطت) أي: انحلت وسال ماؤها.

(وانتضح عليه منها) أي: من مائها (شيء) وانتشاط الدلو هنا اضطرابها حتى ينتضح ماؤها على الشارب، وهو إشارة إلى ما حصل في زمانه من اضطراب أمر الصحابة واختلافهم.

[4646]

(1)(ثنا سوار) بفتح السين المهملة، وتشديد الواو، وبعد الألف راء، وهو (ابن عبد اللَّه) بن سوار العنبري، ثقة (ثنا عبد (2) الوارث بن سعيد) بن ذكوان التميمي (عن سعيد بن جمهان) بضم الجيم وإسكان الميم، الأسلمي البصري، صدوق.

(عن سفينة) واسمه مهران، مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: خلافة النبوة ثلانون سنة، ثم يؤتي اللَّه الملك [أو ملكه]) (3) بعد ذلك (من يشاء) تقدم في الحديث قبله رواية مسلم وما يتعلق (قال سعيد) بن جمهان (قال لي سفينة) مولى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (أمسك) بفتح همزة القطع (عليك) أي: أمسك عدد أعوام الخلافة (أبو (4) بكر سنتين) يعني: ونصفًا، خلافة (وعمر عشرًا) أي: عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام (و) خلافة (عثمان اثنتي عشرة) سنة، وقيل غير ذلك (وعلي كذا) أي: أربع سنين وتسعة أشهر وثمانية أيام، فالجملة قريب من ثلاثين، وهي خلافة النبوة.

(قال سعيد) بن جمهان (قلت لسفينة) زاد الترمذي: فحسبناها ثلاثين سنة، قال سعيد: قلت له (5)(إن هؤلاء يزعمون) أن الخلافة فيهم، و (أن

(1) الأحاديث من [4638] على [4645] لم يتعرض لها المصنف بالشرح.

(2)

فوقها في (ل): (ع).

(3)

من "السنن".

(4)

كذا في النسخ، وفي المطبوع: أبا.

(5)

"سنن الترمذي"(2226) وفيه: (فوجدناها).

ص: 148

عليًّا رضي الله عنه لم يكن بخليفة) لفظ الترمذي: فقلت له: إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم (1)(قال: كذبت أستاه) جمع است، وأصل الاست: سته، بفتح السين وسكون التاء، فجمع على الأصل، فحذفت الهاء من آخر سته، وعوض منها الهمزة أوله، وأصل الاست: العجز، فيقال: رجل مستهًا إذا كان ضخم الأليتين، ومنه حديث الملاعنة:"إن جاءت به مستهًا مجعدًا فهو لفلان"(2)، ويطلق الاست على حلقة الدبر، ويشبه أن يكون المراد هنا بالأستاه حلقات دبرهم، وهو على حذف مضاف تقديره: كذبت أصوات أستاههم، فشبه كلامهم الكذب بضراط الإست ([بني الزرقاء] (3) يعني: بني مروان) (4).

[4648]

(ثنا محمد بن العلاء، عن) عبد اللَّه (بن إدريس)(5) بن يزيد الكوفي (أنبا حصين)(6) بضم الحاء، وفتح الصاد المهملتين، وهو ابن عبد الرحمن السلمي الكوفي (عن هلال بن يساف) أخرج له مسلم (عن عبد اللَّه بن ظالم) المازني، وُثق (وسفيان، عن منصور) بن المعتمر.

(عن هلال بن يساف، عن عبد اللَّه بن ظالم المازني، ذكر سفيان رجلًا فيما بينه) أي: بين هلال بن يساف وبين عبد اللَّه، ورواه النسائي عن فلان

(1) السابق.

(2)

بهذا اللفظ ذكره ابن الأثير في "النهاية" 2/ 342.

وروى البيهقي في "السنن" 7/ 407 عن ابن عباس: أن رجلًا جاء إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . والذي رميت به خدلًا إلى السواد جعدًا قططًا مستهًا.

(3)

من "السنن".

(4)

الحديث [4647] لم يتعرض له المصنف بشرح.

(5)

و (6) فوقها في (ل): (ع).

ص: 149

[بن](1) حيان، عن عبد اللَّه بن ظالم (2).

(وبين عبد اللَّه بن ظالم المازني قال) عبد اللَّه بن ظالم (سمعت سعيد ابن زيد ابن عمرو بن نفيل) بن عبد العزى بن أبي رياح القرشي العدوي أحد العشرة من السابقين الأولين.

(قال: لما قدم فلان) إلى (الكوفة) أميرًا (أقام فلانًا) أي: أقام الأمير فلانًا (خطيبًا) يخطب بهم، وفي بعض النسخ: أقام فلان يعني: فلانًا خطيبًا (فأخذ بيدي) بكسر الدال على الإفراد (سعيد) بالرفع؛ لأنه فاعل الأخذ (بن زيد) بن عمرو بن نفيل.

(فقال: ألا ترى إلى هذا الظالم؟ ! ) سماه ظالمًا؛ لمجاوزته الحد حيث عدل في الخطابة عن سعيد بن زيد أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ومن أفضل السابقين الأولين، وأقام للخطابة والإمامة غيره، والأظهر أنه إنما سماه ظالمًا؛ لأنه لما خطب سبَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه، كما سيأتي (فأشهد) بفتح همزة المضارعة (على التسعة) التي عد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم (إنهم في الجنة) وقوله:"إنهم في الجنة" معناه أنهم من أهل الجنة (ولو شهدت على العاشر) أي: شهدت له بأنه من أهل الجنة (لم إيثم) بكسر الهمزة، وسكون المثناة تحت، وكسر الهمزة لغة لبعض العرب في (أأثم) وذلك أنهم يكسرون حرف المضارعة.

قال أبو جعفر الطوسي: هي لغة هذيل في نحو: تعلم، كما قرئ (ولا تِركنوا) بكسر التاء، وسمع بعض العرب يقول في المسعى: إنك

(1) ساقطة من (ل)، (م).

(2)

"السنن الكبرى" 5/ 58 - 59.

ص: 150

تِعلم ما لا نِعلم. بكسر التاء والنون، ونحو: تِنطلق، الذي ماضيه بهمزة وصل، ومنه قرئ:(يوم تِبيض وجوه وتِسود وجوه)(1)، وقرأ عبيد بن عمير وزر بن حبيش:(إياك نِستعين) بكسر النون (2)، وعلى هذِه اللغة لما كسرت الهمزة في (إأثم) انقلبت الهمزة الأصلية ياءً.

(قال) عبد اللَّه (ابن إدريس: والعرب) أي: جمهورهم وأكثرهم (تقول) لم (آثم) بمد الهمزة، كما {نَسْتَعِينُ} وبفتح أوله قراءة الجمهور.

(قلت: ومن) بفتح الميم استفهامية (التسعة؟ قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو على حرا) يوضحه لفظ الترمذي: قيل: وكيف ذلك؟ قال: كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بحراء، فقال (3): وحراء تمد وتقصر، وتذكر وتؤنث، وتصرف ولا تصرف، والأعرف الصحيح أنه مذكر ممدود ومصروف، وهو جبل على ثلاثة أميال من مكة.

(اثبت حرا) لفظ البخاري: عن أنس: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أُحُدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان (4).

ولفظ مسلم: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال:"اهدأ فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد"(5). وفي رواية له: "اسكن حراء"،

(1) وهي قراءة يحيى بن وثاب، انظر: تفسير الثعلبي "الكشف والبيان" 9/ 135.

(2)

انظر: "البحر المحيط" 1/ 23.

(3)

"سنن الترمذي"(3757).

(4)

البخاري (3697).

(5)

مسلم (2417/ 50).

ص: 151

وزاد: سعد بن أبي وقاص (1).

(إنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد) بـ (أو) التي للتقسيم والتنويع، فالنبي: إشارة إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، والصديق: إشارة إلى أبي بكر، والشهيد: إشارة إلى الباقين؛ فأما عمر فقتله العلج، وأما عثمان فقتل مظلومًا، وعلى غيلة، وأما طلحة والزبير فقتلا يوم الجمل منصرفين عنه تاركين له، وأما أبو عبيدة فمات بالطاعون وهو شهادة.

(قلت: ومن التسعة؟ قال) أولهم (رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، و) ثانيهم (أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة) بن عبيد [اللَّه بن عثمان بن كعب بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي (والزبير وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن](2) بن عوف، قلت: ومن) هو (العاشر؟ فتلكأ) بتشديد الكاف المفتوحة، وهمزة بعدها، أي: تبطأ في الجواب وتوقف فيه (هنية) بهمزة بعد الياء وتبدل ياء وتدغم في الياء التي قبلها وهو تصغير: هنة، ويقال: هنيهة أيضًا، ومعناه القليل من الزمان.

(ثم قال: أنا) فيه رد على من كره أن يقول الإنسان: أنا، قال: لأن أول من قالها إبليس، والصحيح جوازه؛ لوروده في الكتاب والسنة.

(قال) المصنف: (رواه) عبيد اللَّه بن عبيد الرحمن بتصغير العبيدين (الأشجعي) الكوفي، أخرج له الشيخان (عن سفيان) الثوري (عن منصور، عن هلال بن يساف، عن ابن حيان) بفتح الحاء المهملة (3)

(1) السابق.

(2)

ما بين المعقوفتين ساقط من (م).

(3)

ساقطة من (م).

ص: 152

وتشديد المثناة تحت، قال شيخنا ابن حجر: لم يُسَم، ويقال: اسمه حيان بن غالب (1).

(عذن عبد اللَّه بن ظالم) المازني (بإسناده) المذكور.

[4649]

(ثنا حفص بن عمر) الأزدي (النمري) بفتح النون والميم شيخ البخاري (ثنا (2) شعبة، عن الحر) بضم الحاء المهملة وتشديد الراء (ابن الصياح) النخعي ثقة (عن عبد الرحمن بن الأخنس أنه كان في المسجد) الظاهر أنه مسجد الكوفة.

(فذكر رجل) في خطبته (عليًّا) وسبه (فقام سعيد بن زيد) بن عمرو بن نفيل (فقال: أشهد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أني سمعته وهو يقول: عشرة) لا يدل على نفي من سواهم أنه ليس في الجنة؛ لأن مفهوم العدد ليس بحجة.

و(في الجنة: النبي صلى الله عليه وسلم[في الجنة] (3) وأبو بكر) الصديق (في الجنة، وعمر) بن الخطاب (في الجنة، وعثمان) بن عفان (في الجنة، [وعلي) بن أبي طالب (في الجنة] (4) وطلحة) بن عبيد اللَّه الخير (في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن) أبي وقاص، واسمه (مالك) بن وهيب بن عبد مناف الزهري ([في الجنة] (5) وعبد الرحمن بن عوف في الجنة) قال (ولو شئت لسميت العاشر، قال) عبد الرحمن بن الأخنس (فقالوا: من هو؟

(1)"تقريب التهذيب"(8466).

(2)

في (م): ابن.

(3)

ليست في النسخ، أثبتناها من "السنن".

(4)

ما بين المعقوفتين ساقط من (م).

(5)

ليست في النسخ، أثبتناها من "السنن".

ص: 153

فسكت، قال: فقالوا) له ثانيًا (من هو؟ قال: [هو] (1) سعيد بن زيد) ابن عمرو بن نفيل.

ورواه الترمذي، وقال: حديث حسن إلا أنه لم يذكر لفظه (2).

[4650]

(حدثنا أبو كامل) فضيل بن الحسين الجحدري، شيخ مسلم (ثنا عبد الرحمن بن زباد) بن أنعم قاضي أفريقية (3)(ثنا صدقة بن المثنى) ابن رياح بن الحارث (النخعي) الكوفي، قال أبو عبيد الآجري عن المصنف: ثقة (عن) جده (4)(رباح) بكسر الراء، وتخفيف المثناة تحت (ابن الحارث) النخعي الثقة.

(قال: كنت قاعدًا عند فلان في مسجد الكوفة، وعنده أهل الكوفة) وفلان المبهم هو المغيرة بن شعبة (فجاء سعيد [بن زيد] (5) بن عمرو ابن نفيل رضي الله عنه، فرحب به) قال له: مرحبًا، ومعناه: لقيت رحبًا وسعة (وحياه) أي: دعا له بالبقاء والحياة، وقيل: هو من استقبال (6) المحيا، وهو الوجه، وقيل: سلم عليه (7)، وفي الحديث: إن الملائكة قالت لآدم عليه السلام: "حياك اللَّه وبياك"(8).

(1) من "السنن".

(2)

بعد حديث (3757).

(3)

هكذا ذكر المصنف، والصواب أنه (عبد الواحد بن زياد العبدي).

(4)

في المطبوع: حدثني جدي.

(5)

ساقطة من (م).

(6)

في النسخ: استقبل.

(7)

بعدها في (ل)، (م): فهو. وباقي الكلام: فهو من التحية: السلام. كما في "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 471، "لسان العرب" مادة: حيا.

(8)

رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 7/ 420.

ص: 154

(وأقعده عند رجله) يشبه أن المراد: أقعده أمامه عند ركبتيه وفخذه، فإن الرجل تطلق على الفخذ وما اتصل به، كما قيل في حديث الصعب ابن جثامة أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل حمارٍ وهو محرم (1).

قيل: أراد فخذه، وقيل: أحد شقيه (2)، ويحتمل أن المراد: أقعده عند شقه، يعني: إلى جانبه، واللَّه أعلم، فإني لم أجد من ضبطها ولا تكلم عليها (على السرير) إكرامًا له (فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له: قيس بن علقمة (3) فاستقبله فسب وسب، فقال سعيد) بن زيد (من يسب هذا الرجل؟ ) وفي رواية: فقال سعيد: يا مغيرة من يسب؟ (4)(قال: يسب عليًّا رضي الله عنه. قال: ألا أرى أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسبون عندك ثم لا تنكر) ذلك (ولا تغيره) وفيه الإنكار على من سمع سب من هو غائب أو سمع غيبته وسكت، ولم يرد عن عرض أخيه.

(أنا سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول، وإني) واللَّه (لغني) عن (أن أقول عليه ما لم يقل، فيسألني عنه غدًا) يوم القيامة (إذا لقيته) وفيه أن الأموات يعرفون بأحوال الأحياء، لا سيما الأنبياء والرسل والشهداء، سمعته يقول:(أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وساق) الحديث و (معناه، ثم قال) واللَّه (لمشهد رجل منهم [مع رسول اللَّه] (5) يغبر)

(1) رواه مسلم (1194/ 53).

(2)

انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 204.

(3)

بعدها بياض في (ل)، (م).

(4)

انظر: "السنة" لابن أبي عاصم 2/ 619.

(5)

من "السنن".

ص: 155

بسكون الغين المعجمة، وفتح الباء الموحدة وتشديد الراء (فيه وجهه) أي: ينكمش وتظهر فيه الكآبة والتحزن، لما يظهر فيه عند إثارة الغبار من الغبرة، وذلك لما يسمعون من رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من مواعظ القرآن والتخويفات المهولة، ومنه حديث مشاجع: فخرجوا مغبرين (1).

(خير من عمل أحدكم) من صيام أحدكم وقيام نهاره (2)(ولو عُمِّرَ عُمْرَ نوح) بن لمك بن متوشلخ بن إدريس، فقد قيل: إن نوحًا أرسل وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة، ومكث في قومه يدعوهم إلى اللَّه ألف سنة إلا خمسين سنة، وعاش بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة.

[4651]

(ثنا مسدد، ثنا يزيد (3) بن زريع) البصري الحافظ (وثنا مسدد، ثنا يحيى) بن سعيد القطان (المعنى قالا: ثنا سعيد بن أبي عروبة) مهران اليشكري (عن قتادة، أن أنس بن مالك حدثهم أن نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم صعد) بكسر العين (أحدًا فتبعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف) بفتح الجيم، أي: تحرك واضطرب (بهم، فضربه نبي اللَّه صلى الله عليه وسلم برجله، وقال: اثبت) يا (أحد) جبل بالمدينة، سمي بذلك لتوحده وانقطاعه عن جبال أخر هناك، وقد اتفق صعوده صلى الله عليه وسلم وأصحابه جبل أحد وحراء حال تزلزلهما تحتهم رضي الله عنهم.

وهذا علم من أعلام النبوة في إخباره بالغيوب التي تقع وانخراق العادات له في تمييز الجمادات لإدراكه الكلام حال مخاطبتها فإنما

(1) ذكره ابن الأثير في "النهاية" 3/ 337 وغيره.

(2)

كذا في النسخ، وقوامه: من صيام أحدكم نهاره وقيام ليله.

(3)

فوقها في (ل): (ع).

ص: 156

عليك (نبي) رسول اللَّه (وصديق) أبو بكر (وشهيدان) عمر وعثمان رضي الله عنهم.

[4652]

(ثنا هناد بن السري، عن عبد (1) الرحمن بن محمد المحاربي) براء مكسورة قبل الموحدة، الكوفي (عن عبد (2) السلام بن حرب) النهدي الكوفي (عن أبي خالد) يزيد بن عبد الرحمن (الدالاني) نسبة إلى دالان بن سابقة بن ناسح (3) بطن من همدان، كان ينزل في بني دالان، فنسب إليهم وليس منهم، وثقه أبو حاتم الرازي (4).

(عن أبي خالد)(5) لا يعرف اسمه، وهو (مولى آل جعدة) ابن هبيرة المخزومي القرشي (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل عليه السلام فأخذ بيدي فأراني باب الجنة الذي تدخل منه أمتي) لعل هذا كان في ليلة الإسراء حين عرج به جبريل إلى السموات ثم إلى سدرة المنتهى، وفي بيت المقدس إلى جانب الصخرة مكان يتبرك به يسمى باب الجنة، فلعل جبريل أراه باب الجنة من أبواب السماء الذي تصعد منه أعمال هذِه الأمة، وهو بعيد.

(فقال أبو بكر رضي الله عنه: يا رسول اللَّه وددت) بكسر الدال الأولى (أني كنت معك) تلك الليلة (حتى انظر إليه) فيه مشروعية تمني رؤية أماكن الخير والسعادة (فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل) من أبواب (الجنة من أمتي) هذِه خصيصة من خصائص أبي بكر

(1) فوقها في (ل): (ع).

(2)

فوقها في (ل): (ع).

(3)

في (ل)، (م):(ياسر)، والمثبت من "تهذيب الكمال" 33/ 274.

(4)

"الجرح والتعديل" 9/ 277.

(5)

فوقها في (ل): (د).

ص: 157

الصديق مما لم يشاركه فيها أحد من الصحابة ولا من دونهم، ولأبي بكر رضي الله عنه خصائص تزيد على الثلاثين هذِه منها، وهي كونه أول من يدخل الجنة من هذِه الأمة، كما أنه أول من أسلم من الرجال وأول من وضع الحجر في مسجد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأول من أعتق المعذبين في سبيل اللَّه مثل بلال وغيره من العبيد والإماء، وأول من جمع بين اللوحين، وأول من دعا إلى الإسلام برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأول من هاجر مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأول من عوقب في سبيل اللَّه فإنه لما أسلم أخبرت قريش بإسلامه فثار إليه المشركون يضربونه ووطئوه بأقدامهم حتى أن الملعون عتبة بن ربيعة جعل يضربه بنعلين مخصوفين ويُحَرِّفُهُما بوجهه حتى لم يعرف أنفه من وجهه، وأول من صلى مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من الرجال، وأول من غير رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم اسمه، كان اسمه عبد الكعبة، فسماه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم عبد اللَّه، ولعله كُني بأبي بكر لابتكاره في هذِه الخصال فإنه كان أولًا فيها.

[4653]

(ثنا قتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد) بن يزيد (الرملي) الثقة الزاهد (أن الليث حدثهم عن أبي (1) الزبير) محمد بن مسلم بن تدرس المكي (عن جابر) بن عبد اللَّه رضي الله عنهما (عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا يدخل النار) زاد مسلم: "إن شاء اللَّه"(2).

قال العلماء: لا يدخل النار (أحد ممن بايع) قطعًا؛ لقوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} (3) فإن من

(1) فوقها في (ل): (ع).

(2)

"صحيح مسلم"(3496).

(3)

الفتح: 18.

ص: 158

رضي اللَّه عنه لا يُدخله النار، والمبايعون كانوا ألفًا وأربعمائة، واستثناؤه في رواية مسلم بـ "إن شاء اللَّه" استثناء في واجب وقوعه؛ لأن اللَّه أعلم بحصوله بقوله في الآية:{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ} ولغيره من الأحاديث، فصار (إن شاء اللَّه) للتبرك، لا للشك، فهو كقوله:{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} (1).

(تحت الشجرة) وهي شجرة بيعة الرضوان وكانت بالحديبية، بايعوا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على الموت أو على ألا يفروا على خلاف بين الرواة، ثم إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم صالح أهل مكة فكفى اللَّه المؤمنين القتال، وأحرز لهم الثواب وأثابهم فتحًا قريبًا ورضوانًا عظيمًا.

[4654]

(ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، وثنا أحمد بن سنان) القطان الواسطي، شيخ الشيخين.

(ثنا يزيد بن هارون) قال: (ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح) السمان (عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: قال موسى) بن إسماعيل في روايته (فلعل اللَّه) تعالى (وقال) أحمد (بن سنان) فلعل (اطلع (2) اللَّه على أهل بدر، فقال) لهم (اعملوا ما شئتم) فيه إباحة كل الأعمال والتخيير فيما شاؤوا من الأفعال (3)، وذلك في الشريعة محال، إذ المعلوم من قواعدها أن التكاليف بالأوامر والنواهي متوجه

(1) الفتح: 27.

(2)

ورواية موسى بن إسماعيل التي فيها الترجي هي الموافقة لما في "صحيح البخاري"(3007) وفي غير ما موضع، و"صحيح مسلم"(2494/ 161) من حديث علي.

(3)

في (م): الأعمال.

ص: 159

على كل من كان موصوفًا بشرائطها إلى موته (1)، ولما لم يصح ذلك الظاهر اضطر إلى تأويله (2)، فقال أبو الفرج ابن (3) الجوزي: ليس قوله: "اعملوا ما شئتم" للاستقبال، وإنما هو للماضي، تقديره: أي عمل كان لكم (فقد غفرت) ذلك (لكم) ويدل على ذلك شيئان:

أحدهما: لو كان للمستقبل لقال: شاء، غفر.

والثاني: أنه كان يكون إطلاقًا في الذنوب، ولا وجه لذلك، ويوضح هذا أن القوم خافوا من العقوبة مما بعد، فقال عمر: يا حذيفة، هل أنا منهم (4)؟ واستشكله القرطبي بأن (اعملوا) صيغته صيغة الأمر، وهي موضوعة للاستقبال، ولم تضع العرب صيغة الأمر موضع الماضي لا بقرينة، ولا بغير قرينة، هكذا نَصَّ عليه النحويون، وصيغة الأمر إذا وردت بمعنى الإباحة، إنما هي بمعنى الإنشاء والابتداء، لا بمعنى الماضي (5). والمراد بالغفران في الآخرة [فقد جلد](6) مسطح في الحد، وكان بدريًّا.

[4655]

(ثنا محمد بن عبيد) بن حساب الغبري، شيخ مسلم (أن محمد بن ثور) الصنعاني العابد، ثقة (حدثهم عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة) بن نوفل الزهري، أمه

(1) في (ل، م): موتها. والمثبت من "المفهم".

(2)

انظر: "المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم" 9/ 234.

(3)

ساقطة من (م).

(4)

"كشف المشكل من حديث الصحيحين" 1/ 142.

(5)

"المفهم" 6/ 441.

(6)

بياض في (م) بمقدار كلمتين.

ص: 160

عاتكة أخت عبد الرحمن بن عوف (قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية) بتخفيف الياء قرية قريبة من مكة، سميت ببئر هناك.

(فذكر الحديث) بطوله، و (قال) فيه (فأتاه يعني: عروة بن مسعود) الثقفي، فجلس بين يديه (فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم) ويقول: يا محمد جمعت أرباب الناس ثم جئت بهم، إنها قريش خرجت معها العوذ المطافيل (1)، قد لبسوا جلود النمور يعاهدون اللَّه لا تدخلها عليهم غرة أبدًا، واللَّه لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدًا، وأبو بكر الصديق خلف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قاعدًا، فقال: امصص بظر اللات (2)، أنحن ننكشف عنه؟ ! فقال: من هذا يا محمد؟ قال: "ابن أبي قحافة" قال: أما واللَّه لولا يد لك كانت عندي لكافأتك بها، وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم (3)(فكلما كلمه) كلمة (أخذ بلحيته) يتناولها بيده (والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم) في الحديد (ومعه السيف، وعلىه المغفر) قال الأصمعي: هو زَرَدٌ ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة (4). وقال غيره: هو غطاء الرأس من السلاح كالبيضة وشبهها من الحديد.

(1) العوذ المطافيل: هي الإبل مع أولادها، فالعوذ جمع عائذ وهي الناقة إذا وضعت، والمُطْفِل هي الناقة القريبة العهد بالنتاج معها طفلها، كما قال ابن الأثير في:"النهاية في غريب الحديث والأثر" 3/ 130.

(2)

امصص بظر اللات: كلمة سب تستعملها العرب لمن تقابحه وتسبه وأكثر ما يضيفون ذلك للأم. انظر: "مشارق الأنوار" 1/ 88.

(3)

رواه البخاري (2731 - 2732).

(4)

انظر: "السلاح" لأبي عبيد ابن سلام (ص 29).

ص: 161

(فضرب) المغيرة (يده) أي: يد عروة بن مسعود حين تناول لحية رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقرعها (بنعل السيف) وهي الحديدة التي تكون في أسفل السيف، وكانت نعل سيف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من فضة (فقال: أخر يدك عن لحيته) واكففها عن وجه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل ألا تصل إليك (فرفع عروة رأسه) إلى المغيرة (فقال: من هذا؟ ) وما رفع رأسه إليه إلا أنه كان جالسًا والمغيرة واقف.

وفيه: مشروعية الوقوف على رأس الأمير بالسلاح بحضرة رسول الكفار، وإظهار عز الإسلام؛ ليوقع الرعب في قلوبهم، وفيه ملازمة الآداب الكبيرة، وتعظيم الملوك بحضرتهم.

(قالوا) هو (المغيرة بن شعبة) وفي رواية لغير المصنف: فقال عروة: من هذا يا محمد؟ قال: "هو ابن أخيك المغيرة بن شعبة". قال: أي غدر! وهل غسلت عورتك إلا بالأمس (1)؟ ! كذا وقع في الخبر، قالوا: وإنما هو عم أبيه، هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود، فعروة وأبو عامر أخوان (2).

* * *

(1) رواها أحمد 4/ 323.

(2)

الحديث رقم (4656) لم يتعرض له المصنف بالشرح.

ص: 162