الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
25 - باب في جُلُوسِ الرَّجُلِ
4846 -
حَدَّثَنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْن إِبْراهِيمَ، قالَ: حَدَّثَني إِسْحاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصاري، عَنْ رُبَيْحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْري أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَ إِذا جَلَسَ احْتَبَى بِيَدِهِ.
قالَ أَبُو داوُدَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْراهِيمَ شَيْخٌ مُنْكَرُ الحَدِيثِ (1).
4847 -
حَدَّثَنا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ وَمُوسَى بْن إِسْماعِيلَ قالا: حَدَّثَنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسّانَ العَنْبَري قالَ: حَدَّثَتْني جَدَّتاي صَفِيَّةُ وَدُحَيْبَةُ ابنتا عُلَيْبَةَ -قالَ مُوسَى: بِنْتُ حَرْمَلَةَ- وَكانَتا رَبِيبَتَي قَيْلَةَ بِنْتِ مَخْرَمَةَ، وَكانَتْ جَدَّةَ أَبِيهِما أَنَّها أَخْبَرَتْهُما أَنَّها رَأَتِ النَّبي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ قاعِدٌ القُرْفُصاءَ: فَلَمّا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المُخْتَشِعَ -وقالَ مُوسَى: المُتَخَشِّعَ في الجِلْسَةِ- أُرْعِدْتُ مِنَ الفَرَقِ (2).
* * *
باب في جلوس الرجل
[4846]
(ثنا سلمة بن شبيب) روى عنه الجماعة سوى البخاري (حدثنا عبد اللَّه بن إبراهيم) الغفاري المدني (حدثني إسحاق بن محمد الأنصاري) مجهول، تفرد عنه الغفاري.
(عن رُبيح) بضم الراء المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون المثناة
(1) رواه الترمذي في "الشمائل المحمدية"(130)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(782)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 334.
وصححه لغيره الألباني في "السلسلة الصحيحة"(827).
(2)
رواه البخاري في "الأدب المفرد"(1178)، والترمذي في "الشمائل"(127)، والبيهقي في "السنن الكبرى" 3/ 333.
وصححه الألباني في "صحيح الأدب المفرد"(902).
تحت (1) بعدها حاء مهملة (بن عبد الرحمن) بن أبي سعيد الخدري، قال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به (2). قال المنذري: قال محمد بن عبد اللَّه بن عمار: ثقة (3).
(عن أبيه) عبد الرحمن (عن جده أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس) مع أصحابه في غير الصلاة (احتبى) والاحتباء أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه يجمعهما بثوب يحيط بذلك مع ظهره ليشد ساقيه إلى بطنه، وهي جلسة الأعراب، ومنه الحديث:"الاحتباء حيطان العرب"(4) أي: ليس في البراري حيطان يستندون إليها، فاذا أرادوا أن يستندوا احتبوا؛ لأن الاحتباء يمنعهم من السقوط ويصير لهم كالجدار، والثوب الذي يحتبون (5) به يسمى الحبوة، وهذِه الحبوة تستعملها الصوفية؛ لأنها تمنعهم من النوم على الأرض مضطجعين؛ فإنهم ينامون محتبين؛ ليكون نومهم خفيفًا لا يستغرقون فيه ولا ينتقض وضوؤهم إذا ناموا مع الاحتباء؛ لتمكن مقعدهم من الأرض.
(بيده) أي: بيديه جميعًا عوضًا عن الثوب، كما جاء في البخاري عن ابن عمر: رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بفناء الكعبة محتبيًا بيديه (6).
وفي هذا بيان تقلله صلى الله عليه وسلم من الدنيا وشدة عيشه وتخشنه، وتعوضه عن
(1) ساقطة من (م).
(2)
"الكامل" 4/ 112.
(3)
الذي في "مختصر سنن أبي داود" 7/ 192: قال الإمام أحمد: ربيح ليس بالمعروف.
(4)
رواه الرامهرمزي (117)، والقضاعي في "الشهاب" 1/ 75 (68) عن معاذ بن جبل مرفوعا.
(5)
في (ل، م): يحتبوا. والمثبت هو الصواب.
(6)
"صحيح البخاري"(6272).
الحبوة التي تصنع في هذا الزمان بأنواع النقوش والتحاريم والمغالاة في حسنها بيديه الكريمتين، كما كان عيسى عليه السلام يتعوض عن المشط بأصابع يديه يخلل بهما لحيته، وكانت الصحابة رضي الله عنهم يستعملون الآلة الواحدة بمنافع كثيرة، فيستغنون بها عن آلات كثيرة، وكل هذا تقلل من الدنيا، "كن في الدنيا كأنك غريب"[كما في الحديث](1)؛ إذ الغريب المسافر يتقلل من الآلات ما أمكنه؛ لثقل حمله على الدواب، واللَّه الموفق.
(قال) المصنف (عبد اللَّه بن إبراهيم) بن أبي عمرو (منكر الحديث). وقال ابن حبان: يضع الحديث (2). وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه (3).
[4847]
(حدثنا حفص بن عمر) الحوضي، شيخ البخاري (وموسى ابن إسماعيل، قالا: ثنا عبد اللَّه بن حسان) أبو الجنيد (العنبري) البصري، أخرج له البخاري في كتاب "الأدب".
(حدثني جدتاي صفية ودحيبة) بضم الدال وفتح الحاء المهملتين وسكون ياء التصغير ثم موحدة (ابنتا عليبة) بضم العين المهملة وبعد ياء التصغير باء موحدة، العنبرية، مقبولة (قال موسى) بن إسماعيل: هي (بنت حرملة) قال الذهبي: جدها حرملة (4). لا أبوها، وهو حرملة ابن عبد اللَّه بن إياس التميمي، ذكره البخاري في كتاب "الأدب"(5)،
(1) ساقط من (م)، والحديث رواه البخاري (6416) من حديث ابن عمر.
(2)
نسبه في "المجروحين" 2/ 37 إلى الوضع، وانظر:"تهذيب الكمال" 14/ 275.
(3)
"الكامل" 5/ 319.
(4)
"الكاشف" 2/ 507 (6990).
(5)
"الأدب المفرد"(222).
وهو صحابي (وكانتا ربيبتي قيلة) بفتح القاف وسكون التحتانية (بنت مخرمة) العنبرية، وقيل:(وكانت جدة أبيهما) وربتهما وحضنتهما.
(أنها أخبرتهما أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم) وقد مر طرف من هذا الحديث في إقطاع الأرضين من كتاب الخراج والإمارة، بلفظ: أنها أخبرتهما قالت: قدمنا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. . . الحديث بطوله (1)، قال في "الاستيعاب": قد شرح حديثها أهل العلم بالغريب، وهو حديث حسن (2).
(وهو قاعد القرفصاء) بضم القاف والفاء، قال الفراء: إذا ضممت مددت، وإذا كسرت قصرت، وهي جلسة المحتبي بيديه، قال البخاري في باب الاحتباء باليد: وهو القرفصاء (3). وهي جلسة المستوفز، وهي أن يجلس على أليتيه ويلصق فخذيه ببطنه، ويحتبي بيديه يضعهما على ساقيه كما يحتبي بالثوب، تكون [يداه مكان] (4) الثوب. قالت:(فلما رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم المختشع) بضم الميم وسكون الخاء، وهو معرفة في معنى النكرة، أي: رأيته مختشعًا.
(وقال موسى) بن إسماعيل (المتخشع) بتقديم التاء على الخاء، وهما بمعنى واحد، يقال: خشع واختشع وتخشع، والخشوع أثر الخوف والسكون والخضوع للَّه، وأصله النظر إلى الأرض وخفض الصوت. قال الليث: الخشوع قريب المعنى من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن، والخشوع في القلب والبصر والصوت (5).
(1) تقدم برقم (3070).
(2)
"الاستيعاب" 4/ 459.
(3)
"البخاري" قبل حديث (6272).
(4)
مكانها في (م) بياض بمقدار كلمة.
(5)
انظر: "إكمال المعلم" 8/ 563.
(في الجلسة) بكسر الجيم هي الهيئة، والجلسة بالفتح: المرة الواحدة من الجلوس (أُرعدت) بضم الهمزة مبني لما لم يسمَّ فاعله يعني: فرائصي، أي: أرجفت واضطربت (من الفرق) بفتح الفاء والراء، أي: من شدة الخوف والفزع، وفيه ما كان عليه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وجمع فيه من حسن السمت وكثرة الخشوع والخضوع والأخلاق الجميلة، حتى كان يخافه ويرتجف منه من رآه من شدة المهابة التي أعطيها وأوقعها اللَّه في قلوب من شاهده، حتى كان يسكِّنهم، فلقد قال للذي أرعدت [فرائصه] (1) عند رؤيته:"إني ابن امرأة تأكل القديد"(2) إلى غير ذلك، وكذا مهابته إذا ذكر، فقد كان جعفر بن محمد كثير الدعاء والتبسم، فإذا ذُكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه [وتغير لونه](3)، وما كان يتحدث عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة. وكان عبد الرحمن بن القاسم إذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم يُنظر إلى لونه كأنه ينزف منه الدم، ويجف لسانه في فمه (4).
* * *
(1) زيادة يقتضيها السياق.
(2)
رواه الطبراني في "الأوسط" 2/ 64 (1265)، والحاكم 2/ 467 من حديث جرير ابن عبد اللَّه. قال الهيثمي في "المجمع" 9/ 20: رواه الطبراني في "الأوسط"، وفيه من لم أعرفهم. ورواه ابن ماجه (3312)، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"(132)، والحاكم 3/ 48 من حديث أبي مسعود.
قال البوصيري في "زوائده"(1084): هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. وانظر: "السلسلة الصحيحة"(1876).
(3)
ساقطة من (م).
(4)
انظر: "الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم" 2/ 42.